سودة العامرية {أحدى نساء الرسول(ص)} * الجزء الأول*

    • سودة العامرية {أحدى نساء الرسول(ص)} * الجزء الأول*


      آلمت الرسول صلى الله عيله وسلم وفاة خديجة ، فأحسَّ بعدها وحشة ممضَّة ، وكان ينظر إلى بناته ووجومهن ، فيزداد ألماً وهّما ، وتصل إليه أخبار السفهاء والأعداء وهو في قلقه وحزنه فيأسف ، حتى نزل بالصحابة وكبار المؤمنين والمؤمنات كثير من النكبات ، فوق الرسول صلى الله عيله وسلم بعضا منهم على الهجرة والفرار من مكة إلى الحبشه التي كان يحكمها النجاشي المسيحي الذي سجل له التاريخ مجداً ومآثر بالعدل والسلام.
      لقد انطلق نفر من الذين ضاقوا بأذى قريش إلى الأرض البعيدة ، فركبوا البحر ، وقطعو البر بدينهم وإيمانهم ، ليخلصوا من عدوان المعتدين وطغيان المكابرين .
      وفي حماية المليك الحبشي وجواره لقي اللاجئون إليه رعاية كريمة ، غير أن الطغاة من قريش ثاروا وافْتَرّوا لهذه الهجرة وحسبوا حساباً لما قد ينشأ عنها ، فأرسلوا عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة إلى النجاشي الرهبان بأن يعاونوهم على رد الذين فروا إليهم بدين جديد يأباه قومهم ، فأبى الحبشان أن يستجيبوا لما طلب الرسولانا حتى يسمعوا قول المهاجرين ، فدعي هؤلاء للمثول بين أيدي النجاشي ورجال دينه ، ولما وقفوا آمنين سألهم بلسانه ولغته:
      - كيف فارقتم دين قومكم وجئتموني بما لم تدخلوا به في ديني ؟
      فأجاب جعفر بن أبي طالب:
      - أيها الملك ، كنا أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميته ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ، حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وأمانته ، فدعانا لتوحيد الله وعبادته ، وترك ما كنا عليه من عبادة الأصنام ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم والجوار ، والكف عن الدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات .
      فعرفنا هذا الرسول ، وهو محمد بن عبد الله وأتبعناه ، وعبدنا الله وحده لانشرك به شيئاً ، فهاج قومنا وغضبوا ، ونكلوا بنا ليردونا إلى عبادة الأصنام ، ولما أزداد بطشهم وقهرونا بطغيانهم ، فررنا بديننا الجديد إلى جوارك الكريم على بعد الدار والمزار وطول الشقة .
      فقال النجاشي:
      - أتحفظون كلاما مما جاءبه رسولكم ؟
      فاخذ جعفر يتلو عليه آيات من سورة مريم ، فيها ذكر المسيح هشَّ لها الحبشان ومليكهم ، ودار حولها تحاورهم ، ولما أحس ابن العاص أن هؤلاء الغرباء لم يقتنعوا بما قال في المهاجرين الفارين ، وقد أعجبهم ما سمعوا من جعفر ، جعل يحرضهم على طرد الذين جبهوه بالحق ، وذلك بدس الريبه بين السلام والمسيحية.
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter: shadow(color=sandybrown,direction=135) glow(color=silver,strength=5);']
      أشكرك اخي على هذه القصه

      بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك

      مع خالص تحياتي

      البرنسيسه
      [/CELL][/TABLE]