فشل الصحافة في وصف "الإيهام بالغرق" أخبار الشبيبة

    • فشل الصحافة في وصف "الإيهام بالغرق" أخبار الشبيبة

      * لم يزعم أحد قبل بوش وديك تشيني أن الإيهام بالغرق ليس تعذيبا، كما يثبت إرشيف صحيفة نيويورك تايمز نفسها وحتى جون ماكين الذي كان ضحية التعذيب في فيتنام، أشار أن الإيهام بالغرق كان من الجرائم التي أعدم الضباط اليابانيون لارتكابها بعد الحرب العالمية الثانية

      * دان كينيدي

      إن فشل الصحافة في وصف الإيهام بالغرق على أنه تعذيب يعيق إجراء مناقشات صريحة تتعلق بأحلك سنوات رئاسة بوش ظلمة. ففي تقرير نشرته جريدة نيويورك تايمز، في سنة 1945، ذكرت الجريدة كيف استخدم اليابانيون أسلوب الإيهام بالغرق ضد الجنود الصينيين والأمريكيين إبان الحرب العالمية الثانية. فلقد قال أحد الناجين من معسكرات الاعتقال اليابانية أنه كان يتم تغطية وجهه بمنشفة باستثناء فتحتي الأنف، ومن ثم يقوم أحد الحراس باستخدام ابريق شاي بصب الماء ببطء داخل فتحتي أنف الضحية فإذا لم يقم الضحية بابتلاع المياه فسوف يغرق، وإذا ابتلع المياه فسوف يصبح منتفخا مع ألم حاد بالبطن.

      إن أهمية هذا التقرير، الذي نشرته جريدة نيويورك تايمز قبل أكثر من نصف قرن، هو أنها وصفت أسلوب الإيهام بالغرق بأنه تعذيب.

      طبقا لدراسة نشرها مؤخراً مركز "جوان شورينستاين" للصحافة والسياسة العامة، في هارفارد، فإن صحيفة نيويورك تايمز وغيرها من الصحف الرئيسية، كانت تشير إلى الإيهام بالغرق على أنه تعذيب. حتى جاءت إدارة بوش- تشيني، وبدأت باستخدام هذه الطريقة للحصول على معلومات من الإرهابيين المشتبه بهم. وبعد 2002 اختفت كلمة تعذيب من التقارير الإخبارية المتعلقة بالإيهام بالغرق. لقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أنه كان هناك تغيير كبير ومفاجئ في الطريقة التي تعاملت بها الصحافة المطبوعة، بشكل عام، مع موضوع الإيهام بالغرق في بداية القرن الحادي والعشرين. ولم تبدأ التغطية العصرية لموضوع الإيهام بالغرق حتى 2004 وذلك عندما ظهرت أولى القصص عن الانتهاكات في أبو غريب، حيث بدأت الصحافة باستخدام كلمة "قاسٍ" و" قسري" لوصف الإيهام بالغرق أو عدم وصف هذا الأسلوب بتاتا، بدلاً من وصفه بالتعذيب، كما فعلوا طيلة العقود السبعة الفائتة.

      لقد أثبتت الدراسة أنه مذ بداية الثلاثينيات وحتى 1999، وصفت جريدة نيويورك تايمز الإيهام بالغرق على أنه تعذيب في 44 من 54 قصة إخبارية متعلقة بالموضوع (81،5%) وجريدة لوس أنجلوس تايمز 26 من 27 مرة (96،3%). وفي المقابل من 2002 إلى 2008 اشارت نيويورك تايمز إلى الإيهام بالغرق كتعذيب في خبرين فقط من 143 خبر ( 1،4%). وصحيفة لوس انجلوس تايمز ثلاثة من 63 (4،8%)، وصحيفة وال ستريت جورنال خبر واحد من 63 خبرا (1،6%). أما جريدة يو س أي تودي فلم تصف الإيهام بالغرق على أنه تعذيب مطلقا.

      لقد وجدت الدراسة أيضا أن محرري تلك الجرائد لم يترددوا في وصف الإيهام بالغرق بالتعذيب في مقالات الرأي، ولكن يبدو أن مسؤولي قسم الأخبار قرروا أن تجنب استخدام كلمة تعذيب لوصف الإيهام بالغرق هو من ضروريات التغطية الإخبارية الموضوعية حيث لم يتجرأ أي منهم على أن يصف الإيهام بالغرق بالتعذيب حيث خافوا أن يتم اتهامهم بتبني آراء ليبرالية.

      لقد ادعى جورج بوش في سنة 2005 "هذه الحكومة لا تعذب الناس". وبالطبع لم يكن هناك الكثير من الأخبار في الصحف الامريكية الكبرى تتعارض مع تصريح بوش. لقد وصف المحرر التنفيذي لنيويورك تايمز بيل كيلر الدراسة بأنها مضللة. وقال بأن وصف الإيهام بالغرق بالتعذيب يعني أن الجريدة تكون قد دعمت أطراف على حساب أطراف أخرى في نزاع سياسي.

      لم يخطر على بال أي شخص قبل مجيء بوش وديك تشيني أن الإيهام بالغرق ليس تعذيبا، كما يثبت إرشيف صحيفة نيويورك تايمز نفسها وحتى جون ماكين نفسه مرشح الرئاسة عن الحزب الجمهوري، الذي كان هو نفسه ضحية التعذيب في حرب فيتنام، كان حازما مع مرشح آخر هو رودي جولياني عمدة نيويورك السابق عندما اعتبر الأخير أن الإيهام بالغرق ليس تعذيباً. وفي مناسبة أخرى أشار ماكين وهو محق في ذلك أن الإيهام بالغرق كان من ضمن الجرائم التي كان يعدم الضباط اليابانيون لارتكابها بعد الحرب العالمية الثانية.

      إن من الأهمية بمكان أن نفهم بالضبط ماذا حصل خلال السنوات الطويلة والمظلمة لرئاسة بوش فنحن لغاية الآن لم نستوعب ماذا تم عمله باسمنا خلال تلك الحقبة وهناك بالطبع مدافعون عن تلك الحقبة مثل ليز تشيني والتي وصفت باراك أوباما بأنه ضعيف لأنه أنهى الممارسات البربرية التي كان والدها وراءها.

      ان الكلمات مهمة فلو قامت كبرى صحفنا بالاشارة الى الايهام بالغرق بمسماه الصحيح كما فعلت في العقود الفائتة ولغاية سنوات بوش، فربما كان لدينا اليوم مناقشات أكثر صراحة في ما يتعلق بقضايا مثل جوانتانامو والحروب في العراق وأفغانستان والحرب الدائرة حاليا ضد الإرهاب.الجارديان


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions