منذُ متى لم أكتب ... ليست زحمة كثيرة.. بل فراغٌ يُبعدني .. منذُ أيّام كنتُ أتضايق لأن لا شئ يُضايقني .. أصحو عند السّادِسة لأبدأ دوامي عند السّابعة والنِّصف... أعود المنزل عند الرّابِعة ومنها تبدأ مشاوير مُختلِفة .. أغلبها رحلاتٌ مع الكُتب .. أو مع صاحباتي لقضاءِ مشوارٍ ما...

الآن رُفعت جلسة جميلة بدأت بعد الثّانية ظُهرا بنات خالتي كنّ قد زرننا بالأمس لـ ميلاد أُختي الـ 21 .. وطلبت منهن أن يقضين الليلة معنا .. اتّصلتُ بخالتي لآخذ الموافقة .. خلى مجلسنا بعدما كان يضجُّ ببنات عمِّي وبنات أخواني وبنات خالتي وأخواتي وصاحبات أُختي .. كنَّ زُهاء الـ 18 فتاة .. عند الحادية عشر صعدنا لـ غُرفتي بالشّاي وبعض "الخفايف" سهرنا مع بنات خالتي لما بعد الواحِدة .. وبعدها انتقلن لـ غُرفة أخواتي .. كالعادة الكُل يتّخذ غُرفة أخواتي نُزلا له .. مع أنّني لوحدي في الغُرفة .. ظُهرا تجمّعنا ثانيةً في غُرفتي الغارِقة في فوضى ..رتّبتُ الغُرفة .. والمكتبة المعفوسة الكُتب لكثرِ ما أتردد عليها ..و تصفّحتُ نصوصا قديمة لي منذُ عام 2000م ..ودفاتِر الجامِعة ... وبعض أوراق الإعداديّة ..فلسفات طفوليّة .. و خرابيش بريئة ..جميلة جدّا .. أحببتني لحظتها.. أحببتُ روحي ..ثمّة ما قد أكتبه لكم منها ذات يوم .. بعدها رتّبتُ مكتبتي .. وانشغلتُ أُجري لهن اختبار نفسي لـ " مفهوم الذّات" ... ثمّ تجمّعنا على "الخبز والجبن والشيبس" ، والبقلاوة ، والرّهش ، والجلاكسي والفيمتو .. وكعكة الميلاد ..فوضى .. وضحك .. وسوالف .. ومحمد عبده بصوتِه الجميل يُطربني .. نزلت الفتيات جميعا لـ اللعبِ في ساحة المنزِل.. وبعدها عادت ابنة خالتي وأخذتُ أقرأ لها بعض مواضيع مدوّنتي .. وبين كلِّ موضوعٍ وآخر .. تُمطرني بكلمات الإعجاب .. بعدها انشغلتُ قليلا بـ " مسجات" عبير .. فقامت هي لـ تلعب "الأونو" مع أخواتي ..كنّا قد خطّطنا لزيارةِ البحر مساء اليوم .. لكن ثمّة عارِضٍ حال دون ذلِك .. سـ نزورُ الأزرق غدا إن شاء الرّب مع ابنتا خالتي وأخواتي وبنات أخواني على أمل أن تنضمّ إلينا عبير وتونس بإذن الله ..

أممممممممم نسيتُ أن أُخبركم أنّني أصدرتُ قرارا بتغييرِ أيّام الأُسبوع.. في محاولة منِّي لـ إضفاء الجمال على وقتي لتكون أولى أيّام الأسبوع يومُ "الماء" ، وثانيها يومُ " الياسمين" ، وثالثها يومُ " الشّمس" ، ورابِعها يومُ" القلم" ، خامِسُ يومٍ يومُ " الحُلم"، والسّادِسُ يومُ" الرّبيع" ، وأخرُ يومٍ في الأُسبوع يومُ " الرّوح"... هذِه بعضُ " شطحاتي" المجنونة ..
يومُ القلم / الثُّلاثاء .. كان يوما مزحوما .. استأذنتُ باكِرا من الدّوام عُدت للمنزِل.. تغدّيت .. وغيّرتُ ما يلزم .. التقيتُ عبير في الجامِعة .. ومنها لـ سيتي سنتر .. ذهبنا لـ بوردرز .. اشترت عبير بعض كُتب باولو كويليو .. استمتعنا..
كنتُ قد اتّفقتُ مع أُستاذة لي درّستني في مرحلةِ البكالوريوس أن نلتقي هُناك .. في أرت كفي التقينا بالدُّكتورة .. قضينا وقتا ممتعا أنا وعبير وأُستاذتي ..ومنها لـ بوردرز ثانيةً لـ نحضر الصّالون الثّقافي الّذي حالَ ظرفٌ ما دون أن يكون حضورنا رسميّا.. فـ تبوأنا مقاعِدَ الأطفال لـ نحكي .. عبير دوّنت بعض الكلمات في دفتري ..[فاصِل] استغفر الله بحثتُ عنه ولم أجده .. يبدو وأنا أُرتب الغُرفة حشرته بين أكوامِ الورقِ في أحد الملفات الكثيرة في غُرفتي المصون .

العامِلة بعدما خلت غُرفتي إلّا منِّي .. تُنظِّف الآن الأرضيّة .. صوتُ المكنسة مُزعج ..لكن يجب أن أحتمل.. لا طاقة لي بقولِ كلمة لأنها ستُغرقني في بحرِ من ثرثرتِها ..

فقدتُ روح الكِتابة بدخول المِكنسة .. يبدو سـ أتوقّف .. مع وعد العودة قريبا جدّا ..
وعاد محمّد عبده يصدح بـ مُذهلة!

18:58 مساء الرّبيع
8يونيو 2010-07-08


المصدر : مدونة بدرية العامري