مسقط - حمدي عيسى عبد الله
العالم ما كاد العالم يستفيق من صدمة تحطم الطائرة اللبيية قرب مطار طرابلس حتى جاءت كارثة الطائرة الهندية التي حدثت أمس الأول لتزيد من الجرح، وبخاصة أنها كانت تقل 166 شخصا نجا منهم 7 فقط، وقد تمكنت السلطات الهندية من انتشال جثث كل الضحايا ومعظمها كان متفحماً حيث تم تحديد هوية 104 ضحايا سلمت لذويها في حين يعمل المختصون على تحديد هوية بقية الجثث، وقد وصل فريق تحقيق يتكون من خبراء أمريكيين ويابانيين للمساعدة في التحقيق، وطبعا يبقى الأمل معقوداً على الصندوق الأسود الذي تم العثور عليه يوم الحادث في انتظار تحليل معطياته لتحديد سبب الكارثة.
2009 سنة سوداء
حينما نعود بالذاكرة إلى الوراء وننبش أوراق التاريخ نجد أن حوادث الطيران تزايدت بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة، حيث يقول المختصون إن العام 2009 كان عاما أسود بالنسبة لعالم الطيران، إذ شهدت تلك السنة العديد من الكوارث الجوية التي أودت بحياة المئات من المسافرين، وبلغة الأرقام نجد أنه في الشهور الستة الأولى من العام 2009 شهد العالم 12 حادثاً جوياً أي بمعدل حادثين كل شهر، وهو رقم كبير جعل المختصين يدقون كل نواقيس الخطر ويشددون على الصرامة في معايير السلامة، والأيام الأخيرة أيضا شهدت حوادث عديدة إذ إن العاشر من أبريل الفائت سجل نقطة سوداء بتحطم طائرة بولندية قرب مطار سموليسك الروسي خلّف 132 ضحية من بينهم الرئيس البولندي كاتشينسكي وعقيلته والعديد من المسؤولين البولنديين.
** الشهر الحالي مرعب
أما الشهر الحالي (مايو) والذي يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة فيبدو أنه سيسجَل في ذاكرة الطيران بالسواد القاتم، إذ شهد إلى اليوم 3 حوادث جوية مؤلمة؛ كان الأول منها في اليوم الـ 12 منه، حيث تحطمت طائرة ليبية قرب مطار طرابلس تابعة لشركة الخطوط الجوية الأفريقية كانت قادمة من مطار جوهانسبورج بجنوب أفريقيا ونجم عن هذا الحادث وفاة جميع ركابها الـ103 ونجاة طفل هولندي واحد يبلغ من العمر 9 سنوات أطلق عليه الهولنديون اسم "معجزة طرابلس".
وبعد 5 أيام فقط من ذلك الحادث شهدت أفغانستان مأساة أخرى، حيت تسببت الأحوال الجوية السيئة في تحطم طائرة تابعة لشركة طيران أفغانية كانت تقوم برحلة داخلية ونتج عن ذلك مقتل جميع ركابها الذين كان عددهم 43 راكباً بالإضافة إلى طاقمها، والحادث وقع في منطقة وعرة مما أخر عملية الإنقاذ حيت لم تتمكن فرق النجدة من تحديد مكان سقوط الطائرة إلا بصعوبة ووصلت إلى مكان الحادث بعد ثلاثة أيام كاملة من سقوط الطائرة.
وقبل أن يلفظ شهر مايو أنفاسه الأخيرة استيقظ العالم أمس الأول على وقع خبر تحطم طائرة هندية كانت تقوم برحلة بين دبي والهند وكانت تقل 166 راكبا نجا منهم 7 فقط أما البقية فقد عثر عليهم جثثا معظمها متفحمة بسبب النيران التي شبّت في الطائرة بعد انفجارها.
** الإقلاع والهبوط أصعب اللحظات
الحديث عن الكوارث الجوية وسقوط الطائرات وتحطمها يجعلنا بحاجة ماسة للتعرف على أسباب هذه الحوادث المأساوية، حيث نجد أن هناك عدة عوامل تقف وراء هذه المآسي، ويقول المختصون إن الخطأ البشري يمثل 72% من أسباب الحوادث الجوية، وغالباً ما يكون الخطأ البشري في الإقلاع أو الهبوط وهما أصعب لحظتين في رحلة الطائرة لأنهما تتطلبان دقة عالية وسرعة محددة وتحكما كبيرا وأي خطأ مهما كان صغيرا قد يسفر عن كارثة حقيقية، ومن أشهر الحوادث التي كان الخطأ في الهبوط سببها ذلك الذي وقع في العام 2008 حيث تحطمت طائرة إيرباص تابعة لشركة طيران الخليج في البحر قبالة سواحل البحرين والسبب يعود إلى الإفراط في السرعة عند الشروع في عملية الهبوط، وأكدت وسائل الإعلام أن "برج المراقبة طلب من قائد الطائرة إيرباص 320 التابعة لشركة طيران الخليج ألا تهبط؛ لأن سرعتها كانت مرتفعة جدًّا".
وأضافت المصادر مستندة إلى ما دار من حديث بين الطيار وبرج المراقبة وإلى صور الرادار في مركز الملاحة الجوية في البحرين "لو هبطت الطائرة لأنهت مشوارها خارج المدرج". وامتثل قائد الطائرة إلى التوصيات وعاود الصعود. ودارت الطائرة مرتين لخفض سرعتها ثم عادت لتهبط من جديد، ولكن برج المراقبة أشار مجددًا إلى أن سرعتها ما زالت مرتفعة جدا فصعدت مجددا.
وتابعت الصحيفة قائلة: "وفي المحاولة الثالثة قام الطيار بدورة قصيرة فقد على إثرها السيطرة على الطائرة بسبب الإفراط في السرعة الأمر الذي جعلها تهوي في البحر بالقرب من بداية مدرج المطار".
** فقدان السيطرة
الخطأ البشري لحظتي الإقلاع والهبوط قد ينجم عنه فقدان السيطرة على الطائرة في بعض اللحظات والتي قد تكون مجرد أجزاء من الثانية لكنها كافية لحدوث كارثة، وهذا ما شهدته أسبانيا مثلاً صيف العام 2000 عندما كانت طائرة من طراز «إم دي – 80» تحاول الإقلاع من مطار «باراخاس» بمدريد فوجئ برج المراقبة بانحراف الطائرة بشدة ناحية الجهة اليمنى للمدرج فور ارتفاع عجلاتها عن المدرج بقليل، لتنتهي كتلة من اللهب بالقرب منه، في بادئ الأمر، لم يعرف أحد ما الأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك، لكن مع مرور الوقت والتحريات اكتشف أن خطأ مشتركا من الطاقم وخلو الطائرة من نظام تنبيه لوضعية السطوح الرافعة بالجناح أدى لاختلال توازن الطائرة وفقدان الطاقم السيطرة عليها لتنتهي كتلة لهب على الأرض.
** الصيانة بدقة
الخطا البشري الذي يسبب كوارث مؤلمة لا يقتصر على الطيار فقط بل يمتد إلى مجال الصيانة والمراقبة، فالطائرات تخضع بعد كل رحلة إلى عملية فحص ومراقبة شاملة ودقيقة كما أنها تدخل الورشة لتخضع لعملية صيانة شاملة وذلك بصورة دورية وخلال هذه العمليات إذا كان هناك تهاون بسيط من أحد الفنيين وذلك بعدم الدقة أو إنجاز مهمته على أكمل وجه فإنه قد يتسبب في خلل فني أثناء الرحلة.
** اصطدام في الجو أو المطار
المراقبون الذين يوجهون الطائرات في مختلف المطارات يؤدون دوراً فعالاً، حيث إنه لا يمكن لأية طائرة أن تغادر المطار أو تحط فيه إلا إذا أخذت الإذن من برج المراقبة، لأن انطلاقها يحتم وجود مدرج فارغ يسمح لها بالانطلاق منه وكذلك أن يكون خط سيرها فارغا حتى لا تصطدم بطائرة أخرى، والشيء نفسه يكون أيضا حين هبوطها فلابد أن يكون المدرج الذي يستقبلها فارغا، وأي خطأ في التوجيه قد يسبب في اصطدام على أرضية المطار أو في الجو كما حدث في العام 1996حيث اصطدمت طائرة سعودية مع طائرة من كازاخستان في أجواء الهند مما خلف مصرع جميع ركاب الطائرتين البالغ عددهم 349 راكبا.
** الأحوال الجوية في قفص الاتهام
العلم تطور كثيرا وأصبح التنبؤ بالحالة الجوية أمرا ممكنا ولأيام عديدة، وبالتالي فإن الطيار يعرف ما ينتظره قبل الإقلاع ومستعد للمواجهة، وقد يمنعه المراقبون من الطيران إذا شعروا أن الحالة الجوية سوف تتسبب في إعاقة رحلة الطائرة مثل هبوب موجة رياح عاتية أو عاصفة تلجية مما يتسبب في عدم وضوح الرؤية، لكن رغم ذلك كثيرا ما يقول لنا الخبراء إن سبب كارثة جوية ما هو المناخ وذلك لتهاطل الثلوج أو الرياح أكثر مما توقع خبراء الأرصاد الجوية، وهذا طبعا يؤدي إلى عدم تحكم القبطان في الطائرة لتهوي به تماما مثلما حدث للطائرة الأفغانية التي تحطمت قبل أسبوع.
** لا للمخاطرة والمجازفة
قوانين النقل الجوي وضوابط السلامة تحتم على قائد الطائرة ألا يخاطر ويجازف أبدا، فإذا أحس أن الجو غير ملائم أو أن هناك شيئا غير عادي أو خللا فنيا ولو كان بسيطا فإن عليه فورا أن يبلغ أجهزة المراقبة ويطلب النزول اضطراريا في أقرب مطار، وقد تعرضت طائرة بوينج تابعة لشركة «أميركان إيرلاينز» لعطل في النظام الكهربائي فاستخدم طاقم القيادة البطاريات الاحتياطية على متن الطائرة وكان من واجبه الهبوط اضطراريا في أقرب مطار إلا أن إصرارهم غير المبرر لمواصلة الرحلة من سياتل إلى نيويورك والتي تستغرق عادة ساعة ونصف الساعة رغم علمهم بأن طاقة البطاريات لا تكفي سوى لنصف ساعة فقط، والنتيجة كانت فقدان الطائرة لنظامها الكهربائي كليا حتى لم يتمكن طاقم القيادة من رؤية أجهزة الملاحة وكادت أن تحدث كارثة إلا أن القبطان تمكن من النزول بالطائرة بسلام في مطار نيويورك وقد تعرض للمساءلة والعقاب من شركته.
** الحمولة الزائدة
بعض الطيارين يتساهلون في وجود حمولة زائدة على الطائرة وهذا ما يتسبب أحيانا في كارثة، إذ إن لكل طائرة حمولة محددة يجب ألا تتجاوزها أبدا، لذلك فإن تحديد شركات الطيران للوزن المخصص لكل راكب يهدف بالدرجة الأولى للمحافظة على الحمولة المسموح بها، وزيادة الحمولة تكون بدرجة أكبر في طائرات الشحن التي تكون مهمتها نقل البضائع والتي تخضع غالبا إلى عملية مراقبة دقيقة، ومن أبرز الحوادث المتفرقة والمتعددة الأسباب سقوط طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية قبل المدرج بأمتار بعد أن توقف محركاها الاثنان عن العمل تباعا من دون سابق إنذار إلى أن تبين أن السبب يرجع إلى تكون الجليد نتيجة وجود ماء في خزانات الوقود بعد تحليقها في رحلة طويلة فوق القطب الشمالي وهي قادمة من الصين وهذه الحادثة قد جعلت الخبراء يعملون على تفادي تكون الجليد في خزانات الوقود.
** الإرهاب وجه جديد
الإرهاب أطل بوجهه وفرض وجوده وبقوة في عالم حوادث الطيران، وكلنا يتذكر أحداث 11 سبتمبر الأسود حيث تم تحويل مسار الطائرة لتصطدم ببرج التجارة العالمي، لكن بداية الإرهاب لم تكن مع ذلك الحادث بل تعود جذورها إلى سنوات عديدة إذ إن صفحات تاريخ الطيران تسجل العديد من المآسي بسبب اختطاف طائرات وتغيير مسارها، حيث يقدم الخاطفون مطالبهم التي غالبا ما تكون مادية أو سياسية وقد يتسبب عدم الإذعان لمطالبهم في تفجيرهم للطائرة أو قتل بعض الركاب، وقد أصبح الإرهاب هاجسا يؤرق مضجع الطيران إذ تعددت حالات محاولة تغيير مسار الطائرات أو تفجيرها مما جعل الدول تشدد التفتيش في المطارات.
** الأزمة أثرت كثيراً
المختصون يرون أن تزايد حوادث الطيران يرجع بالدرجة الأولى إلى سببين مهمين؛ الأول هو الفقر الذي تعيشه بعض الدول مما جعل أسطولها الجوي يصيبه الهرم، لكن ولعدم وجود مورد مالي لشراء طائرات جديدة تضطر الدولة إلى استخدام ما لديها من طائرات رغم قدمها وكذلك عدم القيام بعمليات الصيانة واستخدام قطع غيار مستعملة بدلاً من الجديدة وهذا ما يخلف حودث عديدة.
والسبب الثاني بحسب المختصين يتعلق دائما بالجانب المادي حيث إن الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم أثرت كثيرا على عالم الطيران، فقد ألغت عدة شركات طلباتها لطائرات جديدة مكتفية بما لديها، واستعمال الطائرات القديمة خاصة التي تجاوزت عمرها الافتراضي ينطوي على مخاطرة كبيرة.
العالم ما كاد العالم يستفيق من صدمة تحطم الطائرة اللبيية قرب مطار طرابلس حتى جاءت كارثة الطائرة الهندية التي حدثت أمس الأول لتزيد من الجرح، وبخاصة أنها كانت تقل 166 شخصا نجا منهم 7 فقط، وقد تمكنت السلطات الهندية من انتشال جثث كل الضحايا ومعظمها كان متفحماً حيث تم تحديد هوية 104 ضحايا سلمت لذويها في حين يعمل المختصون على تحديد هوية بقية الجثث، وقد وصل فريق تحقيق يتكون من خبراء أمريكيين ويابانيين للمساعدة في التحقيق، وطبعا يبقى الأمل معقوداً على الصندوق الأسود الذي تم العثور عليه يوم الحادث في انتظار تحليل معطياته لتحديد سبب الكارثة.
2009 سنة سوداء
حينما نعود بالذاكرة إلى الوراء وننبش أوراق التاريخ نجد أن حوادث الطيران تزايدت بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة، حيث يقول المختصون إن العام 2009 كان عاما أسود بالنسبة لعالم الطيران، إذ شهدت تلك السنة العديد من الكوارث الجوية التي أودت بحياة المئات من المسافرين، وبلغة الأرقام نجد أنه في الشهور الستة الأولى من العام 2009 شهد العالم 12 حادثاً جوياً أي بمعدل حادثين كل شهر، وهو رقم كبير جعل المختصين يدقون كل نواقيس الخطر ويشددون على الصرامة في معايير السلامة، والأيام الأخيرة أيضا شهدت حوادث عديدة إذ إن العاشر من أبريل الفائت سجل نقطة سوداء بتحطم طائرة بولندية قرب مطار سموليسك الروسي خلّف 132 ضحية من بينهم الرئيس البولندي كاتشينسكي وعقيلته والعديد من المسؤولين البولنديين.
** الشهر الحالي مرعب
أما الشهر الحالي (مايو) والذي يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة فيبدو أنه سيسجَل في ذاكرة الطيران بالسواد القاتم، إذ شهد إلى اليوم 3 حوادث جوية مؤلمة؛ كان الأول منها في اليوم الـ 12 منه، حيث تحطمت طائرة ليبية قرب مطار طرابلس تابعة لشركة الخطوط الجوية الأفريقية كانت قادمة من مطار جوهانسبورج بجنوب أفريقيا ونجم عن هذا الحادث وفاة جميع ركابها الـ103 ونجاة طفل هولندي واحد يبلغ من العمر 9 سنوات أطلق عليه الهولنديون اسم "معجزة طرابلس".
وبعد 5 أيام فقط من ذلك الحادث شهدت أفغانستان مأساة أخرى، حيت تسببت الأحوال الجوية السيئة في تحطم طائرة تابعة لشركة طيران أفغانية كانت تقوم برحلة داخلية ونتج عن ذلك مقتل جميع ركابها الذين كان عددهم 43 راكباً بالإضافة إلى طاقمها، والحادث وقع في منطقة وعرة مما أخر عملية الإنقاذ حيت لم تتمكن فرق النجدة من تحديد مكان سقوط الطائرة إلا بصعوبة ووصلت إلى مكان الحادث بعد ثلاثة أيام كاملة من سقوط الطائرة.
وقبل أن يلفظ شهر مايو أنفاسه الأخيرة استيقظ العالم أمس الأول على وقع خبر تحطم طائرة هندية كانت تقوم برحلة بين دبي والهند وكانت تقل 166 راكبا نجا منهم 7 فقط أما البقية فقد عثر عليهم جثثا معظمها متفحمة بسبب النيران التي شبّت في الطائرة بعد انفجارها.
** الإقلاع والهبوط أصعب اللحظات
الحديث عن الكوارث الجوية وسقوط الطائرات وتحطمها يجعلنا بحاجة ماسة للتعرف على أسباب هذه الحوادث المأساوية، حيث نجد أن هناك عدة عوامل تقف وراء هذه المآسي، ويقول المختصون إن الخطأ البشري يمثل 72% من أسباب الحوادث الجوية، وغالباً ما يكون الخطأ البشري في الإقلاع أو الهبوط وهما أصعب لحظتين في رحلة الطائرة لأنهما تتطلبان دقة عالية وسرعة محددة وتحكما كبيرا وأي خطأ مهما كان صغيرا قد يسفر عن كارثة حقيقية، ومن أشهر الحوادث التي كان الخطأ في الهبوط سببها ذلك الذي وقع في العام 2008 حيث تحطمت طائرة إيرباص تابعة لشركة طيران الخليج في البحر قبالة سواحل البحرين والسبب يعود إلى الإفراط في السرعة عند الشروع في عملية الهبوط، وأكدت وسائل الإعلام أن "برج المراقبة طلب من قائد الطائرة إيرباص 320 التابعة لشركة طيران الخليج ألا تهبط؛ لأن سرعتها كانت مرتفعة جدًّا".
وأضافت المصادر مستندة إلى ما دار من حديث بين الطيار وبرج المراقبة وإلى صور الرادار في مركز الملاحة الجوية في البحرين "لو هبطت الطائرة لأنهت مشوارها خارج المدرج". وامتثل قائد الطائرة إلى التوصيات وعاود الصعود. ودارت الطائرة مرتين لخفض سرعتها ثم عادت لتهبط من جديد، ولكن برج المراقبة أشار مجددًا إلى أن سرعتها ما زالت مرتفعة جدا فصعدت مجددا.
وتابعت الصحيفة قائلة: "وفي المحاولة الثالثة قام الطيار بدورة قصيرة فقد على إثرها السيطرة على الطائرة بسبب الإفراط في السرعة الأمر الذي جعلها تهوي في البحر بالقرب من بداية مدرج المطار".
** فقدان السيطرة
الخطأ البشري لحظتي الإقلاع والهبوط قد ينجم عنه فقدان السيطرة على الطائرة في بعض اللحظات والتي قد تكون مجرد أجزاء من الثانية لكنها كافية لحدوث كارثة، وهذا ما شهدته أسبانيا مثلاً صيف العام 2000 عندما كانت طائرة من طراز «إم دي – 80» تحاول الإقلاع من مطار «باراخاس» بمدريد فوجئ برج المراقبة بانحراف الطائرة بشدة ناحية الجهة اليمنى للمدرج فور ارتفاع عجلاتها عن المدرج بقليل، لتنتهي كتلة من اللهب بالقرب منه، في بادئ الأمر، لم يعرف أحد ما الأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك، لكن مع مرور الوقت والتحريات اكتشف أن خطأ مشتركا من الطاقم وخلو الطائرة من نظام تنبيه لوضعية السطوح الرافعة بالجناح أدى لاختلال توازن الطائرة وفقدان الطاقم السيطرة عليها لتنتهي كتلة لهب على الأرض.
** الصيانة بدقة
الخطا البشري الذي يسبب كوارث مؤلمة لا يقتصر على الطيار فقط بل يمتد إلى مجال الصيانة والمراقبة، فالطائرات تخضع بعد كل رحلة إلى عملية فحص ومراقبة شاملة ودقيقة كما أنها تدخل الورشة لتخضع لعملية صيانة شاملة وذلك بصورة دورية وخلال هذه العمليات إذا كان هناك تهاون بسيط من أحد الفنيين وذلك بعدم الدقة أو إنجاز مهمته على أكمل وجه فإنه قد يتسبب في خلل فني أثناء الرحلة.
** اصطدام في الجو أو المطار
المراقبون الذين يوجهون الطائرات في مختلف المطارات يؤدون دوراً فعالاً، حيث إنه لا يمكن لأية طائرة أن تغادر المطار أو تحط فيه إلا إذا أخذت الإذن من برج المراقبة، لأن انطلاقها يحتم وجود مدرج فارغ يسمح لها بالانطلاق منه وكذلك أن يكون خط سيرها فارغا حتى لا تصطدم بطائرة أخرى، والشيء نفسه يكون أيضا حين هبوطها فلابد أن يكون المدرج الذي يستقبلها فارغا، وأي خطأ في التوجيه قد يسبب في اصطدام على أرضية المطار أو في الجو كما حدث في العام 1996حيث اصطدمت طائرة سعودية مع طائرة من كازاخستان في أجواء الهند مما خلف مصرع جميع ركاب الطائرتين البالغ عددهم 349 راكبا.
** الأحوال الجوية في قفص الاتهام
العلم تطور كثيرا وأصبح التنبؤ بالحالة الجوية أمرا ممكنا ولأيام عديدة، وبالتالي فإن الطيار يعرف ما ينتظره قبل الإقلاع ومستعد للمواجهة، وقد يمنعه المراقبون من الطيران إذا شعروا أن الحالة الجوية سوف تتسبب في إعاقة رحلة الطائرة مثل هبوب موجة رياح عاتية أو عاصفة تلجية مما يتسبب في عدم وضوح الرؤية، لكن رغم ذلك كثيرا ما يقول لنا الخبراء إن سبب كارثة جوية ما هو المناخ وذلك لتهاطل الثلوج أو الرياح أكثر مما توقع خبراء الأرصاد الجوية، وهذا طبعا يؤدي إلى عدم تحكم القبطان في الطائرة لتهوي به تماما مثلما حدث للطائرة الأفغانية التي تحطمت قبل أسبوع.
** لا للمخاطرة والمجازفة
قوانين النقل الجوي وضوابط السلامة تحتم على قائد الطائرة ألا يخاطر ويجازف أبدا، فإذا أحس أن الجو غير ملائم أو أن هناك شيئا غير عادي أو خللا فنيا ولو كان بسيطا فإن عليه فورا أن يبلغ أجهزة المراقبة ويطلب النزول اضطراريا في أقرب مطار، وقد تعرضت طائرة بوينج تابعة لشركة «أميركان إيرلاينز» لعطل في النظام الكهربائي فاستخدم طاقم القيادة البطاريات الاحتياطية على متن الطائرة وكان من واجبه الهبوط اضطراريا في أقرب مطار إلا أن إصرارهم غير المبرر لمواصلة الرحلة من سياتل إلى نيويورك والتي تستغرق عادة ساعة ونصف الساعة رغم علمهم بأن طاقة البطاريات لا تكفي سوى لنصف ساعة فقط، والنتيجة كانت فقدان الطائرة لنظامها الكهربائي كليا حتى لم يتمكن طاقم القيادة من رؤية أجهزة الملاحة وكادت أن تحدث كارثة إلا أن القبطان تمكن من النزول بالطائرة بسلام في مطار نيويورك وقد تعرض للمساءلة والعقاب من شركته.
** الحمولة الزائدة
بعض الطيارين يتساهلون في وجود حمولة زائدة على الطائرة وهذا ما يتسبب أحيانا في كارثة، إذ إن لكل طائرة حمولة محددة يجب ألا تتجاوزها أبدا، لذلك فإن تحديد شركات الطيران للوزن المخصص لكل راكب يهدف بالدرجة الأولى للمحافظة على الحمولة المسموح بها، وزيادة الحمولة تكون بدرجة أكبر في طائرات الشحن التي تكون مهمتها نقل البضائع والتي تخضع غالبا إلى عملية مراقبة دقيقة، ومن أبرز الحوادث المتفرقة والمتعددة الأسباب سقوط طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية قبل المدرج بأمتار بعد أن توقف محركاها الاثنان عن العمل تباعا من دون سابق إنذار إلى أن تبين أن السبب يرجع إلى تكون الجليد نتيجة وجود ماء في خزانات الوقود بعد تحليقها في رحلة طويلة فوق القطب الشمالي وهي قادمة من الصين وهذه الحادثة قد جعلت الخبراء يعملون على تفادي تكون الجليد في خزانات الوقود.
** الإرهاب وجه جديد
الإرهاب أطل بوجهه وفرض وجوده وبقوة في عالم حوادث الطيران، وكلنا يتذكر أحداث 11 سبتمبر الأسود حيث تم تحويل مسار الطائرة لتصطدم ببرج التجارة العالمي، لكن بداية الإرهاب لم تكن مع ذلك الحادث بل تعود جذورها إلى سنوات عديدة إذ إن صفحات تاريخ الطيران تسجل العديد من المآسي بسبب اختطاف طائرات وتغيير مسارها، حيث يقدم الخاطفون مطالبهم التي غالبا ما تكون مادية أو سياسية وقد يتسبب عدم الإذعان لمطالبهم في تفجيرهم للطائرة أو قتل بعض الركاب، وقد أصبح الإرهاب هاجسا يؤرق مضجع الطيران إذ تعددت حالات محاولة تغيير مسار الطائرات أو تفجيرها مما جعل الدول تشدد التفتيش في المطارات.
** الأزمة أثرت كثيراً
المختصون يرون أن تزايد حوادث الطيران يرجع بالدرجة الأولى إلى سببين مهمين؛ الأول هو الفقر الذي تعيشه بعض الدول مما جعل أسطولها الجوي يصيبه الهرم، لكن ولعدم وجود مورد مالي لشراء طائرات جديدة تضطر الدولة إلى استخدام ما لديها من طائرات رغم قدمها وكذلك عدم القيام بعمليات الصيانة واستخدام قطع غيار مستعملة بدلاً من الجديدة وهذا ما يخلف حودث عديدة.
والسبب الثاني بحسب المختصين يتعلق دائما بالجانب المادي حيث إن الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم أثرت كثيرا على عالم الطيران، فقد ألغت عدة شركات طلباتها لطائرات جديدة مكتفية بما لديها، واستعمال الطائرات القديمة خاصة التي تجاوزت عمرها الافتراضي ينطوي على مخاطرة كبيرة.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions