الضابط هو جيمس تيموثي وتينجتون لاندن المولود في 20 أغسطس 1942 م في جزيرة فانكوفر بكندا من أب إنكليزي عمل بالجيش البريطاني بكندا و أم كندية ، و حسب المصادر الإنكليزية بأنه درس مع جلالة السلطان السيد قابوس بن سعيد في كلية ساندهيرست العسكرية ، و قد كانت لصداقتهما التأثير الكبير في التعاون و تربع السلطان قابوس على عرش أبيه و أجداده و إستمرارية حكم آلبوسعيد ، و كذلك المساهمة بشكل فاعل في إدارة شؤون البلاد (سلطنة عمان) بعد الإنقلاب الناجح في 23 يوليو 1970 م ،كان هذا الضابط الشاب الذي رأت فيه الإستخبارات البريطانية المنفذ في تحقيق إتصالها مع السيد قابوس بن سعيد و من ثم إقناعه بخطورة الوضع في البلاد ، و أن عهد السلطان سعيد بن تيمور أصبح غير مرغوب فيه من القبائل و شرائح عدة في عمان و الخارج ، و أن النظام أصبح معزولا حتى عن أقرب الأصدقاء ، مع إدراك السيد الشاب بتردي الأحوال في البلاد شعبيا و معنويا و حرصه و غيرته أن تعود عمان إلى سابق مجدها و عنفوانها، و قيل أنه كان يقف إلى صف السيد قابوس في المشاحنات التي تحدث بين الطلبة في ساندهيرست. و نشرت مجلة المصور القاهرية في إحدى أعدادها الصادر عام 1966 م نقلا عن إحدى الصحف البريطانية تقريرا صحفيا عن علاقة الصداقة الحميمة التي ربطت السيد قابوس بن سعيد نجل سلطان مسقط و عمان بتيم لاندن مدعمة التقرير بصورة للرجلين الأول باللباس المسقطي (الدشداشة و الكمة) و الآخر بالبنطلون و القميص الأبيض في حديقة قصر الحصن بمدينة صلالة.
و لا نغفل دور ضباط إنكليز آخرين في المرحلة الإنتقالية التي تلت نجاح الإنقلاب أو الحركة التصحيحية ، ففور تسلم السلطان الجديد مقاليد الحكم قام بإنتداب بعض العسكريين من قواته المسلحة للقيام بتصريف شؤون الأجهزة المدنية ، و قد تم تشكيل مجلس إستشاري مؤقت لتصريف أمور أجهزة الدولة ، و قد تكون المجلس من:
1. الكولونيل هيو أولدمان رئيسا و يشغل سكرتيرا للدفاع ، و قد لعب دورا كبيرا في الإطاحة بالسلطان سعيد بن تيمور.
2. البريجادير مالكولم دينيسون الذي أصبح فيما بعد رئيسا لجهاز الإستخبارات و عضوا في مجلس الدفاع الوطني.
3. الميجر جنرال جون جراهام عضوا و سكرتيرا للمجلس.
كما قام بيتر ماسون مدير عام البنك البريطاني للشرق الأوسط و سكرتير السلطان لشؤون النفط بشرح موزج للسلطان الجديد عن الوضع المالي في خزينة الدولة و ذلك فور عودته من لندن من الإجازة السنوية.
عين صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد عمه صاحب السمو السيد طارق بن تيمور الذي إنشق عن أخيه السلطان السابق رئيسا لأول حكومة في العهد الجديد يكون أعضائها من العمانيين ، إلا أن الأمور لم تتجه نحو ما هو منظور له و مطموح من قبل الشخصيات الوطنية في الحكومة مما أدى إلى إستقالة رئيس الوزراء و بعض الوزراء الذين رأوا "أن تدخل الموظفين الأجانب في أعمالهم و بسط نفوذهم على مجريات الأمور و التشكيك في العناصر الطيبة من الأسرة المالكة و الوزراء و المواطنين و الذين لا يريدون لعمان إلا ما خطه التاريخ منذ عهد الجد الأكبر للسلطان الإمام أحمد بن سعيد" ، هذا ما ذكره أحد الوزراء في رسالة إستقالته.
بقي تيم لاندن قريبا من السلطان قابوس و عونا له في إدارة دفة الحكم ، و كان مستشاره للشؤون العسكرية و الأمنية ، و نقطة إتصاله في العلاقات الخارجية مع الدول الغربية مع بعض مستشاريه من العمانيين الذين قربهم تيم لاندن و يدينون له بالخير على الثـراء و الجاه اللذين جنوهما نتيجة من قربهم له ، و وسيط الصفقات التجارية التي تبرهمها السلطنة مع شـركات إنتاج الأسـلحة و مضاربي تجارة النفط ، كما تم منحه الجنسية العمانية و حمل بحكم عمله جواز السفر العماني الدبلوماسي ، و منح منصب مستشار في السفارة العمانية في لندن ليتم تسهيل مهامه و إتصالاته ، و فيما يلي تسلسلا لبعض الأمـور في سـيرة هذا الضابط الإنكليزي الكندي المولد و العماني الهوى و المأرب و الإنكليزي الولاء ، الذي له بصمات واضحة في التاريخ العماني الحديث و التي إستطعنا الحصول عليها من بعض المصادر الإنكليزية:
1. ولد جيمس تيموثي وتينجتون لاندن في جزيرة فانكوفر إحدى المقاطعات الكندية في 20 أغسطس 1942 م من أب إنجليزي يعمل بالجيش البريطاني في كندا و أم كندية ، و توفى في 5 يوليو 2007 م إثر صراع مع مرض سرطان الرئة.
2. تلقى تعليمه في إنجلترا بكلية إيستبورن بسسكس ، و التي درس فيها أشقائه الثلاثة الأكبر منه سنا ، و إثر إنتهائه من الدراسة في هذه الكلية تم قبوله بالأكاديمية العسكرية البريطانية المعروفة ب "ساند هيرست" حيث إلتقى هناك بالسيد قابوس بن سعيد نجل السلطان سعيد بن تيمور سلطان مسقط و عمان.
3. تخرج من ساندهيرست عام 1962 م ، و كان ترتيبه 182 من بين 208 مرشح ضابط.
4. حصل على تدريب قصير في كتيبة الخيالة (Hussars) العاشرة لمدة ثلاث سنوات.
5. في أغسطس دخل كتيبة فرسان الخيالة الذكية (Smart Cavalry).
6. في عام 1965 م و عند إنتهاء فترة التدريب تم منحه فرصة عمل و إنتداب للعمل في قوات سلطان مسقط و عمان حيث بدأت في جنوب البلاد حركة تمرد يقودها ثوار ينتمون إلى التيار اليساري العالمي. و كانت هذه فرصة له لسداد ديونه المتعثرة.
7. في عام 1967 م أبتعث من عمان إلى بريطانيا لدراسة علوم الإستخبارات العسكرية و ذلك لإعداده للعمل مستقبلا في عمان في هذا المجال.
8. عند عودته إلى عمان أثار إنتباه البريجادير مالكوم دينيسون الذي كلفه بمهمة خاصة ألا وهي الإلتقاء بالسيد قابوس بن سعيد و هو تحت الإقامة الجبرية بأمر من والده السلطان و ذلك للأسباب التالية:
• التفكر في مستقبل عمان و الأوضاع السائدة في المنطقة.
• إزدياد حدة التوتر و التمرد في مقاطعة ظفار.
• أصبح توجه صناعة القرار عند السلطان سعيد بن تيمور أكثر إستقلالية عن ذلك الذي يريده الإنكليز.
9. بهذا إستطاع البريجادير مالكولم دينيسون الحصول على إستثناء من السلطان سعيد بن تيمور لتيم لاندن بزيارة السيد قابوس دون تحديد شروط. ومن خلال الزيارات المتعدده قام لاندن بإقناع السيد قابوس بن سعيد الشروع بالإطاحة بوالده السلطان ، و إذا لم يوافق السيد قابوس بذلك ستضيع ظفار و كذلك سيضيع معها المال و النفط ... و حكم آلبوسعيد.
10. في اليوم المحدد لإنقلاب كان لاندن إلى جانب السيد قابوس يترقبان بقلق أنباء عملية و خطة الإنقلاب حيث كان الفشل ليس في قاموس اللعبه أو أي شخص من الإنقلابيين. و مع حلول الظلام أتت بشائر الأنباء السارة بنهاية ثمانية و ثلاثين عاما من حكم السلطان سعيد بن تيمور و بزوغ فجر جديد و سعيد على عمان بتسلم صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم. و قد قام بتنفيذ عملية الإنقلاب الشيخ بريك الغافري و الماجور سبايك باول (Spike Powell ). و قبل وفاته في عام 1972 م سؤل السلطان السابق سعيد بن تيمور عن أمر يندم عليه ، فكان الرد: "عدم إطلاق الرصاص على لاندن".
11. حفظ جلالة السلطان قابوس بن سعيد الصداقة و الجميل لتيم لاندن حيث أصبح من حاشيته و من المقربين له و يستشيره في الشؤون المحلية و الدولية و في المجالات السياسية و العلاقات الدولية و التجارية و المالية ، و إستثمر لاندن هذه العلاقة المتميزة فأطلق طاقاته و إبداعاته و إستغل ثقة السلطان به و العلاقة المتميزة بإن أصبح من المستثمرين الدوليين في التجارة في مختلف بلدان العالم ، و ظهر إسمه لسنوات عدة ضمن قائمة أغنياء العالم في السنداي تايمز اللندنية ، و تقدر السيولة المالية التي ملكها لاندن في 7 أبريل 2007 م بين 400 مليون إلى 500 مليون جنيه إسترليني حصدها من صفقات الأسلحة و تجارة الألماس و مضربات النفط و الأسهم ، هذا عدا الأموال التي أغدقها عليه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد الصديق الذي إحترم صداقة العمر و العمل.
12. تولي عدة مناصب هامة في المؤسسات العسكرية و الأمنية في سلطنة عمان ، و أشرف على تأسيسها ، و هو الذي أسس وزارة المكتب السلطاني (الجهاز الذي يدير و يشرف على الأجهزة الأمنية في سلطنة عمان) و الذي كان يعرف بمكتب القصر. و لتيم لاندن الفضل الكبير مع البريجادير مالكوم دينيسون في تزكية ترشيح و تعيين شخصيات أمنية و عسكرية و مدنية عمانية في مناصب وزارية و قيادية و يدينون لهما بالفضل و الولاء لما حازوا عليه من ثقة و رفعة لدى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد.
13. وصف و رئيسه السابق في كتيبة الفرسان الملكية البريطانية "توني آشوورث" المستشار الإعلامي و وزير الإعلام الحقيقي في سلطنة عمان بأنهما أقوى شخصيتين نافذتين في حكومة سلطنة عمان في فترة السبعينات و الثمانيات و التسعينات من القرن العشرين و مطلع سنوات الألفية الثانية.
14. أطلقت عليه الصحافة البريطانية لقب "السلطان الأبيض" للثراء الفاحش الذي كسبه خلال سنوات قليلة من سلطنة عمان و علاقته القوية بصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد و "لورنس العرب الجديد" للدور الذي لعبه في تمكين التواجد الإنكليزي في المنطقة خلال فترة تواجده فيها.
15. كان لاندن شخصا هادئا و صبورا و جريئا و طموحا مما أثار الكثير من الغيرة و الشك بين أقرانه الضباط الإنكليز مثل أولدمان و دينيسون و جراهام و ذلك لمنافعهم الشخصية و نزوات نفوسهم في الإثراء من الأوضاع في عمان و خيرات هذا الوطن العربي ...إلا أن إدراك صاحب الجلالة السلطان قابوس و فطنته و إدارته للأمور بسياسة و حنكه و يقينه أنه يدين بعرشه لكثير من هؤلاء الضباط جعل الأمور في قالب متوازن في كفتي الميزان ، لكن لاندن إستطاع التميز على أقرانه من هؤلاء الضباط و كسب ثقة السلطان بهدوئه و إخلاصه للصداقة و العشرة.
أن الكاتب لتاريخ سلطنة عمان الحديث لا يمكن أن يغفل الدور الذي لعبه الضباط الإنكليز الذين تواجدوا في هذا البلد العربي منذ عهد السلطان سعيد بن تيمور و حتى قبل ذلك ، و إستمروا في السلطة يديرون شؤون البلاد العسكرية و الأمنية في عهد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد و أصبحوا تركة ثقيلة لسنوات عدة على عهد هذا السلطان الذي شهد عهدة نقلة نوعية في هذا البلد الذي كان يوصف بالجهل و التخلف و عدم النماء ، فأصبح بفضل الله أولا و بجهود صاحب الجلالة السلطان مثالا يحتدى به في الإزدهار ، فقد وعد السلطان شعبه في بداية عهده بالرفعة و النماء ، و تحقق الكثير منهما لما فيه خير الحكومة و المواطن. و إن كانت هنالك سلبيات و إخفاقات فيعود ذلك إلى الشخصيات الإنتفاعية التي وضعت مصلحتها الخاصة قبل مصلحة عمان و خدمة السلطان. و إن كان هنالك إنتفاع و إستغلال للفرص و تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة و مصلحة عمان من أولئك الضباط الأجانب ، فأن من العمانيين من تصرفوا مثلهم و غلبوا مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن و خدمة سلطان البلاد.
حفظ الله الوطن ... سلطنة عمان ... من كل شر و جعله بلدا آمنا معززا مكرما ، و حفظ صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد قائدا بانيا مظفرا و أحاطه بالبطانة الصالحة
و لا نغفل دور ضباط إنكليز آخرين في المرحلة الإنتقالية التي تلت نجاح الإنقلاب أو الحركة التصحيحية ، ففور تسلم السلطان الجديد مقاليد الحكم قام بإنتداب بعض العسكريين من قواته المسلحة للقيام بتصريف شؤون الأجهزة المدنية ، و قد تم تشكيل مجلس إستشاري مؤقت لتصريف أمور أجهزة الدولة ، و قد تكون المجلس من:
1. الكولونيل هيو أولدمان رئيسا و يشغل سكرتيرا للدفاع ، و قد لعب دورا كبيرا في الإطاحة بالسلطان سعيد بن تيمور.
2. البريجادير مالكولم دينيسون الذي أصبح فيما بعد رئيسا لجهاز الإستخبارات و عضوا في مجلس الدفاع الوطني.
3. الميجر جنرال جون جراهام عضوا و سكرتيرا للمجلس.
كما قام بيتر ماسون مدير عام البنك البريطاني للشرق الأوسط و سكرتير السلطان لشؤون النفط بشرح موزج للسلطان الجديد عن الوضع المالي في خزينة الدولة و ذلك فور عودته من لندن من الإجازة السنوية.
عين صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد عمه صاحب السمو السيد طارق بن تيمور الذي إنشق عن أخيه السلطان السابق رئيسا لأول حكومة في العهد الجديد يكون أعضائها من العمانيين ، إلا أن الأمور لم تتجه نحو ما هو منظور له و مطموح من قبل الشخصيات الوطنية في الحكومة مما أدى إلى إستقالة رئيس الوزراء و بعض الوزراء الذين رأوا "أن تدخل الموظفين الأجانب في أعمالهم و بسط نفوذهم على مجريات الأمور و التشكيك في العناصر الطيبة من الأسرة المالكة و الوزراء و المواطنين و الذين لا يريدون لعمان إلا ما خطه التاريخ منذ عهد الجد الأكبر للسلطان الإمام أحمد بن سعيد" ، هذا ما ذكره أحد الوزراء في رسالة إستقالته.
بقي تيم لاندن قريبا من السلطان قابوس و عونا له في إدارة دفة الحكم ، و كان مستشاره للشؤون العسكرية و الأمنية ، و نقطة إتصاله في العلاقات الخارجية مع الدول الغربية مع بعض مستشاريه من العمانيين الذين قربهم تيم لاندن و يدينون له بالخير على الثـراء و الجاه اللذين جنوهما نتيجة من قربهم له ، و وسيط الصفقات التجارية التي تبرهمها السلطنة مع شـركات إنتاج الأسـلحة و مضاربي تجارة النفط ، كما تم منحه الجنسية العمانية و حمل بحكم عمله جواز السفر العماني الدبلوماسي ، و منح منصب مستشار في السفارة العمانية في لندن ليتم تسهيل مهامه و إتصالاته ، و فيما يلي تسلسلا لبعض الأمـور في سـيرة هذا الضابط الإنكليزي الكندي المولد و العماني الهوى و المأرب و الإنكليزي الولاء ، الذي له بصمات واضحة في التاريخ العماني الحديث و التي إستطعنا الحصول عليها من بعض المصادر الإنكليزية:
1. ولد جيمس تيموثي وتينجتون لاندن في جزيرة فانكوفر إحدى المقاطعات الكندية في 20 أغسطس 1942 م من أب إنجليزي يعمل بالجيش البريطاني في كندا و أم كندية ، و توفى في 5 يوليو 2007 م إثر صراع مع مرض سرطان الرئة.
2. تلقى تعليمه في إنجلترا بكلية إيستبورن بسسكس ، و التي درس فيها أشقائه الثلاثة الأكبر منه سنا ، و إثر إنتهائه من الدراسة في هذه الكلية تم قبوله بالأكاديمية العسكرية البريطانية المعروفة ب "ساند هيرست" حيث إلتقى هناك بالسيد قابوس بن سعيد نجل السلطان سعيد بن تيمور سلطان مسقط و عمان.
3. تخرج من ساندهيرست عام 1962 م ، و كان ترتيبه 182 من بين 208 مرشح ضابط.
4. حصل على تدريب قصير في كتيبة الخيالة (Hussars) العاشرة لمدة ثلاث سنوات.
5. في أغسطس دخل كتيبة فرسان الخيالة الذكية (Smart Cavalry).
6. في عام 1965 م و عند إنتهاء فترة التدريب تم منحه فرصة عمل و إنتداب للعمل في قوات سلطان مسقط و عمان حيث بدأت في جنوب البلاد حركة تمرد يقودها ثوار ينتمون إلى التيار اليساري العالمي. و كانت هذه فرصة له لسداد ديونه المتعثرة.
7. في عام 1967 م أبتعث من عمان إلى بريطانيا لدراسة علوم الإستخبارات العسكرية و ذلك لإعداده للعمل مستقبلا في عمان في هذا المجال.
8. عند عودته إلى عمان أثار إنتباه البريجادير مالكوم دينيسون الذي كلفه بمهمة خاصة ألا وهي الإلتقاء بالسيد قابوس بن سعيد و هو تحت الإقامة الجبرية بأمر من والده السلطان و ذلك للأسباب التالية:
• التفكر في مستقبل عمان و الأوضاع السائدة في المنطقة.
• إزدياد حدة التوتر و التمرد في مقاطعة ظفار.
• أصبح توجه صناعة القرار عند السلطان سعيد بن تيمور أكثر إستقلالية عن ذلك الذي يريده الإنكليز.
9. بهذا إستطاع البريجادير مالكولم دينيسون الحصول على إستثناء من السلطان سعيد بن تيمور لتيم لاندن بزيارة السيد قابوس دون تحديد شروط. ومن خلال الزيارات المتعدده قام لاندن بإقناع السيد قابوس بن سعيد الشروع بالإطاحة بوالده السلطان ، و إذا لم يوافق السيد قابوس بذلك ستضيع ظفار و كذلك سيضيع معها المال و النفط ... و حكم آلبوسعيد.
10. في اليوم المحدد لإنقلاب كان لاندن إلى جانب السيد قابوس يترقبان بقلق أنباء عملية و خطة الإنقلاب حيث كان الفشل ليس في قاموس اللعبه أو أي شخص من الإنقلابيين. و مع حلول الظلام أتت بشائر الأنباء السارة بنهاية ثمانية و ثلاثين عاما من حكم السلطان سعيد بن تيمور و بزوغ فجر جديد و سعيد على عمان بتسلم صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم. و قد قام بتنفيذ عملية الإنقلاب الشيخ بريك الغافري و الماجور سبايك باول (Spike Powell ). و قبل وفاته في عام 1972 م سؤل السلطان السابق سعيد بن تيمور عن أمر يندم عليه ، فكان الرد: "عدم إطلاق الرصاص على لاندن".
11. حفظ جلالة السلطان قابوس بن سعيد الصداقة و الجميل لتيم لاندن حيث أصبح من حاشيته و من المقربين له و يستشيره في الشؤون المحلية و الدولية و في المجالات السياسية و العلاقات الدولية و التجارية و المالية ، و إستثمر لاندن هذه العلاقة المتميزة فأطلق طاقاته و إبداعاته و إستغل ثقة السلطان به و العلاقة المتميزة بإن أصبح من المستثمرين الدوليين في التجارة في مختلف بلدان العالم ، و ظهر إسمه لسنوات عدة ضمن قائمة أغنياء العالم في السنداي تايمز اللندنية ، و تقدر السيولة المالية التي ملكها لاندن في 7 أبريل 2007 م بين 400 مليون إلى 500 مليون جنيه إسترليني حصدها من صفقات الأسلحة و تجارة الألماس و مضربات النفط و الأسهم ، هذا عدا الأموال التي أغدقها عليه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد الصديق الذي إحترم صداقة العمر و العمل.
12. تولي عدة مناصب هامة في المؤسسات العسكرية و الأمنية في سلطنة عمان ، و أشرف على تأسيسها ، و هو الذي أسس وزارة المكتب السلطاني (الجهاز الذي يدير و يشرف على الأجهزة الأمنية في سلطنة عمان) و الذي كان يعرف بمكتب القصر. و لتيم لاندن الفضل الكبير مع البريجادير مالكوم دينيسون في تزكية ترشيح و تعيين شخصيات أمنية و عسكرية و مدنية عمانية في مناصب وزارية و قيادية و يدينون لهما بالفضل و الولاء لما حازوا عليه من ثقة و رفعة لدى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد.
13. وصف و رئيسه السابق في كتيبة الفرسان الملكية البريطانية "توني آشوورث" المستشار الإعلامي و وزير الإعلام الحقيقي في سلطنة عمان بأنهما أقوى شخصيتين نافذتين في حكومة سلطنة عمان في فترة السبعينات و الثمانيات و التسعينات من القرن العشرين و مطلع سنوات الألفية الثانية.
14. أطلقت عليه الصحافة البريطانية لقب "السلطان الأبيض" للثراء الفاحش الذي كسبه خلال سنوات قليلة من سلطنة عمان و علاقته القوية بصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد و "لورنس العرب الجديد" للدور الذي لعبه في تمكين التواجد الإنكليزي في المنطقة خلال فترة تواجده فيها.
15. كان لاندن شخصا هادئا و صبورا و جريئا و طموحا مما أثار الكثير من الغيرة و الشك بين أقرانه الضباط الإنكليز مثل أولدمان و دينيسون و جراهام و ذلك لمنافعهم الشخصية و نزوات نفوسهم في الإثراء من الأوضاع في عمان و خيرات هذا الوطن العربي ...إلا أن إدراك صاحب الجلالة السلطان قابوس و فطنته و إدارته للأمور بسياسة و حنكه و يقينه أنه يدين بعرشه لكثير من هؤلاء الضباط جعل الأمور في قالب متوازن في كفتي الميزان ، لكن لاندن إستطاع التميز على أقرانه من هؤلاء الضباط و كسب ثقة السلطان بهدوئه و إخلاصه للصداقة و العشرة.
أن الكاتب لتاريخ سلطنة عمان الحديث لا يمكن أن يغفل الدور الذي لعبه الضباط الإنكليز الذين تواجدوا في هذا البلد العربي منذ عهد السلطان سعيد بن تيمور و حتى قبل ذلك ، و إستمروا في السلطة يديرون شؤون البلاد العسكرية و الأمنية في عهد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد و أصبحوا تركة ثقيلة لسنوات عدة على عهد هذا السلطان الذي شهد عهدة نقلة نوعية في هذا البلد الذي كان يوصف بالجهل و التخلف و عدم النماء ، فأصبح بفضل الله أولا و بجهود صاحب الجلالة السلطان مثالا يحتدى به في الإزدهار ، فقد وعد السلطان شعبه في بداية عهده بالرفعة و النماء ، و تحقق الكثير منهما لما فيه خير الحكومة و المواطن. و إن كانت هنالك سلبيات و إخفاقات فيعود ذلك إلى الشخصيات الإنتفاعية التي وضعت مصلحتها الخاصة قبل مصلحة عمان و خدمة السلطان. و إن كان هنالك إنتفاع و إستغلال للفرص و تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة و مصلحة عمان من أولئك الضباط الأجانب ، فأن من العمانيين من تصرفوا مثلهم و غلبوا مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن و خدمة سلطان البلاد.
حفظ الله الوطن ... سلطنة عمان ... من كل شر و جعله بلدا آمنا معززا مكرما ، و حفظ صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد قائدا بانيا مظفرا و أحاطه بالبطانة الصالحة