السلام عليكم أيها الأحبة الكرام يسرني أن أقدم لكم هذه القصة المتواضعة متمنيا أن تنال إعجابكم و لكن سوف يتأخر ردي عليكم بسبب العمل قليلا لهذا لا تبخلو علينا بآرئكم حيث مشاركتنا لا تزدان إلا بها و اعذرونا على التقصير في حقكم
في وحشة ليل أنسلخ منه النهار .... في مساء فارقت شمسه الحياة .... في سكون يمطر خوف و رهبه .... كل أضواء الطرق مقتولة برصاصات الظلام .... كل قلوب البشر مهضومة من نصب الشقاء .... طفل رضيع مزج في حليب أمه كل العناء .. و شاب طموح صنعت في طريقه هضاب العذاب ... و نساء يبحثن عن معين لهن .. ليل سكنت فيه القلوب بوجل .... و سُكبت فيه الدموع بغزارة و لم تمل .. و أقلام تحكي لأجيال قادمة تاريخ ملوث بالهلاك ... غابات مليئة بأشجار السمر و الغاف كم تشعر بالارتياح تحت ظلالها... و كم تتمزق أمعائك من مرارة طعمها عندما تسد جوعك المزمن بها .... يتقلب على شقه الأيمن يشاهد مأساة إنسان حكم عليه الزمن أن يعيش فيه .... إنسان صنع من أحلامه قصور ... و من آماله دول ... و لم يصنع لنفسه مأوى يحميه من (القنابل العنقودية) .... و لم يحسب حساب ما حصل ... دمار يحيط به و أسقام تسري بجسده ... غشاوة من غبار مظلم أمام عينيه يسعى أن يبعثرها بيده اليسرى ... رفع عينه إلى السماء يبحث عن القمر ... يبحث عن القطب الشمالي .... يبحث عن أمل لرجوع لذاته المفقود في غياهب الوهم ... لماذا أطيل البقاء هنا ؟ و أين أنا الآن ؟ ... و أين الوطن الذي ضمني قبل هذا الزمن ؟ ... يرفع يديه اليسرى يلمس وجه المخضب بالجراح ؟ ... يتألم ... يصرخ ... لا يستطيع البكاء .... فدموعه الحارة تزيد آلام جراحه .... عتمة هذا المساء تبدو طويلة ... و نزيف مستمر من كل أعضائه .... تذكّر بأنه قد أصطحب معه صديقا حميم ... أين هو الآن ؟ ... هل مات قبلي ؟ ... أم أنه مصاب و لا يستطيع الحراك ؟ ... أناديه ؟ ... و ما الفائدة من ندائي أنا عاجز عن الذهاب إليه ... بل حتى عن النداء ... يستخدم راحته يبحث عن صديقه لعلها تلامسه ... ربما بشعر بالأمان قليلا ... أشواك تهاجم تلك اليد المصابة .... يتألم ... يصرخ في داخله ... يبتسم ... ربما وجده ... نعم .. وجده ...: ( في يدي اليسرى كتابا .... ليس في اليمنى قلم .... ليس بي يُمنى يد و لا يُمنى قدم ) .. أنشد تلك الأنشودة عندما وجد ما يبحث عنه ....
حان لأعضائي المبتورة أن تستنشق الهواء الملوث بالدخان الصادر من تلك التفجيرات .... حان ليدي الباقية أن يحتضنها شقي الأيسر ... ربما يستطيع أن يشاهد شيء آخر غير ما شاهده سابقا ... رحلت به الذكريات في عالم طفولته البريئة ... تذكر أمه و ضربها له ... كانت أما قاسية ... لماذا ؟ .... ربما أكبر خطاء ارتكبته هو أنا .... بل ربما أبي الذي لا أعرفه .... صور ترقص أمام عينيه الدامعة ... قريته التي سطر في ترابها ألعابه القديمة .... و أتعابه الجسيمة .... إنها الآن مدينة من الديمقراطية المتغطرسة ... كل تلك الصور عاجزة عن وقف نزيف أصغر جرح فيه .. رغم إنه من أجل تلك الصور هو يعيش ... مقاومة الظلام و الواقع المحبوس في قلبه و المستقبل المقتول في صلبه هما أيضا لن يحققا له طلبه ... صورة أخرى تترنح أمامه ... ذكّرته ( سيظل صوتي صارخا على أمة ..... رقدت و ما قض الرقاد أذانُ )
يتنهد ... آه .. أه .. تنهدات أطول آآآآآآآآآآه ..... يغير هيئته ثانية ... ينظر إلى السماء التي تستعد لاستقبال الصباح ... أي صباح ستشرق الشمس فيه ... صباح مليء بالصواريخ ( الكروز ) المتفجرة .... جثث سقطت في ليل حالك ... منازل دمرت و صراخ الأرامل و الأيتام .....ليت هذا الصباح مملوء بالزغاريد و الأفراح و الطبول و التصفيق فرحة برجوعي و أنا أمتطي فرسي العربي الأبيض ... شاهرا سيفي و الكل يهتف يحيا البطل (...... ) و الكل يسعى لمصافحتي و تقبيلي ... ليت لو أن هذا الصباح يوم عيد ميلادي أطفئ شمعة الأربعين ... ليت لو كان .... ليت لو كان .. صباح يستقبل بهذيان عن أمنيات و أحلام صارت مثل ذلك الجثمان المبتور ... مثل تلك الروح الراحله من عالم ذلك الإنسان الحالم بأمجاد و بطولات و حياة النصر .. نسي بأنه يحتاج لمعين يأخذ بيده من ذلك المستنقع الدامي و تلك الغابة الموحشة ... نشوة المجد أنسته بأن يحلم بالحياة فقط ..... انتهت [/COLOR]
رفيق الخاطره#d
نـــقــــشُ على الظلام
في وحشة ليل أنسلخ منه النهار .... في مساء فارقت شمسه الحياة .... في سكون يمطر خوف و رهبه .... كل أضواء الطرق مقتولة برصاصات الظلام .... كل قلوب البشر مهضومة من نصب الشقاء .... طفل رضيع مزج في حليب أمه كل العناء .. و شاب طموح صنعت في طريقه هضاب العذاب ... و نساء يبحثن عن معين لهن .. ليل سكنت فيه القلوب بوجل .... و سُكبت فيه الدموع بغزارة و لم تمل .. و أقلام تحكي لأجيال قادمة تاريخ ملوث بالهلاك ... غابات مليئة بأشجار السمر و الغاف كم تشعر بالارتياح تحت ظلالها... و كم تتمزق أمعائك من مرارة طعمها عندما تسد جوعك المزمن بها .... يتقلب على شقه الأيمن يشاهد مأساة إنسان حكم عليه الزمن أن يعيش فيه .... إنسان صنع من أحلامه قصور ... و من آماله دول ... و لم يصنع لنفسه مأوى يحميه من (القنابل العنقودية) .... و لم يحسب حساب ما حصل ... دمار يحيط به و أسقام تسري بجسده ... غشاوة من غبار مظلم أمام عينيه يسعى أن يبعثرها بيده اليسرى ... رفع عينه إلى السماء يبحث عن القمر ... يبحث عن القطب الشمالي .... يبحث عن أمل لرجوع لذاته المفقود في غياهب الوهم ... لماذا أطيل البقاء هنا ؟ و أين أنا الآن ؟ ... و أين الوطن الذي ضمني قبل هذا الزمن ؟ ... يرفع يديه اليسرى يلمس وجه المخضب بالجراح ؟ ... يتألم ... يصرخ ... لا يستطيع البكاء .... فدموعه الحارة تزيد آلام جراحه .... عتمة هذا المساء تبدو طويلة ... و نزيف مستمر من كل أعضائه .... تذكّر بأنه قد أصطحب معه صديقا حميم ... أين هو الآن ؟ ... هل مات قبلي ؟ ... أم أنه مصاب و لا يستطيع الحراك ؟ ... أناديه ؟ ... و ما الفائدة من ندائي أنا عاجز عن الذهاب إليه ... بل حتى عن النداء ... يستخدم راحته يبحث عن صديقه لعلها تلامسه ... ربما بشعر بالأمان قليلا ... أشواك تهاجم تلك اليد المصابة .... يتألم ... يصرخ في داخله ... يبتسم ... ربما وجده ... نعم .. وجده ...: ( في يدي اليسرى كتابا .... ليس في اليمنى قلم .... ليس بي يُمنى يد و لا يُمنى قدم ) .. أنشد تلك الأنشودة عندما وجد ما يبحث عنه ....
حان لأعضائي المبتورة أن تستنشق الهواء الملوث بالدخان الصادر من تلك التفجيرات .... حان ليدي الباقية أن يحتضنها شقي الأيسر ... ربما يستطيع أن يشاهد شيء آخر غير ما شاهده سابقا ... رحلت به الذكريات في عالم طفولته البريئة ... تذكر أمه و ضربها له ... كانت أما قاسية ... لماذا ؟ .... ربما أكبر خطاء ارتكبته هو أنا .... بل ربما أبي الذي لا أعرفه .... صور ترقص أمام عينيه الدامعة ... قريته التي سطر في ترابها ألعابه القديمة .... و أتعابه الجسيمة .... إنها الآن مدينة من الديمقراطية المتغطرسة ... كل تلك الصور عاجزة عن وقف نزيف أصغر جرح فيه .. رغم إنه من أجل تلك الصور هو يعيش ... مقاومة الظلام و الواقع المحبوس في قلبه و المستقبل المقتول في صلبه هما أيضا لن يحققا له طلبه ... صورة أخرى تترنح أمامه ... ذكّرته ( سيظل صوتي صارخا على أمة ..... رقدت و ما قض الرقاد أذانُ )
يتنهد ... آه .. أه .. تنهدات أطول آآآآآآآآآآه ..... يغير هيئته ثانية ... ينظر إلى السماء التي تستعد لاستقبال الصباح ... أي صباح ستشرق الشمس فيه ... صباح مليء بالصواريخ ( الكروز ) المتفجرة .... جثث سقطت في ليل حالك ... منازل دمرت و صراخ الأرامل و الأيتام .....ليت هذا الصباح مملوء بالزغاريد و الأفراح و الطبول و التصفيق فرحة برجوعي و أنا أمتطي فرسي العربي الأبيض ... شاهرا سيفي و الكل يهتف يحيا البطل (...... ) و الكل يسعى لمصافحتي و تقبيلي ... ليت لو أن هذا الصباح يوم عيد ميلادي أطفئ شمعة الأربعين ... ليت لو كان .... ليت لو كان .. صباح يستقبل بهذيان عن أمنيات و أحلام صارت مثل ذلك الجثمان المبتور ... مثل تلك الروح الراحله من عالم ذلك الإنسان الحالم بأمجاد و بطولات و حياة النصر .. نسي بأنه يحتاج لمعين يأخذ بيده من ذلك المستنقع الدامي و تلك الغابة الموحشة ... نشوة المجد أنسته بأن يحلم بالحياة فقط ..... انتهت [/COLOR]
رفيق الخاطره#d