مسقط - راشد بن أحمد البلوشي

التبرع بالدم مبادرة إنسانية وسلوك نبيل من شخص سليم إلى إنسان ينزف بسبب حادث أو عملية جراحية أو مرض، ويحتاج إلى القليل من الدم لينجو من الموت بمشيئة الله حيث تصبح قطرات الدم في هذه الحالات أكسير الحياة.

هكذا عبَّر عدد من المتبرعين بالدم عن مشاعرهم، حينما التقت بهم "الشبيبة" في دائرة التبرع بالدم، الابتسامة تعلوا محياهم وهم يقدمون أياديهم بكل رضاء ومحبة ينظرون إلى مسقبل أجمل لحياة إنسان قدر لها أن وقع لها حادث أدت إلى نزيف حاد إو إلى مريض بثلاسيما أو طفل بحاجة إلى قطرة دم.

وأجمل ما في الأمر أن هناك من وصل إلى رقم قياسي في عملية التبرع بالدم ومنهم من ينافس للوصول إلى رقم جديد ليسجل في وحدة التبرع بالدم الرقم القياسي.

حيث بلغت عدد المرات التي تبرع بها فائل بن خلفان السعدي أكثر من 103 مرات حيث تبرع 30 مرة بالصفائح الدموية و73 وحدة دم، ويعد أكبر متبرع بالدم في السلطنة حيث يقوم بشكل دوري ومنتظم بالتبرع بالدم وتارة أخرى بالصفائح الدموية فائل السعدي من ذوي الاحتياجات الخاصة (أبكم) كانت بدايته منذ العام 1991 ويأتي كل ثلاثة أشهر لتبرع بالدم دون أن يبلغه أحد، برمج نفسه على ذلك العمل الإنساني، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف وصلت رسالة التبرع بالدم إلى فائل؟ وكيف قرأها؟ بالمقابل هناك من هم في أتم الصحة ويطمعون بأن يتقدموا للتبرع بالدم.فائل يعمل في وزارة التراث أكثر من ثلاثين عاما مشهود له بالنشاط والكفاءة العالية.

يقول رئيس قسم شؤون المتبرعين بدائرة خدمات الدم حمد بن مرهون السيابي: نُشيد بجهود المتبرعين بالدم ونلاحظ أن هناك إقبالا بشكل جدير معه الاهتمام، وهناك قائمة طويلة من المتبرعين بالدم من العمانيين والمقيمين الكل يتنافس على هذا العمل الإنساني، واخترنا أن ننشر أسماء العشرة الأوائل من المتبرعين بالدم وسيتم تكريم هؤلاء في احتفالية بيوم المتبرعين، ويقول لقد بلغ إجمالي عدد الوحدات من الدم في العام 2009، 44549 وحدة دم موزعة على حسب المحافظات والمناطق حيث بلغت عدد الوحدات من الدم في بنك الدم 22513 وفي محافظة مسندم 763 وحدة، ومحافظة البريمي 181 ومنطقة الظاهرة 2122، جنوب الباطنة 2173، شمال الباطنة 4813 ، جنوب الشرقية 2662، شمال الشرقية 1982، منطقة الداخلية 4223 ومحافظة ظفار 2217 وحدة دم وتم توزيعها على المصابين بالحوادث ومرضى الثلاسيميا وعمليات جراحة القلب.

وقال رئيس قسم شؤون المتبرعين إن الخدمات الصحية في السلطنة في تطور وتوسع بشكل مستمر ولذا تستمر معه نسبة زيادة وحدات الدم، ونحن بحاجة إلى هذه الوحدات من الدم بنسبة ما بين 10 إلى 20% نظرا إلى زيادة وتطور الخدمات الصحية.

يقول أحمد بن سعيد القطيطي من سكان ولاية الخابورة لقد تبرعت بالدم أكثر من سبع مرات ويأتي هذا العمل لوجه لله تعالى وفي مضامينه الجوانب الإنسانية، فلما نتبرع بقطرة من دمنا من أجل إنقاذ إنسان ربما تكتب له الحياة بإذن الله بسبب هذا القطرة، ويقول لقد شعرت بالحزن الشديد عندما رأيت شبابا في مقتبل العمر يذهبون نتيجة نقص في وحدات الدم لذا كان من الواجب علي أن أقدم ولو جزءا من الواجب الوطني اتجاه كل إنسان على هذه الأرض الطيبة.

ويقول لقد وجدت نشرات صحية تدعو إلى التبرع بالدم فأصبحت آتي ثلاثة أشهر إلى بنك الدم ببوشر للتبرع بالدم، مشيرا إلى أن التبرع بالدم يعيد إليه النشاط والرياضة ويشعره بالراحة النفسية.

ويؤكد طلال بن سليمان البوسعيدي وقد تبرع أكثر من خمس مرات ولكن كان تبرعه لأحد أقاربه ولذا أصبح من قائمة المتبرعين بالدم ويجد أن التبرع عمل إنساني ويقوي أواصر الأخوة ويزيد المحبة والإخاء، لذا أدعو كل الشباب أن يتقدموا إلى بنك الدم للتبرع بالدم لإنقاذ حياة الآخرين وبالتالي هذا العمل فيه الجزاء والثواب من عند الله تعالى.

ويشاركه الرأي حمود بن زايد السعدي حيث يقول لقد وصلت إلى الرقم العشرين من التبرع بالدم وأجد نفسي مقصر في حق الآخرين ممن أصيبوا بالحوادث المرورية والأمراض الأخرى، ولقد دفعني الجانب الإنساني لهذا العمل،والدافع الديني حيث أجني الأجر والثواب، ومن جانب آخر أشعر بالسعادة حينما أرى ذلك المريض وقد استعاد عافيته من خلال قطرات الدم التي وصلت إليه من الآخرين.

ويضيف لقد أصبح التبرع بالدم بالنستة إليَّ عادة أمارسها خلال كل ثلاثة أشهر وأشعر بالراحة النفسية، لذا أشجع الشباب أن يستغلوا طاقاتهم وشبابهم بأن يساهموا في إنقاذ حياة الآخرين المحتاجين إلى قطرة دم، وأجد أن عملية التبرع بالدم من أعلى وأغلى الأعمال الإنسانية من إجل إنقاذ حياة طفل أو امرأة أو شاب أو شيخ.

ويقول سالم بن علي الطوقي بدأت التبرع بالدم منذ أن كنت في المرحلة الإعدادية حتى وصلت إلى رقم 15 مرة ومنذ ذلك الوقت وأنا مستمر في عملية التبرع.

التبرع بالدم حياة جديدة لإنسان قد يوشك على الهلاك وبيدنا أن ننقذ ذلك الإنسان سواء كان عمانيا أو مقيما، والنفس غالية ولا يمكن أن تُهدر بالامتناع من إعطائها قطرة دم، وهي خدمة إنسانية في المقام الأول، لذا أطالب وأناشد الشباب بالإسراع في التبرع بالدم لأن هناك من ينتظر منهم قطرة دم.

** العشرة الأوائل من المتبرعين بالدم

1 - فائل بن خلفان بن شنون السعدي 103 مرات

2 - أحمد بن حمد بن سالم الخروصي 81 مرة

3 - محمد بن صالح بن عبدالله الفرقاني 80 مرة

4 - محمد بن يحيى الحجري 79 مرة

5 - عامر بن علي بن سالم الهاشمي 75 مرة

6 - سالم بن حمد بن ناصر العدوي 68 مرة

7 - ثاني بن علي بن مسعود الخلاصي 63 مرة

8 - سالم بن ناصر بن عبدالله المعيني 62 مرة

9 - سليمان بن عبدالرحمن بن علي الحمادي 59 مرة

10 - علي بن عبدالله بن إبراهيم البلوشي 58 مرة