صلالة - عادل بن سعيد اليافعي

قال نائب رئيس لجنة غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة ظفار ورئيس لجنة التنمية الزراعية والثروة الحيوانية الشيخ أحمد بن سالم مرعي الشنفري، إن مناقشة التصحر بجبال محافظة ظفار يعد أمرا مهما وحيويا وبخاصة أن هذا الأمر حظي باهتمام كبير وشامل من لدن مولانا السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- .

وهذا الأمر يعطينا الحافز والداعم دائما الى أن نتناقش ونتحاور ونسعى لإيجاد الحلول جميعا لهذه المشكلة الخطيرة وأن إعطاء الأهمية لمعالجة ظاهرة التصحر في جبال محافظة ظفار من قبل الجهات المعنية حيث أنه منذ العام 2002 تم انعقاد أول ندوة بصلالة لمعالجة ظاهرة التصحر وصدور 12 توصية حول ذلك لم ينفذ أغلبها منذ ذالك التاريخ وما زالت ظاهرة التصحر تتفاقم وهذا ما دعانا هنا بالغرفة وفي لجنة التنمية الزراعية والثروة الحيوانية إلى المطالبة بعقد ندوة لتقييم ما تم إنجازه في التوصيات والخروج بآليات لمعالجة التصحر بتحديد مدة زمنية للتنفيذ ولجان للمتابعة.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في الحلقة النقاشية التي عقدت أمس بمقر غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة ظفار وذلك بحضور عضو مجلس إدارة الغرفة ورئيس فرع الغرفة بصلالة الشيخ عامر بن أحمد العمري ورئيس لجنة التنمية الزراعية الشيخ أحمد بن سالم مرعي الشنفري وبحضور أعضاء مجلس الشورى بالمحافظة.

بعد ذلك قال عضو مجلس الشورى بمحافظة ظفار عن ولاية طاقة سعادة الشيخ مسلم بن علي المعشني: إن مثل هذا الموضوع يعد أمرا مهما للغاية ويجب أن نتفاعل معه سويا بحيث نوجد آليات تمكننا سويا من حل هذه المعضلة الكبيرة التي تمس كل فرد في المجتمع ونحن اليوم نتحاور ونتناقش في هذا الموضوع مع أشخاص متخصصين في هذا المجال وسعدنا بهذا الحشد الكبير الذي ينم عن اهتمام واسع وكبير لهذه الظاهرة الخطيرة التي نخشاها سويا.

بعد ذلك قال الخبير البيئي الدكتور ناجي بن بخيت بن محمد المشيخي: إن محافظة ظفار تختزن كنوزا من الموارد الطبيعية المتجددة جعلتها محط أنظار الحضارات الغابرة فهي مهد شجرة اللبان في جزيرة العرب وموطن الخيول العربية الأصيلة، وبها تنوع نباتي فريد يشتمل على أكثر من 750 نوعا، منها 50 نوعا مستوطنا في ظفار ولا يوجد مشابها له في العالم . ناهيك عن ثروتها الحيوانية التي تمثل 74 % من الأبقار و71 % من الإبل و71 % من الأغنام على مستوى السلطنة ولقد استطاع ريف ظفار وعلى مر العصور التكيف مع المتغيرات الطبيعية والمناخية المتعاقبة وظل التجدد سمة بارزة من سماته . فالتوازن بين طاقة الحمولة الرعوية وأعداد الثروة الحيوانية كانت تحكمه نظم وأعراف ترتكز أساسا على نظامي الإراحة والرعي المؤجل ومنذ مطلع عصر النهضة المباركة ونظرا للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية تغير نمط حياة الإنسان في ريف ظفار وغدا أكثر ميلا الى المدنية والاستقرار، مما كان له أثر مباشر على تغير نمط إدارة الموارد الرعوية والثروة الحيوانية وإحداث الخلل في عملية التوازن القائمة منذ قرون بين أعداد الثروة الحيوانية وطاقة الحمولة الرعوية في ريف ظفار وهو ما أدى الى الإفراط في استخدام المراعي والغابات والوصول الى مرحلة التصحر ولقد أدرك مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظة الله ورعاه- مخاطر وتداعيات التصحر وهو ما دفع جلالته الى إسداء توجيهاته لعقد ندوة التصحر في 2002 والتي تمخضت عنها اثنتا عشرة توصية تكرم مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه اله ورعاه- باعتمادها واليوم وبعد انقضاء 7 سنوات لم يتم تنفيذ الكثير منها وساءت حالة المراعي والغابات في ريف ظفار بسبب الرعي الجائر وإفرازات التنمية ومخرجاتها والنقص في التشريعات والقوانين والتداخل في الاختصاصات بين الجهات الحكومية المختلفة وانتشار الآفات والحشرات والأمراض وتعاقب فترات الجفاف كل ذلك أدى الى تدني الإنتاجية الكلية لأراضي المراعي والغابات وتعرية التربة وانجرافها وتغير سلوك الحيوان وتقشيره للحاء الأشجار واقتلاع جذورها وأكل روث الإبل في ضوء هذا الواقع وبطلب من لجنة التنمية الزراعية بفرع الغرفة بمحافظة ظفار عكف فريق علمي طيلة الأشهر الفائتة على تشخيص المشكلة ودراسة مختلف جوانبها وتداعياتها على عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في محافظة ظفار أفضت الى جملة من الحلول والآفاق التي نأمل بأن تسهم بشكل إيجابي في إقناع معالي الشيخ وزير الدولة ومحافظ ظفار إلى أخذ هذا الملف مجددا إلى المقام السامي مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والحظوة بتوجيهات جلالته السامية نحو عقد ندوة تقييمية لتوصيات ندوة التصحر 2002 للوقوف على ما تم إنجازه وتبيان الإخفاقات التي حالت دون تنفيذ مجملها .