أنا الماء .. والماءُ إذا انسكب! - جديد بدرية العامري

    • أنا الماء .. والماءُ إذا انسكب! - جديد بدرية العامري





      والماءُ إذا انسكب!

      أُعيدها عليك .. ولك ...لماذا الآن..!

      لماذا عُدت لي الآن... ؟
      عُدتَ وسلبتني روح كلّ شئ .. عُدتَ لي في لحظةِ انهيار.. فجأة أراكَ أمامي .. ما الّذي جاء بِك... أهو الحنين..؟.. ألا لعنةُ اللهِ على الحنين إذ أرسلك لي ..
      وإلى ما تحنُّ ... أفي عشرتي ما يستحقُّ ذلِك...؟.. أخبرني بربِّك...
      كسرتني يوم رحلت .. بعثرت روحي على دربٍ مشيتها .. وعُدت اليوم..؟.. إلى ما عودتِك... ؟.. ذات يومٍ آمنتُ أنّ ما أتلفهُ رحيلك لن يعود كما كان إلّا بِكَ .. و .. معك.. لكنّ القدر أراد أن يُثبت لي أنّك أتلفتني لدرجة أنّني حتّى أنتَ لم تعد روحي تحتملك.. مزّقت طُهر شعوري برحيلك.. فقدتُ الثِّقة بصدقِ كلِّ الموجودات... وكلِّ المشاعِر ..أُحاول أن أبدو واثِقة الرُّوح.. أُعزِّزها بالكثير .. لكنّها هشّة .. دمّرتني .. و دمّرت روحي .. وسلبتني الصّحة..فإلى ما عودتك..؟!
      تقول أنّك لا تستحقّ أن تكون بِخير بعدي .. و أنا أتمنى لو أستطيع أن أقول ذلِك .. لكنّني لا أستطيع ليس حبّا لك .. بقدِرِ ما هو طيب روحي ..تقول أنّ من يُحاول تشويهك داخِلي يدّعي الطُّهرَ والنّقاء .. لكأنّك نسيت ما فعل رحيلك بي .. أو ما فعلتَ أنتَ بي.. استرجِعُ كلامكَ وأنت تقول أنّه "ربّما" أنّك لاإنسانيٌّ وقاسٍ ..أوووه ربّما...؟...وتقول أنّ هذِه هي حدود لاإنسانيّتك وقسوتِك... حدودها أنّك لم تستطع نسياني .. ولم تستطع أن تعيش كلّ تِلك الأشهر الطويلة دون ذِكراي...وأنّك لم تستطع أن تحيا سعيدا.. و أنّك منذُ أن تركتني خلفكَ و كلّ شئٍ في حياتكَ عائِم..وأنّ أيّامك من بعدي هي أكثر أيّام حياتِك تعبا ومرضا.. تقول الكثير .. وتُبرِّر . وبكلِّ طيبٍ أسمع..نعم أُصدِّق كلّ ما قلت.. فأنا على عِلمٍ بالكثير .. لكن ماذا تنتظِر منِّي أن أفعل...؟... قد تكون لعنةُ السّماء تِلك .. وقد تكون لعنةُ صِدقي .. قد تكون لعنةُ عمرنا الّذي قضيناهُ معا...لم يكُن سهلا على روحِك أوقِنُ ذلِك... فما بيننا كان عُمرا.. ثُلث عُمري لم يكُن شيئا يسيرا علينا.. لكنّك من اختار ...بعضُ القراراتِ ثمنها "راحة"... لكن لماذا عُدت...؟!

      يُقال .. إن كنتَ تُحب فاترك من أحببت إن عاد فهو لك .. و إن لم يعُد فلم يكن كذلِك... عُدت .. لكن أنّى لي أن أحتويكَ الآن.. كسرتَ روحكَ قبل أن تكسرني .. اشتريت راحتهم على حسابِ روحينا.. وأنت موقِنٌ أنّنا لن نستطيع ..لكن تحمّل تبعاتِ ما أردت... هل تذكُر ...المشي على خُطاهم لن يقودنا إلّا حيثُ هُم .. وأنت اقتفيتَ آثارِهم .. فلا تأتيني تشكو انكسارَ الرُّوحِ .. وشوق القلب .. أنا ما عدتُ أنا .. قُلتها لك ذات يومٍ عندما عُدت :
      ""أيُزعجك أن أكون بخير ..؟..أيُزعجُكّ أن أتفتّح ثانيةً واستقبِل الحياة بـ روحٍ أكثر شقاوةً وبراءة..؟!

      إذن لماذا الآن..؟!

      لمَ هذا التّوقيت بالذّات.. أتُرى الحنين يجرفك.. أبعد أيّام العذاب تأتيني بـ شقاوتِك.. لماذا الآن ...؟!..ولماذا أراك تنظر لي كأنِّي أنا أنا منذُ ذاتِ ذات.. لماذا تحكي لي وكأنّ الأمر يعنيني ..أنسيت أنّ ما يعنيكَ ما عاد يعنيني..؟!

      لماذا الآن...؟!

      ألم اُخبركَ أنّني لم اُبقِ إلّا على سفينةٍ واحِدةٍ لك...وأنّني حطّمتُ سُفنكَ .. وزرعتُ الزّهور مكان موانئك..؟!

      لا تقترب كفى!

      لستُ على استعدادٍ لـ فجيعةٍ أُخرى... أبعدما طهّرتُ الرُّوح تأتيني بـ خُيلائِكَ..؟...

      لا ما عدتُ احتمِلُ شيئا... لا تعبث ببقايا الرُّوح..دعها ساكِنةً مُطمئِنة ..أنت شططٌ لا يُمكنني تحمُّلهُ أكثر ..أنت لعنةٌ طاردتني ثُلث عُمري ..احتاجُ لـ كفّارةٍ ضُعف حُبِّي لك ..يكفي ما أسرفتَ وما أسرفت .. يكفي يا وجعي كلّ ما حدث.. !

      اعذرني لم يعد لك مكان!

      تلك الأماني الّتي كنّا نتهجّاها ذبُلت.. وتِلك الأحلام الّتي كُنّا نرعاها انتحرت..وتلك الكلماتُ الّتي تعنينا وحدنا .. ما عادت كذلِك... كلّ شئٍ بهتَ بعد رحيلك..وما كان لي سوى أن أتخلّص من كلِّ جُرثومةٍ قد تُذكِّرُني بِك... كنتَ فقط في القلب .. لكي لا يشوِّهك ذبول الأشياء بعد رحيلك.. لم أشأ أن ارقب موت الأُمنيات .. ولا انتحار الأحلام بسببِك..لكي لا أكرهك .. تخلّصتُ منها قبل أن أتخلّص من حُبِّك بعدما تركتني وحيدة ورضخت لـ غيرِ رغبتِك..اعذرني ..قتلتني يوم رحلت.. والآن عُدتَ لـ تقتلني ثانيةً..؟!

      اعذُرني رُغمَ كلِّ ما لكَ في الرُّوح إلّا أنّني سـ أُغلِقُ الأبواب أمامك .. ما عادت لي طاقة تحمُّل جهنمك .. يكفي ما ضاع بـ طيبِ النّوايا .. يكفي!

      أثّثتُ الرُّوح بما أهوى .. طبيعةٌ ..و.. طُفولةٌ ..و.. براءة.. ولا أجملُ منها .. زاهِدةٌ فيما عدا ذلِك ..لك ولأمثالِك الحياة الّتي تشتهون .. ولي من الحياةِ ما اشتهي..."

      أُعذرني .. ما عدتُ كالأمس بحماقةِ صِدقي .. وسذاجة قلبي أتعذّب لأجلِكَ .. أو أسهرُ معكَ ..ما عدتُ كالأمسِ أبكي لأنّك مُتعبٌ .. أو أخطو عكسَ رغبتي لأُرضيك... ما عدتُ كالأمس أبحثُ عن رِضاكَ .. وأرمي باللّومِ على روحي لترضى .. ما عدتُ كالأمس رِضاكَ يحملني على سحائِب نشوة .. و زعلك يغمسني في قُعرِ جحيم... ياااه كم كنتُ ساذجة عندما آمنتُ بالوفاءِ والصِّدقِ والإخلاص ... كم كنتُ غبيّة عندما أغضبتُ أُمِّي ذات يومٍ .. و وصرختُ في وجهي أبي أن سأنتحِر لو أُرغمتُ على أحدهم..أمممممممم لكنّني كنتُ أُفكِّر بقلبي .. لم يكن أسوأ شئٍ على خاطِري من أن أكون في نظرِكَ خائِنة ولو لمجرّدِ التّفكيرِ في أمرِ أحدِهم .. لكن ما فعلتهُ أنت .. ترفض أن تعدّهُ خيانة .. لا أعلم ماذا تُسمِّيه...!!!

      أذكُر ذات يومٍ طالبتني أن أتنازل عنكَ لأجلِكَ .. كنتَ طيِّبا جدّا.. تُريدني أن أتنازل عنكَ .. و أن أُطلِقَ سراحكَ بِرضاي .. كنتَ تُريد منِّي أن أتخلّى عنكَ لكي لا يُزعجكَ ضميركَ.. أعلم كم هو يقظٌ ضميرُكَ .. و أعلمُ كم كُنتَ في حيرةٍ من أمرِكَ من تُرضي .. أنا أم هُم .. كان بالنِّسبةِ لك سهلٌ أن تُرضي المُحيطينَ بِكَ ..وتناسيتَ أنّ الأمر أكبر من ذلِكَ ..كنت تبكي وترجوني أن أتنازل .. ياااااااااه كم كنتَ أحمق ..!

      تقودني الكِتابة لذكرياتٍ مرّت عليها أكثرُ من سنة .. لذكرياتٍ جميلةٍ بقدرِ ما هي موجِعة ..حاولتُ تناسي الكثيرَ من التّفاصيل.. لكنّني أعودُ الآن بعودتِك وأذكرها .. عودتك أيقظت كلّ شئٍ دُفعةً واحِدة ..أذكر كم كنت تُردِّد أنّني نِعمة لم توهب لأحدٍ غيرك.. وأذكر أنّ بعودتِك الآن تقول أنّك أن لم يصل أحدٌ لمقداري.. وماذا أفعلُ أنا بمقداري الآن...؟!
      هل تعلم أنّني ما عدتُ أُصدِّق كلّ ما تقول عنِّي في قلبِك...؟!

      لن أكذب عليك .. أشفقُ عليكَ الآن أكثر من أي شُعور آخر .. داخِلكَ عائِمٌ وأنتَ لم تتصالح بعد مع نفسِك.. استفقت الآنَ على حقيقةِ حياتِكَ .. لكن أليس باكِرا..؟.. لن أُعاتِبكَ .. ويبدو أنّ ندمي على حُبِّكَ خطأ .. منحت روحي أشياء جميلة .. كنّا في عالمٍ طاهِرٍ لدرجة الرّهبانيّة الآن فقط علمتُ أنّنا كنّا مختلفينِ .. الآن عندما أسمعُ .. و أرى ما يحدُث أقول أنّنا كنّا أطهر عاشقين..لن أظلمكَ حقّك.. فمع العذاب الّذي خلّفته.. ومع الكثير من التّخلُّف الّذي أورثتني إيّاه معكَ وبدونك... إلّا أنّك منحت ثُلثَ عُمري شيئا مُختلِفا...

      ياااه لو تعلم كم أرجو أن أقسو .. كم أتمنى أن أتخلّى من طيبي هذا .. و من حبِّي للصِّدق ..مازلتُ أوصيكَ بمن حولِكَ خيرا.. ما زلتُ أدوس على مشاعِري لكي لا أجرحك.. وربِّي قمّة السّذاجة... أيُّ روحٍ هذِه الّتي تقبعُ بين حناياي .. غبيّةٌ هشّةٌ ساذجة هذِه الرُّوح...!
      أعلم أنّك لن تقرأني .. و إن قرأتني فأرجوكَ أعتقني من عذابِكَ .. لا تكن لعنتي الأبديّة .. حرِّرني من فلكِك وذِكراك.. جنِّبني دروبكَ .. أو تجنّب أن تلتقي دربي بدربِّكَ .. أرجوكَ لا طاقة لروحي بفجائِع أكثر .. كيف بِكَ تنحر روحي وتُشيّعها معي .. لا أُريد منكَ أن تُهدد وجع روحي .. بِكَ تزدادُ أوجاعها .. لستُ ممن يعشق الظُّلمَ .. ولا ممن يسلُكَ دروب الباطِلَ .. فـ أعتقني من عودةٍ لن تُخلِّفَ إلا ضياعا.. وامنحني شيئا من قسوتِك!
      وتيقّن.. ما انسكب لن يعود لـ الكأسِ أبدا!


      12:27 مساء الجُمعة!
      28/مايو/2010


      المصدر : مدونة بدرية العامري


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions