عبدالله عباس
كلنا نتذكر تلك الأيام حينما طرح بعض المحللين، الذين يتناولون أمور العباد وأوضاعنا في المنطقة، مقولة أن "99 % من أوراق الحل (القضية) بيد أمريكا"..
ربما كان ذلك، قولاً صحيحاً، في ظروف ذلك الوقت المتردية نتيجة لتصرفات أصحاب القرار في المنطقة..! ولكن التركيز على هذا الطرح، هو في واقع الأمر حق يراد به باطل. بل هو طرح يذهب باتجاه دفعنا نحو مزيد من الإحباط واليأس.
كنا في تلك المرحلة في صف المتفائلين بإرادة الناس وبأن يوماً سيأتي، بفضل الوعي وإرادة شعوب المنطقة، نكون فيه مستعدين ومقتنعين عملياً، (وليس بـ"كلام الجرائد"، كما يقولون في العراق..!) بأنه ستكون 100 % من أوراق قضايا منطقتنا وشعوبنا بيدنا نحن، وأنه ستكون لنا قيادات ذات إرادة وعزم وتصميم على العمل والبناء وتحافظ على وجودنا وتاريخنا وحضارتنا.
ويعلم الله أننا ما كنا من المتفائلين بتحقيق ذلك عن طريق أدعياء الحرب والدمار؛ بل كان وعينا يمنحنا اليقين بأن الصمود بمواجهة شرور الآخرين هو أحد أهم الخيارات التي تتيح لليد المتمسكة بالحقوق المشروعة الثبات.
ولكن كم هو مؤلم أن نرى بعد مرور كل هذه السنوات، ما حدث ويحدث من تسليم أوراق أمورنا من الأيادي (مهزوزة الإرادة) إلى الأيادي التي تسجل التوسع على حسابنا..!
وكم هو مؤلم أن نرى بدء أول وأكبر إحباط وإجهاض لحلمنا بإظهار إرادتنا، عندما رفع أعتى أعدائنا، وبمباركة ممن يعتبرون أنفسهم أولياء الأمور، علمه فوق رأسنا.
بدأ الأمر هكذا، ولم ينته ببناء الجدار الفولاذي الذي يبدو أنه جاء مؤازراً ومباركاً للجدار العازل الذي يحاصر من أوصل هؤلاء المتاجرين بالقضية إلى موقع أولياء الأمور وتسليم أوراق مصيرنا بيد أمريكا ولم ينتهِ بفتح الأجواء والبحر لاحتلال العراق.
قيل إن 99 % من أوراق الحل بيد أمريكا في بدايات سبعينيات القرن الفائت؛ ونحن الآن في العام العاشر من القرن الواحد بعد العشرين ومستهل الألفية الثالثة. وعندما نسمع (حصول الزعل..!!) بين الإدارة الأمريكية والدولة العبرية المدللة، يسارع ناطقون باسم أولياء أمورنا وتتحرك أقلام المحللين مبشرةً بتغيير موازين القوى ويبشروننا بقرب قيام أمريكا برمي الصهاينة وكل ما يملكون إلى البحر.
عندما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن مايكل أورين، سفير الدولة العبرية في العاصمة الامريكية، قوله إن علاقات بلاده مع الحليف الأكبر أمريكا تمر بمرحلة أعمق من أن توصف بمجرد أزمة، وذهب إلى حد وصفها بأنها أصيبت بشرخ زلزالي عميق يصعب تجاوزه، موكداً أن تدهور الأوضاع بين البلدين بات أعقد من أن يمكن تجاوزها لاحقاً، فالأزمة برأي السفير الصهويني لها مدها وجزرها؛ أما العلاقات حالياً فهي مشروخة شرخاً زلزالياً مستمراً في الاتساع والعمق.
وبعد نشر هذا الخبر، الذي تمت إذاعته وتكراره طوال يوم كامل في إحدى إذاعات دول المواجهة، بدا ظاهراً من صوت المذيع أنه فرح بالخبر؛ خصوصاً عند قوله (شرخاً زلزالياً مستمراً) بحيث تشعر من نبرة صوته أنه يبشر بقرب الدعوة الأمريكية لعودة كل اللاجئين والمشردين الفلسطينيين للمساهمة في الجهاد الأمريكي في إحداث الزلزال الذي يدمر الصهاينة.
إلى جانب ذلك، ذهب التحليل بأحدهم لأن يندفع ساخراً من نتانياهو الذي لم يحسب حساباً لغضب أمريكا عندما أعطى الأوامر بضرب قافلة الحرية المتجهة إلى غزة.
هذا في حين، كنت أنا العبد المتواضع، في هذه البقعة من منطقة الشرق الأوسط، قد شعرت أن ما قاله السفير الصهويني يدخل ضمن مبدأ خداع العالم، وأن كيانهم المسخ يكسب بذلك مزيداً من عطف تجار الحرب في أمريكا؛ فهل نصدق أن من بيده الحل والربط لا يعرفون هذه الحقيقة؟ أوليس الواقع المر يؤكد أنهم من المساهمين في جرنا لهذا الوضع، الذي بتنا فيه على قياس المثل القائل: "العين بصيرة واليد قصيرة"، بما في ذلك النظر إلى أوباما كمنقذ للإسلام لمجرد نطقه ببضع كلمات معسولة ليفتح المجال للصهاينة ليصبوا بعد فترة جام غضبهم على غزة. في تلك الجريمة التي وقفت ضدها كل البشرية، ولم تسمح إدارة باراك أوباما (صديق الأزهر) أن تأخذ هذه الإدانة الواسعة المشروعية من مجلس الأمن.
تحليل بعض الكتاب الغربيين أكثر دقة من تحليلات (أهلنا) لما يقوم به الكيان العبري من ألاعيب؛ فهذه صحيفة (أندبندنت) تقول إن قرار تخفيف الحصار عن الغزة جاء لامتصاص الانتقادات الدولية لحكومة نتانياهو؛ واعتبرت الصحيفة أن هذا الإجراء رشوة لمنع اتساع غضب الناس في الغرب (وليس الإدارات المتنفذة في الغرب)؛ في حين اعتبرت إحدى صحفنا بأن الإجراء جاء بفضل الموقف الضاغط لدول المنطقة وإلحاح توني بلير العراب الأمريكي القبيح، مع أن العالم يعرف أن العبريين لن يرفعوا الحصار عن قطاع غزة مهما كانت ادعاءات الجهات الضاغطة.
ويعرف العالم الواعي وكل الذين يفهمون واقع وجود هؤلاء الأشرار الذين يحتلون فلسطين لا يعيشون كما يريدون إذا خطوا خطوات بالاتجاه الصحيح المنسجم مع الحق.
وأخيراً.. تحية إلى ذلك الفنان رسام الكاريكاتير المبدع الذي عبر عن سخريته ممن يدعون أن الإدارة ألامريكية مهتمة بوضع أهلنا في غزة، من خلال تعليق طريف حول قرار أوباما زيادة تمويل القوات في أفغانستان بقوله:
(الوضع الإنساني في غزة خطير للغاية.. ولا يمكن السكوت عنه.. لذلك قررنا زيادة تمويل قواتنا في إفغانستان).
كلنا نتذكر تلك الأيام حينما طرح بعض المحللين، الذين يتناولون أمور العباد وأوضاعنا في المنطقة، مقولة أن "99 % من أوراق الحل (القضية) بيد أمريكا"..
ربما كان ذلك، قولاً صحيحاً، في ظروف ذلك الوقت المتردية نتيجة لتصرفات أصحاب القرار في المنطقة..! ولكن التركيز على هذا الطرح، هو في واقع الأمر حق يراد به باطل. بل هو طرح يذهب باتجاه دفعنا نحو مزيد من الإحباط واليأس.
كنا في تلك المرحلة في صف المتفائلين بإرادة الناس وبأن يوماً سيأتي، بفضل الوعي وإرادة شعوب المنطقة، نكون فيه مستعدين ومقتنعين عملياً، (وليس بـ"كلام الجرائد"، كما يقولون في العراق..!) بأنه ستكون 100 % من أوراق قضايا منطقتنا وشعوبنا بيدنا نحن، وأنه ستكون لنا قيادات ذات إرادة وعزم وتصميم على العمل والبناء وتحافظ على وجودنا وتاريخنا وحضارتنا.
ويعلم الله أننا ما كنا من المتفائلين بتحقيق ذلك عن طريق أدعياء الحرب والدمار؛ بل كان وعينا يمنحنا اليقين بأن الصمود بمواجهة شرور الآخرين هو أحد أهم الخيارات التي تتيح لليد المتمسكة بالحقوق المشروعة الثبات.
ولكن كم هو مؤلم أن نرى بعد مرور كل هذه السنوات، ما حدث ويحدث من تسليم أوراق أمورنا من الأيادي (مهزوزة الإرادة) إلى الأيادي التي تسجل التوسع على حسابنا..!
وكم هو مؤلم أن نرى بدء أول وأكبر إحباط وإجهاض لحلمنا بإظهار إرادتنا، عندما رفع أعتى أعدائنا، وبمباركة ممن يعتبرون أنفسهم أولياء الأمور، علمه فوق رأسنا.
بدأ الأمر هكذا، ولم ينته ببناء الجدار الفولاذي الذي يبدو أنه جاء مؤازراً ومباركاً للجدار العازل الذي يحاصر من أوصل هؤلاء المتاجرين بالقضية إلى موقع أولياء الأمور وتسليم أوراق مصيرنا بيد أمريكا ولم ينتهِ بفتح الأجواء والبحر لاحتلال العراق.
قيل إن 99 % من أوراق الحل بيد أمريكا في بدايات سبعينيات القرن الفائت؛ ونحن الآن في العام العاشر من القرن الواحد بعد العشرين ومستهل الألفية الثالثة. وعندما نسمع (حصول الزعل..!!) بين الإدارة الأمريكية والدولة العبرية المدللة، يسارع ناطقون باسم أولياء أمورنا وتتحرك أقلام المحللين مبشرةً بتغيير موازين القوى ويبشروننا بقرب قيام أمريكا برمي الصهاينة وكل ما يملكون إلى البحر.
عندما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن مايكل أورين، سفير الدولة العبرية في العاصمة الامريكية، قوله إن علاقات بلاده مع الحليف الأكبر أمريكا تمر بمرحلة أعمق من أن توصف بمجرد أزمة، وذهب إلى حد وصفها بأنها أصيبت بشرخ زلزالي عميق يصعب تجاوزه، موكداً أن تدهور الأوضاع بين البلدين بات أعقد من أن يمكن تجاوزها لاحقاً، فالأزمة برأي السفير الصهويني لها مدها وجزرها؛ أما العلاقات حالياً فهي مشروخة شرخاً زلزالياً مستمراً في الاتساع والعمق.
وبعد نشر هذا الخبر، الذي تمت إذاعته وتكراره طوال يوم كامل في إحدى إذاعات دول المواجهة، بدا ظاهراً من صوت المذيع أنه فرح بالخبر؛ خصوصاً عند قوله (شرخاً زلزالياً مستمراً) بحيث تشعر من نبرة صوته أنه يبشر بقرب الدعوة الأمريكية لعودة كل اللاجئين والمشردين الفلسطينيين للمساهمة في الجهاد الأمريكي في إحداث الزلزال الذي يدمر الصهاينة.
إلى جانب ذلك، ذهب التحليل بأحدهم لأن يندفع ساخراً من نتانياهو الذي لم يحسب حساباً لغضب أمريكا عندما أعطى الأوامر بضرب قافلة الحرية المتجهة إلى غزة.
هذا في حين، كنت أنا العبد المتواضع، في هذه البقعة من منطقة الشرق الأوسط، قد شعرت أن ما قاله السفير الصهويني يدخل ضمن مبدأ خداع العالم، وأن كيانهم المسخ يكسب بذلك مزيداً من عطف تجار الحرب في أمريكا؛ فهل نصدق أن من بيده الحل والربط لا يعرفون هذه الحقيقة؟ أوليس الواقع المر يؤكد أنهم من المساهمين في جرنا لهذا الوضع، الذي بتنا فيه على قياس المثل القائل: "العين بصيرة واليد قصيرة"، بما في ذلك النظر إلى أوباما كمنقذ للإسلام لمجرد نطقه ببضع كلمات معسولة ليفتح المجال للصهاينة ليصبوا بعد فترة جام غضبهم على غزة. في تلك الجريمة التي وقفت ضدها كل البشرية، ولم تسمح إدارة باراك أوباما (صديق الأزهر) أن تأخذ هذه الإدانة الواسعة المشروعية من مجلس الأمن.
تحليل بعض الكتاب الغربيين أكثر دقة من تحليلات (أهلنا) لما يقوم به الكيان العبري من ألاعيب؛ فهذه صحيفة (أندبندنت) تقول إن قرار تخفيف الحصار عن الغزة جاء لامتصاص الانتقادات الدولية لحكومة نتانياهو؛ واعتبرت الصحيفة أن هذا الإجراء رشوة لمنع اتساع غضب الناس في الغرب (وليس الإدارات المتنفذة في الغرب)؛ في حين اعتبرت إحدى صحفنا بأن الإجراء جاء بفضل الموقف الضاغط لدول المنطقة وإلحاح توني بلير العراب الأمريكي القبيح، مع أن العالم يعرف أن العبريين لن يرفعوا الحصار عن قطاع غزة مهما كانت ادعاءات الجهات الضاغطة.
ويعرف العالم الواعي وكل الذين يفهمون واقع وجود هؤلاء الأشرار الذين يحتلون فلسطين لا يعيشون كما يريدون إذا خطوا خطوات بالاتجاه الصحيح المنسجم مع الحق.
وأخيراً.. تحية إلى ذلك الفنان رسام الكاريكاتير المبدع الذي عبر عن سخريته ممن يدعون أن الإدارة ألامريكية مهتمة بوضع أهلنا في غزة، من خلال تعليق طريف حول قرار أوباما زيادة تمويل القوات في أفغانستان بقوله:
(الوضع الإنساني في غزة خطير للغاية.. ولا يمكن السكوت عنه.. لذلك قررنا زيادة تمويل قواتنا في إفغانستان).
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions