المتاحف .. خاوية على عروشها حتى في يومها الع&#

    • المتاحف .. خاوية على عروشها حتى في يومها الع&#

      * يونس البوسعيدي: المواعيد والزحام كسرا إصراري .

      مهتمون: الجميع مقصر ونأمل توحيد الأشراف على متاحف السلطنة لجهة واحدة .

      مسقط - خميس السلطي

      تشكل المتاحف إرثا ثقافيا لدى الشعوب المختلفة، فهي أداة تعكس ما خلفته الأمم عبر الأزمنة من مفردات وتفاصيل حياتية بديعة، كما أن السلطنة هي بمثابة المتحف الثقافي العميق في جذوره، وذلك من خلال ما تضمه من مفردات ثقافية متنوعة، كما أن هناك متاحف عمانية كثيرة من بينها المتحف الوطني والمتحف العماني، ومتحف التاريخ الطبيعي والمتحف العماني الفرنسي، ومتحف قلعة صحار ومتحف ولاية مدحاء ومتحف صلالة ومتحف العملات النقدية العمانية ومتحف بيت الزبير ومتحف الطفل، إلا أن هناك فجوة واضحة في تلقي ثقافة المتاحف بين أفراد المجتمع العماني، فقلما نجد زيارات شبه منتظمة إلى هذه المتاحف، إلا ما ندر سواء كان ذلك من جهات رسمية أو خاصة، فالوعي الأسري غائب كل الغياب عن زيارات هذه المتاحف للتعرف على مقتنياتها، والعزوف مشاهد بصور شتى وفي اليوم العالمي للمتاحف الموافق 18 مايو من كل عام حيث تفتح المتاحف أبوابها مجانا للزوار وقد قمنا يوم الثلاثاء الفائت بزيارة عدد من متاحفنا بمسقط فلاحظنا غياب الجمهور فتساءلنا عن السبب المباشر في هذا العزوف، الإعلام؟ أم الجهات الرسمية المعنية بهذه المتاحف؟ أم المجتمع نفسه الذي غيّب هذا النوع من الزيارات وتغيب عن الحضور؟

      * مسؤولية جماعية

      بداية يقول الفنان العماني المتميز ماجد المرزوقي: بالنسبة للسبب الرئيسي حول العزوف الواضح لزيارة المتاحف في السلطنة في تقديري الشخصي أجد أن تسلسل المسؤولية يأتي على النحو الآتي:

      أولها الجهات الرسمية والمعنية بهذه المتاحف مقصّرة في ترويجها بشكل واضح وكبير إذ من النادر جداً نجد إعلانا ترويجيا في الصحف أو المجلات عن أي متحف إلا (ساعات فتح وإغلاق المتاحف) وكأنها "الصيدليات المناوبة" مع خالص التقدير للصيدليات، كذلك نجد أن الإعلام المرئي والمسموع غير مستغل من قبل الجهات الرسمية والمعنية بالمتاحف في عمل إعلانات ترويجية لها.

      ثانيا كما يتجلى لنا عدم استفادة تلفزيون السلطنة من تقديم برامج ثقافية تثري المشاهد وتعرّفه بمقتنيات هذه المتاحف حيث مما لا شك فيه أن لكل قطعة أثرية فنية أو ثقافية موجودة في أي متحف من المتاحف بالتأكيد أن لها قصة رائعة، من الرائع جداً أن يعرفها المشاهد ويدرك أهميتها في بناء حضارتنا التي نعيش عبقها الشامخ.

      ثالثا المجتمع بعد ما تقدم في تسلسل على عاتق من تقع مسؤولية نشر الوعي بوجود متاحف يأتي المتلقي "الجمهور" وهذا ما هو معروف بطبيعة الحال فبعد أن يتم الترويج الناجح المدروس، من المؤكد سيتوافد الجمهور بمختلف فآته لزيارة هذه الأماكن المهمة.

      مقترح بسيط: إدارة جميع المتاحف في السلطنة من قبل جهة واحدة فقط ويا حبذا لو كانت وزارة السياحة مهما كان نوع المتحف سواء كان تاريخيا أو طبيعيا أو عسكريا.

      * بصمات متشابهة

      أما الشاعر يونس البوسعيدي فيقول: عندما كنتُ في باريس قلتُ في نفسي وبإصرار: لن أُفوّت فرصة الدخول إلى متحف اللوفر.. لكن المواعيد والزحام العظيم كسرا إصراري.

      إلى الآن لا أعرفُ بالضبط ماذا يوجد في متحف اللوفر.. أسمع بوجودِ لوحاتٍ فنية غالية القيمة ماديا ومعنويا، وأسمع عن وجود آثارٍ عربية (مسروقةٍ) بطريقةٍ شرعية وغير شرعية فيه، لكني ما أعرفه أن الفرنسيين والأوروبيين يهتمون بدخول هذا المتحف والمتاحف الأخرى بصورة مهمة على نقيضنا نحن.

      سألتُ مستشرقة صادفتها وصاحبتها في فرنسا وكانت زارتنا في عُمان وتجولت في مسقط والشرقية وصوّرت صُورًا تذكارية (بالبرقع البدوية) وعرضتها في "الفيس بوك" عن انطباعِها عن عُمان..

      وأجابتني بشيء لفت نظري عن المتاحف، فقالت معظمها متشابه وتستطيع أنْ تتجول فيه ريثما تنتهي من أكل الشوارما، بالطبع كلامُها ليس حُجة ولكن العجب يزول إذا علمنا أن عدة متاحف (وقلاع أو حصون مُتَحَفّة) تعرض بين جدرانها الأُزُرَ والجحال والمناسيل.. البصمة متشابهة/ لا أدري لماذا يعوز القائمين على تلك القلاع أفكارًا بسيطة مثل شرح الأدوار التاريخية التي مرّت بها هذه القلاع وتحمل تكاليف فيلم سينمائي بسيط مدته عشر دقائق وأتوقع أن الأمر سيكون مجديًا . كما أنه جميل لو نقيم نُصبًا تذكارية لشخصيات عمانية عظيمة غيرت مجرى التاريخ كالخليل بن أحمد وابن ماجد والسيد سعيد بن سلطان.. وأتوقع أن انتصابهن سيكون أكثر جمالا من ساعة برج الصحوة. وهذا سيساعد في التعريف بعراقة هذا الوطن وإبرازه كمتحف مفتوح وشاهد حضاري حيّ.

      كما أنني أحب التركيز دائمًا على النشء وليت لي يدٌ في المناهج الدراسية.. فغرس ثقافة قضاء بعض أوقات الفراغ عند العُمانيين وإكساب العائلة معلومة من المتحف خير من تكدسهم أمام شاشات التلفزيون كما يتذمر بعضهم. نحن في حاجة إلى ثقافة تعيد صياغة سلوكياتِنا وتتذكر جيدًا أننا بلد تاريخي بعمق التاريخ لها حضارته التي ذرا عليها بعض الغبار إننا متواضعون أكثر من اللازم.. أتذكر هنا تشبيهًا أنه من الأجمل أن نكون عذق نخلة عن عرق فجل مدسوس في الأرض.

      * تكاتف الجهود

      خالد الذهلي وهو رجل قانون ومهتم بالثقافة والأدب فيقول: التقدم والتطور وتسارع الخطوات هو مطلب ضروري لمواكبة العصر، ولكن هذا لا يعني أن نتجاهل التراث الذي يشكل الأكتاف التي حملتنا لما نحن علية الآن، فلا ننسى ذلك الفضل، فالاطلاع على الموروث هو ثقافة لا تعيها إلا العقول المتحضرة، بالفعل فلماذا لا نزرع ذلك في الجيل الجديد ليبني مستقبلا له أساس قويم فتجاهلنا للتراث وعد الاهتمام به من شأنه أن يضعف ثقة الأجيال القادمة بمن سبقوا مسؤولية الحفاض على الموروث تقع على عاتق كل من البيت والمدرسة والمؤسسات الحكومية المختصة بذلك فلا بد من تكاتف الجهود من قبل الجهات سابقة الذكر للحفاض على تراثنا فدور البيت هنا يتمثل في قيام الأب بتنظيم رحلات للمتاحف والأماكن الأثرية لبيان التطور والتقدم الذي سعى إليه آباؤنا وأجدادنا ولابد أيضاً من قيام المدرسة بنفس الدور بالإضافة إلى تعزيز المناهج الدراسية بما من شأنه إحياء التراث في داخلهم وعدم الاكتفاء بالحكايات والقصص فقط فلابد من تنظيم رحلات ومحاضرات تهدف إلى إحياء التراث وترسيخه في عقول الطلبة وعلى الجهات الحكومية المختصة أيضاً فعل ما بوسعها للحفاض على الموروث وذلك من خلال تأهيل الأمكان التي تعرض فيها حضاراتنا السابقة وتقليل كلفة دخول تلك الأماكن ويفضل بأن تكون بالمجان لتحفيز وتشجيع المواطنين على الاطلاع على الموروث.

      أما زاهر بن هلال القلهاتي موظف بجهاز الرقابة المالية للدولة فيشير: للأسف قبل الحديث عن أي مسببات لعزوف المجتمع بصفة عامة عن عدم زيارة المتاحف هو لا بد أن نتحدث عن ثقافة المجتمع الذي نعيشه بأدق تفاصيله حول هذا الأمر، بالإضافة إلى غياب الإعلام بمختلف أنواعه عن إبراز أهمية المتاحف وما تحتويه وما تمثله لنا أيضاً من تاريخ وثقافة ورجعية، فالبرغم من تعدد وسائل الإعلام في السلطنة إلا أننا نفتقر إلى هذا الجانب، فربما المناسبات المتعلقة بالمتاحف هي من لها الفضل الكبير بإخبارنا بقيمتها الثقافية والتراثية، أضف إلى ذلك عدم وجود منشورات تشجيعية من قبل المختصين بإدارة المتاحف لترغيب المواطنين بزيارتها، ولا يخفى القول بأن رسوم الدخول تمثل عثرة في نظر المواطنين، فالوعي الكلي بثقافة وقيمة المتاحف مفقود تماما، لا يخفى على أحد فالمرشدون العاملون بالمتاحف يجب أن يكون أسلوبهم أفضل من ذلك (هذا موقف شخصي كنت في زيارة لأحد المتاحف وأحسست بأن المرشد حتى وعندما يقوم بعمله إلا أن يُحسسك بالتكلف وإنه يُقدم لك خدمة عظمى وبالكأد تسمع ما يقوله.

      * تجاهل!!

      فيما يشير سيف البادي موظف بقطاع الكهرباء بقوله: يتناسى الكثير منا زيارة المتاحف أثناء الإجازات الترفيهية بالرغم من المردود الثقافي الذي نجنيه من زيارة هذه الأماكن التي تزخر بالكثير من المعلومات سواء عن تاريخ البلاد أو معلومات عن الطبيعة والجغرافيا أو وثائق تاريخية وما شابه ذلك. وسبب هذا التجاهل يرجع إلى عدة أمور من بينها عدم وجود العلامات الإرشاديه إلى مثل هذه المواقع، وكذلك عدم معرفة الكثير من المواطنين عن مواقع هذه المتاحف وعن أوقات الزيارة والرسوم -إن وُجدت-. وتقع مسؤولية توعية المواطنين لزيارة المتاحف على عاتق الوسائل الإعلامية سواء كانت المقروءة أو المسموعة وكذلك على وزارة السياحة بنشرها الدوريات عن هذه المتاحف في المجمعات الشبابية والحدائق العامة والمدارس.

      * الجميع مُقصر

      أما حسن بن علي الحراصي وهو موظف بشؤون البلاط السلطاني فيقول: في هذا الجانب لا أدري إلى من أوجه أصابع الاتهام بالتقصير، في اعتقادي أن الجميع مقصر إن صح القول، فالجهات الرسمية وكأنها تمارس التحفظ على هذه الممتلكات القيمة التي توارثناها من أجدادنا، وثقافة الوعي بالمتاحف لا تزال قاصرة على فئات دون غيرها، تلك التي تأتينا من الخارج لتطلع على ثقافتنا، ونحن من هذا الأمر في خبر كان، لن نستغرب إن وجهنا سؤالا عابرا لأي مواطن في هذا البلد من أقصاه إلى أقصاه، ترى ماهي أهم المتاحف العمانية التي تزخر بتراثنا العريق، وبكل تأكيد ستأتي الإجابة فارغة إلا من رحم ربنا، كما ولي الأمر أيضا مقصر وبصورة كبيرة، فنراه يجول ويصول من مكان لآخر بغية الترفيه عن النفس ولكن لم يكلف نفسه هو الآخر التعرف على ثقافة بلده سواء كان هذا الأمر يتعلق به أو حتى بأبنائه، والأمر مستمر ولكن يحتاج إلى وقفة صريحة من قبل الجهات المختصة الرسمية منها والخاصة، أيضا لابد على المجتمع أن ينظر إلى الأمر بعين الاعتبار.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions