"مركز مسقط للتوحد" أول صرح يقدم برنامجاً ت

    • "مركز مسقط للتوحد" أول صرح يقدم برنامجاً ت

      مسقط – زينب الأنصارية
      مرض "التوحد" أصبح يهدد أطفالنا بتزايد نسبته عاما بعد عام دون أن يُعرف له سبب حقيقي، بحوث علمية درست حالته ووضعت فرضيات كثيرة لكن إلى الآن لم يتوصل العلم إلى علاج له، أطفال كثيرون يولدون ليكتشف آباؤهم بعد مضي 3 أعوام أنهم يعانون من مرض اسمه "التوحد"، وسعيد الحظ من الأبناء من يتوصل والداه إلى حقيقة مرضه وحالته التي يعاني منها ويبدآن بطرق التواصل التي توضع عادة لمثل هذه الحالات؛ لأن الكثير من الآباء لا يستطيعون فهم الحالة ويعاني طفلهم الأمرّين من عدم فهمهم له، وقد تتفاقم حالته وتصبح أكثر صعوبة بسبب عدم الإدراك من قبل الوالدين وهنا يكون الطفل هو الضحية.
      وللوقوف على موضوع "التوحد" شددنا الرحال إلى مركز مسقط للتوحد لنتعرف على حالة الطفل التوحدي وكيف يتم التعامل معه؟ وما هي الأمور التي يجب على الوالدين معرفتها والقيام بها في حال ابتلاء طفلهم بمرض التوحد؟ التقينا في البداية مع مديرة المركز مشاعر شمسان عبدالله والتي بينت لنا مدى حساسية الطفل التوحدي وكيف أنه يتأثر بأي تصرف يصدر ممن حوله فقالت: أكثر ما يمكن أن يضر الطفل التوحدي هو عدم إدراك الوالدين لحالته لأنه يبدو كطفل عادي لكن إدراكه ضعيف مما يجعل بعض الآباء يقارنون بينه وبين إخوانه على أنه طبيعي لكنه غبي وهذا يزيد من الحالة ويعقدها، فإدراك الحالة من البداية يسمح بتدارك أمور كثيرة وتفيد الطفل وتحسن كثيرا من حالته، وهنا لابد أن أشدد على مسألة التوعية حول هذا المرض لأنه فعلا أصبح مرضاً لابد أن يعرفه كل شخص في المجتمع، فتزايد الحالات المصابة به أصبح أمراً مقلقاً لكن للأسف مازال مستوى التوعية ضعيفاً جدا بالنسبة لانتشاره، فهناك الكثير من الناس لم يسمعوا عنه أساساً، وهذا يقع على عاتق الإعلام الذي يجب أن يتبنى هذه الحالة من خلال عمل لقاءات مع أطباء متخصصين وأيضا مسؤولين عن المراكز التي تعنى بهذا المرض.
      وعن المركز قالت: لدينا في المركز مجموعة من الأطفال تتراوح حالاتهم بين الخفيفة والثقيلة، وطبعا التدريب هنا يكون فردياً بحيث لا يتأثر صاحب الحالة الأبسط بمن حالته أقوى، لكن يبقى موضوع التفاعل والتواصل موجودا فيما بينهم، كما أريد أن أنوه لمسألة غاية في الأهمية وهي دور الأسرة مع المركز، إذ لابد أن تكون هناك مواصلة داخل الأسرة لما نقدمه نحن للطفل في المركز وبدون ذلك لن تتحقق للطفل استفادة كبيرة، فبالتعاون بين الأسرة والمركز سوف يلاحظ الأهل مدى استجابة الطفل للعلاج والتدريب والتحسن الذي سيطرأ عليه شيئا فشيئا، وأقولها صراحة هناك من يتعاون وهناك من يعتمد كلياً على المركز دون أن يبدي أي تعاون والذي يدفع الثمن في ذلك هو الطفل.
      وعن موضوع التوعية الأسرية بالتوحد قالت مشاعر: من المهم جدا أن يكون هناك برنامج توعوي لأسر الأطفال التوحديين؛ لأن في ذلك كل الأهمية، فالطفل التوحدي عادة لا يستطيع التواصل عن طريق الكلام وسبب ذلك يرجع إلى ضعف الإدراك لديه، فحاسة السمع والبصر لديه سليمة والعلة تكمن في تشكيل الصورة وسماع الكلمات فهما لا يصلان له كما يصلان للشخص العادي، فالأصوات بالنسبة له عبارة عن ضجيج ليس إلا، والصور والمناظر التي يراها من حوله لا يستطيع إدراكها وتفيسرها كما يفسرها إدراك الطفل السليم، حتى حين يدرب ويتم التخاطب معه لابد أن يعرف المخاطب أن الطفل التوحدي يسمع وينفذ دون أن يفهم، ومثال على ذلك أذكر حادثة سردها دكتور متخصص في تدريب أطفال التوحد حيث قال: حين سألت أحد الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد لماذا لم تذهب مع أصحابك للعب مع أن المشرفة عليكم قالت لكم اخرجوا لكي تلعبوا؟ فجاءني الجواب البريء من الطفل أن المشرفة قالت: الجميع يذهب إلى اللعب وأنا ليس اسمي الجميع! هنا يتبين لنا أن الطفل التوحدي لابد أن يفسر له الكلام بحيث يكون واضحا جدا ولا ينتظر منه أن يفسره هو لأنه عاجز عن ذلك، كما أنه إنسان حساس للغاية، ومسألة الحنان والحب بالنسبة له مسألة غاية في الأهمية فلا بد من منحه حناناً مضاعفاً واهتماماً كبيراً من قبل الأسرة وخصوصا الوالدين فهذا سيفيد جدا في تحسن حالته إن هو أحس بالاستقرار العاطفي. كما تطرقت مديرة المركز إلى الأشياء المهمة الواجب توفيرها للطفل التوحدي قائلة: الرياضة هي من الأمور الأهم في حالة الطفل التوحدي، ففيها يستطيع أن يخرج شحنته وطاقته التي تعد أكثر بكثير من طاقة الشخص السليم ولابد من وجود نشاط يخرج هذه الطاقة وإلا تسببت بحدوث حالات من الصرع له، وأنا أناشد المهتمين في هذا المجال بالاهتمام بهذا البند وتوفير مدرب رياضي أو مدرب سباحة لهم بحيث يتم التعاون فيما بيننا وتقديم هذه الخدمة لهؤلاء الأطفال، فإن تمكنّا من فعل ذلك سوف نكون قد أحرزنا نجاحاً كبيراً في مجال تدريبهم.
      وعن تفاعل الناس مع المركز قالت: نحن حالياً نستقطب فقط الأطفال الموجودين في مسقط مع أن مكالمات كثيرة تردنا من ولايات عديدة في السلطنة يستفسرون إن كانت لدينا فروع أخرى؛ لأنهم بحاجة إلى مركز خاص بالتوحد، لكن ما يقف حائلا أمامهم هو مسألة السكن لهذا قمنا حاليا بدراسة موضوع السكن فهناك خطة لعمل سكن داخلي للأطفال القادمين من الولايات بحيث يكون هناك مشرفون عليهم طوال اليوم وكذلك ممرضة وأخصائية علاج وظيفي وأعتقد أن ذلك سيفتح المجال لمن هم خارج مسقط للاستفادة من خدمات المركز.
      كما قامت مديرة المركز بشرح مفصل عن فصول المركز وبرنامج التدريب الذي يتبعه المركز فهو كمدرسة تعليمية خاصة يقدم للأطفال كل ما يحتاجونه من تعليم وتدريب، واستوقفنا في أحد الفصول وجود 7 من الفتيات مع أخصائية التربية الخاصة نادية محمد سنة وهي تشرح لهن عن كيفية تعديل السلوك وكيفية التعامل مع الأطفال وطلبت مديرة المركز من الأخصائية نادية أن تقدم لنا شرحاً عن البرنامج فقالت: طبعا الفتيات هن من مركز الوفاء الاجتماعي بصحار وعددهن 7 جئن لمركز مسقط للتوحد للاستفادة وأخذ دورة تدريبية في مجال تعديل السلوك وكيفية التعامل الصحيح مع الطفل التوحدي والدورة مدتها 5 أيام وتتخللها أيضا محاضرات لمديرة المركز عن سمات التوحد ووضع البرامج وكيفية تفعيل هذه البرامج والحمد لله نجد التفاعل لدى المشاركات كبيرا جدا ولديهن شغف في الاطلاع والاهتمام بهذا الجانب، والمركز منذ تأسيسه ولديه تعاون مع مراكز الوفاء في ولايات السلطنة وهذا أول تعاون بيننا وبين مركز الوفاء في ولاية صحار.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions