مسقط ـ ش

أطلقت أشرعة سبينيكار لنفسها العنان في سماء سيدني إيذاناً ببدء سباق كليبر لعبور المحيط الأطلسي وهرعت قوارب السباق متوجهة إلى جزيرة كيب بريتون في كندا ضمن المرحلة الثانية عشرة من سباق كليبر حول العالم ٢٠٠٩-٢٠١٠م وقطعت القوارب التسعة خط البداية تمام الساعة الثانية مساء بالتوقيت المحلي (الخامسة مساء بتوقيت جرينتش) تحت سماء زرقاء ونسيم يتراوح بين ٥ إلى ١٠ عقد (١٠-٢٠ كم في الساعة)، وأطلق شارة انطلاق السباق روبن نوكس جونستون مؤسس ومدير سباق كليبر بواسطة أحد مدافع قلعة لوسبورج لتنطلق القوارب في سباق مسافته ٢٠٨٠ ميلا بحريا يأخذهم إلى كنسيل في مقاطعة كورك الإيرلندية.

واصطف آلاف المتفرجين على جانبي الرصيف البحري في سيدني لمشاهدة أسطول القوارب وهي تعبر خط البداية ليقطع البحاران العمانيان أحمد المعمري وعبدالله البوسعيدي المحيط لآخر مرة في مغامرتهم التي دامت عشرة أشهر. وعلى الرغم من شعورهما ببعض الحزن نظراً لقرب نهاية هذه المغامرة المثيرة بذكرياتها الحلوة والمرة إلا أنهما يتطلعان لعبور خط النهاية في شهر يوليو والعودة لأرض الوطن بعد غياب طويل.

"تعجز الكلمات عن وصف مشاعرنا بعد انطلاق المرحلة الأخيرة من هذا السباق التاريخي ومغادرتنا لمدينة كيب بريتون التي قمنا فيها كالعادة بزيارة عدد من المدارس للتحدث حول السلطنة وكذلك عدد من مراكز الشرطة ووحدات مكافحة الحرائق لمقابلة زملائنا في المهنة والتحدث إليهم حول القواسم المشتركة والاختلافات بيننا". يقول عبدالله قبيل مغادرة الجزيرة الكندية الصغيرة الشهيرة بتنوعها الثقافي: "لقد مررنا بتجارب مثرية وأتشوق كثيراً لأشرحها للمهتمين عندما أعود للسلطنة". أما احمد فعلق قائلاً: "لا تزال أمامنا الكثير من التحديات والكثير من المياه والرياح في المحيط الأطلسي الذي تتوعدنا مياهه بأن لا نخلد للراحة بل نبقى في يقظة تامة طوال الرحلة، الشطر الأول من هذه المرحلة سيأخذنا شمالاً حيث نواجه الطقس البارد جداً ولكن نتوقع استقبالاً حافلاً ودافئاً عند الوصول إلى كورك بإيرلندا".

ومن المتوقع أن يصل أحمد وعبدالله إلى إيرلندا يوم 4 يوليو تقريباً ومنها سيبحرون إلى إيجموند في هولندا حيث التوقف لفترة قصيرة ومن ثم العودة إلى موقع انطلاق السباق على ضفاف نهر همبر في مدينة هل في المملكة المتحدة.