اكتشاف أجسام مضادة لآلام الظهر والانزلاق الغضروفي

    • اكتشاف أجسام مضادة لآلام الظهر والانزلاق الغضروفي

      ينصح الأطباء دائما بضرورة عدم رفع الأثقال بظهر «مستقيم»، خشية الاصابة بانزلاق غضروفي او بالتهاب عصب الفخذ. ويملك الأطباء الحق في هذا الموقف، لأن آلام الظهر تحولت إلى المرض «القومي» الأول في العديد من البلدان الصناعية.
      ويصيب الانزلاق الغضروفي الرجال والنساء بنسب متساوية تقريبا، ويتركز على الأغلب في الفقرات العجزية وبشكل أندر في منطقتي فقرات الصدر والعنق. وتزداد حالات انزلاق الغضروف بشكل ظاهر مع تقدم العمر، خصوصا في مجموعة الأعمار بين 30 و50 سنة.
      ويرى الخبراء ان حمل صندوق قناني الماء، بوضع نموذجي بركبتين مطويتين، يسلط على عموده الفقري في المنطقة السفلى ثقلا يرتفع إلى 250 كغم، ويمكن للشخص حينها أن يتصور حجم الضغط الذي يسلطه على الظهر من خلال أداء الأعمال المختلفة طوال سنوات من العمل.

      وكان يعتقد لسنوات قليلة ان الضغط على العصب الوركي (السياتيكا)، هو مصدر الألم الوحيد، الا ان الدراسات الحديثة أشارت الى ان هناك مواد مناعية خاصة تنفرز بالقرب من موضع الاصابة في العصب لتلعب الدور الرئيسي في نشوء الألم. ويبدو ان تجمع مادتي TNF وانترلويكن 1، بالقرب من العصب وتسببهما بالتهاب أطرافه، هو الذي يطلق إيعاز الألم إلى الدماغ.
      واجرى فريق عمل سويدي، دراسة على الفئران تثبت دور TNF - alpha وانترلويكن 1، في العملية، إذ زرق الباحثون المادتين المذكورتين بالقرب من العصب الوركي لدى الفئران المختبرية، فظهرت عليها اعراض مشابهة جدا لأعراض آلام الظهر الناجمة عن انزلاق الفقرات او اصابة العصب الوركي. وتمكن العلماء ايضا من اثبات العكس، بمعنى ان كبح جماح هاتين المادتين قد نجح بتحرير الفئران المختبرية من هذه الآلام.
      وسبق للعلماء ان استخدموا المواد الكابحة لمادة TNF - alpha في معالجة التهاب المفاصل الرثياني، بعدما ثبت دور هذه المادة في حدوث هذا المرض.
      وكان الباحثون الفنلنديون اصحاب السبق في تجربة طريقة الاجسام المضادة على مرضى يعانون من آلام الظهر، ونجح الباحثون من جامعة هلسنكي قبل فترة وجيزة في تحرير العديد من المرضى من خلال زرق الاجسام المضادة بالقرب من العصب المصاب، وكانت نسبة النجاح %80.
      واجرى فيهلنغ وزملاؤه من عيادة امراض العظام في دسلدورف، دراسة حديثة على 20 مريضا يعانون من آلام الظهر وتوصلوا إلى نتائج مماثلة، ومنح فيهلنغ 10 مرضى الاجسام المضادة عبر حقن في الظهر، تحت رقابة شاشة الأشعة، ومنح العشرة الآخرين المادة بواسطة الوريد، وتوصل الباحثون في الحالتين إلى نتائج «جيدة جدا» حسب تعبير الباحث.
      المهم في العلاج انه بعيد المدى، كما ثبت من التجارب الاولى، ويمكن لحقن الاجسام المضادة قرب العصب المصاب ان يحرر %80 من المرضى من آلامهم طوال سنة. اما العلاج عبر الوريد، فيتم تخصيصه للحالات الحادة ويتطلب ضخ كميات من الاجسام المضادة اكبر 100 مرة من الحقنة، وهذا ما يجعل الكلفة ترتفع.

      تحياتي |e