يوم رابع: فتح الله غولن - جديد غريب

    • يوم رابع: فتح الله غولن - جديد غريب

      أثناء زيارتي لتركيا، استمتعت كثيرا بمشاهدة روعة وجود عمل إسلامي منظم، يخدم الجميع دون تمييز، و يبني الدولة متغلغلا داخلها، حتى استطاع أن يكون القوة الأكبر على الساحة، بل و أن يسيطر على مقاليد السياسة رغم أن أحد أهم شعارات ذلك التيار: أعوذ بالله من الشيطان و السياسة.أنا أتحدث الآن عن حركة الشيخ فتح الله غولن، الذي يكاد يكون لها النصيب الأكبر من كعكة الاعلام، التعليم، الاقتصاد، الشرطة، بل و السياسة على ما يبدو.
      معروف عن "الخدمة" أو حركة غولن، براغميتهم اللا معقولة، ليس فقط في استراتيجيات الحركة الكبرى أو قراراتها الآنية، بل تصل تلك البراغماتية إلى أدق تفاصيل الحياة الشخصية لأتباع الحركة.
      شخصيا، أنا معجب كبير بحركة غولن ، لديهم بالفعل نموذج للحركة ، مؤطر بإطار فكري مرن، يعبر عن تناقضات الحالة التركية ، كما أنهم يعتبرون أحد أقوى اللوبيات العاملة على الساحة التركية.
      مشكلة حركة غولن في وجهة نظري، و التي ربما لا تكون مشكلتهم وحدهم، أعني أنها ربما تكون مشكلة العديد من الاسلاميين و الحركات الكبرى في العالم، هي الحلولية !!
      أعني بالحلولية هي اختزال فكر الحركة، بل ربما الفكر الاسلامي كله، فيما جاء به مؤسس الحركة، و إضفاء قدر من القداسة التي تحل في جسد المؤسس، بحيث يصبح كل كلامه قرآنا ، و كل فعاله سنة لمن هم خلفه !!
      الواقع أنه رغم كل مميزات الحركة ، و رغم مقدرتها الواسعة على التخطيط بعيد المدى، إلا أن ارتباط الحركة بشكل غير اعتيادي في اي حركة عقائدية أخرى في العالم، بقائدها أو مؤسسها، يُعد نقطة ضعف في غاية الخطورة، و يبدو هذا جليا عندما يبرر الجنود لقائدهم أخطاءه و يضعونها كما أقول في مصاف النصوص المقدسة و الفعال التي يُستن بها و يُعمل .
      إنني أتحدث عن التصريحات الأخيرة للأستاذ غولن ، المقيم في أمريكا ، و التي قال فيها إنه كان على منظمي قافلة الحرية أن يستأذنوا "إسرائيل" قبل محاولتهم المرور إلى غزة بالمساعدات التي يحملونها ، و أنه لو كان على أحد المنظمات الخيرية التابعة لحركته أن يذهب إلى غزة ، فقد كان ليصر أن تحصل تلك المنظمة على إذن إسرائيل أولا.
      أيضا كان غريبا للغاية من الأستاذ غولن، أن يقول أنه لم يسمع إلا مؤخرا بالمنظمة المسماة: "وقف المساعدة الإنسانية" ، و هي المنظمة التي أطلقت أسطول الحرية .
      إلى هنا ينتهي كلام الأستاذ غولن المتعلق بأسطول الحرية.
      أنا أستطيع القول بوضوح أنه ليس من البراغماتية، ولا من المصلحة العامة، أن يكون مثل هذا "الانبطاح" في الحديث مع من يفترض بهم أن يكونوا هم الأعداء الحقيقيين.
      الواقع الآن يقول أن الأمور تتجه إلى الأسوأ بالنسبة لإسرائيل، و الجيش التركي لا يمكن أن يتجاهل دعاوى القومية التركية التي انتفضت ضد دولة الاحتلال الاسرائيلي، و أي تصريحات حادة ضد إسرائيل لن تؤثر سلبا على علاقة فتح الله غولن و حركته بدولة الكيان التي ترتبط مع العديد من رجال الأعمال الاتراك التابعين لغولن بروابط تجارية وثيقة .
      و الاستمرار في الخطاب الذي يهبط بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بل و الشعب التركي، إلى حدها الأدنى، خطاب ليس مقبولا من زعيم حركة مثل الأستاذ فتح الله غولن، و هو يدل على أن نظرة الأستاذ غولن السياسية تحتاج إلى كثير من الإجلاء ، فلا يمكن أن يكون من السياسة، أن نلقي باللوم على الحركة التي قُتل لها 19 عشر شهيدا !!
      أيضا تصريح الاستاذ غولن الذي يقول أنه لم يعرف إلا قريبا بـ"وقف المساعدة الإنسانية" تصريح مسيء للأستاذ غولن أكثر مما يوحي بعدم انتشار وقف المساعدة الإنسانية.
      إن وقف المساعدة الإنسانية الذي يرتبط بشكل فكري غير مباشر بحزب السعادة و مؤسسه نجم الدين أربكان، ليس جديدا ولا مجهولا كي لا يسمع عنه الأستاذ غولن، و عدم معرفة الأستاذ غولن به لا يدل إلا على عدم متابعة الأستاذ غولن لكافة ألوان الطيف السياسي و الفكري داخل شعب الأناضول.
      يبقى أن أقول أن الأستاذ فتح الله علق على اقتحام البحرية الاسرائيلية للسفينة "مافي مرمرة" بقوله : "إن ما رأيته لم يكن جميلا على الإطلاق، لقد كان قبيحا" .



      المصدر مدونة غريب


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions