مسقط - زينب الأنصارية
كل صباح، وعلى مدى عشرة أيام، أخذ الأستاذ ماهر يجيب عن أسئلة "إيمان" بينما تقوده هي مع أخيها يقظان إلى جولة في مسقط العامرة وضواحيها الجميلة، وفي الختام، توضحت العديد من الحقائق لـ"إيمان" بينما اكتشف السيد ماهر أن "مسقط" من أروع المدن التي شاهدها في حياته.
هذا المقطع هو اختصار لفكرة رواية "البعد الضائع"لمؤلفها محمد بن رضا اللواتي والتي جاءته فكرتها من خلال قراءته لرواية "عالم صوفي" الشهيرة!
حين وقعت رواية "عالم صوفي" بين يدي الروائي العماني "محمد رضا اللواتي" شد انتباهه أنها خصصت لكل فيلسوف ومدرسة فلسفية ما بين 4 إلى 12 صفحة من الشرح والبيان والعرض المفصل لكنها حين أتت على ذكر الفلسفة الإسلامية، قلصته واختزلت انتاج رواد الفلسفة العرب في عدة أسطر فقط! الأمر الذي آلمه كثيرا فقرر أن يعكف على تأليف رواية على غرارها، يستعرض من خلالها تاريخ الفلسفة الإسلامية ورموزها وفطاحلتها، وفعلا وفقته الأقدار لإتمام العمل ونشره بالعربية في العام 2006.
من المقالات والأعمدة الصحفية مرورا بتجربة كتابة قصص قصيرة إلى تأليف دراسات جادة بعضها تعد الأولى من نوعها في المكتبة العربية على اتساعها، وانتهاء إلى العالمية. هكذا تحول مدير الموارد البشرية والإدارة ومدير إدارة الديون المتعثرة إلى كاتب وروائي نقل الرواية العمانية إلى المحافل العالمية.
وإلى الحوار الذي أجريناه معه:*العمل المضني والطويل في إدارة الموارد البشرية أنهيته على ساحل الرواية والتأليف. من وجهة نظرك هل هناك علاقة بين المجالين؟
-لم يشكل الجانب المهني بالنسبة لي حائلاً يمنعني من تنفيذ مشاريعي الكتابية فقد مارست الدورين في وقت واحد، إذ ان كل أعمالي الكتابية صدرت وأنا مدير للموارد البشرية، وفي الواقع أنا أعد هذا الجانب بالنسبة لي وقودا يؤجج الرغبة في الكتابة والتأليف دائما ثم أبدا علما بأنني مازلت في نفس المنصب واعمل في نفس المجال.
*ماذا عن أعمالك الكتابية وعدد إصداراتك ؟-صدر لي كتاب "المعرفة والنفس والألوهية في الفلسفة الإسلامية والمدارس الفلسفية الأخرى" العام 1994 من قبل دار الساقي، والكتاب عبارة عن دراسة مقارنة بين عدة مدارس فلسفية كبرى من جهة انتاجها في ميدان الألوهية والنفس والمعرفة، بعد ذلك نشر لي المركز الثقافي العربي دراسة تعد الأولى من نوعها في المكتبة العربية بعنوان "برهان الصديقين" وهي عبارة عن تحقيق علمي وأكاديمي حول البرهان الفلسفي المعروف ببرهان الصديقين حول إثبات وجود الله تعالى أنجزته خلال ثلاث مراحل تاريخية من مراحل الفكر الفلسفي الإسلامي حيث أطلق البرهان في شكله الأول الفيلسوف "أبو النصر الفارابي" ثم أكمله ودشنه في العالم كله الشيخ الرئيس "ابن سينا" وأخيرا ختمه صدر المتألهين.
جاءت الدراسة في حوالي 400 صفحة وعمل على تغطيتها أكثر من 150 مصدرا فلسفيا وقد تناولتها آنذاك مجموعة من الصحف منها الصحيفتان الإماراتيتان "البيان" و"الخليج" و"الحياة اللندنية" وآخر إصداراتي كانت رواية "البعد الضائع" ردا على تجاهل رواية "عالم صوفي" الشهيرة في مجال الفلسفة الإسلامية والتي تناولت وبشكل واسع جميع مدارس الشرق والغرب الفلسفية.
*ألا تتفق بأن إنتاجك الكتابي يعد ضئيلا جداً ؟
-أتفق معك تماما من ناحية الكم ولكن لا يمنع من التقليل من الإنتاج لأجل مزيد من التحقيق والمطالعة ولأجل إنتاج قيم من جهة الكيفية والمضمون فأنا اهتم دائما بالكيف وليس الكم وأرفض مبدأ الإكثار من الإصدارات مع ضحالة في المحتوى، وللأسف الشديد هذا ما نلمسه في عالمنا العربي فقد أصبحت دور النشر حاضنة ومتبنية للكثير من الإصدارات حتى وإن كانت تفتقر للقيمة والفائدة بخلاف الدول الأوروبية والتي تعتمد على قراءة ودراسة كل ما يكتب كلمة كلمة ومن ثم ينظر الأمر من قبل اللجنة الخاصة حيث تقرر مدى جدوى ذلك الإنتاج قبل التفكير في طباعته ونشره وبنظري هذا ما يجب أن نعتمده نحن أيضا إن كنا فعلا نرغب بأن تكون لدينا مجموعة إصدارات مهمة وتثقيفية نفخر بها.
*على ضوء ما تفضلت به هل نتوقع منك إصدار رواية سنوياً؟
-لم لا بل ربما أكثر فمع نهاية هذا العام توقعوا صدور روايتين وحاليا أجد التصريح عنهما والإفصاح عن عناوينهما مبكرا، لكن أؤكد بأنهما جديدان في عالم الرواية وايضا في المضمون.
*لوحظ أن التوجه الفلسفي هو الغالب على كتاباتك ومعروف أن قراء الفلسفة قليلون نوعا ما ألا تخشى التضحية بقرائك؟
-في خضم وجود أنواع وأشكال من الأعمال الكتابية، تكاد الكتابات الجادة والهادفة تختفي.
والفلسفة أحد هذه الاتجاهات الهادفة، وكلمة الفلسفة تتألف من كلمتين هما: فيلو و صوفي وفيلو تعني: محب وصوفي تعني: الحكمة فالفلسفة هي "حب الحكمة" ولو قدر لها أن تخرج عن شكلها الرسمي وتكتلاتها اللفظية لأضحت مجالا جيدا للقراءة ولاستفادت منها الفنون على أنواعها، إنني أبذل جهد لإنزالها من برجها العاجي بحلة قشيبة ينهل منها محبو الفكر والثقافة الجادة أينما كانوا، لا شك بأن في هذا تضحية بكمية القراء ولكن فيها مكسبا آخر وهو جعلك صاحب فكر حقيقي وعتيد، وأعرف قراء ما كانوا ليتخيلوا يوما بأنهم من الممكن أن يقرأوا الفكر الفلسفي وهذا دليل على انهم حصلوا على بغيتهم فيه.
*ما الذي دعاك إلى تسمية روايتك بـ"البعد الضائع"؟
-المقصود بـ"البعد الضائع" هو بعد الفلسفة الإسلامية الذي ضاع عن رواية "عالم صوفي" لـ: د. جاردر، والذي اخذت على عاتقي القيام باستعراض هذا البعد واستعراض نتاجه الكبير ابتداء من "الكندي" الذي يعد أول رائد عربي للفلسفة وانتهاء بـ"صدر المتألهين" بوصفه آخر أشهر رائد لها.
*جاء الغلاف للطبعة العربية يحمل خارطة السلطنة هل لذلك من دلالة؟
-أجل، فكل أحداث الرواية تدور في مسقط وضواحيها وبعض ولايات السلطنة، لهذا صمم الغلاف بهذا الشكل وهنا يجدر بي أن أذكر من صممه وهوالفنان المبدع محمد بن مهدي بن جواد.
*هل لنا أن نعرف السبب وراء اختيارك مسقط وضواحيها بالذات دون غيرها ؟
-وأي مكان أولى من بلدي وولايتي؟! هذا أولاً، ثانياً كنت أهدف من وراء ذلك الترويج لعمان ومسقط سياحياً وكان لا بد أن تجري أحداث الرواية في مكان ما، فلماذا لا تكون مسقط ذلك المكان ؟
*هل كنت واضعاً ضمن مخططاتك ترجمة الرواية إلى الإنجليزية ؟
-قد تستغربين ردي وهو أنني لم أخطط أبدا لذلك، لكن حدث هذا عندما قرر د. حسن بن أحمد بن جواد، وهو طبيب باطني في مركز بوشر الصحي ومن منطلق إعجابه بالرواية نقلها إلى الإنجليزية لأنه وجدها فريدة محتواها وتستحق أن يطلع عليها العالم الذي يبحث عن أجوبة لأسئلة العقل الكبرى الحائرة.
*كيف لطبيب باطني أن يترجم رواية فلسفية ألا تعتقد أن هناك اختلافاً كبيراً في المجالين ؟
-أوافقك الرأي إذا كان ذلك الطبيب ليس لديه أية علاقة بالفلسفة لكن مع د. حسن الوضع مختلف فهو لديه قراءات فلسفية واسعة ويمتلك ثقافة جيدة في هذا المجال ومطلع على مصطلحاته وقد مكنته اطلاعاته المتنوعة والعديدة وقراءاته في الحقل الفلسفي من تحقيق نجاح كبير في ترجمتة للنص من العربية إلى الإنجليزية ترجمة دقيقة جدا أشادت بها دار النشرالأمريكية. *كيف اقتنعت دار نشر كبيرة وعريقة بحجم Durance بنشر الرواية ؟
-ليس فقط بنشرها بل بتحمل جزء من أعباء نشرها أيضا، ففي عالمنا العربي لا توجد روايات فلسفية إلا قليلا وعددها لايتعدى أصابع اليد الواحدة قد يكون السبب وراء ذلك هو قلة المهتمين بهذا المجال لأنهم يجدون بعض الصعوبة في فهم محتواه، وبشكل عام الفلسفة تعد مادة غير محبذة لدى العديد من المجتمعات الشرقية والعربية بخلاف الغرب الأوروبي والولايات المتحدة، فهناك نهم شديد للمسائل الفلسفية والناس يعشقون معرفة صلة الروح بالجسد والمادة بالتجرد والعقل بالعرفان والتجربة الصوفية، من هنا انطلق قرار Durance بتبني نشر الرواية وتحمل جزء من تكاليفها المادية.
*كان لك الفضل في جعل الرواية العمانية تقتحم العالمية وبهذا وضعت عليك مسؤوليات هائلة ؟
-الكاتب العماني مبدع ومن حقه أن يكتشف العالم أعماله، وستكون مسؤوليته مضاعفة الآن إذا أضحى "الروائي العماني" معروفا عالميا ولا شك أن دور النشر العالمية ستتطلع إلى لكل اصدار جديد يصدره وبرأيي أن هذا الاقتحام يعد إنجازا للرواية العمانية والكاتب العماني بل فخرا لبلدنا الغالي عمان.
*من خلال استضافتك في أحد البرامج الإذاعية المباشرة سألتك المذيعة عن أسباب عدم تقبل الشارع العربي رواية فلسفية ولماذا لم يوظف النص الفلسفي في الرواية. نرجو أن تذكر لنا الأسباب من وجهة نظرك؟
-الحاجز الأكاديمي والتخصصي هو الذي منع النص الفلسفي من أن ينتشر بين المثقفين، فالكتب التي تؤلف في هذا الجانب كلها تخصصية وتنفع طلبة الفلسفة والباحثين بشكل عام لكن الكتب التي تخاطب الشارع العام لم تكتب، مما أدى إلى انزواء النص الفلسفي عن الأدب والمسرح والسينما والفن التشكيلي بشكل عام وكي يعود لا بد من أن تعاد كتابته بالنحو الذي يتقبله المثقف العادي.
*هل ينوي الروائي محمد رضا اللواتي السير في هذا الطريق الوعر؟
-هذا مؤكد فهناك أعمال أخرى ستصدر عما قريب كلها توظف النص الفلسفي في الرواية ودعيني أؤكد لك بأن ذلك ليس مرورا في الطريق الوعر بل هو بالنسبة لي مرور في طريق محفوف بالورود والرياحين.
*كم من الناس سيقرأون النص الفلسفي حتى وإن صيغ على شكل رواية ؟
-ليس كثيرا وأنا معك في ذلك لكنني أجزم أن مع مرور الوقت سيألف الشارع هذه اللغة إن خرجت عن إطارها التخصصي والأكاديمي وسيحبها ويشعر بمدى احتياجه لها.
*إذن أنت متفائل جدا حول مستقبل الحراك الفلسفي في البلد ؟
-لا أقول ذلك من فراغ فما رأيته بعيني خلال الأمسية التي أقامها النادي الثقافي لأحياء اليوم العالمي للفلسفة، أن الحضور كان كبيرا بشكل لم أتوقعه، وقد طرح الحاضرون أسئلة فلسفية متنوعة وعديدة وهذا دليل على وجود تيار قوي ينبض نبضات فلسفية الأمر الذي جعلني متفائلا جدا وأرى أن المشهد الثقافي في السلطنة سيتبنى عما قريب الثقافة الفلسفية بكل جدارة واقتدار.
*صرحت من خلال استضافتك في برنامج "هنا عمان" أن في السلطنة رموزا فلسفية يكاد لا يعرفها الكثير من الناس أليس كذلك ؟
-هذا صحيح، فالسلطنة ليست بعيدة عن الفكر الفلسفي والكلامي، إذ أنها شهدت رجالا يمكن اعتبارهم رموزا للفلسفة وعلم الكلام في عُمان منهم: "محمد بن محبوب" وولده "بشير" والأول يعد أقدم منظر للفكر الكلامي في عمان عاش في القرن الثالث للهجرة، وأيضا "أبوبكر أحمد بن عبدالله الكندي" في القرن السادس للميلاد الذي يعد فيلسوفا بحث بحثا عميقا في نظرية الجوهر والعرض وهو من سكان ولاية نزوى، وهناك أعلام آخرون أتمنى أن أنجز دراسة عنهم وعن أعمالهم ونتاجاتهم الفلسفية.
كل صباح، وعلى مدى عشرة أيام، أخذ الأستاذ ماهر يجيب عن أسئلة "إيمان" بينما تقوده هي مع أخيها يقظان إلى جولة في مسقط العامرة وضواحيها الجميلة، وفي الختام، توضحت العديد من الحقائق لـ"إيمان" بينما اكتشف السيد ماهر أن "مسقط" من أروع المدن التي شاهدها في حياته.
هذا المقطع هو اختصار لفكرة رواية "البعد الضائع"لمؤلفها محمد بن رضا اللواتي والتي جاءته فكرتها من خلال قراءته لرواية "عالم صوفي" الشهيرة!
حين وقعت رواية "عالم صوفي" بين يدي الروائي العماني "محمد رضا اللواتي" شد انتباهه أنها خصصت لكل فيلسوف ومدرسة فلسفية ما بين 4 إلى 12 صفحة من الشرح والبيان والعرض المفصل لكنها حين أتت على ذكر الفلسفة الإسلامية، قلصته واختزلت انتاج رواد الفلسفة العرب في عدة أسطر فقط! الأمر الذي آلمه كثيرا فقرر أن يعكف على تأليف رواية على غرارها، يستعرض من خلالها تاريخ الفلسفة الإسلامية ورموزها وفطاحلتها، وفعلا وفقته الأقدار لإتمام العمل ونشره بالعربية في العام 2006.
من المقالات والأعمدة الصحفية مرورا بتجربة كتابة قصص قصيرة إلى تأليف دراسات جادة بعضها تعد الأولى من نوعها في المكتبة العربية على اتساعها، وانتهاء إلى العالمية. هكذا تحول مدير الموارد البشرية والإدارة ومدير إدارة الديون المتعثرة إلى كاتب وروائي نقل الرواية العمانية إلى المحافل العالمية.
وإلى الحوار الذي أجريناه معه:*العمل المضني والطويل في إدارة الموارد البشرية أنهيته على ساحل الرواية والتأليف. من وجهة نظرك هل هناك علاقة بين المجالين؟
-لم يشكل الجانب المهني بالنسبة لي حائلاً يمنعني من تنفيذ مشاريعي الكتابية فقد مارست الدورين في وقت واحد، إذ ان كل أعمالي الكتابية صدرت وأنا مدير للموارد البشرية، وفي الواقع أنا أعد هذا الجانب بالنسبة لي وقودا يؤجج الرغبة في الكتابة والتأليف دائما ثم أبدا علما بأنني مازلت في نفس المنصب واعمل في نفس المجال.
*ماذا عن أعمالك الكتابية وعدد إصداراتك ؟-صدر لي كتاب "المعرفة والنفس والألوهية في الفلسفة الإسلامية والمدارس الفلسفية الأخرى" العام 1994 من قبل دار الساقي، والكتاب عبارة عن دراسة مقارنة بين عدة مدارس فلسفية كبرى من جهة انتاجها في ميدان الألوهية والنفس والمعرفة، بعد ذلك نشر لي المركز الثقافي العربي دراسة تعد الأولى من نوعها في المكتبة العربية بعنوان "برهان الصديقين" وهي عبارة عن تحقيق علمي وأكاديمي حول البرهان الفلسفي المعروف ببرهان الصديقين حول إثبات وجود الله تعالى أنجزته خلال ثلاث مراحل تاريخية من مراحل الفكر الفلسفي الإسلامي حيث أطلق البرهان في شكله الأول الفيلسوف "أبو النصر الفارابي" ثم أكمله ودشنه في العالم كله الشيخ الرئيس "ابن سينا" وأخيرا ختمه صدر المتألهين.
جاءت الدراسة في حوالي 400 صفحة وعمل على تغطيتها أكثر من 150 مصدرا فلسفيا وقد تناولتها آنذاك مجموعة من الصحف منها الصحيفتان الإماراتيتان "البيان" و"الخليج" و"الحياة اللندنية" وآخر إصداراتي كانت رواية "البعد الضائع" ردا على تجاهل رواية "عالم صوفي" الشهيرة في مجال الفلسفة الإسلامية والتي تناولت وبشكل واسع جميع مدارس الشرق والغرب الفلسفية.
*ألا تتفق بأن إنتاجك الكتابي يعد ضئيلا جداً ؟
-أتفق معك تماما من ناحية الكم ولكن لا يمنع من التقليل من الإنتاج لأجل مزيد من التحقيق والمطالعة ولأجل إنتاج قيم من جهة الكيفية والمضمون فأنا اهتم دائما بالكيف وليس الكم وأرفض مبدأ الإكثار من الإصدارات مع ضحالة في المحتوى، وللأسف الشديد هذا ما نلمسه في عالمنا العربي فقد أصبحت دور النشر حاضنة ومتبنية للكثير من الإصدارات حتى وإن كانت تفتقر للقيمة والفائدة بخلاف الدول الأوروبية والتي تعتمد على قراءة ودراسة كل ما يكتب كلمة كلمة ومن ثم ينظر الأمر من قبل اللجنة الخاصة حيث تقرر مدى جدوى ذلك الإنتاج قبل التفكير في طباعته ونشره وبنظري هذا ما يجب أن نعتمده نحن أيضا إن كنا فعلا نرغب بأن تكون لدينا مجموعة إصدارات مهمة وتثقيفية نفخر بها.
*على ضوء ما تفضلت به هل نتوقع منك إصدار رواية سنوياً؟
-لم لا بل ربما أكثر فمع نهاية هذا العام توقعوا صدور روايتين وحاليا أجد التصريح عنهما والإفصاح عن عناوينهما مبكرا، لكن أؤكد بأنهما جديدان في عالم الرواية وايضا في المضمون.
*لوحظ أن التوجه الفلسفي هو الغالب على كتاباتك ومعروف أن قراء الفلسفة قليلون نوعا ما ألا تخشى التضحية بقرائك؟
-في خضم وجود أنواع وأشكال من الأعمال الكتابية، تكاد الكتابات الجادة والهادفة تختفي.
والفلسفة أحد هذه الاتجاهات الهادفة، وكلمة الفلسفة تتألف من كلمتين هما: فيلو و صوفي وفيلو تعني: محب وصوفي تعني: الحكمة فالفلسفة هي "حب الحكمة" ولو قدر لها أن تخرج عن شكلها الرسمي وتكتلاتها اللفظية لأضحت مجالا جيدا للقراءة ولاستفادت منها الفنون على أنواعها، إنني أبذل جهد لإنزالها من برجها العاجي بحلة قشيبة ينهل منها محبو الفكر والثقافة الجادة أينما كانوا، لا شك بأن في هذا تضحية بكمية القراء ولكن فيها مكسبا آخر وهو جعلك صاحب فكر حقيقي وعتيد، وأعرف قراء ما كانوا ليتخيلوا يوما بأنهم من الممكن أن يقرأوا الفكر الفلسفي وهذا دليل على انهم حصلوا على بغيتهم فيه.
*ما الذي دعاك إلى تسمية روايتك بـ"البعد الضائع"؟
-المقصود بـ"البعد الضائع" هو بعد الفلسفة الإسلامية الذي ضاع عن رواية "عالم صوفي" لـ: د. جاردر، والذي اخذت على عاتقي القيام باستعراض هذا البعد واستعراض نتاجه الكبير ابتداء من "الكندي" الذي يعد أول رائد عربي للفلسفة وانتهاء بـ"صدر المتألهين" بوصفه آخر أشهر رائد لها.
*جاء الغلاف للطبعة العربية يحمل خارطة السلطنة هل لذلك من دلالة؟
-أجل، فكل أحداث الرواية تدور في مسقط وضواحيها وبعض ولايات السلطنة، لهذا صمم الغلاف بهذا الشكل وهنا يجدر بي أن أذكر من صممه وهوالفنان المبدع محمد بن مهدي بن جواد.
*هل لنا أن نعرف السبب وراء اختيارك مسقط وضواحيها بالذات دون غيرها ؟
-وأي مكان أولى من بلدي وولايتي؟! هذا أولاً، ثانياً كنت أهدف من وراء ذلك الترويج لعمان ومسقط سياحياً وكان لا بد أن تجري أحداث الرواية في مكان ما، فلماذا لا تكون مسقط ذلك المكان ؟
*هل كنت واضعاً ضمن مخططاتك ترجمة الرواية إلى الإنجليزية ؟
-قد تستغربين ردي وهو أنني لم أخطط أبدا لذلك، لكن حدث هذا عندما قرر د. حسن بن أحمد بن جواد، وهو طبيب باطني في مركز بوشر الصحي ومن منطلق إعجابه بالرواية نقلها إلى الإنجليزية لأنه وجدها فريدة محتواها وتستحق أن يطلع عليها العالم الذي يبحث عن أجوبة لأسئلة العقل الكبرى الحائرة.
*كيف لطبيب باطني أن يترجم رواية فلسفية ألا تعتقد أن هناك اختلافاً كبيراً في المجالين ؟
-أوافقك الرأي إذا كان ذلك الطبيب ليس لديه أية علاقة بالفلسفة لكن مع د. حسن الوضع مختلف فهو لديه قراءات فلسفية واسعة ويمتلك ثقافة جيدة في هذا المجال ومطلع على مصطلحاته وقد مكنته اطلاعاته المتنوعة والعديدة وقراءاته في الحقل الفلسفي من تحقيق نجاح كبير في ترجمتة للنص من العربية إلى الإنجليزية ترجمة دقيقة جدا أشادت بها دار النشرالأمريكية. *كيف اقتنعت دار نشر كبيرة وعريقة بحجم Durance بنشر الرواية ؟
-ليس فقط بنشرها بل بتحمل جزء من أعباء نشرها أيضا، ففي عالمنا العربي لا توجد روايات فلسفية إلا قليلا وعددها لايتعدى أصابع اليد الواحدة قد يكون السبب وراء ذلك هو قلة المهتمين بهذا المجال لأنهم يجدون بعض الصعوبة في فهم محتواه، وبشكل عام الفلسفة تعد مادة غير محبذة لدى العديد من المجتمعات الشرقية والعربية بخلاف الغرب الأوروبي والولايات المتحدة، فهناك نهم شديد للمسائل الفلسفية والناس يعشقون معرفة صلة الروح بالجسد والمادة بالتجرد والعقل بالعرفان والتجربة الصوفية، من هنا انطلق قرار Durance بتبني نشر الرواية وتحمل جزء من تكاليفها المادية.
*كان لك الفضل في جعل الرواية العمانية تقتحم العالمية وبهذا وضعت عليك مسؤوليات هائلة ؟
-الكاتب العماني مبدع ومن حقه أن يكتشف العالم أعماله، وستكون مسؤوليته مضاعفة الآن إذا أضحى "الروائي العماني" معروفا عالميا ولا شك أن دور النشر العالمية ستتطلع إلى لكل اصدار جديد يصدره وبرأيي أن هذا الاقتحام يعد إنجازا للرواية العمانية والكاتب العماني بل فخرا لبلدنا الغالي عمان.
*من خلال استضافتك في أحد البرامج الإذاعية المباشرة سألتك المذيعة عن أسباب عدم تقبل الشارع العربي رواية فلسفية ولماذا لم يوظف النص الفلسفي في الرواية. نرجو أن تذكر لنا الأسباب من وجهة نظرك؟
-الحاجز الأكاديمي والتخصصي هو الذي منع النص الفلسفي من أن ينتشر بين المثقفين، فالكتب التي تؤلف في هذا الجانب كلها تخصصية وتنفع طلبة الفلسفة والباحثين بشكل عام لكن الكتب التي تخاطب الشارع العام لم تكتب، مما أدى إلى انزواء النص الفلسفي عن الأدب والمسرح والسينما والفن التشكيلي بشكل عام وكي يعود لا بد من أن تعاد كتابته بالنحو الذي يتقبله المثقف العادي.
*هل ينوي الروائي محمد رضا اللواتي السير في هذا الطريق الوعر؟
-هذا مؤكد فهناك أعمال أخرى ستصدر عما قريب كلها توظف النص الفلسفي في الرواية ودعيني أؤكد لك بأن ذلك ليس مرورا في الطريق الوعر بل هو بالنسبة لي مرور في طريق محفوف بالورود والرياحين.
*كم من الناس سيقرأون النص الفلسفي حتى وإن صيغ على شكل رواية ؟
-ليس كثيرا وأنا معك في ذلك لكنني أجزم أن مع مرور الوقت سيألف الشارع هذه اللغة إن خرجت عن إطارها التخصصي والأكاديمي وسيحبها ويشعر بمدى احتياجه لها.
*إذن أنت متفائل جدا حول مستقبل الحراك الفلسفي في البلد ؟
-لا أقول ذلك من فراغ فما رأيته بعيني خلال الأمسية التي أقامها النادي الثقافي لأحياء اليوم العالمي للفلسفة، أن الحضور كان كبيرا بشكل لم أتوقعه، وقد طرح الحاضرون أسئلة فلسفية متنوعة وعديدة وهذا دليل على وجود تيار قوي ينبض نبضات فلسفية الأمر الذي جعلني متفائلا جدا وأرى أن المشهد الثقافي في السلطنة سيتبنى عما قريب الثقافة الفلسفية بكل جدارة واقتدار.
*صرحت من خلال استضافتك في برنامج "هنا عمان" أن في السلطنة رموزا فلسفية يكاد لا يعرفها الكثير من الناس أليس كذلك ؟
-هذا صحيح، فالسلطنة ليست بعيدة عن الفكر الفلسفي والكلامي، إذ أنها شهدت رجالا يمكن اعتبارهم رموزا للفلسفة وعلم الكلام في عُمان منهم: "محمد بن محبوب" وولده "بشير" والأول يعد أقدم منظر للفكر الكلامي في عمان عاش في القرن الثالث للهجرة، وأيضا "أبوبكر أحمد بن عبدالله الكندي" في القرن السادس للميلاد الذي يعد فيلسوفا بحث بحثا عميقا في نظرية الجوهر والعرض وهو من سكان ولاية نزوى، وهناك أعلام آخرون أتمنى أن أنجز دراسة عنهم وعن أعمالهم ونتاجاتهم الفلسفية.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions