الخيانة الزوجية

    • الخيانة الزوجية

      أسبابها ونتائجها

      بقلم: جودة محمد عواد

      مجلة الرابطة



      الحياة الزوجية رباط مقدس، وعهد وثيق، الأصل فيها الأمانة وحفظ السر، ولكن قد يحدث ما يعكر الصفو، ويفك الرباط وتحدث الخيانة.

      والمرأة العربية عموماً -والمسلمة خصوصاً- يستحيل عليها أن تخون إلا إذا كانت مضطرة إلى ذلك يشهد على ذلك حديث هند بنت عتبة لرسول الله e عندما أخذ البيعة على وفد النساء، فقرأ قوله تعالى: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين..} (الآية 12 الممتحنة)، قاطعته قائلة: يا رسول الله: أو تزني الحرة!! تعجبت المرأة العفيفة وتساءلت مستنكرة: هل تزني الحرة!



      فما هي أنواع الخيانة؟
      الخيانة قد تكون في إفشاء السر، وقد تكون في المال، وقد تكون في الأولاد، وقد تكون خيانة في الجسد.



      والنوع الأول:
      حذر منه رسول الله e بقوله: [إن من شر الناس الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها] فقالت إحدى النساء: يا رسول الله بعضهن تفعل! "أي تفشي سر زوجها لصديقتها"، فقال: [إنما مثلها كمثل رجل واقع امرأته على قارعة الطريق وجعل الناس ينظرون إليهما]، وأقل خيانة في هذا النوع: أن تتحدث المرأة (أو الرجل) عن زوجها في غيبته بسخرية، أو تسبه، أو تسكت عن ذمّه ولا ترد غيبته.



      والنوع الثاني:

      حذر منه النبي e أيضاً، فلا يجوز للمرأة أن تعطي لأهلها من مال زوجها أو تتصدق منه إلا بإذنه، فإذا حرمها النفقة جاز لها أن تأخذ من ماله ما يكفي ضرورتها ولا تزيد فإن فعلت فهي خائنة في مال زوجها، ومثلها الرجل الذي يبعثر المال على نفسه وشهواته.



      والنوع الثالث:

      خيانة في الأولاد: ونقصد به إهمال تربيتهم أو السكوت والتستر على أخطائهم، فالمرأة التي تتستر على ولدها الذي يسرق أو يدخن السجائر ولا تخبر والده، خائنة، والمرأة التي تتستر على ابنتها وهي تذهب إلى حلاق النساء أو تعلم لها علاقة مشبوهة بأحد الرجال وتسكت خائنة.



      والنوع الرابع:

      وهو موضوع مقالنا وهي خيانة الجسد وهو درجات أقلها أن تتمنى المرأة غير زوجها، أو بإطالة الحديث مه غير زوجها وتشتهي وقد تكون الخيانة قُبلات أو لقاءات وقد تكون خيانة الزنا كما في الحديث: [كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش، والقلب يشتهي ويتمنى والفرج يصدق هذا أو يكذبه] رواه أصحاب السنن.

      وعموماً فالمرأة أشد مادة امتحانية في دنيا الرجل، وكم أهلكت الشهوة الجنسية أمماً سابقة وممالك كانت زاهرة، وأسقطت ملوكاً وأباطرة، وفيها قال رسول الله e في الحديث المتفق عليه: [ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء].



      أسباب الخيانة الزوجية:

      عاشت الأمة الإسلامية طيلة تاريخها لا تعرف الخيانة الزوجية إلا في الحالات النادرة وكان الحد الشرعي كفيلاً بالقضاء عليها –كظاهرة- ثم عرفت الرذيلة طريقها إلى أمة العفاف، فصارت تنتشر كالوباء الخبيث، وإن بعض البيوت مغلقة على مآسي، وقاعات المحاكم تعج بالقضايا، وتطالعنا الصحف اليومية كل يوم بجرائم بشعة، وما خفي كان أعظم، ولعل الأسباب تتلخص فيما يلي:



      1. عمل المرأة واختلاطها

      وما صاحب ذلك من إظهار الزينة ووضع الأصباغ على الوجه والأظافر، واتباع أحدث التقاليد الشيطانية "في الموضة" من الثياب والتسريحات "والماكياج" وغيرها، كل هذا أفسد الحياة الزوجية.

      فقد تضع المرأة المساحيق وتبدو في صورة أجمل من حقيقتها، فإذا ما خرجت تنوي تصيد زوج لها ونجحت، فقد خدع الزوج! لأنه اختارها بدرجة من الجمال أعلى من حقيقتها، والفتاة في ذلك السلوك خاطئة، فلو أنها ظلت على فطرتها التي خلقها الله عليها، لتقدم لها من يحبها على حالها، والناس فيما يعشقون مذاهب! أما وقد تزينت وتقدم لها من يظنها أفضل، فقد أضاعت فرصتها وأتعبت زوجها الذي يكتشف الحقيقة فيما بعد.

      والمرأة لا يمكن أن تتزين داخل البيت وخارجه، فإذا ما تزينت خارج البيت وتعطرت، وجدتها في بيتها مهملة زينتها وهندامها، ولهذا يراها زوجها في عينه أقل جمالاً، بينما يرى زميلاته في العمل في أجمل منظر، يبادلنه التحية و الابتسام.

      ولهذا فقد فتح الاختلاط عين الرجل على أكثر من امرأة.. لابد وأن فيهن من هي أجمل من زوجته! كما فتح أعين المرأة على أكثر من رجل، لابد أنه منهم من هو أوجه وألطف وأفضل من زوجها! وهكذا تنشأ الخلافات الزوجية، ويبدأ الأسف على هذا الزواج، ويتحسر كل منهما على نصيبه.

      ولم تكن هذه الظاهرة موجودة منذ سنوات، فأعين الرجل لا تقع إلى على امرأته، فهي في عينه أجمل النساء "لأنه لا يرى غيرها سوى محارمه"، والمرأة كذلك لم تكن لتحملق في غير زوجها فهو في عينها سيد الرجال، وهو كل شيء في حياتها، تنتظر عودته بفارغ الصبر متزينة متعطرة!!



      2. سفر المرأة دون محرم وسفر الزوج دون زوجته!

      ويشيع هذا في بعض الدول، حيث يسافر الزوج للعمل مثلاً تاركاً زوجته سنة أو يزيد، فتلتهب عواطفها، ويتسلط الشيطان عليها في صورة رجل يؤدي وظيفة الزوج الجنسية في غيابه، وإذا كان سفر الزوج أكثر من أربعة أشهر –كما حددتها آية الإيلاء- محظور شرعاً، فإن سفر المرأة دون زوجها أكثر حرمة، فلا يجوز سفر المرأة مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم سواء كان السفر للعمل أم للتعليم أم للحج أن حتى للعلاج.. وهذا الحكم متفق عليه بين العلماء.



      3. الإباحية التي تعيشها بعض البيوت!

      كتلك التي تسمح لبناتها أن تحدث من شاءت في أي مكان! وأن تخرج مع من شاءت باسم التقدم! أو تجلس المرأة مع غير زوجها في خلوة.. كصديق الأسرة والمدرس الخصوصي أحياناً! أو الخلوة في بعض المصالح الحكومية! أو مذاكرة الذكور والإناث من الجيران أو الأقارب معاً! كل هذه الصور وغيرها لم تعرفها المجتمعات الإسلامية إلا في هذه الأيام.



      4. نظرة بعض السفهاء إلى الزوجة الثانية باعتبارها عيباً دون العشيقة‍!

      مما دفع بعض الرجال إلى تفضيل العشيقة على الزوجة، أسباب منها: أن العشيقة تظهر كل محاسنها وتخف عيوبها وهو ما لا تفعله الزوجة، ومنها أن الممنوع مرغوب، فشعور الإنسان بعدم ملكيته للعشيقة يجعله أكثر تمسكاً بها وإنفاقاً عليها، ومنها الشيطان.

      وقد ورد في الحديث: [إن إبليس يبث جنوده في الأرض ويقول: أيّكم أضل مسلماً ألبسته التاج على رأسه، فأعظمهم فتنة أقربهم إليه منزلة، فيجيء إليه أحدهم فيقول: لم أزل بفلان حتى طلق امرأته، فيقول إبليس ما صنعت شيئاً، سوف يتزوج غيرها، ثم يجيء الآخر ويقول: لم أزل بفلان حتى ألقيت بينه وبين أخيه العداوة، فيقول: ما صنعت شيئاً سوف يصالحه، ثم يجيء الثالث فيقول: لم أزل بفلان حتى زنى، فيقول إبليس: نِعمَ ما فعلت ويدنيه منه ويضع التاج على رأسه]. "من كتاب الكبائر"



      5. الإعسار:

      الذي نسببه جميعاً والعراقيل التي يضعها الأهل في طريق الشباب إذا أراد الزواج. منها: ارتفاع المهور، وكثرة المطالب وأزمة المساكن في بعض الأماكن، وتقليد الموسرين.. والانتظار حتى تنتهي الفتاة من الجامعة (وإن رسبت) مما رفع زواج البكر! كل هذه العقبات (مع مغريات الحضارة وتعطيل الحدود) من شأنها تحطيم قيم الشباب وانحرافهم، ولا يجدون غالباً إلا المتزوجات، كما تقول إحصاءات الجرائم، فهن أكثر استجابة من البكر.



      6. الشك الزائد والتخون والاتهام بالباطل:

      وهو القذف من بعض الرجال (والنساء) مما يدفع للزنا فعلاً، فالرجل قد يتهم المرأة مع فلان من الناس.. والمرأة قد تتهم زوجها مع فلانة وهو بريء أي عند زيادة الغيرة عن حد الاعتدال إلى التخون!.

      كذلك إذا قال الرجل لولده إذا عصاه: (أنت ابن حرام)! فهذا اتهام لأمه وهو القذف الذي شرع له الإسلام ثمانين جلدة! أو شهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين.

      وقد تصدم المرأة في بداية الاتهام (وكذلك الرجل إذا اتهمته امرأته) مما يدفعها إلى تصديق اتهامه فتخونه فعلاً.



      7. إهمال الزوج زوجته:

      والانشغال عنها، فهناك من الرجال من لا يقترب من زوجته أشهراً طويلة، وهنا إما أن تصبر المرأة إن كانت مؤمنة عفيفة وتهمل نفسها وزينتها وتنسى موضوع الجنس، وإما أن تنحرف وتنظر إلى غير زوجها لتشبع رغبتها، فتخرج إلى حلاق النساء (الكوافير) وهو منتشر في كثير من الدول العربية وهو بداية المهالك.. أو تخرج إلى شواطئ الصيف تخلع ثيابها لتفتح أعين الرجال عليها، وقد يعود الزوج المنشغل إلى عمله تاركاً زوجته التي تبحث حتماً عن المتعة الحرام والحوادث في ذلك كثيرة.



      8. خيانة الزوج تؤدي لخيانة زوجته:

      فبداية نعرف أن (الزنا سلف ودين)، (وكما تدين تدان)، وفي الحديث: [عفوا تعف نساؤكم] والله سبحانه يقول: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين} (النور آية 3). ويقول: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين} (النور آية 16).

      فهذه قواعد هامة، فإذا انحرف الزوج وخان لابد أن تنحرف زوجته وتخون حتى ولو كانت صالحة تقية، وهناك إحصائية نشرتها إحدى المجلات عن الخيانة الزوجية في إحدى الدول قبل اندلاع إحدى الحروب الأهلية فيها تقول: أن 99% من الرجال يخونون زوجاتهم ، و 99% من النساء يخونون أزواجهن. وماذا حدث بعدها، لم يظلمهم ربهم وصدق فيهم قوله سبحانه: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً} (الإسراء 16) نعم صارت عبرة لمن يعتبر.



      9. الإكراه في زواج البنت:

      في هذه الأيام التي تفتحت فيها أعين البنات على الشباب، يكون من الضرر إرغامها على الزواج بمن لا تهوى، فإذا ما أرغمت.. ضجت بالحياة واختلقت المشاكل لأتفه الأسباب، ثم انحرفت، وخاصة إذا كانت لها علاقة سابقة بشاب في عملها أو جامعتها أو قريباً لها أو جاراً لها، كما إن أحلام اليقظة عند الفتيات والتي تزيد هذه الأيام مع دخول التلفزيون والفيديو إلى بيوتنا.. أدت إلى تكوين صورة خيالية للزوج المرتقب.. أو تسمية البنات (فتى الأحلام) وقد يكون هذا أحد الأشخاص في واقع الفتاة وقد يكون أحد نجوم السينما أو الغناء أو الكرة، والاستغراق في أحلام اليقظة هذه فيه خطورة على مستقبل الشباب جميعاً.. إذ لا يفيقون منه إلا على صدمة الواقع اللا مثالي.. فهو ليس كما يحلمون أو يتوقعون.

      فالفتاة تريد من يتقدم لزواجها أن تكون فيه صفات ذلك الفتى، فإذا لم تجده كذلك رفضت بلا أسباب، مما يضطر بعض الآباء إلى إرغام بناتهم على الزواج مخافة أ يفوتهم قطار الزواج، وقد يرفض الأب تزويج من يتقدم لابنته وتهواه.. ويزوجها لقريبه أو لآخر أكثر ثراءً من فتاها.



      10. الطلاق ظلماً:

      وعدم العدل بين النساء لمن تزوج بأكثر من واحدة، فتجد لفظ الطلاق على لسان البعض في كل صغيرة وكبيرة، وهو لا يدري أن زوجته قد حرمت عليه وصارت معاشرته لها زناً، وفي الحديث: [ثلاثة جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والعتق] فلا مزاح فيها ولا استخفاف، فكثرة تردد الطلاق تحيل الحياة الزوجية إلى فوضى وتنقض عهدها المقدس كما أن طلاق المرأة ظلماً يدفعها للزنا في بعض الأحيان.

      وقد تنخدع المرأة بكلام عشيقها يغريها بالزواج إذا ما طلقت.. وتنسى أحاديث رسول الله e: [أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ضرورة فالجنة عليها حرام] كما ينسى العاشق الحديث: [أيما رجل أفسد امرأة على زوجها ليتزوجها فعقده عليها باطل ودخوله بها زنا] والعاقل لا يطلق للهوى والعبث وإن كان قادراً على ذلك، إنما لا يطلق المرأة إلا إذا استحالت عشرتها، وفشلت معها كل أساليب العلاج من النصح والوعظ والهجر فيما لا يزيد عن ثلاث والضرب بشروط وإدخال الحكمين في الصلح.. ثم الطلاق مع الإشهاد عليها.. ولا تخرج من المرأة من بيتها رغم الطلاق.. قال تعالى: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً} (الطلاق آية 1).



      11. الجهل بالتثقيف الجنسي:

      فقد ينفر الزوج (أو الزوجة) من أن يقترب أحدهما من الآخر إذا كان السبب هو إهمال نظافة الظاهر حتى خبثت رائحة الفم أو الأنف أو الأذن أو الجسد، أو النفور من نفس اللقاء الجنسي إذا كان السبب هو إهمال نظافة الداخل حتى خبثت هي الأخرى، ولعل السبب الحقيقي وراء أكثر المشكلات الزوجية يكون لأسباب عاطفية أو جنسية أو هما معاً، ويؤدي الحياء المصطنع إلى اصطناع أسباب للخلاف غير الحقيقية، فإذا ما نفر الزوج (أو الزوجة) بحث عن المتعة في الحرام.



      12. تعطيل الحدود الشرعية:

      ففي كثير من الدول الإسلامية استبدلت الحدود بقانون أوروبي، مما يسهل الجريمة ودواعيها، فبينما يأمرنا الله تبارك وتعالى بجلد غير المتزوج مائة جلدة بقوله: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} (النور آية2). نرى القانون الوضعي المصري يقول في مادته رقم 273 عقوبات: "إذا كان الزوج قد سبق وزنا بمسكن الزوجية فلا تسمع دعواه ضدها" يقول الدكتور رؤوف عبيد تعليقاً على هذه المادة: أنها تبيح للزوجة أن تزني مقابل زنا زوجها.

      أما المادة 274 عقوبات فتقول: "لزوج الزانية أن يوقف الحكم برضائه عنها ومعاشرتها له كما كانت" أي يمكن للزوجة –بواسطة القانون- أن تعطي زوجها مالاً مقابل أن يطلب وقف تنفيذ الحكم، فإذا أوقف الحكم استفاد الزاني بالبراءة، وهذا يتعارض مع قوله سبحانه: {ولاتأخذكم بهما رأفة في دين الله}.

      وفي الإسلام لا يجوز للخليفة تخفيف الحدود أو زيادتها عما قرره الله في كتابه، فكيف يكون للزوج.

      أما المادة 275 عقوبات فتنص عل: "إذا دخل الزوج على زوجته في وقت الزنا ثم قام الزاني وقتل الزوج فإن الزاني لا تقام عليه أية دعوى بالرغم من ارتكابه لجريمتي الزنا والقتل، وذلك لأنه يدافع عن نفسه، ولأن الزوج هو الوحيد الذي يملك رفع دعوى الزنا وقد مات" سبحان الله!! يزني ويقتل ويخرج براءة بالقانون، فتخفيف العقوبة يغري بإرتكاب الفاحشة وشيوعها.



      13. الفراغ الديني:

      وهو من أهم الأسباب، فالمرأة المسلمة في هذه الأيام تجد دواعي الفتنة كثيرة، ودواعي الإيمان قليلة وقديماً قال ابن خلدون: (إن المرأة إذا لم تشغل بالدين شغلت بالرجال) ولم تعد المرأة تنشغل بالتفقه في الدين أو الدعوة إلى الله، وخربت المساجد من النساء في معظم أنحاء العالم.. ولا ندري من حرّم بيت الله على النساء؟

      ومع تقدم معطيات الحضارة للمرأة وتوفير الوقت والجهد لها.. وبدلاً من توفير الوقت لحفظ القرآن والحديث والخروج للدعوة في سبيل الله، وجدت النساء أنواعاً: فمنهن من فضلت ألوان الطعام والنوم والكسل فترهلت وسمنت وبدأت أمراض التخمة والترف تغزو جسدها، بدء من الرهقان وضغط الدم والشرايين ومروراً بمرض السكر والسرطان والأمراض النفسية من الاكتئاب والقلق وكوابيس الليل. ومنهن من اتجهت إلى مزيد من الضياع بقراءة المجلات الفاضحة ومشاهدة الأفلام الساقطة والتطلع إلى الرجل، الذي قد يأخذ صوراً رسمية أو شبه رسمية في الحفلات العامة وحفلات الزواج (الأفراح) وأعياد الميلاد وغيرها مما ابتدعته قريحة المدنية الحديثة.

      والمنحرف عموماً ينظر إلى المجتمع بعينه هو، وكل معين ينضح بما فيه، فالراسب مثلاً يرى جميع الطلبة راسبين وتعمى عينه عن الناجحين.

      والزاني: يحلف أن جميع النساء خائنات، فهو يشكك في جميع النساء! والزانية: لا تتصور أن هناك امرأة شريفة.. حتى وإن كانت عفيفة وهكذا.. وأهل الفن والتمثيل ينظرون ‘لى المجتمع منأعين مريضة فلا يبصرون إلا الساقطات والمطلقات والراقصات فيقدمونها للناس على أنها واقع مع أنها أخطاء فردية.. والمجتمع العربي المسلم –ولله الحمد- بريء الساحة كذلك لا يبصرون إلا الوجه القبيح للمجتمع.. كتاريخ الظلمة وانتشار الرشوة والفساد والقمار والخمور والخيانة والعصابات والمخدرات.. هذه بضاعتهم التي يحسنون تقديمها، مما يروج للفاحشة ويغري بها ويسهلها على من يستجديها باعتبارها واقع الناس.

      هذه أهم أسباب الخيانة الزوجية لم نذكر فيها بعض الحالات الخاصة التي تنتج الخيانة فيها لسوء الطبع فقط (أي بلا أسباب) وتتعلل المرأة عندها بالفقر أو مرض الزوج أو موته أو.. أو.. مع أن الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها.



      أما نتائجها:

      فهي أكثر من أن تحصى، بيوت خربة، وأولاد مشردون، وأقسام الشرطة (بوليس الآداب) تعج بالساقطات من بنات الأسر العريقة! وعمليات اجهاض بالجملة للحمل غير المشروع عند بعض الأطباء الذية يجدون في هذا العمل غير الإنساني مزيداً من الربح الحرام.

      وأكثر من هذا الأمراض الجنسية التي تبدأ بالسيلان والزهري والسرطان الذي انتشر عادة بين طائفة أهل الفن (ممثلات ومغنيات وغيرهن) ونهاية بالإدمان للمخدرات والخمور ثم الانتحار. وكل هذه الأمراض وراثية ( تنتقل من الآباء إلى الأبناء).

      وأوروبا وأمريكا تجني هذه الثمار لما زرعته من فوضى جنسية بغسم الحرية الشخصية.
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      أشكرك أختي ناقلة الموضوع الأخت ((الهـدى )) على طرحك لهذا الموضوع المهم ومناقشته ليأخذ مأخذ الجد

      والأهمية لأن الأنسان لا يمكنه أن يعيش كالنعامة يدفن رأسه في التراب كلما واجهته مشكلة معضلة، لأن المشكلات لا تحل نفسها بنفسها، وإنما تبحث دائماً عن حل دائم ومستقر، ولا يتأتى لها هذا الحل المنشود إلا في نطاق المشروعية، لأن الخيانة التي تقع من كلا الزوجين لا تأتى من فراغ وإنما لها أسبابها وبواعثها، وأغراضها المباشرة أو غير المباشرة، سواء أكانت ظاهرة أم خفية·
      فلماذا تقع الخيانة الزوجية؟ ومتى، وأين، وكيف، ومَنْ ينزلق إليها أسرع من الآخر؟

      هذه التساؤلات تعمل على تفحص المشكلة، لتشخيص الداء، ووصف الدواء الناجع لها، وبخاصة أنه متوافر في شرع الله تعالى ودينه الخاتم، الإسلام بكل صراحة ودقة وموضوعية وإحكام، لا ينقصنا سوى التعرف إليها للوصول إلى الحل لمشكلة <الخيانة الزوجية>، قبل فوات الأوان·

      فأنني هنا أختي العزيزة واستحميك عذرا أنني سأضيف هذا البحث بقلم: أ·د· مصطفى عرجاوي ـ كلية الشريعة ـ جامعة الكويت.

      نقطة البداية
      سوء الاختيار لأحد الزوجين هو البداية الخاطئة، لحياة كان ينبغي لها أن تكون مستقرة ومستمرة، لأن الأصل في النكاح التواصل بقوة من الحياة إلى الممات، لأن النكاح الموقت أو محدد المدة لا يقره الإسلام، فإذا تغاضى الرجل أو المرأة عن بعض العيوب الظاهرة في المتقدم إليها أو عن عيوب المتقدم ذاته، فإن بعض هذه العيوب قد يستفحل ويؤدي إلى تصدع الحياة الزوجية أو الانحدار بها إلى طريق الغواية، بسبب عدم التوافق العاطفي أو الخلقي أو غير ذلك من الأسباب، فمن يتجاهل دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل أن يحسن اختيار أم لأولاده، وأن السوداء الولود الودود، خير من الحسناء العقيم، بالقطع سيعاني في حياته الكثير من المثالب، لأن مهمة الزواج ليست مجرد إرضاء الشهوة فحسب، وإنما هي لأداء رسالة عمارة الكون، وتربية النشء أيضاً، ويؤكد هذا المعنى الدعوة إلى تفضيل ذات الدين، على ذوات المال أو الجمال أو الحسب والنسب، وإن كانت لا تتمتع بهذه المزايا، لأن ذات الدين غناها في نفسها، وجمالها في خلقها، وحسبها في سلوكها وحسن تقبلها لزوجها، لأن الحسن قد يردي المرأة ويسقطها في مهاوي الانحراف، وتوافر ما لها قد يجعلها طاغية تعمل على التحكم في زوجها وكل شؤون الأسرة، كما أنها قد تعتمد على أنها حسيبة نسيبة فتتعالى وتتكبَّر على زوجها، وهذا كله يؤدي إلى الفت في عضد الأسرة، ويضع العوائق في طريقها بقدر قد يؤدي إلى تدميرها أو الاندفاع بها إلى مسالك وطرق لا تحمد عقباها·

      حسن الاختيار وحده لا يكفي
      إذا أحسن كلا الزوجين الاختيار للآخر، فلا يعتمد على هذا الأمر وحده، لأنه مجرد بداية صحيحة، يعقبها حسن رعاية وعناية متبادلة بين الطرفين وليحرص كل طرف على إعفاف الطرف الآخر بكل وسيلة مشروعة حتى وإن كانت رغبة الزوج وشهوته غير مولعة بزوجته في وقت معين، وهي في حاجة إليه فعليه تلبية رغبتها، بل إذا انعدمت لديه الشهوة فينبغي عليه إعفاف زوجته، إعمالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: <مباضعتك أهلك صدقة>، قلت: يا رسول الله: أنصيب شهوتنا ونؤجر؟ قال: أرأيت لو وضعه في غير حقه كان عليه وزر؟ قال: قلت: بلى، قال: أفتحتسبون بالسيئة ولا تحتسبون بالخير>(1)، لأنه يؤجر على فعله هذا، وإن كان على غير رغبة منه بمقتضى هذا الحديث الشريف، بل لا يجوز للزوج أن ينشغل عن زوجته بعبادة أو عمل أو يتغيب عنها لفترات طويلة بلا عذر أو ضرورة·
      ويؤيد ذلك ما روي عن زوجة عبدالله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ أنها شكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم انصراف زوجها عنها، لاشتغاله بالعبادة، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء له، قال له: <يا عبدالله، ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ فقال: بلى يا رسول الله، قال: فلا فتعل، صم وافطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً>(2)·
      وقد شغل أمر غياب الأزواج عن زوجاتهم لفترات طويلة، بال الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عندما سمع في جوف الليل في أثناء حراسته للمدينة ـ صوت مرأة تقول:
      تطاول هذا الليل وازورَّ جانبه
      وليس إلى جنبي خليل ألاعبه
      فوالله لولا الله لا شيء غيره
      لزعزع من هذا السرير جوانبه
      مخافة ربي والحياء يكفني
      وأكرم بعلي أن تنال مراكبه
      سارع أمير المؤمنين إلى ترك حراسته ثم سأل عن هذه المرأة، فقيل له: هذه فلانة زوجها غائب في سبيل الله، فأرسل إليها امرأة تكون معها، وبعث إلى زوجها فأقفله ـ أي أرجعه إليها مما كان فيه ـ ثم دخل على أم المؤمنين حفصة ـ رضي الله عنها ـ فقال: يا بنية كم تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت: سبحان الله، مثلك يسأل مثلي عن هذا؟ فقال: لولا أني أريد النظر للمسلمين ما سألتك، قالت: خمسة أو ستة أشهر، فوقَّت للناس في مغازيهم ستة أشهر، يسيرون شهرا، ويقيمون أربعة، ويسيرون راجعين·(3)
      ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن حق الزوجة في الولد غير مقدر بمدة، وإنما يقدر بكفايتها، أي بإشباع رغبتها، ما لم ينهك بدنه، أو يشغله عن معيشته، بأن تنازعا في القدر الذي يكفيها أو يعفها، فينبغي للحاكم أن يفرضه على الزوج شأنه شأن النفقة سواء بسواء(4)، بل إن النفقة أمرها قد يحتمل ولكن سُعار الرغبة قد لا يحتمل، لذلك يفرض للزوجة القدر الذي يعفها في حدود قدرة وطاقة الزوج، بلا إفراط أو تفريط· وهذا هو رأي الإمام الغزالي أيضاً، بل يقول كذلك: ينبغي على الزوج أن يزيد أو ينقص في عدد مرات الوطء لزوجته بحسب حاجتها بهدف تحصينها وإعفافها، لأن تحصينها واجب عليه·(5)
      وعليه لا يكفي حسن اختيار الزوجة، وإنما ينبغي معاشرتها بالمعروف، وإرضاء رغبتها، وكذلك الشأن بالنسبة للزوجة تجاه زوجها، فإن دعاها إلى فراشه من ليل أو نهار، فلا تمتنع عليه إلا لمانع شرعي أو صحي ضروري وقطعي، لأن تحصين الزوج وإعفافه أيضاً من مهام الزوجة·

      تساؤلات تبحث عن حل
      إذا كان الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإن مشكلة الخيانة الزوجية تقع بسبب تباعد مشاعر الزوجين أو سوء التفاهم أو الفهم المتبادل فيما بينهما، وإهمال أحدهما أو كلاهما الزوجية، عندئذ تكون بداية الغرس غير المشروع لفكرة الخيانة، عند توافر الظروف المناسبة، وفي المكان المناسب وبطريقة أو بأسلوب قد لا يخطر على بال شريك أو شريكة الحياة، <فقد يؤتى الحريص من مأمنه الحَذِر>، وطالما رضخ أحد الزوجين لسُعار الشهوة، ولم يتمكن من إشباعها بصورة مشروعة في ظلال الزوجية، فإنه قد يسارع إلى إمضائها وإفراغها بصورة غير مشروعة، عندما تحين الفرصة، وإذا كانت كل بداية صعبة، فإن التواصل على طريق التبادل الطبيعي للمشاعر الإنسانية، خير من التردي إلى هاوية الانحراف أو الانجراف إلى الحرام، وهو بطبيعته، يشعل سُعار الغريزة البهيمية ويلهبها بوسائله وإغراءاته الشيطانية، لتظل مستعرة على الدوام ولا تنطفئ ولا ترتوي من هذا المستنقع الضحل·
      لذلك ينبغي على الزوجين أن يضعا نصب أعينهما، أسباب وبواعث تفشي سرطان الخيانة، في حياة بعض الأسر، لأن من يتعرف إلى أسباب الفساد والشر لا يقع فيهما، بل يعمل قدر طاقته على تلافي هذه الأسباب، وتحصين أهله منها، ليتجنب جمارها وأهوالها في الوقت المناسب·
      الرعاية والمحبة بين الزوجين
      إن الرعاية وبث روح التفاهم والحب بين الزوجين، يعمل على استقرار الحياة الزوجية بينهما، وعلى الرجل يقع العبء الأكبر في رعايته لزوجته، استجابة للتوجيه النبوي الكريم، فقد روي عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع: <اتقوا الله في
      النساء، فإنهن عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فراشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف>6)· وأهم من توافر ضرورات الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، إعفاف الزوج لزوجته، والزوجة لزوجها، وتحصينها له بإشباع رغبته، وغلق منافذ الشيطان وقطع حبائله عنهما، يجعل المودة والرحمة بينهما متواصلة بلا انقطاع إعمالاً لقول الله تعالى في الآية 21 من سورة الروم: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، وقد يُحقق التقارب والمودة بين الزوج وزوجة ما لا يمكن أن تحققه كل مباهج الحياة، لأن المرأة متاع، وهي بطبيعتها تميل إلى كلمات الحب، بحكم عواطفها الجبليِّة، ومشاعرها الفطرية، وليس على الزوج سوى الرعاية والعناية بهذه المشاعر، ورب كلمة طيبة يكون لها في نفس الزوجة ما يغنيها ويعفها، ويزيد من إخلاصها وعطائها لزوجها، والعكس صحيح، لأن الحياة تتطلب تعاون الطرفين فالمرأة لباس للرجل، وهو لها كذلك، مصداقاً لقوله تعالى في الآية 187 من سورة البقرة: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)، والملابس توارى أخص خصوصيات الإنسان، وتستر عوراته، فكل زوج ستر لعورة زوجه، ومن أهم المهام المنوطة به، إعفاف وتحصين زوجه، يتساوى في هذا الشأن الرجل والمرأة·

      الداء والدواء
      في حال التعرف بعد الفحص والتشخيص إلى أسباب الداء، يمكن بسهولة وصف الدواء المناسب للتعافي من المرض ـ وإن كان عضالاً ـ وجل المشكلات الأسرية سببها العلاقات السريرية الحميمة بين الزوجين، أو فقد عنصر التفاهم والتوافق، أو الإشباع للغريزة الطبيعية لدى أحد الزوجين، وقد يتصور بعض الرجال أو النساء أن طول العشرة أو تقدم العمر، يغني تماماً عن ممارسة هذه العلاقات المشروعة، لإشباع الرغبات، بدرجاتها المتفاوتة، مهما كانت الأسباب، من يتصور ذلك يقع في خطأ كبير، ويفتح المجال لشريك أو شريكة حياته للوقوع في حبائل العلاقات المحرّمة، وخصوصاً بعد أن أصبحت معظم المجتمعات الإسلامية مفتوحة أو مفتَّحة الأبواب على كل الثقافات العالمية، والدعوات المشبوهة، والإغراءات التي بلغت حد تحريك الساكن وبعث الكامن عند من بلغوا من الكبر عتياً، فضلاً عن الوصفات المشجّعة على إلهاب سُعار الغريزة وإشعالها حتى لدى كبار السن من الجنسين (الرجال والنساء)، والدواء النافع لإرواء غلة الرغبة المضطرمة، هو إشباعها بلا إفراط أو تفريط، ورفض جميع المغريات التي تدعو إلى إشباعها بوسائل غير مشروعة أو اصطناعية، لأن الدواء الذي يناسب غير المسلمين، قد يتعارض تماماً مع القيم الإسلامية، أو يدخل ضمن دائرة المحرَّمات المقطوع بها في الشرع الحكيم، لذلك ينبغي عرض كل وسيلة للتداوي على المنهج الإسلامي وأحكام الشريعة الغراء، قبل استخدام هذا الدواء، أو تطبيقه، مهما كانت البواعث أو المغريات·

      الحل المشروع للمشكلة
      إن مشكلة الخيانة الزوجية لن تجد حلها المشروع سوى في رحاب الإسلام بأحكامه وقيمه، والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملته ومعاشرته لزوجاته أمهات المؤمنين ـ رضوان الله عليهن ـ فلا ينبغي للرجال أن يرتموا على نسائهم كالبهائم، بل ينبغي أن يجعلوا بينهم وبينهن رسولاً، من مقدمات الجماع، لتهيئة نفسية الزوجة، وبعث رغبتها، لتتمكن من إشباع رغبة الزوج، لأن سوء المعاشرة أو الانحراف بها، يهدد عرى الزوجية، ويفت في عضدها، ويعرِّض حصن الزوجية للاختراق من شياطين الإنس وإخوانهم، فإذا تنافرت الطباع، واستقصى الحل في أخص خصوصيات العلاقات الزوجية الحميمة، فلا مفر من اللجوء إلى آخر أنواع العلاج وهو الطلاق، لأنه أبغض الحلال، ولكنه أيضاً بمثابة الكي الذي يتم اللجوء إليه عند تعذر التداوي بما عداه·
      هذا أفضل من التغاضي عن حل هذه المشكلة، سواء كانت قديمة أو مستجدة، لأنها من أخطر المشكلات الأسرية، وقد يضعف أمام متطلباها ومغرياتها بعض الأزواج من الرجال أو النساء، وقد يجد الرجل فسحة في تعدد زوجاته ليشبع رغباته بصورة مشروعة، لكن المرأة لا مجال أمامها سوى أن تقضي لبانتها زوجها فحسب، لذلك لا مفر في حال عجز الرجل عن مجاوبة المرأة أو التفاهم معها بصورة تحقق رغباتهما المشروعة، أن يتفق معها على حل عقدة النكاح بالطلاق أو التطليق، فهذا أكرم لهما، ويسد باب الفساد والانحراف تحت ستار الزوجية، فلعل المرأة تجد زوجاً آخر أصلح من طليقها، ولعل الرجل يجد زوجة أخرى تطيب له، وتشبع رغبته·
      وبغير المصارحة والوضوح بين الزوجين لن يتم حل هذه المشكلة والقضاء على جميع تبعاتها، وكل حل خارج أحكام الشريعة الإسلامية لن يكن حلاً حاسماً، بل قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، من خلال توالد مشكلات أخرى أخطر وأعقد، تفت في عضد المجتمع، وتشيع الفساد في جنباته، ما لم يتم حسمها بالحل الشرعي، في الوقت المناسب، ودور المرأة أن تتعالى على كل الدعوات المشبوهة للانحراف، وليكن قدوتها هند بنت عتبة زوج أبي سفيان، عندما أخذت مع غيرها العهد على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا مصافحة، وكان من بين بنوده النهي عن ارتكاب جريمة الزنا، فقالت هند في عزة وإباء: أوَ تزني الحرة؟
      حقاً إن الحرة لا تقبل الزنى، ولا تُقبل على الخيانة الزوجية مهما كانت المغريات، لكننا لا نعيش في مجتمع المثالية، لذلك ينبغي على كل زوجة ـ بالذات ـ إذا استشعرت حاجتها الماسة لحياة زوجية أخرى، لسوء معاشرة زوجها، أو لمعاناتها من الحرمان العاطفي، أن تلجأ إلى طلب الطلاق أو التطليق، عندما تغلق جميع الأبواب الأخرى في وجهها، وبعد أن تستنفد كل السبل والوسائل لاستمرار حياتها الزوجية، بعيداً عن أخطار الانحراف أو الخيانة، فهذا خير لها·
      كما يجب على الزوج أن يسارع إلى تلبية رغبة زوجته بتطليقها اختياراً، إذا لم يستطع إشباع متطلباتها المشروعة، أو استصعبت الحياة على الاستمرار بينهما، وذلك بدلاً من إشعال المعارك والحروب في المحاكم، فلربما ينتهي الأمر عندئذ إلى ما لا تحمد عقباه، ويتغلب شيطان الشهوة بسبب طول مرحلة التقاضي، فيحدث الانحراف، وتقع الخيانة، ويأتي الدواء بعد استفحال الداء، فلا يفيد ولا ينفع، والعاقل من اتعظ بغيره، والأحمق من اتعظ بنفسه هذا وبالله التوفيق، والله من وراء القصد·

      المراجع
      1 ـ أخرجه مسلم، كتاب: الزكاة، باب: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف·
      2 ـ رواه البخاري، كتاب: النكاح، باب: لزوجك عليك حق·
      3 ـ روى هذا الأثر البيهقي في السنن الكبرى، كتاب <السير>·
      4 ـ الاختيارات الفقهية من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ص 246·
      5 ـ إحياء علوم الدين للغزالي 2/109·
      6 ـ أخرجه مسلم، كتاب: الحج، باب: حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبوداود، كتاب: المناسك، باب: صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم·


      والله يحمي الجميع من الوقوع في الرذيلة .


      خالص تحيااااااااااااااتي

      [/CELL][/TABLE]
    • احذري سبعة عشر سبباً للطلاق

      أشكرك أخي البرداعي على تعقيبكم على الموضوع
      حيث أدت الخيانة الزوجية إلى الطلاق حيث أصبحت واقعاً مؤلماً بعد أن تجاوزت معدلاته أكثر من (30%) من إجمالي عدد المتزوجين سنوياً، وتحول الطلاق من حل لمشكلة إلى مصدر لمشكلات عدة.

      المرأة هي الحلقة الأضعف في سلسلة الطلاق، وإذا كان قرار الطلاق في أغلب الأحيان ليس في يدها فإن إبعاد شبحه عن بيتها هدف سهل التحقيق.

      إلى كل امرأة في بداية طريق الزواج، وكل امرأة تواجه مشكلات في حياتها الزوجية نهمس في أذنها بسبعة عشر سبباً للطلاق لتأخذ حذرها منها وتحمي سفينة بيتها من الغرق:

      1) عدم اهتمام المرأة ببيتها وأطفالها وزوجها، فهذه دعامة مهمة لبناء الأسرة، والاهتمام بالهندام والزينة أمر طيب، ولكن المبالغة فيه غير محمودة.

      2) يحدث أحياناً أن تكون الزوجة في شغل شاغل عن البيت والأطفال، قد تنشغل بالاهتمام الزائد بزينتها والذهاب إلى مصفف الشعر ومحلات الأزياء وصالونات التجميل للمحافظة على جمالها وتهمل البيت، مما يؤدي هذا السلوك إلى نفاذ صبر الرجل وبالتالي يؤدي إلى الطلاق.

      3) الاعتماد على المربية في شؤون الأسرة، فهناك من تعد ترك شؤون الأسرة والاعتماد على الخادمة والمربية من مظاهر الرقي والتمدن، بحيث تترك أمورها بيد خادمة جاهلة إضافة إلى أن هذه الخادمة لا يعنيها أمر تلك الأسرة بقدر ما يعنيها الراحة والربح من تلك العائلة –والله أعلم- فماذا تفعل بالأطفال الأبرياء عند غياب مراقبة الوالدين الواجبة، فضلاً عن ما تحمله من قيم وعادات
      تخالف عاداتنا وأحياناً ديننا.

      4) استهتار بعض النساء في المسؤولية الملقاة على عاتقها وواجب المحافظة على سمعة وشرف العائلة، وهذه المسؤولية كبيرة وعظيمة جداً، وتركها يؤدي إلى الإخلال بسمعة العائلة، فترك المرأة أمور الأسرة على الغارب وعدم مراقبة الأطفال إن
      كانوا بنين أو بنات تكون العاقبة وخيمة وبالتالي لا يمكن علاج ذلك الأمر.

      5) تدخل الأهل في أمور وعلاقة الزوجين، مما يعقد حل المشكلة وإن كانت بسيطة، فتدخل أم الزوج أو أم الزوجة في الصغيرة والكبيرة كثيراً ما يؤدي إلى المشاحنات ويجعل تلك الاختلافات والمشاحنات قائمة على قدم وساق.

      6) قلة التفاهم بين الأزواج بحيث يتكلم الاثنان معاً ولا يسمع أحدهما ما يقوله الآخر، وما يعاني منه من الآلام والمصاعب، مما يعقد المشاكل، وقد يتنبه هؤلاء لهذا الأمر، ولكن بعد فوات الأوان.

      7) قلة الخبرة بالزواج حيث تفاجأ الزوجة بواقع ومتطلبات لم تخطر على بالها، واصطدامها بهذا الواقع يجعلها تعيش بتعاسة مما تعكسه على العائلة ككل.

      8) العقم وعدم الإنجاب إن كان من جانب المرأة فيكون من الأسهل على الرجل أن يتزوج بامرأة أخرى، مما يؤدي إلى غضب المرأة الأولى، أما إن كان من جهة الرجل فالموقف يكون مختلف وعلى المرأة أن تتقبل الوضع وتصبر.

      9) إصرار المرأة على الخروج للعمل واعتقادها بأن الحياة تبدَّلت، وأصبحت تطمح في المساهمة بالعمل أسوة بالرجل، بعض الرجال لا يعجبهم هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يشعرون بأنهم ليسوا بحاجة إلى تلك المساعدة، ويذكرون بأن مساهمة المرأة في تربية الأولاد عمل عظيم جداً، وهذا صحيح، ولكن تحتاج المرأة إلى ضمان لمستقبلها، فلو وضعت الدول العربية قانوناً يشبه -إلى حد ما- قانون الموظفين في الدولة وذلك بإعطائها راتباً شهرياً بشرط أن تحسن تربية الأولاد وترعى الأسرة رعاية تامة، يجعل فهذا سيجعلها تطمئن على مستقبلها.

      10) التوتر والقلق والشعور بعدم الاطمئنان والكآبة، نتيجة لما تزخر به الحياة في وقتنا الحاضر من صراعات ومشاكل يؤدي إلى إصابة الفرد بالتوتر والقلق وعدم الاطمئنان، بحيث أطلق على هذا العصر عصر القلق والتوتر، وهذا الوضع ينعكس على المعاملة القائمة بين الزوجين مما يؤدي بالتالي إلى كثرة المشاحنات والشجار وتوتر العلاقة فيما بينهم، الذي يؤدي إلى فسخ ذلك العقد بالطلاق.

      11) الإهانات وجرح المشاعر والمواقف المنكدة مما تؤدي إلى تأزم الأمور، وفقدان السيطرة على الانفعالات تؤدي أحياناً إلى الضرب والإهانة، واستعمال الكلمات النابية بين الزوجين يزيد الطين بلة، وفقدان الاحترام بين الزوجين يؤدي إلى فقدان الحب، وبالتالي يكره الواحد منهما الآخر.

      12) ضعف استعداد الفتاة وتوقعاتها غير المنطقية، إذ تحلم الفتاة أحياناً بحياة رومانتكية مفعمة بالحب والحنان ،وبحياة خالية من المسؤوليات، وبعد الزواج تصطدم بالمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقها.

      13) المقارنات التي تتبعها الفتاة، وذلك بأن زوج صديقتها يمطرها بالهدايا ويحيطها بالحنان والرعاية، ويعطيها كذا وكذا وإلى آخره من المقارنات التي تسمم حياتها الزوجية وتجعلها جحيماً لا يطاق.

      14) المشاكل الاقتصادية وعدم التعاون واحتمال الزوجة على ذلك، فتكثر الشكوى مما يجعل الزوج يخرج عن طوره ويذكر كلمة الطلاق.

      15) طلب الزوجة وذكر وترديد كلمة الطلاق بشكل جدي أو غير جدي مما يؤدي فعلاً إلى وقوع الطلاق، عندها تندم على ذلك في الوقت الذي لا ينفع الندم.

      16) الغيرة القاتلة ومراقبة حركات وسكنات الزوج مما يؤدي إلى فقدان الثقة بينهما.

      17) علم الزوجة بزواج زوجها بامرأة ثانية، مما لا يمكنها تحمل ذلك إن كان غيرة أو الشعور بالإهانة التي لا تغتفر.
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      موضوع يستحق المشاركة .. وبذات إذا كان من الهـدى ...

      الخيانة ..
      ان اسباب الخيانة للطرفين متعددة مثل تكوين شخصية الفرد اي شخصية مستهترة لا تقدر الحياة الزوجية ولا تتمتع بقيم ومبادئ وقد يحدث سأم او ملل في العلاقة الزوجية ولا يحسن الزوجين التعامل معه فيبدأوا بالبحث عن امور خارجية جديدة تقضي على الملل وقد يعتقدون ان هذا هو العلاج.

      ومن الاسباب الاخرى فقدان او فتور الرغبة الجنسية بين الزوجين ومتاعب الحمل والولادة عند بعض النساء ينتج عنها ابتعاد ونفور بين الزوجين وبالتالي قد يبدأ كل طرف بالبحث عن العاطفة خارج محيط الاسرة.

      من اسباب الخيانة ايضا الصراعات المتعددة والحياة النكدية والمستمرة بين الزوجين تؤدي بان يبدأ كل طرف بالبحث عن ملاذ اخر غير جو المنزل غير المستقر وازدياد مساحة الصمت على حساب مساحة الحوار اي انعدام التواصل او الحوار بين الزوجين فيبدأ كل طرف بالبحث عن شخص اخر يستمتع له ويعطيه الاهتمام المحتاج اليه.

      وفي مجتمعاتنا الشرقية قد تضطر الزوجة خيانة زوجها لعدة اسباب منها انها لا تريد هدم حياتها الزوجية لكونها تكره ان تحمل لقب مطلقة والتعرض للمواقف التي تتعرض لها المرأة المطلقة في مجتمعاتنا واحيانا تحاول ان تثبت انها انثى حقيقية وان زوجها لا يستطيع الاستغناء عنها وان ما يقوم به مجرد نزوة وفي نهاية المطاف سيعود لها وانها اكثر صبرا وتحملا لعيوب زوجها لتستمر الحياة الزوجية.

      ان ردود افعال الذين يتيقنون من خيانة زوجاتهم تختلف من رجل الى اخر حسب ظروف تنشئته وتربيته وتعليمه وبيئته وغيرها لكن الرجل بصفة عامة يكره المرأة اذا هزت ثقته بنفسه عن طريق رجل اخر لانها تكون قد ذبحت رجولته ولا شيء يذبح رجولة الرجل الا رجل اخر.

      اما الزوجة التي تكتشف خيانة زوجها فهناك بعض الحالات التي تبدأ بالصراخ والعراك وتحاول ان تجمع اكبر قدر من اسرتها واسرة زوجها باعتقاد منها انها تريد ان تفضحه او تخجله والنتائج دائما تأتي عكس ذلك فيزداد الزوج عنادا وقد يصر على خيانته بل قد يتعدى الموضوع من خيانة الى زوجة ثانية تشاركها منزلها.

      والقليل من الزوجات تحاول ان تتجاهل الموضوع في سبيل استمرار حياة اولادها في حضاتنها وبجو اسري. خاصة اذا كانوا صغار السن.

      أتمنى نقل الموضوع إلى الساحة الأسرة

      شكرا من الأعماق أختي الغالية الهـدى .. لك مني أجمل تحية معطرة بعطور الورد والياسمين

      الهدى|e
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      أشكرك أختي وشقيقة إسمي الهدى على نقل الموضوع إلى ساحة الأسرة والمرأة والطب
      حيث إنني لم أرغب في الكتابة في ساحة الأسرة خشية إزدواجية الإسم والذي قد يسبب
      في زعل مشرفتنا الغالية .
      لكن إذا أحببتي في أن أغير إسمي إلى إسم آخر فلا مانع عندي

      لكي مني كل المحبة والتقدير
      الهـدى$$e
      [/CELL][/TABLE]
    • مطلقات بعد عشرة نصف قرن

      حدوث الطلاق في الحياة الزوجية خاصة إذا كانت في بداياتها أمر غير مستغرب ولكن ان يحدث الطلاق بعد «عشرة» قد تتجاوز الـ20 عاما أو الـ 30عاما أو أكثر فهو ما يثير التساؤلات وعلامات الاستفهام، وأمام عشرات الحالات التي انتهت سنوات من العشرة الزوجية بالطلاق فلن نتعرض للأسباب أو المسببات وإنما المهم هنا أن نتعرض لنظرة المجتمع نحو المرأة المطلقة، فهل يمكن تفسير إصرار اسرة تقدم شاب للزواج منهم على معرفة على أسباب طلاق والدته ليزوجوه من ابنتهم... وتلك التي طلقها زوجها لأنها أصيبت بالشلل بعد عشرة 40 عاما أنجبت خلالها 7 أبناء.
      وتقول فاطمة الزهراني، 55 عاما، والتي طلقها زوجها بعد عشرين عاما من الزواج ولم ترزق خلاله أطفالاً: بعد طلاقي لم اعد أثق بالرجال حيث وهبت لزوجي مالي وعشرة امتدت عشرين عاما لكنه غدر بي لاكتشف أنه تزوجني فقط لمالي.
      وأكدت فاطمة أنها تعيش حياة صعبة بعد طلاقها فهي تشعر بأن الجميع تخلى عنها، وان نظرة الناس لها اختلفت حيث أصبحت محاسبة من الجميع على طلاقها، موضحة أن المطلقة في مثل سنها تحتاج إلى الرعاية والحنان في حين أن الكثيرين لا يتفهمون تلك المشاعر، وأشارت إلى أنها تجد صعوبة كبيرة في البحث عن عمل يُدرّ عليها دخلاً تعيش منه خاصة بعدما أخذ زوجها مالها واضبح ينظر لها أصحاب العمل بأنها امرأة غير منتجة.
      وأرجعت هدية س، 53 عاما، سبب طلاقها من زوجها بعد عشرة امتدت ثلاثين عاما إلى رفضها اقترانه بامرأة أخرى في عمر أولاده، مبينة انه بعد طلاقها تعرضت إلى نظرات استغراب وشك ممن حولها مشيرة إلى أن تأثير ذلك ظهر واضحا على أبنائها فعندما أراد أحدهم أن يتزوج تعرض للاستجواب من قِبَل والد الفتاة التي كان ينوي الزواج بها عن سبب طلاق والدته.
      أما مسفرة ق، 59 عاما، مطلقة ومقيمة باحد المستشفيات بمدينة الرياض ومصابة بشلل منذ ما يقارب من خمسة عشر عاما فقالت: لقد تطلقت بعد زواج دام اكثر من 40 عاما أنجبت خلالها 7 ابناء وذلك بعدما ساءت العشرة بيننا نتيجة إصابتي بالشلل وعجزي عن الحركة، فما كان منه إلا ان اخد أبنائي وأودعني احد المستشفيات مع والدتي المسنة انتظر زيارتهم الشهرية.
      أما سعيد ملفي والذي طلق زوجته بعد عِشرة استمرت 35 عاما، فيقول: تحملت تصرفات زوجتي كل هذه السنين من أجل الأطفال إلا أن العيش معها في بيت واحد مستحيل، فكلما أنهيت عملي ورغبت في الرجوع إلى البيت أتذكر معاملتها القاسية التي تنتظرني فأنغمس في العمل حتى منتصف الليل، وحتى ينام الجميع، فأتسلل بعدها إلى فراشي دون مشاجرات، وبرغم ذلك كله أخذت تطعنني في رجولتي وتقول للأهل والأسرة إنها صاحبة فضل علي، فقمت بتطليقها لاثأر لرجولتي.واوضح أحمد الوادعي، 50 عاما، أن العشرة مع زوجته لا تطاق، فهي مشغولة بعملها كطبيبة، مشيرا إلى انه لم تكن تجمعهما أي كلمات غير طلبات الأبناء أو مشاكل المنزل المعتادة، مؤكدا أن هذا الفتور تسلل إليهما شيئًا فشيئًا في غفلة منهما عن ذلك، وأشار قائلا: ان عدم المبالاة من قبلهما ساعد في انهيار دعائم البيت، وقد اتفقا في جلسة مصارحة على الطلاق.من جهة أخرى أشارت هدى بخاري الأخصائية الاجتماعية في مجمع الأمل الطبي بالرياض إلى ارتفاع نسبة حدوث الطلاق العاطفي والنفسي والملل والفتور بين الزوجين في السعودية لأسباب منها خطأ الاختيار من البداية، الفتاة تقبل بالزواج بناء على اختيار الاسرة والذي يتم عادة بالطرق التقليدية أو على أساس مادي أو منصب اجتماعي دون النظر للأخلاقيات، مؤكدة أن نفس الشيء يحدث للشاب الذي قد يركز على جمال الفتاة أو مركز الأسرة بغض النظر عن التوافق في الطباع والأفكار، مضيفة إلى انه قد يصاب بعض الرجال بمرحلة مراهقة متأخرة خاصة بعد سن الخمسين مما يرغب الرجل في الزواج من أخرى فتثأر الزوجة الأولى وتطالب بالطلاق، مشيرة إلى أن هناك خطأ كبيراً يقع فيه معظم الأزواج في محاولة تغيير الطرف الآخر ليكون طبق الأصل منه، مشيرة إلى ضرورة احترام كل منهما كيان الآخر وأفكاره حتى عندما تحدث حالة الانفصال الفكري والعاطفي نجد أنه نادرا ما يحاول أي طرف من الزوجين حل هذا الوضع وإنما يتحمل كل منهما الوضع لأسباب أخرى غير الحب وغير المودة والرحمة، وأكدت بخاري أن المَلَل والفتور لهما مؤشرات قد يسهل التغلب عليها منذ البداية من أهمها الصمت والانطواء وعدم الاستماع للطرف الآخر باهتمام وتقلب المزاج والعصبية وأيضا عدم اهتمام كل طرف بمظهره أمام الطرف الآخر. وفي النهاية يختار كل شريك طريقًا مخالفا لطريق الشريك الآخر وهنا يصبح التقارب في حاجة لإنقاذ عاجل.
      وتُرجع هدى استمرار حالة «اللازواج واللاطلاق» لفترة طويلة إلى طول العمر والعامل الاقتصادي، وإلى نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة، وتقول: المجتمع يحترم بل ويساعد الأرامل، أما المرأة المطلقة فهي مدانة في كل الأحوال والكل ينظر إليها بنظرة شك، فنظرة الريبة في عيون المجتمع إلى المرأة المطلقة تدفع المرأة لتحمل حياة الطلاق النفسي، وتخجل من إعلان مشكلتها أمام الآخرين.


      تحياتي |e
    • كاتب الرسالة الأصلية : الهـدى
      [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      أشكرك أختي وشقيقة إسمي الهدى على نقل الموضوع إلى ساحة الأسرة والمرأة والطب
      العفو حبيبتي

      حيث إنني لم أرغب في الكتابة في ساحة الأسرة خشية إزدواجية الإسم والذي قد يسبب
      في زعل مشرفتنا الغالية .

      والله ... ما شاء الله عليكِ دبلوماسية رائعة .. كنت أتمنى التواصل معاك عن طريق الرسائل بس شكلك تريدي يكون الموضوع أمام الجميع ..

      لكن إذا أحببتي في أن أغير إسمي إلى إسم آخر فلا مانع عندي

      هي المشكلة مو مشكلة أسماء ..
      لكن ياليت لو تغيري الأسم والمعلومات الشخصية بعد ... أحسن لي ما أكمل لاني راح أطلع عن طوري:confused:
      يا ليت لو تردي على إي رسالة أكتبها لكِ يا توأم روحي

      لكي مني كل المحبة والتقدير
      الهـدى$$e
      [/CELL][/TABLE]


      :confused: