حياة الطلاب المتغربين.. حكاية نقلب صفحاته

    • حياة الطلاب المتغربين.. حكاية نقلب صفحاته

      مسقط - عائشة آل خليفين

      من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى ولاية أوهايو الأمريكية، مرورا بلندن مدينة الضباب.. تجارب حية يحكيها طلاب اختاروا إكمال دراستهم الجامعية خارج الوطن.

      دروس عدة اكتسبوها من بلاد الغربة، وأوقات رائعة قضوها في زيارة الأماكن السياحية، أما الطبخ فحكاية طريفة لها نكهتها الخاصة، السطور القادمة تقدم تفاصيل تجاربهم.

      دروس الغربة

      "المسؤولية والاعتماد على النفس أهم درسين تعلمتهما من الغربة"، هكذا أجابتنا الكندية عن فوائد إكمال الدراسة خارج الوطن، وتوافقها الهيملية الرأي "علمتني الغربة أشياء كثيرة أولها الصبر والحذر من استغلال الآخرين، وكذلك محبة الآخرين والعطاء والتعاون، كما أكسبتني قوة الشخصية بحيث لا أصمت في وجه الظلم، وأطالب بحقوقي كطالبة وإنسانة أينما كنت خارج بلادي أو داخلها".

      "أطمح بأن أكون عالم فيزياء"، هذه أمنية الشيدي التي من أجل تحقيقها يقول: "أخذت دروساً مكثفة في الرياضيات والفيزياء لتنمية قدراتي فيها، لأنها مهمة لتخصصي. وأيضاً أخذت دروساً هادفة في التفكير النقدي".

      أما الحارثي فيقول عن إيجابيات الغربة: "تعلمت كيف أنظم وقتي، وكذلك كيف أقسم مصروفي على احتياجاتي، كما أن الصبر هو أهم درس علمتني إياه الغربة".

      الأمر الذي يوافقه آل خليفين عليه مضيفاً: "أصبحت أعتمد على نفسي في كل شيء، كما صرت على دراية بثقافة ولاية أوهايو، وطريقة تعاطي الناس مع بعضهم".

      "أحسست بقيمة الأهل والأصدقاء، وبضرورة الحفاظ على مبادئ وأسس ديننا الإسلامي، وجعله نمطاً لأسلوب حياتنا في كل مكان". الدروس التي تعلمها آل صالح من مدينة الضباب.

      تجارب في الطبخ

      "تجربة جميلة جدا"، هكذا بدأ آل صالح حديثه عن تجربته في الطبخ موضحاً: "بعد أن كنت لا أعرف شيئاً عن إعداد الطعام، أصبحت أطبخ وأتعلم طرق إعداد المزيد من الوجبات من الكتب، كما أظن أني قد أتمسك بالطبخ كهواية في المستقبل".

      ويشاركه الحال الحارثي: "الطبخة الأولى احترقت، والثانية احترق نصفها، أما الثالثة فكانت أفضل"، مضيفا: "الطبخ ثقافة لم أعرفها إطلاقا في البيت، لكن بعدما سافرت شاركت زملائي وتعلمت الكثير منهم".

      ويشاركهما آل خليفين: "في الفصل الأول من دراستي لم أجرب الطبخ إطلاقاً، لكن عندما لم يعجبني الطعام هناك، ووجدت صعوبة في الحصول على الأكل الحلال، جلبت عُدة الطبخ من البيت، وبدأت أطبخ في الفصل الثاني".

      أما الشيدي فلا يطبخ إطلاقاً، بل يكتفي بالاعتماد على الوجبات التي يقدمها مطعم الجامعة".

      وحال الفتيات يختلف عن الفتيان فتعبر الكندية: "حين سافرت كنت أعرف أساسيات الطبخ، ذلك لأني كنت أساعد أمي في البيت، لكن اعتمادي على نفسي في ذلك أكسبني مهارة أكثر في تعلم أساليب طبخ جديدة".

      "الحاجة أم الاختراع"، حاجة الهملية للطعام جعلها تتعلم طبخات كثيرة فتقول مفصحة عن تجربتها: "كنت في البداية أطبخ أكلات جاهزة وسريعة مثل الاندومي، وأطلب من المطاعم الداخلية في الجامعة أو من خارج المدينة الجامعية. ولكن بعد أن تعرفت على صديقاتي تعلمت الطبخ منهن".

      أوقات الفراغ

      بعيداً عن الدراسة يقضي الحارثي وآل خليفين، وقتيهما في ممارسة الرياضة ولعب البلياردو والبولينج، وزيارة بعض الأماكن السياحية.

      وينمي الشيدي مهاراته الدراسية في أوقات فراغه قائلاً: "أنا عضو في العديد من المجموعات الطلابية في الجامعة، والتي أترأس بعضا منها".

      أما الهيملية فتقول: "أقضي وقتي في النادي الرياضي ومكتبة الجامعة، وفي الإجازة الأسبوعية أقيم حفلات بسيطة مع صديقاتي في السكن. وأحيانا نقيم حفلة شواء".

      تخرج الكندية كثيرا للتنزه مع زميلاتها مبدية استمتاعها بذلك "أعشق التصوير كثيراً، وحين أخرج لرحلات التخييم أصور المناظر الطبيعية لا سيما الشواطئ الجميلة".

      أما آل صالح فيتمشى في الحدائق حين يكون الجو جميلاً، وفي أوقات آخرى يمارس هواياته المفضلة مثل السباحة والمطالعة والنقاشات البناءة.

      لحظات الحنين

      "أنتظر قدوم الإجازة بفارغ الصبر، لأني كثيراً ما أحن إلى أهلي ووطني لدرجة المرض أحياناً"، هكذا تعبر الكندية عن لحظات الحنين، التي تعيشها في بلاد الغربة.

      وبكلمات أخرى يعبر آل صالح عن مشاعره: "ذكرى الوطن والشوق إليه حاضرتان على الدوام"، موضحاً "أتذكر بلادي الحبيبة كلما رأيت إنساناً عربياً في الغربة، وحين يصل شوقي إلى ذروته أذهب إلى أحد المطاعم العربية أو أتصل بأحد أصحابي وأهلي أو أنظر لعلم السلطنة".

      ويوظف الشيدي حنينه في خدمة بلده قائلاً: "حين أحن لبلدي أجتهد في دروسي أكثر؛ رغبة في تطبيق جل ما أدرسه في سلطنتنا الغالية".

      ويخبرنا آل خليفين عن قصته مع الحنين: "في البداية كنت أتصل بأهلي دائماً، لأن بعدهم عني لم يكن بالأمر الهين، لكن شيئاً فشيئاً وبوجود الأصدقاء بجواري استطعت التأقلم مع الوضع".

      "أتمنى أن ألمس تراب بلادي وأشم رائحته"، الرغبة التي تجتاح الهيملية عند لحظات الحنين، مضيفة "حين أرى جالية عمانية في الإمارات تغمرني سعادة لا توصف، لذا أتحدث مع أهلي، وأستمع للأغاني الوطنية أحياناً".

      أما الحارثي فيقول ضاحكاً "لم أشعر بالحنين إلا في اليوم الأول فقط، فقد أسرتني الحياة في ماليزيا".

      مواقف لا تنسى

      مواقف طريفة كثيرة مر بها آل صالح ويحدثنا عن بعضها: "أكثر المواقف العالقة في ذاكرتي، محاولة رئيس القسم نطق اسمي في اليوم الأول، ولأن اسمي ثقيل على لسانه الغربي، انتهت محاولاته بالتلفظ بأسماء كـ"ياي" و"ياكا" و"جهاي".

      ويضيف: "عندما كنت أبحث عن سكن في لندن، فوجئت بأن جميع مخصصات الوزارة لتكلفة عيش شهر بأكمله لا تكاد تؤمّن ٥٠% من الايجار!".

      وهناك سؤال استغربه حين سأله زملاؤه في الجامعة: "إذا كان لديكم الكثير من النفط، فكم بئر نفط لديك شخصياً؟، فاضطررت أن أشرح لهم أن آبار النفط ملك للدولة، وأننا لا نعيش في العشرينيات من القرن الفائت".

      وعن أكثر ما أعجبه في مدينة الضباب، يقول: "أعجبني انفتاح عقلية المثقفين من أهل الغرب واستعدادهم لسماع وجهة نظرك رغم عدم اقتناعهم بها، بالإضافة إلى حجم التمويل والدعم المتوفر لمختلف الأبحاث العلمية".

      "خسرت مرة تذكرة العودة إلى عُمان، ولم أذهب لأداء الامتحان النهائي في اليوم نفسه، ذلك لأني كنت أغط في نوم عميق"، كان هذا الموقف الذي لن تنساه الهيملية طوال حياتها.بطاقات شخصية

      مازن الحارثي، عمري 18 عاما، وأدرس الهندسة الميكانيكية في ماليزيا منذ 9 أشهر.

      يوسف آل خليفين، عمري 18 عاما، وأدرس الهندسة الميكانيكية في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية أوهايو منذ تسعة أشهر.

      إيمان الكندية: عمري 19 عاما، وأدرس التحقيق الجنائي في أستراليا منذ سنة.

      أميرة الهيملية: عمري 21 عاما، وأدرس القانون بالإمارات العربية المتحدة، منذ ثلاث سنوات.

      قصي الشيدي: عمري 19 عاما، وأدرس الفيزياء بالولاياتة المتحدة الأمركية في ولاية أوهايو منذ سنتين.

      يحيى آل صالح: عمري 19 عاما، أدرس الفيزياء في بريطانيا في العاصمة لندن منذ سنة.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions