فرانكفورت - د ب أ
بعدما تربع الاتجاه نحو الخصوصية داخل المنزل على عرش الأثاث في الآونة الأخيرة، تشهد الفترة الحالية عودة قوية إلى الاتجاه نحو حُسن الضيافة والأسرة الكبيرة مجدداً.
وتحدد نيكوليتا ناومان، الموظفة بمعرض فرانكفورت غرب ألمانيا، الاتجاهات الحديثة في عالم الأثاث قائلة: "في العام الجاري تحتل القيم الصدارة، وتلعب هنا قيم مثل الأسرة والأصدقاء دوراً كبيراً للغاية". وأضافت ناومان أنه حتى في النطاق العصري من المنزل تلعب الحياة مع الأطفال دوراً محورياً. وفي إشارة إلى معرض «Tendence» للسكن والحياة العصرية الذي سيقام على أرض المعارض بفرانكفورت في شهر أغسطس المقبل، تقول ناومان :"في كل مكان يجول فيه المرء بنظره، سيرى صوراً للأسر السعيدة".
وفي المنزل يتجسد هذا الاتجاه في مفهوم جديد لحسن الضيافة، وقالت ناومان :"يدعو الكثيرون الأهل والأصدقاء إلى منزلهم ويقضون وقتاً طويلاً داخل جدران منزلهم ويحرصون على تأثيث المنزل بعناية، لأن الراحة داخل المنزل تأتي في المرتبة الأولى". فالمهم، سواء داخل المنزل أو في الحديقة، أن يشعر المرء بالراحة مع الأشخاص المقربين إليه. ويُدعم هذا الإحساس من خلال الأثاث الجميل والديكورات المبهجة وثقافة الاستمتاع بالحياة.
وتتجلى العودة إلى القيم في تصميمات الأثاث والديكورات أيضاً؛ حيث إن الأشياء بيتية الصنع والديكورات التي تبدو كما لو كانت من وحي الخيال في أوقات الفراغ مازالت تحظى - بحسب ناومان - بإقبال كبير. وعن مميزات هذا الاتجاه تقول ناومان :"الاستخدام اللعوب للخطوط والنقاط والكاروهات وكذلك المناحي الريفية من شأنه أن يمنح المنزل طلة طبيعية غير معقدة". ويميل المصممون أيضاً للعودة إلى التصميمات الكلاسيكية مع إعادة صياغتها وإضفاء الروح العصرية عليها من خلال اختيار ألوان أو خامات غير تقليدية. وتعلق ناومان على هذا الاتجاه قائلة :"تحظى الأشكال والتصميمات التي تعود إلى الخمسينيات والستينيات بإقبال كبير من قبل المصممين".
** الأثاث الكلاسيكي عبر التاريخ
اتفق المؤرخون وعلماء الآثار على إطلاق مصطلح «كلاسيكي» على العصور التي سادت فيها المؤثرات الهلينية - اليونانية (الإغريقية) والرومانية القديمة، وتعد الحضارة الهلينية اليونانية المصدر الرئيسي للعلوم والفنون في الحضارة الغربية الحديثة وفق ما ورد في "الموسوعة العربية".
أ. الأثاث عند الأتروسكيين: الأتروسكيون وهم شعب قديم هاجر من مواطنه في آسيا الصغرى واستوطن إيطاليا حيث أقام حضارة مميزة وترك آثاراً عظيمة ترجع إلى ما بين القرن العاشر والقرن الثالث قبل الميلاد. وتبدي النواويس (ج ناووس) الإتروسكية المصنوعة من الطين المشوي صور نساء ورجال يضطجعون على أرائك متطاولة من خشب ذوات قوائم مربعة مدهونة أو مطعمة بأشكال تشبه أشجار النخيل والأزهار من معدن ثمين أو أحجار كريمة، وتبدو قائمتا الأريكة من جهة الرأس أطول من القائمتين من جهة القدمين، وقد زخرف رأساهما بعقد مزدوج. كما عثر على شمعدانات طويلة ثلاثية الأرجل، وعلى قواعد ثلاثية الأرجل أيضاً تحمل مراجل من البرونز وعلى قوائم مستطيلة، وكرسي من البرونز من ذلك العهد.
ب - الأثاث عند اليونان: كان المنزل يتألف من عدة غرف تضم أثاثاً قليلاً يتألف من مقاعد وسرر وصناديق للملابس والأواني، وكانت تراعى في تصميم قطع الأثاث النواحي العملية أكثر من النواحي الجمالية. ويعد القرن الخامس قبل الميلاد العصر الذهبي لبلاد اليونان، وفيه أنتجت أروع قطع الأثاث التي تنسب إليهم. وقد كان للنقوش والرسوم الجدارية والأواني الزخرفية والنصوص الأدبية اليونانية التي حفظت إلى اليوم الفضل في معرفة تفصيلات أكثر عن الأثاث اليوناني ومنها عن الأثاث المصري والسوري القديمين.
استعمل اليونان في صناعة الأثاث الخشب والبرونز والحجر وزينوا قطعهم بزخارف من طاقات الأزهار وأوراق الأقنثوس وأشكال نباتية وحيوانية أخرى، وكان «بسطاء» الناس يقتنون في بيوتهم مقاعد ثلاثية الأرجل وطاولات غير متقنة الصنع، أما أكثر المواطنين ثراء فكانوا يقتنون أرائك من خشب أو مرمر مصممة وفق الطرازوقد طور اليونانيون ثلاثة أنماط من هذه الكراسي هي: الكرسي الملكي (كرسي العرش) Thronos وهو كرسي قائم بذراعين له صفة رسمية ويزين في الغالب بأشكال تمثل أبا الهول والغرفين (حيوان خرافي نصفه نسر ونصفه سبع) والكرسي العادي Klismos وهو أخف من الأول وله قوائم محنية ومسند ظهر عال كثير التقعر.
وأما الكرسي الثالث فمقعد مربع من دون ظهر أو مساند له قوائم مخروطة متصالبة أو تصل بينها عوارض، وثمة مقعد مماثل أدق صنعة وقابل للطي يدعى Diphros Okladias. ويمكن القول إن الأثاث اليوناني تأثر بالأنماط المصرية والرافدية كما يلاحظ من الصناديق المزخرفة بقوائم السباع والطاولات المستديرة المحمولة على ثلاث قوائم غزلانية منحوتة كانت شائعة في اليونان، ويلاحظ هذا التأثير أيضاً في أشكال الأرائك الأولى التي تشبه الأسرة المصرية شكلاً ونمطاً. وكانت قوائمها تشبه قوائم الحيوانات ذوات المخالب أو الحوافر ومزخرفة برسوم محززة أو نحت نافر حلزوني. ومنذ القرن السادس قبل الميلاد غدت القوائم بارزة عن قاعدة الأريكة، ثم أصبحت لوحاً في أعلى السرير وآخر عند القدمين أخفض من الأول. وكلاهما مزخرف بنحت نافر يحمل ميداليات برونزية أو تماثيل نصفية لآلهة أو أطفال أو رؤوس طيور أو حيوانات.
ج- الأثاث عند الرومان: اقتبس الرومان أثاثهم عن الإغريق والإتروسكيين والمصريين وشعوب المشرق وطوروه حتى غدا مميزاً خاصاً بهم، وقد أتاحت لهم الثروات التي غنموها من مستعمراتهم العيش بترف والمبالغة في زخرفة بيوتهم وأثاثهم، ونقلوا عن شعوب تلك البلاد الكثير مما كان عندهم، واستخدم الرومان في صناعة أثاثهم الخشب والبرونز والحديد والرخام، وبرع حرفيوهم في الزخرفة والنقش والتصوير والطلي بالذهب وتنزيل المعادن الثمينة والمرمر والعاج وقواقع السلاحف وقشور الخشب وأعمال الفسيفساء. ويدل إسرافهم في هذا المجال على أنهم كانوا يرون في الأثاث امتداداً لفن العمارة والنحت. كانت غرف المنزل الروماني مصممة وفق الوظيفة المخصصة لها، فثمة غرف معدة للاستقبال والاحتفالات الرسمية، وغرف أخرى مخصصة للمعيشة اليومية أو النوم، وتدل السرر والخزائن الجدارية على أنها من المكونات الثابتة في الغرفة، وهذا ما تثبته خرائب بومبي وهيركولانيوم في جنوبي إيطاليا، وقد عثر في بومبي على فسيفساء جدارية تصور أشكال الأثاث المستعمل في المنازل الرومانية، كما صورت قطع الأثاث على شواهد القبور وحجارة النواويس، وحفظت بعض القطع المصنوعة من المرمر أو البرونز، لكن جميع قطع الأثاث الخشبية فقدت.
ومن أهم إسهامات الرومان في تطور الأثاث ابتكارهم الخزانة ذات البابين المطورة عن الصناديق المصرية واليونانية، وكانت تصنع من الخشب أو المعدن المطعم والمزخرف وتستخدم أصلاً لحفظ الدروع والأسلحة فعرفت باسم أرماريوم ثم صارت تستعمل لحفظ الأشياء الثمينة والنقود والأدوات المنزلية، ولحفظ الكتب.
** الكلاسيكي المتأخر..
كثيراً من الأفكار والتحسينات التي أدخلت في الأثاث المنزلي فيما بعد مستوحاة من الأثاث الديني العائد إلى ذلك العصر، وأدل مثال على ذلك قطع الأثاث المخصصة للقراءة والكتابة التي اقتبست عن مقاعد المرتلين، وكانت ألواح الخشب الرفيعة والضيقة المجموعة ضمن إطار واحد من التحسينات التي تبناها صناع الأثاث في العصور الوسطى من أجل تصميم السطوح المتسعة، بعد أن كانت تستعمل لهذه الغاية الألواح الكبيرة السميكة من قطعة واحدة قابلة للتشقق والانكسار. كانت الضخامة سمة مميزة للأثاث القوطي عامة، وكان شكله مستطيلاً ويزود بأطواق ومفصلات معدنية كبيرة الحجم ومقابض للتقوية والزينة، وكان السرير غنياً بزخارفه المحفورة والنافرة وتحيط به ظلة وستائر، أما الكراسي فكانت قليلة جداً ويرمز استعمالها إلى رفعة المكانة والسلطان، وحتى البيوت الكبيرة لم تكن تفرش بأكثر من كرسيين اثنين أحدهما لرب الأسرة والآخر للزوجة، وربما وجد كرسي ثالث للضيوف من ذوي الشأن.
وكانت الصناديق منوعة الأشكال وتعد أهم قطع الأثاث، فهي تستعمل لحفظ الأشياء الخاصة والمنزلية ولحفظ الثياب وللجلوس عليها كما تستعمل موائد للطعام، وأضيف إليها في القرن الخامس عشر أرجل أو قوائم أو قواعد ترتفع عن الأرض، ثم صارت لها أبواب أمامية أو جانبية فتحولت إلى خزائن متعددة الأغراض أو خزائن خاصة ومنها خزائن الملابس وخزائن الأواني المنزلية، وطور بعضها ليصبح خواناً لحفظ الطعام، وكانت الصناديق تصنع من ألواح الخشب الكبيرة المزينة بحفر غير عميق نافر أو غائر وأكثره شيوعاً الشكل المعروف باسم «طية الكتان» الذي يشبه القماش المطوي وقد انتشر هذا النوع من الزخرفة وغيره من الزخارف القوطية في شمالي فرنسة والفلاندر والأراضي المنخفضة وألمانية واسكندنافية وإنكلترة ولكل منها خصائصها. وكانت أكثر قطع الأثاث الفاخرة في هذا القرن تطلى بالطلاء أو توشى بالذهب، كما كان بعضها يزين بقماش ثمين مثنى زاهي الألوان أو يزود بحشيات ووسائد، وقد استمر هذا التقليد حتى عصر النهضة.
بعدما تربع الاتجاه نحو الخصوصية داخل المنزل على عرش الأثاث في الآونة الأخيرة، تشهد الفترة الحالية عودة قوية إلى الاتجاه نحو حُسن الضيافة والأسرة الكبيرة مجدداً.
وتحدد نيكوليتا ناومان، الموظفة بمعرض فرانكفورت غرب ألمانيا، الاتجاهات الحديثة في عالم الأثاث قائلة: "في العام الجاري تحتل القيم الصدارة، وتلعب هنا قيم مثل الأسرة والأصدقاء دوراً كبيراً للغاية". وأضافت ناومان أنه حتى في النطاق العصري من المنزل تلعب الحياة مع الأطفال دوراً محورياً. وفي إشارة إلى معرض «Tendence» للسكن والحياة العصرية الذي سيقام على أرض المعارض بفرانكفورت في شهر أغسطس المقبل، تقول ناومان :"في كل مكان يجول فيه المرء بنظره، سيرى صوراً للأسر السعيدة".
وفي المنزل يتجسد هذا الاتجاه في مفهوم جديد لحسن الضيافة، وقالت ناومان :"يدعو الكثيرون الأهل والأصدقاء إلى منزلهم ويقضون وقتاً طويلاً داخل جدران منزلهم ويحرصون على تأثيث المنزل بعناية، لأن الراحة داخل المنزل تأتي في المرتبة الأولى". فالمهم، سواء داخل المنزل أو في الحديقة، أن يشعر المرء بالراحة مع الأشخاص المقربين إليه. ويُدعم هذا الإحساس من خلال الأثاث الجميل والديكورات المبهجة وثقافة الاستمتاع بالحياة.
وتتجلى العودة إلى القيم في تصميمات الأثاث والديكورات أيضاً؛ حيث إن الأشياء بيتية الصنع والديكورات التي تبدو كما لو كانت من وحي الخيال في أوقات الفراغ مازالت تحظى - بحسب ناومان - بإقبال كبير. وعن مميزات هذا الاتجاه تقول ناومان :"الاستخدام اللعوب للخطوط والنقاط والكاروهات وكذلك المناحي الريفية من شأنه أن يمنح المنزل طلة طبيعية غير معقدة". ويميل المصممون أيضاً للعودة إلى التصميمات الكلاسيكية مع إعادة صياغتها وإضفاء الروح العصرية عليها من خلال اختيار ألوان أو خامات غير تقليدية. وتعلق ناومان على هذا الاتجاه قائلة :"تحظى الأشكال والتصميمات التي تعود إلى الخمسينيات والستينيات بإقبال كبير من قبل المصممين".
** الأثاث الكلاسيكي عبر التاريخ
اتفق المؤرخون وعلماء الآثار على إطلاق مصطلح «كلاسيكي» على العصور التي سادت فيها المؤثرات الهلينية - اليونانية (الإغريقية) والرومانية القديمة، وتعد الحضارة الهلينية اليونانية المصدر الرئيسي للعلوم والفنون في الحضارة الغربية الحديثة وفق ما ورد في "الموسوعة العربية".
أ. الأثاث عند الأتروسكيين: الأتروسكيون وهم شعب قديم هاجر من مواطنه في آسيا الصغرى واستوطن إيطاليا حيث أقام حضارة مميزة وترك آثاراً عظيمة ترجع إلى ما بين القرن العاشر والقرن الثالث قبل الميلاد. وتبدي النواويس (ج ناووس) الإتروسكية المصنوعة من الطين المشوي صور نساء ورجال يضطجعون على أرائك متطاولة من خشب ذوات قوائم مربعة مدهونة أو مطعمة بأشكال تشبه أشجار النخيل والأزهار من معدن ثمين أو أحجار كريمة، وتبدو قائمتا الأريكة من جهة الرأس أطول من القائمتين من جهة القدمين، وقد زخرف رأساهما بعقد مزدوج. كما عثر على شمعدانات طويلة ثلاثية الأرجل، وعلى قواعد ثلاثية الأرجل أيضاً تحمل مراجل من البرونز وعلى قوائم مستطيلة، وكرسي من البرونز من ذلك العهد.
ب - الأثاث عند اليونان: كان المنزل يتألف من عدة غرف تضم أثاثاً قليلاً يتألف من مقاعد وسرر وصناديق للملابس والأواني، وكانت تراعى في تصميم قطع الأثاث النواحي العملية أكثر من النواحي الجمالية. ويعد القرن الخامس قبل الميلاد العصر الذهبي لبلاد اليونان، وفيه أنتجت أروع قطع الأثاث التي تنسب إليهم. وقد كان للنقوش والرسوم الجدارية والأواني الزخرفية والنصوص الأدبية اليونانية التي حفظت إلى اليوم الفضل في معرفة تفصيلات أكثر عن الأثاث اليوناني ومنها عن الأثاث المصري والسوري القديمين.
استعمل اليونان في صناعة الأثاث الخشب والبرونز والحجر وزينوا قطعهم بزخارف من طاقات الأزهار وأوراق الأقنثوس وأشكال نباتية وحيوانية أخرى، وكان «بسطاء» الناس يقتنون في بيوتهم مقاعد ثلاثية الأرجل وطاولات غير متقنة الصنع، أما أكثر المواطنين ثراء فكانوا يقتنون أرائك من خشب أو مرمر مصممة وفق الطرازوقد طور اليونانيون ثلاثة أنماط من هذه الكراسي هي: الكرسي الملكي (كرسي العرش) Thronos وهو كرسي قائم بذراعين له صفة رسمية ويزين في الغالب بأشكال تمثل أبا الهول والغرفين (حيوان خرافي نصفه نسر ونصفه سبع) والكرسي العادي Klismos وهو أخف من الأول وله قوائم محنية ومسند ظهر عال كثير التقعر.
وأما الكرسي الثالث فمقعد مربع من دون ظهر أو مساند له قوائم مخروطة متصالبة أو تصل بينها عوارض، وثمة مقعد مماثل أدق صنعة وقابل للطي يدعى Diphros Okladias. ويمكن القول إن الأثاث اليوناني تأثر بالأنماط المصرية والرافدية كما يلاحظ من الصناديق المزخرفة بقوائم السباع والطاولات المستديرة المحمولة على ثلاث قوائم غزلانية منحوتة كانت شائعة في اليونان، ويلاحظ هذا التأثير أيضاً في أشكال الأرائك الأولى التي تشبه الأسرة المصرية شكلاً ونمطاً. وكانت قوائمها تشبه قوائم الحيوانات ذوات المخالب أو الحوافر ومزخرفة برسوم محززة أو نحت نافر حلزوني. ومنذ القرن السادس قبل الميلاد غدت القوائم بارزة عن قاعدة الأريكة، ثم أصبحت لوحاً في أعلى السرير وآخر عند القدمين أخفض من الأول. وكلاهما مزخرف بنحت نافر يحمل ميداليات برونزية أو تماثيل نصفية لآلهة أو أطفال أو رؤوس طيور أو حيوانات.
ج- الأثاث عند الرومان: اقتبس الرومان أثاثهم عن الإغريق والإتروسكيين والمصريين وشعوب المشرق وطوروه حتى غدا مميزاً خاصاً بهم، وقد أتاحت لهم الثروات التي غنموها من مستعمراتهم العيش بترف والمبالغة في زخرفة بيوتهم وأثاثهم، ونقلوا عن شعوب تلك البلاد الكثير مما كان عندهم، واستخدم الرومان في صناعة أثاثهم الخشب والبرونز والحديد والرخام، وبرع حرفيوهم في الزخرفة والنقش والتصوير والطلي بالذهب وتنزيل المعادن الثمينة والمرمر والعاج وقواقع السلاحف وقشور الخشب وأعمال الفسيفساء. ويدل إسرافهم في هذا المجال على أنهم كانوا يرون في الأثاث امتداداً لفن العمارة والنحت. كانت غرف المنزل الروماني مصممة وفق الوظيفة المخصصة لها، فثمة غرف معدة للاستقبال والاحتفالات الرسمية، وغرف أخرى مخصصة للمعيشة اليومية أو النوم، وتدل السرر والخزائن الجدارية على أنها من المكونات الثابتة في الغرفة، وهذا ما تثبته خرائب بومبي وهيركولانيوم في جنوبي إيطاليا، وقد عثر في بومبي على فسيفساء جدارية تصور أشكال الأثاث المستعمل في المنازل الرومانية، كما صورت قطع الأثاث على شواهد القبور وحجارة النواويس، وحفظت بعض القطع المصنوعة من المرمر أو البرونز، لكن جميع قطع الأثاث الخشبية فقدت.
ومن أهم إسهامات الرومان في تطور الأثاث ابتكارهم الخزانة ذات البابين المطورة عن الصناديق المصرية واليونانية، وكانت تصنع من الخشب أو المعدن المطعم والمزخرف وتستخدم أصلاً لحفظ الدروع والأسلحة فعرفت باسم أرماريوم ثم صارت تستعمل لحفظ الأشياء الثمينة والنقود والأدوات المنزلية، ولحفظ الكتب.
** الكلاسيكي المتأخر..
كثيراً من الأفكار والتحسينات التي أدخلت في الأثاث المنزلي فيما بعد مستوحاة من الأثاث الديني العائد إلى ذلك العصر، وأدل مثال على ذلك قطع الأثاث المخصصة للقراءة والكتابة التي اقتبست عن مقاعد المرتلين، وكانت ألواح الخشب الرفيعة والضيقة المجموعة ضمن إطار واحد من التحسينات التي تبناها صناع الأثاث في العصور الوسطى من أجل تصميم السطوح المتسعة، بعد أن كانت تستعمل لهذه الغاية الألواح الكبيرة السميكة من قطعة واحدة قابلة للتشقق والانكسار. كانت الضخامة سمة مميزة للأثاث القوطي عامة، وكان شكله مستطيلاً ويزود بأطواق ومفصلات معدنية كبيرة الحجم ومقابض للتقوية والزينة، وكان السرير غنياً بزخارفه المحفورة والنافرة وتحيط به ظلة وستائر، أما الكراسي فكانت قليلة جداً ويرمز استعمالها إلى رفعة المكانة والسلطان، وحتى البيوت الكبيرة لم تكن تفرش بأكثر من كرسيين اثنين أحدهما لرب الأسرة والآخر للزوجة، وربما وجد كرسي ثالث للضيوف من ذوي الشأن.
وكانت الصناديق منوعة الأشكال وتعد أهم قطع الأثاث، فهي تستعمل لحفظ الأشياء الخاصة والمنزلية ولحفظ الثياب وللجلوس عليها كما تستعمل موائد للطعام، وأضيف إليها في القرن الخامس عشر أرجل أو قوائم أو قواعد ترتفع عن الأرض، ثم صارت لها أبواب أمامية أو جانبية فتحولت إلى خزائن متعددة الأغراض أو خزائن خاصة ومنها خزائن الملابس وخزائن الأواني المنزلية، وطور بعضها ليصبح خواناً لحفظ الطعام، وكانت الصناديق تصنع من ألواح الخشب الكبيرة المزينة بحفر غير عميق نافر أو غائر وأكثره شيوعاً الشكل المعروف باسم «طية الكتان» الذي يشبه القماش المطوي وقد انتشر هذا النوع من الزخرفة وغيره من الزخارف القوطية في شمالي فرنسة والفلاندر والأراضي المنخفضة وألمانية واسكندنافية وإنكلترة ولكل منها خصائصها. وكانت أكثر قطع الأثاث الفاخرة في هذا القرن تطلى بالطلاء أو توشى بالذهب، كما كان بعضها يزين بقماش ثمين مثنى زاهي الألوان أو يزود بحشيات ووسائد، وقد استمر هذا التقليد حتى عصر النهضة.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions