* ارتفاع حصيلة الهجوم إلى 28 قتيلا و270 جريحا.

نيقوسيا - أ ف ب

تبنت جماعة سنية متطرفة العمليتين الانتحاريتين اللتين استهدفتا مسجدا شيعيا في جنوب شرق إيران وأسفرتا عن سقوط 28 قتيلا على الأقل الخميس الفائت، مؤكدة أنها أرادت توجيه ضربة للحرس الثوري الإيراني.

ووقع الهجوم الذي تسبب في سقوط أكثر من 250 جريحا قرب مسجد في زاهدان كبرى مدن محافظة سيستان بلوشستان حيث تشن جند الله حركة تمرد منذ عشر سنوات.

وقالت جند الله في بيان على موقعها على الانترنت إنها "تعلن لشعب بلوشستان وإيران أنه في مساء (الخميس) تمكن اثنان من ابنائها في عملية غير مسبوقة من توجيه ضربة إلى قلب الحرس الثوري المجتمعين في مسجد زاهدان احتفالا بيوم الحرس الثوري، وأرسلت إلى الجحيم أكثر من مئة من عناصره".

وأضاف البيان "في المرحلة الأولى من العملية فجر عبد الباسط ريجي نفسه عندما كان وسط العشرات من الحرس الثوري". وتابع "بعد أن طوق عناصر أجهزة الاستخبارات والأمن والجيش مكان (الاعتداء) فجر محمد ريجي نفسه مرسلا إلى الجحيم عشرات آخرين".

وقالت الجماعة السنية المتطرفة إن "هذه العملية هي رد على الفظاعات التي يرتكبها باستمرار في بلوشستان النظام الذي يعتقد أنه بمقتل عبد الملك (ريجي) ستنتهي المعركة".

وتشير جند الله بذلك إلى تنفيذ حكم الإعدام شنقا في زعيمها عبد الملك ريجي في 20 يونيو الفائت بعد اعتقاله في عملية خطف مثيرة على متن طائرة كانت متوجهة من الإمارات العربية إلى قيرغيزستان. وكانت المجموعة توعدت بالانتقام لمقتله.

ووقع تفجيرا الخميس عندما كان مصلون يحيون ذكرى ولادة الإمام الحسين في مسجد الجامعة في زاهدان. وصرح وزير الصحة الإيراني مرزية وحيد دستجردي لوكالة الأنباء مهر أمس أن الاعتداء أدى إلى سقوط "27 قتيلا و270 جريحا"، موضحا أن 11 جريحا في حالة خطرة.

من جهته قال علي شهرياري النائب عن زاهدان لوكالة الأنباء العمالية (ايلنا) أن أكثر من 300 شخص جرحوا. وقال نائب وزير الداخلية علي عبد الله أن بين القتلى والجرحى عددا من عناصر حراس الثورة كانوا يقومون بحماية المبنى.

وعرض التلفزيون لقطات للمسجد وقد غطت الدماء جدرانه. وأدى الانفجاران إلى تحطم زجاج نوافذ المباني المجاورة. وكان حسين علي شهرياري صرح أن التفجيرين اللذين وقعا حوالى الساعة 12: 20 (16:50 تغ) نفذهما انتحاريان كان أحدهما متنكرا بلباس امرأة.

وتحدث المسؤول في المكتب السياسي لحرس الثورة يد الله جواني عن تورط محتمل للقوى الغربية وبينها الولايات المتحدة في الاعتداء.

وقال هذا المسؤول لوكالة فارس "لا يمكننا استبعاد التدخل المباشر لأمريكا أو الصهاينة أو دول غربية أخرى في تفجيري مسجد الجامعة في زاهدان".

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دانت الاعتداءين "الشنيعين" ودعت إلى ملاحقة المسؤولين عنهما. وقالت كلينتون في بيان "أدين بشدة الهجمات التي تبنتها المجموعة المسلحة السنية الإيرانية جند الله ضد المسجد الشيعي في محافظة سيستان-بلوشستان (جنوب شرق إيران)". وأضافت أن "الولايات المتحدة تعرب عن تعازيها لعائلات وذوي الذين قتلوا وجرحوا وتطالب بملاحقة المسؤولين عن هذه الاعتداءات الشنيعة".

ورأت أن "هذه الاعتداءات وكذلك التي وقعت مؤخرا في أوغندا وباكستان وأفغانستان والعراق والجزائر تؤكد ضرورة التعاون الدولي في مجال محاربة المنظمات الإرهابية التي تهدد حياة المدنيين الأبرياء في العالم". ويعود آخر اعتداء تبنته هذه المجموعة الى أكتوبر 2009 وأدى الى مقتل 42 شخصا بينهم عدد من ضباط الحرس الثوري في بيشين البلدة القريبة من الحدود الباكستانية. ومتمردو جند الله هم من السنة وينتمون إلى اتنية البلوش التي تمثل قسما كبيرا من سكان محافظة سيستان بلوشستان.

واتهمت طهران مرارا الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية وكذلك الباكستانية بتدريب وتجهيز عناصر تنظيم جند الله لزعزعة استقرار السلطة المركزية في إيران.