وهما متلاقيان مؤتلفان ، فرفض النجاشي طلبه ولامه على استمساكه وقومه بالوثنيه قائلاً له:
- هؤلاء الذين لجؤوا إلينا بدينهم هم في حمانا ومعنا ، وإن لم تربطنا بهم روابط لسان أو نسب .
وكانه في هؤلاء المهاجرين بعض النسوة ممن رافقنا أزواجهن راضيات بما صادفن من المتاعب ، وهن من الفضليات السابقات إلى الإسلام ، فيهن سودة بنت زمعة وقريبات لها عامريات ، وكان زوجها السكران بن عمرو العبشمي من الذين أمضهم فراق مكة على ما لقوا في الحبشة من رعاية وأمان ، فلما علم وصحبه بأن رسالة الرسول في غيابهم عن مكة فتحت قلوباً كانت مغلقة ، ورفعت عن أعين الغاشمين ظلمات الكيد والعناد ، عاوده الحنين إلى أهله ووطنه ، وإن لم يغب عنهما إلا بضعة أشهر ، فحزموا أمرهم على العودة إلى حماهم الأول ورسولهم الأمين ، معتزين بإسلام عمر بن الخطاب الذي كان من أشد قريش عتواً وبطشاً بمن آمن بمحمد ، لكنهم ماكادوا يدخلون مكة حتى شعروا بأن العدوان على أمثالهم لم ينقطع ، وأن في قريش من لا يزال يهدد محمداً صلى الله عيله وسلم وصحابته ولا يتورع عن إيذائهم.
على أن السكران زوج سودة عاد عليلاً مضطرباً لم تطل به العلة ، فقد اشتدت حتى قضى ، فحزنت سودة عليه وبكته طويلاً ، ولولا مواساة صواحبها لشق العزاء فيه .
وتلقى الرسول صلى الله عليه وسلم رجعة المهاجرين بالإشفاق والأمل ، فقد استراح إلى انطلاق رسالته وخروجها من مكة إلى الحبشة ، وإن وجد المكايد في سبيلها ، والوحشة من أجل حامليها ، وحين عاد أكثرهم ، وانضم إليهم عمر بن الخطاب غدا موفق قريش منهم غير الذي كان ، فإذا شغلت هذه الحوادث الكبرى محمداً صلى الله عليه وسلم ، فإنها ما أنسته زوجته التي حملت معه هموم العيش والرسالة ، فلما فقدها افتقد أنسها وعونها ، وافتقد عمه أبا طالب الذي رعاه صغيراً وأيَّده كبيراً .
كان صحب محمد صلى الله عليه وسلم يرجون له ما يخفف عنه اللهفة واللوعة بعد خديجة بزواج يعيد لبيته وبناته السلوى، ويؤنس وحدته إذا خلا إلى نفسه، ولم تكن نساء الصحابة أقل تساؤلا عما يزحزح الكآبة عن بيت الرصول صلى الله عليه وسلم، حتى أقدمت خولة بنت حكيم رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة، وزوجة عثمان بن مظعون أحد العائدين منها ليشاركوا في عبء الجهاد والدعوة.
لقد مضت خولة غلى مجلس محمد صلى الله عليه وسلم تجييه برجاء، وتقول له بشجاعة وحنان :
- كأني أراك يا محمد وقد دخلتك خصلة لةفاة خديجة، هلا تزوجت وعدت إلى ماكنت فيه من بشاشة ؟
- هؤلاء الذين لجؤوا إلينا بدينهم هم في حمانا ومعنا ، وإن لم تربطنا بهم روابط لسان أو نسب .
وكانه في هؤلاء المهاجرين بعض النسوة ممن رافقنا أزواجهن راضيات بما صادفن من المتاعب ، وهن من الفضليات السابقات إلى الإسلام ، فيهن سودة بنت زمعة وقريبات لها عامريات ، وكان زوجها السكران بن عمرو العبشمي من الذين أمضهم فراق مكة على ما لقوا في الحبشة من رعاية وأمان ، فلما علم وصحبه بأن رسالة الرسول في غيابهم عن مكة فتحت قلوباً كانت مغلقة ، ورفعت عن أعين الغاشمين ظلمات الكيد والعناد ، عاوده الحنين إلى أهله ووطنه ، وإن لم يغب عنهما إلا بضعة أشهر ، فحزموا أمرهم على العودة إلى حماهم الأول ورسولهم الأمين ، معتزين بإسلام عمر بن الخطاب الذي كان من أشد قريش عتواً وبطشاً بمن آمن بمحمد ، لكنهم ماكادوا يدخلون مكة حتى شعروا بأن العدوان على أمثالهم لم ينقطع ، وأن في قريش من لا يزال يهدد محمداً صلى الله عيله وسلم وصحابته ولا يتورع عن إيذائهم.
على أن السكران زوج سودة عاد عليلاً مضطرباً لم تطل به العلة ، فقد اشتدت حتى قضى ، فحزنت سودة عليه وبكته طويلاً ، ولولا مواساة صواحبها لشق العزاء فيه .
وتلقى الرسول صلى الله عليه وسلم رجعة المهاجرين بالإشفاق والأمل ، فقد استراح إلى انطلاق رسالته وخروجها من مكة إلى الحبشة ، وإن وجد المكايد في سبيلها ، والوحشة من أجل حامليها ، وحين عاد أكثرهم ، وانضم إليهم عمر بن الخطاب غدا موفق قريش منهم غير الذي كان ، فإذا شغلت هذه الحوادث الكبرى محمداً صلى الله عليه وسلم ، فإنها ما أنسته زوجته التي حملت معه هموم العيش والرسالة ، فلما فقدها افتقد أنسها وعونها ، وافتقد عمه أبا طالب الذي رعاه صغيراً وأيَّده كبيراً .
كان صحب محمد صلى الله عليه وسلم يرجون له ما يخفف عنه اللهفة واللوعة بعد خديجة بزواج يعيد لبيته وبناته السلوى، ويؤنس وحدته إذا خلا إلى نفسه، ولم تكن نساء الصحابة أقل تساؤلا عما يزحزح الكآبة عن بيت الرصول صلى الله عليه وسلم، حتى أقدمت خولة بنت حكيم رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة، وزوجة عثمان بن مظعون أحد العائدين منها ليشاركوا في عبء الجهاد والدعوة.
لقد مضت خولة غلى مجلس محمد صلى الله عليه وسلم تجييه برجاء، وتقول له بشجاعة وحنان :
- كأني أراك يا محمد وقد دخلتك خصلة لةفاة خديجة، هلا تزوجت وعدت إلى ماكنت فيه من بشاشة ؟