تقوم وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياة بجهود عظيمة ، للمحافظة على نظافة المدن العمانية ، وإكسابها مظهرا حضاري . ويتجلى ذلك من خلال ما تقوم به مختلف البلديات في ولايات السلطنة قاطبة ، من جهود كبيرة في تجميع مخلفات المنازل ، لكن هنالك بعض الشكاوي من قبل المواطنين نقرأ عنها في مختلف الصحف اليومية ، وفي بعض المنتديات بتذمرهم من حيث بقاء مجمعات القمامة لعدة أيام قد تمتد لفترة أربعة أيام أو أكثر ، دون القيام بحمل هذه المخلفات ـ مما ينتج عن ذلك تكاثر البعوض ، والذباب ، والروائح الكريهة المزعجة ، وربما يتفاقم الوضع بانتشار بعض الأمراض المعدية . وهذا ما نلاحظه من خلال مراقبتنا لبعض المجمعات المخصصة لتجميع مخلفات المنازل اليومية ، حيث تكون أغلبها ممتلئة وتنتظر عمال النظافة ليقوموا بدورهم ، لكن ما هو ملاحظ تفاقم الوضع يوما بعد يوم ـ ولا أدري هل لقلة الإمكانيات المتاحة للبلديات الإقليمية من وسائل نقل ، ومعدات ، وأيدي عاملة ، أم هنالك أسباب أخرى لا أرغب بالتطرق إليها حتى لا أجد نفسي محل انتقاد من أي جهة حكومية ، وقد يعرضني ذلك للمحاكمة بأننا تطرقت إلى أمور تخص جهة حكومية غير واجب بانتقادها .
ولمعالجة هذه الظاهرة المشوهة للمظهر العام ، ولكي ترفع وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه أيديها عن هذا الأمر، فلماذا لا تشرع في مشروع خصخصة نظافة المدن ونحن على مشارف أربعين سنة من عمر النهضة العمانية الظافرة ، ويتجلى هذا الأمر في النقاط التالية :ـ
= تقوم وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياة بإبرام مناقصات نظافة مع الشركات المتخصصة في هذا المجال لنظافة المدن العمانية قاطبة .
= إلغاء النظام الحالي بأن تجمع القمامة في المجمعات المخصصة لها ، لكون بقائها فترة طويلة مثلما هو حاصل في الوقت الحاضر عرضة لتكاثر البعوض والذباب وربما انتشار أمراض معدية ، وانبعاث روائح كريهة .
= إبلاغ المواطنين بترك كيس القمامة يوميا أمام باب سور المنزل ويحدد وقت متعارف عليه حول هذا الأمر .
= يمر عمال الشركة المسند إليها النظافة في الولاية بتجميع الأكياس من أمام المنازل يوميا وفق الوقت المحدد لهذا الأمر .
= لا تتحمل الشركة أي تأخير ينجم من المواطنين في حالة عدم إخراج النفايات في الوقت المحدد .
وبذلك فسوف تنتهي مشكلة تكدس النفايات ومخلفات المنازل والمزروعات في المجمعات الحالية ، ولا نجد مجمع يستجير من كثرة المخلفات المتجمعة عليه لمدة قد تطول لعدة أيام ، وسوف نقضي على البعوض الذباب المتجمع في المجمعات ، وربما ستختفي بعض الأمراض التي يتسبب بنقلها الذباب والبعوض وخاصة الذباب الأخضر، وسيعطي ذلك منظر حضاري للمدن العمانية ، ولا نجد مخلفات المزارع مرماه أمام مجمعات القمامة . ولا يشرع أي قلم يكتب كلمة حق بانتقاد مختلف البلديات الإقليمية بالتقصير من الخدمات التي تقدمها في مجال المحافظة على نظافة المدن العمانية . كذلك سهولة مراقبة المزارعين المخالفين للنظام برمي مخلفات مزارعهم بجانب مجمعات القمامة . وسينجم عن ذلك توفير مبالغ مالية كبيرة كانت مخصصة لتوفير وسائل النقل وصيانتها وما يلزمها من وقود وقطع الغيار ، وغيرها من المصروفات اللازمة لها في حالة تعرضها للحوادث ، وصرف مخصصات ماليه للأيدي العاملة ، والتي فيما بعد في حالة تطبيق هذا المقترح بأن تحال تبعيتهم للشركات التي ستتولى نظافة المدن ، وتوفير المبالغ المخصصة لتصنيع مجمعات القمامة ، وما يلزم هذا الأمر من مصروفات متكررة تكلف الدولة مبالغ باهظة في الوقت الحاضر.