دول الخليج.. هل تصبح "عواصم السكري"؟

    • دول الخليج.. هل تصبح "عواصم السكري"؟

      على مدار 3 أيام ناقش المؤتمر "العالمي الثالث للمجموعة الخليجية لدراسة داء السكري" المنعقد بمدينة جدة السعودية أكثر من ثمانين ورقة عمل علمية مقدمة من كبار الأساتذة والمتخصصين في مجال مرض السكري، فتحت عنوان "حان وقت العمل" ركزت البحوث المقدمة في الفترة من 9 – 11 فبراير 2010 على أحدث طرق علاج المرض، خاصة أنه بات يعد وباء يهدد دول الخليج، مما جعله المستهلك الأول لميزانيات الرعاية الصحية، مشيرين إلى أنه إذا ما استمر بمعدلات الحدوث الحالية فإن هذه الدول سوف تصل لمرحلة يتم فيها توجيه معظم الميزانيات الوطنية نحو رعاية مرضى السكري ومضاعفات المرض.
      يأتي هذا المؤتمر مع اقتراب الاحتفال باليوم العالمي للسكري الموافق 14 فبراير من كل عام، وتعرض المؤتمر إلى الأزمة الضخمة التي تعاني منها دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، حيث يصل عدد المصابين بالسمنة في السعودية 70%، مما يهدد نصف المجتمع السعودي بإصابته بالسكري، والأخطر هو الزيادة الكبيرة في السمنة بين الأطفال، بسبب التغيير الكبير في نمط حياتهم الغذائي بكثرة تناول الوجبات السريعة والجلوس أمام التلفزيون أو أجهزة الكمبيوتر لفترات طويلة، كما يؤكد الدكتور جعفر القلاف، عضو مجلس الإدارة ومنسق الأنشطة العلمية في الجمعية السعودية للسكري والغدد الصماء.
      دول الخليج عواصم السكري

      من جهته، يؤكد دكتور جواد أحمد جواد اللواتي مدير دائرة الأمراض غير المعدية بسلطنة عُمان أن مرض السكري منتشر بصورة كبيرة في دول الخليج، حتى أصبحنا نسمى بعواصم السكري، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة بالمرض في عُمان تصل إلى 14% من عدد السكان ممن هم أكبر من 20 عاما.
      وذكر أن عدد المصابين به في السلطنة يصل لحوالي 70 ألفا من النوع الثاني، أما الأطفال ففي حدود 500 طفل، مشيرا إلى أن علاج مرضى السكري يستهلك ما بين 3 : 5% من ميزانية وزارة الصحة التي تبلغ 300 مليون ريال عماني (الدولار يعادل 2,6 ريال عماني).
      وبالفعل وفرت معظم دول الخليج جميع أنواع العلاج للمرض، إلا أن المعاناة من قلة البرامج الفعالة التي تهدف لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الناس لا زالت قائمة، كما توجد حلقة مفقودة بين القائمين على علاج المرضى والمسئولين عن الغذاء.
      السمنة وقلة الحركة من أهم مسبباته

      من جهته، كشف الدكتور عبد العزيز بن عبد الله التويم، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر رئيس لجنة الأبحاث في المجموعة الخليجية لدراسة داء السكري، في تصريح خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" عن أن نسب الإصابة بمرض السكري في دول الخليج العربي شهدت ارتفاعا مطردا، وأصبحت تتراوح بين 14 و 25% من إجمالي عدد السكان.
      وتأتي قطر في مؤخرة الدول التي تعاني من المرض، أما النسبة الأعلى ففي الإمارات، مضيفا أن الإصابة بالمرض في منطقة الخليج تظهر في أعمار صغيرة نسبيا مقارنة بباقي دول العالم، وذلك بسبب السمنة وقلة الحركة وانتقال هذه المجتمعات إلى حياة التمدن، حيث إن مريض السكري يصاب أيضا بمتلازمة السكري (Metabolic Syndrome) وهي سمنة، ضغط، وزيادة الكوليسترول.
      وناقش المؤتمر الأبحاث الجديدة في مجال علاج مرض السكري، كزراعة الخلايا الجذعية للبنكرياس، ومضخات الأنسولين أو البنكرياس الصناعي أو ما يسمى بالمضخة الذكية، إلى جانب علاقة نقص فيتامين "د" بمرض السكري وبمضاعفات السكري كالجلطة الدماغية والقلبية.
      السعودية في أزمة

      كما تم الإشارة خلال جلسات المؤتمر إلى أن هناك زيادة ملحوظة في أعداد مرضى السكري بالسعودية، حيث كانت النسبة عام 1984 حوالي 4% من أجمالي تعداد السكان، أما الآن فوصلت إلى 24% فيمن هم أكبر من 30 عاما، وتنفق المملكة العربية السعودية وحدها أكثر من 50 مليار ريال (1.33مليار دولار) هذا العام 2010 لعلاج السكري ومضاعفاته، فيما توقع أن تصل نفقات دولة الإمارات العربية المتحدة إلى عشرة مليارات درهم لنفس العام.
      ويبلغ معدل الإنفاق الحالي للمريض ما بين 4 إلى 5 آلاف ريال سنويا (1.33 ألف دولار)، أما الذي يعاني من مضاعفات فيختلف المبلغ حسب نوع المضاعفة، مشيرا إلى أن مضاعفة الفشل الكلوي تكلف من 98 إلى 180 ألف ريال سنويا ( 48 ألف دولار).
      التعاون بين المؤسسات ضروري

      من جانبها تشير الدكتورة حنان عبد السلام جنبي، وكيلة كلية الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز ومشرفة قسم الغذاء والتغذية، إلى أن بعض السلوكيات الغذائية الخاطئة المتبعة في دول الخليج لها دور كبير في زيادة مرضى السكري، كزيادة نسبة الكربوهيدرات والدهون في الأطعمة، مطالبة بتنظيم الأكل والابتعاد عن الأكلات الدسمة، خصوصا في الأوقات المتأخرة من الليل وضرورة تناول الخضار والسلطات قبل أكل الوجبات الرئيسية، نظرا لاحتواء الخضراوات على سعرات حرارية أقل، وكذلك الابتعاد عن المشروبات الغازية بكل أنواعها، لافتة إلى أن نوعية الغذاء ووقته يمثلان عنصرا أساسيا بمرض السكري، متوقعة زيادة نسبة مرضى السكري عن النسب المعلنة، مطالبة بوجود تعاون بين جميع المؤسسات الحكومية في هذا المجال للحد من انتشار المرض.
      محادثات مرضى السكري

      تجدر الإشارة إلى أن إحدى شركات الأدوية العالمية العاملة بالسعودية قامت بإعطاء دورة لما يقرب من 70 مثقفا صحيا تابعين لمستشفيات حكومية وخاصة، عن كيفية تكوين مجموعات من مرضى السكري تبدأ من 4 أشخاص وحتى 16 شخصا، وإقامة ما يسمى بالمحادثات فيما بينهم، بغية التواصل وتبادل المعلومات الخاصة بمرض السكري وإيجاد حلول لبعض المشكلات التي تقابلهم، كارتفاع ضغط الدم مع السكري وعدم تعريضهم لمخاطره، والتشاور في النظم الغذائية المثلى كتحديد نوعية اللحوم والخضراوات وكميتها.
      وتم تطبيق هذه التجربة في العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة، وأسهمت في رفع الحالة النفسية لدى المرضى، حيث يحس كل شخص منهم بأنه ليس الوحيد الذي يعاني من المرض، بل هناك من يشاركه.

      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • الله يجيرنا .. تسلم على الموضوع أخوي ..
      [COLOR="Gray"]وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ**عسى نكبات الدهر عنـك تزول ولا خـير في ود امـريءٍ مـتلونِ**إذا الريح مالت ، مال حـيث تميل [COLOR="Black"](الشافعي)
    • الله يسلمك
      خذاني الشوق~
      شاكر مرورك
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ