هل العقل هو سلطان الوجود ؟ هل العقل البشرى هو وحده ميزان الكون ؟ و هل العقل البشرى وحده المؤشر على الصواب و الخطأ ؟ اذا سلمنا بان العقل هو الدليل و المؤشر على المرئيات و الظواهر الكونية و الملحوظات من صغير الامور و كبيرها فهل يمكن التسليم للعقل بذات السلطان في الغيبيات ؟ هل للعقل دور في الايمان بوجود الملائكة ؟ هل للعقل دور في اثبات الحشر ؟ هل للعقل دور في تصديق قصة الاسراء و المعراج ؟ اننا اما ان نؤمن بما سبق كلية او ان تكفر بها كلية لكن لا يمكن ان تعمل عقلك و تعدل فيما سبق لأن الغيب اما ان تصدقه او لا تصدقه لكن ما قام به نصر حامد ابز زيد كان غير ذلك اذ تصور ان للعقل ان يحكم على النص و لو تصورنا شخص ينقد الف ليلة و ليلة او ينقد شكسبير لقلنا انه ينقد عملا ادبيا فيه بناء و احداث و شخصيات لكن ان تجعل من نص مقدس حقل تجارب و تخضعه للنقد فهذا ما لا يكون قد نوافقك على عدم ايمانك به حسنا لا تؤمن به شئ اما ان تقول انه يخضع للنقد على مستوى التفكير البشرى فشئ اخر الايمان و الكفر متاحان امامك اما ان تؤمن نشرط ان تنتقد النص فمعناه ان تساوى بين ادراكك المحدود و بين علم منزل النص و حاشا لله ان يكون لدينا هذه الجرأة على الله

ان ما ارتكبه نصر حامد ابو زيد في حق الفكر و حق العقل و محاولته التشكيك في المقدس و النيل من النص ذهب هباء لأنه تعالى قال و هو اصدق القائلين انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون و المعروف ان الزبد يذهب جفاء اما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ليس لنا الا ان ندعو الله له بغفران الذنوب




المصدر : مدونة أصوات