"الخلايا الجذعية" .. تثير جدلا شرعيا وطبيا أخبار

    • "الخلايا الجذعية" .. تثير جدلا شرعيا وطبيا أخبار

      القاهرة - وكالة الصحافة العربية

      * شرعية نقل الأعضاء جاءت لخدمة الإنسان على سبيل الإيثار.

      تحفظ عدد كبير من علماء الإسلام حول إبداء الرؤية الشرعية حول زراعة ونقل الخلايا الجذعية نظرا لوجود خلاف طبي ثائر على الساحة الدولية ، بينما انقسم الأطباء المشاركون حول أنفسهم ما بين متفائل بعمليات زرع الخلايا الجذعية وبين محذر من إطلاقها• واتفق العلماء المشاركون على أن قضية زرع الخلايا الجذعية هي قضية جديدة وحديثة لا يعرفها التراث الطبي والأخلاقي الإسلامي• مشيرين إلى أنها يجب أن تخضع لتقييم في إطار فلسفة الأخلاق في الإسلام وبما ينفع البشرية ويفيد المرضى ولا يضر بصحتهم العامة ، جاء ذلك خلال مؤتمر "زرع الخلايا الجذعية ونقل الأعضاء من منظور إسلامي" الذي نظمته كلية الطب بجامعة الأزهر بالقاهرة .

      في بداية المؤتمر أكد "الأزهر" أن قضية زرع الخلايا الجذعية ونقل الأعضاء من القضايا الطبية المستحدثة، التي يجب الوقوف عليها طبيا وشرعيا، بخاصة أن مسألة نقل الخلايا الجذعية مازالت محل خلاف وجدل بين الأطباء محليا وعالميا•• وقال: من الصعب حاليا تقديم رؤية شرعية كاملة، إلا بعد وجود اتفاق كامل بين الأطباء الثقات على مشروعيتها من عدمه، أما فيما يخص قضية نقل الأعضاء فقد تمت دراسته بشكل واف وأفتى فيه مجمع البحوث الإسلامية بالجواز، وأكد المجمع في هذا الإطار أن نقل الأعضاء عندما تقتضيه الضرورة فإنه يدخل في باب الإيثار، والقائمون به يدخلون تحت قوله تعالى "ويؤثرون على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" فشرعية نقل الأعضاء جاءت لخدمة الإنسان على سبيل الإيثار، وفي إطار شرعي وأخلاقي بعيدا عن الاستغلال ولتحقيق المنفعة العامة للإنسان والمجتمع•• والإسلام أباح للإنسان التصرف فيما يملكه مادام للمنفعة العامة والخير•• مشيرا إلى أهمية أن يكون نقل الأعضاء على سبيل التبرع من إنسان لآخر وبنية طيبة وبدون أي مقابل مادي وفي مراكز متخصصة حفاظا على المصلحة العامة مع الالتزام بالقواعد العلمية والشرعية والأخلاقية• قضية مستحدثة وحول أخلاقيات الممارسة الطبية، أشار د•أحمد الطيب إلى أن قضية زرع الخلايا الجذعية هي قضية جديدة وحديثة، لا يعرفها التراث الطبي والأخلاقي والإسلامي، ويجب أن يخضع تقييمها للإطار العام لأخلاق أو لفلسفة الأخلاق في الإسلام، حتى يمكن التوصل فيها لما ينفع البشرية ويفيد المرضى ولا يضر بصحتهم العامة.

      ورصد د• الطيب أخلاقيات الطب في التراث الإسلامي، قائلاً: أخلاق الطبيب وآداب مهنة الطب حظيت بمساحة كبيرة وباهتمام خاص في فلسفة الأخلاق الإسلامية، وأفردت لهذه القضية مؤلفات عديدة تناولت بالبحث الدقيق فضائل الطبيب وأدب الطب وآداب عيادة المريض ومسؤولية الطبيب عن المريض ومسؤوليته إذا رفض معالجة المرضى أو هجرهم، أو أخطأ في تشخيص المرض أو في تحرير وصفات العلاج، وغير ذلك مما قد لا يخطر ببال المشرعين المعاصرين وبما شكل تراثا إنسانيا مضيئا منقطع النظير، امتزج فيه علم الفقه وعلم الأخلاق وعلم النفس امتزاجا عجيبا، ففي هذا التراث نجد من الآداب التي تبدو الآن أمرا مثاليا يصعب أو يستحيل تحقيقه، الأدب الذي يقضي بألا يطلب الطبيب من المريض أجرا إلا إذا أعطي من غير طلب، وأن يستعين الطبيب بما يعطى من الأغنياء على مداواة الضعفاء الذين تتعذر عليهم أثمان الأدوية، ويحرم على الطبيب وصف الأدوية لإسقاط الأجنة أو منع الحمل لقطع النسل، إلا أن يدعو إلى ذلك أمر عظيم يخشى منه هلاك المرأة في الحمل أو الوضع، وتؤخذ العهود على الأطباء في حفظ الأسرار فإنهم يطلعون على ما يطلع عليه الآباء والأولاد من أحوال الناس، وعليهم أن يعالجوا بالأغذية قبل الأدوية وبالأدوية البسيطة قبل المركبة، ولا يصح أن يحملهم الطمع على علاج لا يفيد شيئا وعلى الطبيب أن تكون رغبته في إبراء المرضى أكثر من رغبته فيما يلتمسه من الأجر، أو رغبته في علاج الأغنياء وأصحاب الجاه والسلطان، ولا يتشاغل إلا بقراءة كتب الطب وأن يحرص على النظر فيها ولا يمل من ذلك ولا يضجر منه في كل يوم، وينبغي للطبيب أن يوهم مريضه بالصحة ويرجيه فيها وإن كان غير واثق مما يقول، فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس، ولا يسرع الطبيب بالإجابة عن كل مسألة يسأل عنها وإلا كان متهما فيعلمه، وعليه أن يقتصر في النظر إلى العورات على الضرورات الشرعية وأن يكون خجولا حييا غاضا لبصره ما أمكن، وأن يكون مستعدا لغوث الملهوفين ليلا أو نهارا.

      ويجمع العلماء على أن الطبيب إذا أخطأ لزمته الدية لأنه يكون في معنى الجاني خطأ، وإن كان الشيخ أبو زهرة - رحمه الله - يحكي خلافا للفقهاء في هذه المسألة، لأن ترتيب مغارم مالية على خطأ الطبيب قد يؤدي إلى إحجام الأطباء عن المعالجة إذا لم يكونوا على يقين من النتائج القطعية لعلاجهم، وذلك في مقابل الرأي الذي يرى أن التسامح مع الطبيب الذي يتلف نفسا أو عضوا يشجع الطبيب على الإقدام على ما لا يحسن فهمه طمعا في المال من غير تقدير للتبعة• واكتفى د• الطيب في مجال آداب المريض بذكر أدب واحد مازال يحتفظ بمصداقيته حتى يومنا هذا، وهو نصيحة المريض بألا يسأل أكثر من طبيب واحد، فإن من سأل في مرضه كثيرا من الأطباء يوشك أن يقع في خطأ كل واحد منهم•• مطالبا بضرورة التفات كليات الطب في جامعة الأزهر وغيره من الجامعات المصرية والعربية والإسلامية إلى ما تضمه المكتبة الإسلامية من مخطوطات ومطبوعات في قضية أخلاقيات الطب في التراث الإسلامي، ومحاولة بعثه وتحقيقه وتدريسه للطلاب والطالبات في كليات الطب، ليعلموا كيف أن أسلافهم كانوا يمزجون علوم الطب بعلوم الأخلاق، وأن الطب لم يكن أبدا في الحضارة الإسلامية مهنة مرتبطة بأسواق المال والتجارة والبيع والشراء بل كانت مهنة الشرفاء من العلماء والفضلات والرحماء، بل مهنة البذل والإيثار والعطاء، وإن لفت أنظار الطلاب والطالبات إلى هذا التراث الخلقي في مجال الطب سيوجد منهم أطباء وطبيبات يتفردون بهذا البعد الأخلاقي الذي يحتاج إليه الناس الآن.

      ومن جانبه•• طالب عضو مجلس الشورى المستشار شوقي السيد بضرورة وضع قواعد أخلاقية ملزمة ومواثيق آداب لمهنة الطب، فيما يتعلق بنقل الأعضاء والخلايا الجذعية وفق علاقة طيبة بين الطبيب والمريض، وبعيدا عن الاستغلال حماية للإنسان والإنسانية• نقل الأعضاء•• بشروط أما نقيب الأطباء، د• حمدي السيد فأكد أن عملية نقل الأعضاء قد تم حسمها من الناحية الشرعية والفقهية، فقد تم حسمها من الناحية الشرعية والفقهية، بعد توصيات مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الأخير، والتي أجازت عملية نقل الأعضاء بشروطها المتطابقة مع التعاليم الشرعية•• مؤكدا أنه لا يمكن مطلقا الموافقة على تشريع يتصادم أو يتعارض مع الشريعة الإسلامية، بخاصة أن الدستور المصري ينص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وأن أي قانون أو تشريع يتصادم مع مبادئ الشريعة الإسلامية يسقط ولا يمكن أن يستمر على الساحة، وهذا أمر نحن نحرص عليه حرصا شديدا، مشيرا إلى أن قانون نقل الأعضاء لم يعد عليه خلاف كبير•• أما القضية الأكثر خطورة حاليا، فهي قضية زرع الخلايا الجذعية، وهي تحتاج دائما إلى شد وجذب على المستوى المحلي والعالمي، بخاصة أن الرئيس الأمريكي أوباما أفرج عن أبحاث الخلايا الجذعية، بعد أن كان هناك رفض تام من الحكومة الأمريكية في عهد الرئيس السابق بوش تمويل أية أبحاث تتم في مجال زرع الخلايا الجذعية، باعتبار أن هناك محاذير كثيرة دينية وأخلاقية عند ممارسة هذا الأمر، لكن أوباما أفرج عنها وسمح للحكومة بأن تقوم بتمويل مشروعات بحثية بخاصة الخلايا الجذعية.

      وأضاف د• السيد أن الحديث عن قضية زرع الخلايا الجذعية، يتراوح ما بين المبالغة الشديدة جدا والتحفظ الأشد، وأن الموقف العلمي السليم هو الاعتدال في التفكير، وأن التعجل في مسألة زرع الخلايا الجذعية مرفوض تماما، وقال: هذه الخلايا عندما بدأ التعامل معها، كانت تؤخذ من الحبل السري أو بويضات ملقحة ولم تستخدم، أو من جنين تم إجهاضه، وغير ذلك من الأمور الكثيرة المرتبطة بالخلايا الجذعية التي يتوشح بعضها بالأخلاق وكثير منها بعيد عن الأخلاق، أما الأمر المؤكد فهو أن الخلايا الجذعية عندما تؤخذ من الإنسان لنفسه فهذا يؤدي إلى قلة المخاطر، لكن مع ذلك فلا أحد يعلم مستقبل هذه الخلايا الجذعية، خاصة أنها خلايا جديدة لا يعرف أحد، إن كانت ستسير بشكل منضبط أم أنها من الممكن أن تخرج عن الناموس وتبدأ في تشكيل أشياء إضافية لا نعلمها، كالأورام أو خلايا غريبة عن الجسم، فمازالت هناك قضايا مرتبطة بزرع الخلايا الجذعية لم يتم حلها حتى الآن•• والنتائج التي تم الحصول عليها في هذا المجال حتى الآن كلها نتائج مستقبلية، ولا توجد نتائج مؤكدة على أرض الواقع حتى الآن، لذلك يجب التحذير من محاولات فتح عيادات طبية واستيراد خبراء وترويج ادعاءات كاذبة لجني الأموال من المرضى تحت ذريعة التمكن من زرع الخلايا الجذعية، وذلك أمر مرفوض وغير مقبول على الإطلاق، لأن مجال الخلايا الجذعية الآن يتم في مراكز البحث العلمي في الجامعات وغيرها من المراكز، وبأخلاقيات البحث العلمي، وبعد الحصول على الرؤية الشرعية من الأزهر والمؤسسات الدينية، لضمان سلامة المريض وعدم إرهاقه ماديا.

      وأعلن د• حمدي السيد تصدي نقابة الأطباء لأي طبيب يحاول أن يتسرع في هذا المجال الطبي الجديد والخطير، ويقوم بالتجارة بأحلام وآمال المرضى البسطاء من أجل التربح، وأكد أنه ستتم ملاحقة القائمين به لحماية المرضى، لأن قضية زرع الخلايا الجذعية مازالت علما، غير منضبط وغير أخلاقي، لأنه لم يصل بعد إلى مرحلة النتائج المؤكدة والاتفاق الكامل بين الأطباء الثقات، فنحن نقول نعم للبحث العلمي في هذا المجال لكن بقيود وضوابط وأخلاقيات شريطة ألا يتكلف المريض أعباء مادية وأيضا ضمان سلامته وأمنه، فالمرضى ليسوا ولن يكونوا أبدا حيوانات تجارب، لكن لابد أن تكون هناك قواعد وضوابط منضبطة عند القيام بإجراء تجارب إكلينيكية تتوافق مع أخلاقيات الطب وتعاليم الدين الإسلامي• أمل المرضى وركزت أستاذة الباثويولوجي الإكلينيكي بكلية طب القاهرة د• هالة جبر على العلم بالخلايا الناضجة وعدم السماح بالخلايا الجنينية لخطورتها وعدم أهميتها العملية•• وطالبت بتطبيق الضوابط الأخلاقية وتفعيل اللجان الجامعية وضرورة التوعية المبصرة للمريض، وتركيز الممارسة على الحالات النهائية المتأخرة•• وتمنت الاهتمام بالطب التجديدي الذي يعتمد على الطب الجيني والطب المعملي، لأنه الأمل في مستقبل أفضل للمهنة• وأوضحت رئيسة الجمعية الطبية لطب بنات جامعة الأزهر د• سناء حتحوت أن الاستفادة من زرع الخلايا الجذعية، بات أملا يراود الإنسانية للحصول على حياة أفضل ينعم فيها معظم الناس بالصحة والسعادة.

      وطالب نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات د• عز الدين الصاوي بمزيد من التعاون بين كلية طب بنات الأزهر والجمعية العلمية بالكلية مع الجامعات الأخرى، لدعم أبحاث نقل الأعضاء، والاستفادة من النجاح الذي حققته كلية طب بنات الأزهر، الذي كان آخره نجاح عملية نقل نص كبد، وهي العملية الخامسة للكلية وتم إجراؤها بمستشفى الأزهر الجامعي التابع للكلية، موضحا أن حالة المريض الآن مستقرة والعملية ناجحة• وأكد مقرر المؤتمر د• محمد أبو ستيت أن تناول قضية زرع الخلايا الجذعية سيساهم بشكل كبير في تحسين الخدمات الصحية والتعليم الطبي المتواصل والممارسات الطبية والعلاجية في مجال نقل الأعضاء للوقوف على كل ما هو جديد ومبتكر للأخذ به والعمل على تطبيقه مادام يتفق مع مفهوم المنهج الديني والشريعة الإسلامية• وأوضح الأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة د• حسني سلامة أن الخلايا الجذعية يمكن أن تكون قطع غيار لكل أعضاء الجسم كالكبد والقلب والجهاز العصبي بل والعظام أيضا، وأن هذا الأسلوب له مزايا كثيرة أهمها أن الخلايا الجذعية تؤخذ من المريض نفسه ثم تتم زراعتها داخل جسده، فلا يحتاج للأجهزة المثبطة للمناعة، كما أن تكلفة زراعة الخلايا الجذعية في الكبد أقل كثيرا من تكلفة جراحات زرع الكبد• وعن خطوات هذه العملية قال د• سلامة: تبدأ الخطوات بإعطاء المريض حقنا لتنشيط النخاع لمدة خمسة أيام، وفي اليوم السادس يتم فصل الخلايا الجذعية عن دم المريض، ثم نأخذ الخلايا ونضعها في المعمل لتتكاثر، ثم يتم أخذ جزء منها لنقله للمريض بينما يتم تخزين الجزء الآخر تحت درجة 07 مئوية حتى يتم نقله للمريض إذا احتاجه في المستقبل•• مشيرا إلى أن مستشفي قصر العيني يستعد لإنشاء بنك خلايا جذعية مأخوذة من الحبل السري للجنين، بحيث يمكن نقلها لأي مريض بدلا من استخلاص الخلايا من نخاعه العظمى•• مؤكدا أن هذا العلاج واحد ويمكن أن يغني عن زرع الكبد مستقبلا لمرضى الفشل الكبدي ومع زيادة البحث عن الكمية المطلوبة للزرع من الخلايا والطريقة المناسبة للزرع للمريض وتجنب التلوث، ومحاولة إنتاج خلايا مقاومة للالتهاب الكبدي الفيروسي وتجنب الإصابة به ثانية.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions