صفات المدير المثالي

    • صفات المدير المثالي






      صفات المدير المثالي





      (مسألة): يلزم أن يتوفر في المدير، صفات لها أهميتها في التمكن من إيصال سفينة الإدارة إلى المقصد بسلام، فإن الإدارة أمر ذو شعب طرف منها المدير، وطرف منها العمال، أو من إليهم كمدير المدرسة، حيث إن طرف منها التلاميذ والمعلٌمين، وطرف منها الجوامد كالمصنع أو المدرسة أو ما أشبه ذلك، فالمدير يلزم عليه مراعاة كل من الطرفين على حده، ومراعاة الارتباط بين هذا الطرف وذاك مثلاً: مدير المعمل، يراعي المعمل، حيث الرعاية لها شرائطها وخصوصياتها، ويراعي العمال، ويراعي الارتباط بين المعمل والعمال، وإلاّ دخل في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ملعون ملعون من ضيّع من يعول) .

      فإنه وإن كان يلاحظ لفظ (من) يشمل العنصر الإنساني فقط، إلاّ أن الملاك يوجب التعدي إلى العنصر غير الإنساني، وفي حديث علي (عليه السلام): (إنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم) . و (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فالحديث في الشمول بالنص للإنسان وبالملاك الذي يرتبط به، وحتى إذا لم نقل بالملاك، شمله العموميات والإطلاقات.

      وعلى أيٍّ حال فاللازم في المدير أن يتصف بالصفات التالية، وكلما ضعفت هذه الصفات فيه كمّاً أو كيفاً، ضعفت الإدارة، والعكس صحيح، وهي:


      1 ـ أن تكون له القدرة التامة على التعبير عن نفسه، تكلّماً أو كتابةً، حتى يفضي إلى الآخر بما يريد، فإن الإدارة بحاجة إلى بحر من الإقناع، وكلما كانت الإدارة أهم، كان الإقناع محتاجا إليه أكثر، وبدون ذلك، لا يتمكن المدير، لا من إقناع رؤسائه ـ إذا كان له رؤساء ـ ولا من إقناع مرؤوسيه.

      2 ـ أن تكون له رغبة في البحث عن الحقائق، واستعداد للعمل بجد وإخلاص وتفاني، في تأدية الواجب في مختلف أبعاد الإدارة، فإن من يركب رأسه ويتصور أنه على صواب، ينكشف لديه بعد زمان، أن الطريق كان موصلا إلى الفشل، ومهما كان الإنسان يرى صواب نفسه، احتاج إلى البحث، أليس كل منّا جرّب مراراً أنه كان مخطئاً في جهل مركب، ثم بالبحث و الفحص ظهر صواب آخر، غير الصواب الذي زعمه، فاللازم أن يكون دائم البحث عن المسائل والمشاكل المتنوعة وإيجاد الحلول المناسبة لها.

      3 ـ أن يهتم بالوقت اهتماماً بالغاً، فإنه وإن قيل: أن الوقت من ذهب، لكن هذا مثال تقريبي، وإلاّ فالوقت ثالث ثلاثة في تقدّم الأمم وتأخّرها، فالإنسان والعمل والوقت إن استغلت استغلالاً حسناً، أتت بالنتائج المرضية، وإلاّ كانت الحصيلة الخيبة والفشل، وقد قال علي (عليه السلام): (انتهزوا فرص الخير فإنها تمرّ مرّ السحاب) ]. وفي حديث آخر: (الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود) إلى غير ذلك.
      وقد صور أهمية الوقت هذا المثل الشائع الصيت، وإن كان فيه نوع مبالغة وعنصر إغراق: (ذهبت الدولة ببولة) ـ في قصة تنقل، في سبب ذهاب ملك بني أمية بجهة غفلة، فترى أن المستشفيات مليئة بالمدهوسين بسبب حوادث السيارات، والغالب أن فترة زمنية قد لا تزيد عن الثانية، هي التي أوجبت ذلك، حيث غفلة السائق عن الطريق أو من السير المعتدل.

      4 ـ أن يكون لطيفاً ودوداً محبّاً للآخرين مدارياً لهم، وفي الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (أمرني ربّي بمداراة الناس، كما أمرني بتبليغ الرسالة) فالرسالة كلها في كفة ومداراة الناس في كفة، نعم إن الرسالة لا تطبق بدون المداراة، فإذا لم يكن للمدير ميل لمدّ يد الصداقة إلى الآخرين، ولا يسعهم بأخلاقه، ولا يتمكن من إنشاء العلاقات وإبقائها، ولا يستعد لكسب ودٌ الناس وثقتهم، لابد وأن يعي أنه يمشي في طريق الفشل.
      وحتى إذا كان رئيس الدولة، أسقطه الناس بالطرق الديمقراطية، إن كان البلد ديمقراطياً (استشارياً) وإلا فبالسلاح، إن الناس إذا لم يرضوا عن التاجر، لن يتعاملوا معه، وإذا لم يرضوا عن إمام الجماعة، لم يحضروا صلاته، وإذا لم يرضوا عن مرجع التقليد غيّروا تقليدهم، وإذا لم يرضوا عن المدرس، استبدلوه بغيره، وإذا لم يرضوا عن الوزير أو السفير أو المدير، سعوا لإسقاطه، وأخيراً فإنه فرد، والناس جماعة، و الجماعة تتغلب على الفرد، وفي الحديث: (من كفّ يده عن الناس فإنما يكفّ عنهم يداً واحدة ويكفّون عنه أيادٍ كثيرة)].
      والمدير الذي فوقه رئيس مهمته أعقد وأصعب، حيث إن توقعات رؤسائه تناقض توقعات مرؤوسيه، فاللازم أن تكون له مهارة وبراعة في ترضية الطرفين وتقريب وجهات نظرهم، وإلاّ فالسخط من جانب يوجب سقوطه، وإن رضي عنه الطرف الآخر.

      5 ـ أن يكون تفكيره منظماً وعقله بارعاً في تحليل الأشياء وتصنيفها، فإن النظم و التصنيف العقليين أهميتهما أكثر مما هو مطلوب في الأمور المادية، بل الأول في منزلة القائد، والثاني في منزلة المقود، ولذا ورد: (تفكّر ساعة خير من عبادة ستين سنة).

      ثم إن كل ما نراه من آثار الجمال والظرافة في مختلف أبعاد الحياة، التي عملها الإنسان سواء في الحدائق أو الدور أو الشوارع أو المصانع أو الصنائع أو غيرها وغيرها، إنما هي من آثار جمال الفكر ونظام التحليلات الذهنية.




      *سؤال الحلقىه *


      - لو كنت انت مدير ماهي الصفات التي كنت تتبعها لتكون مدير ناجح ومثالي وفعال ؟
      ♡•0•● قُلَبًيِ آلَشُـفُـآفُـ أجّـمًلَ عٌيِوٌبًيِ ◐◑。๑ εïз
    • طرح قيم

      وشاكره مجهودكــ الطيب

      ولكني ما اجده هنا بأن عدد الزوار بهذه الصفحة كبير


      ولكن لا اجد اي تعليق او تعقيب

      لربما تكررت المواضيع المشابهه لهذا الطرح

      اتمنى لكــ انتقائه افضل .. شاكره لكـــ مجهودك الطيب غاليتي

      وبإنتظار جديدكـــ