القاهرة-ش

أصدر الأستاذ الدكتور عاطف عدلي العبد وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة كتابا جديدا بعنوان "الرأي العام وطرق قياسه" ، ويحتوى الكتاب على معلومات مهمة عن العوامل التي ساعدت على زيادة نفوذ الرأي العام وخصائصه وعلاقته بوسائل الأعلام وأنواع العينات واستخداماتها في الاستطلاعات وبحوث الرأي ورصد الشائعات وتحليل المحتوى والاستقصاء الى جانب نماذج تطبيقية وتدريبات عملية مما يعد إضافة مهمة للمختصين وذوي الاهتمام بالأعلام. وللتعرف على أهم محاور الكتاب أجرينا هذا اللقاء مع الدكتور عاطف العبد.

- لاحظنا أولا أنكم خصصتم إهداء الكتاب لجلالة السلطان المعظم .

لقد قررت أهداء الكتاب إلى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - تقديرا لأسلوب جلالته المتميز في التعرف على اتجاهات الرأي العام من خلال الجولة السنوية في مختلف ربوع السلطنة وعرفانا لمشاعر المحبة والود التي لمستها من الشعب العماني الشقيق الذي أمضيت في أرضه الطيبة عشر سنوات لم أشعر خلالها بالغربة يوما ما، ولمست فيها كل المحبة والتقدير ..وكذلك لاستمرار أواصر المشاعر الإنسانية الصادقة بعد عودتي إلى أرض مصر.

- ماذا عن أهمية قياس الرأي العام؟

بالنسبة لأهمية قياس الرأي العام فهو يساعد في معرفة الواقع الفعلي والمعلومات والآراء والاتجاهات السائدة تساعد على اتخاذ القرار المناسب في ضوء الحقائق المتوفرة لتوجيه الرأي العام توجيها سليما ودفع عملية التنمية .

- وما هي أفضل الوسائل لقياس الرأي العام ؟

لجأ الحكام في المجتمعات العربية الى طرق بسيطة للتعرف على آراء الناس وأحوالهم منها خروج الحاكم ليسمع بنفسه رأي الناس، وتعتبر جولات جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - من أفضل الأمثلة التي تدل على حرص القائد على استطلاع آراء المواطنين في كافة المجالات حيث يقوم جلالته بجولة سنوية مدتها شهر يرافقه خلالها بعض أعضاء مجلس الوزراء وكبار المستشارين ويطلب من وزرائه التجول بين أهالي الولايات وجمع مطالبهم ويلتقي مع شيوخ وأعيان ورشداء القبائل باعتبارهم قادة الرأي الطبيعيين، ويتناقش جلالة السلطان مع مواطنيه في جلسة بسيطة تنقل وقائعها إذاعة وتليفزيون السلطنة حول المستحدثات في العالم والسلطنة ويبسط بعض المفاهيم السياسية ويتناقش جلالته في هذه الجولات مع قادة الرأي في الكثير من الأمور الحيوية مثل: حث المواطنين على التعاون مع القائمين بتعداد السكان والدعوة إلى التعمين وانخراط الشباب في العمل المهني والإقبال على التوظيف في القطاع الخاص والمشاركة في التنمية وإنشاء الجامعات الخاصة وتشجيع دخول المرأة في العمل السياسي وتشجيع المنتج المحلي .

- ما هي مشكلات قياس الرأي العام ؟

تواجه عملية قياس الرأي العام في الدول النامية مجموعة من المشكلات منها نقص المعلومات كما وكيفا على الرغم من أهميتها في تكوين الرأي، فالذي لا يوجد عنده معلومات فلا رأي له، ومن المعروف أننا نعيش في عصر تدفق المعلومات وتحول بعض الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للأفراد والنقص الواضح في الموارد المالية وكثرة المشكلات المنهجية .

- ما هي أهم التوصيات لتطوير قياس الرأي العام ؟

يجب التأكيد على ضرورة القيام ببحوث الرأي العام وقياسه بطريقة دورية لمختلف القضايا والموضوعات لأن المخاطر التي قد تنجم عن عدم قياس حقيقي للرأي وافتراض الإحاطة به دون معرفة ميدانية، وتجاهل قياسه في بعض الحالات تعتبر مخاطرة عالية نسبيا يمكن تجنبها بالقياس العلمي الدقيق، وعدم الاقتصار على جهة واحدة في قياس الرأي والربط بين النتائج والمضمون الإعلامي الموجه الى المواطنين وضرورة دعم وحدات قياس الرأي العام بالإمكانات المادية والتكنولوجية والتدريب المكثف للقوى البشرية من المتخصصين في دراسات وقياسات الرأي .