القرّاءة نوعان / متأنية وسريعه .
المتأنية ، عادة ما تسبقها قراءة سريعه وهي التي يستطيع القاري أن ينتقِلَ بين فقرات الكتابة ، ويلتقط الجُمل ، ويجد كل ما إهتمّ به . وبالتأكيد سيجد ما شرع إليه ، وما يحتاجه من قراءة .
أما القراءة السريع / فهي تحتاج إلى قراءة متأنية ، فاحصة على الأقل , فقد يجد القاري أن لديه الاءلمام الكامل لكل ما كُتب ، ومن خلال تلك القراءة المتأنية التي سبقتها قراءة سريعة أن يَلُم بالأصدارات والكتب الأخرى ، والكتّاب لهذه المؤلفات .
ما أُلاحظه من مجمل أعضاء هذه الساحة القريبة إلى عقلي وفكري ، أنه منذ بعيد أن هولاء الأعضاء الجدد او القدامى ينتهجون نهجاً غير صحيح . في القراءة ، وذلك بتصفحهم العشوائي الذي يدفع إلى الملل والسأم ، دون التركيز بذهنية متفحصة وعقلية واقعية . فتكون القراءة غير هادئة ، كيف هذا ..!؟ وما أسباب ذلك ..؟؟!
أحياناً سوف يقرأ العضو موضوعاً معيناً . ويقرأ بِنَهْم كأنه يأكل خُبزاً ، فقط ، يُريد أن يكمل الموضوع ، لاءمكانية الرد السريع ! ولكي يكون له حضوراً ، ليس إلا ...!!
سواء أكان ذلك الأسم أحبه أم يكرهه . المهم أنه ، يرد عليه بكلمتين مقتضبتين أو عبارتين همجتين ، او حرفين فيهما شكر وتمجيد ، دون أن يعرف ما كتب فيه .! او فقرتين مشجعتين دون الدخول في المضمون .. فيأتيه الرد الآخر / المُصاب بداء التسرع والعجلة ، ويغرق الموضوع إغراقاً . وهذا ما أدعو إليه أن تكون القراءة متأنية لا مستعجلة لأن ( فُجاءة الاءنسان تأتي من عُجالته .. ) هكذا قالها أحد المفكرين العمانيين من الشباب . إنها فعلاً هي العُجالة التي تفقد الذوق الجمالي لكل شيء . !
لذا أشترط على كل قاري .. وهذه دعوة ، أقدمها كشرط إلزامي لمن يُريد أن يدخل في حرية التعبير الكتابة .. وأنا أُلزم به نفسي ، كما أرغب أن يكون إلتزام بين القاري الواعي وبين نفسه ، على أن لا يتعجل ..! وأن لا تكون الردود مريضة كي لا يمرض الآخرين .. وعلينا أن نجعل من حساباتنا متوازية مع النظرة الأُخرى المستعجلة .!
الملاحظة الثانية /
هي دعوتي إلى الساحة العُمانية .. التكرم بمحاولة فتح الصدر على صفحاتحها المنتشرة ، وعلى المسؤلين أن يتقبلوا النقد ، فالنقد ليس نقصاً في الذات ولا في الشعور ولا قُصوراً في المكانة . ولا نزولاً إلى الحضيض . لكن النقد تقدم وأزدهار وإطمئنان على السّيْر الصحيح .. النقد يُلغي الحساسية عند كل متعلم / مثقف/ واعٍ .. وعلى المشرف / المراقب قياس ذلك ، لأن لكل كاتب له تمكين ، وتمكُّن من الكتابة وله رُؤيته أيضاً وله موقفه .. فليس كل كاتب / مشرف قرآناً يُتلى ولا مواضيع الأعضاء ناطقة من السماء ..!
فلكل له الحق في أن يأخذ رداً ..وله الحق في المساحة من الكتابة .. وفقاً لقدراته الاءنشائية ، ومعرفته القرائية ، وحصيلته المعرفية .. فلماذا نُطالبه بأكثر مما يستطيع ، ولماذا نكلفهُ ما لا طاقة له بها .. ومادام الكاتب يكتب لغيره ، فمعنى هذا أن المادة خرجت من يده ، وعليه أن يُعطي المتذوق حرية الرد كيفما شاء .. ونجعله يروي عطشه كما يتصوّر حسب رؤيته المعرفية والثقافية .. وهذه من أبسط الحقوق ، لأن حقوق المتذوق كالمشاعر الأنسانية فيها مزاجات ومذاقات .
إنني أستقي هذه المقدمة من خلال ملامستي بعض القضايا والتعاطي الأخوي المجرد من القيمة أحياناً .. وأنا متواجد بينكم متفحص لآرائكم الكريمة ، وأدافع عن حُريات قراءاتكم ، مستعيناً من معين تلك الردود الخاطفة ، والملاحظات الهادفة أحياناً ، لكن غالباً ما تَنْفَصِل تلك الردود وتذهب إلى منحىً آخر ، حتى ولو كان الشخص خاطئاً ، خطأً مطبعياً أو حاول تحوير الحقيقة ، او الأبتعاد عن الموضوع المراد .. فإن بعض الأعضاء يكونون كالند ، ضِداً لُداً .. وهذا لا يصح أبداً . وإن كانت بعض الأقلام تُحاول ان تُضخم نفسها وهي في بداية الطريق ، بل أحيانا أجدها على مفترق طرق، لا تعرف كيف المخرج ..!! وهذا بحق يشكل إنتكاسةٍ كبيرةٍ من أول خُطوة طرقها العضو وعلى المشرفين واجب التعامل المرن مع كل الأعضاء ،بمختلف شرائحهم ومكانتهم الاءجتماعية في أحيان أُخرى ، فإننا لا نعرف من الذي نخاطبه .. ومن الذي نُلقي عليه تهمنا .. ونكيل عليه إنحرافات أقلامنا.. وهوجاءات ألسنتنا .. لذا، علينا أن نَفْهم العضو من خلال كتاباته .. من خلال ثقافاته التي تُطالعنا كل حين .. وعلينا أن نلتمس أعذارٌ لكل ِمنَّا ، حتى ولو أخطأنا أو أخطأ غيرنا علينا . لأن الشفافية خيرٌ من الوقاحة .. كما قِيل ( الوقاية خير من العلاج ) .
قبل الختام /
أتمنى مشاركة كل الأعضاء والمسؤولين والمنتسبين لهذه الساحة المشاركة الجماعية كي أخرج وإياكم بحصيلة معرفية، فأستقي منها أهدافاً موصلة إلى حقائق تُساعدنا على دفع معنويات المبدعين إلى الأفضل .
تحياتي للجميع .