عندما توالت حضارات متعددة على شبه الجزيرة العربية نتج عن ذلك وجود حياة مزدهرة متنوعة من كل النواحي الحياتية والفكرية إلى حد أن أطلق عليها الرومانيين البلاد السعيدة. وفي الألف الثانية قبل الميلاد اتجهت الأنظار إلى السواحل الجنوبية من السلطنة فاحتلت ظفار أهمية خاصة لموقعها الاستراتيجي وثرواتها المتعددة وقد ذكر المؤرخون أن اسم ظفار أطلق على موقعين : أحدهما في اليمن والآخر في عُمان وعرفت ظفار اليمن بأنها عاصمة الحميريين الذين قامت دولتهم حوالي 115 ق .م ، أما ظفار عُمان فقد اشتهرت بما تنتجه من اللبان .. والى جانب ذلك هنالك منطقة أثرية كان لها الدور الكبير في تاريخ ظفار لما لها من تأثير في الجانب الاستراتيجي والاقتصادي لساكنيها وهذه المنطقة هي منطقة البليد الأثرية التي تم تأسيسها في القرن الرابع الهجري في عهد دولة المنجويين.
تقع مدينة البليد الأثرية على الشريط الساحلي لولاية صلالة في المنطقة الواقعة بين الدهاريز والحافة. وقد تم بناؤها على جزيرة صغيرة، وكانت تعرف باسم الضفة وقد عثر الباحثون على آثار تدل على أنها ازدهرت ونمت في القرن الثاني عشر والسادس عشر الميلادي. كما أجمعوا من خلال الدلائل الأثرية الأخرى ومن دراسات الفخار والمواد العضوية وغيرها أن الموقع يعود إلى عهد ما قبل الإسلام .أما بعد وصول الإسلام لها فقد بات تأثيره جليا عليها في البناء المعماري بخاصة مسجدها الكبير الذي يعتقد أنه شيد في القرن السابع الهجري ـ الثالث عشر الميلادي. وهو يعد من أبرز المساجد القديمة في العالم ويضم ما يزيد عن 180 عمودا ولقد بقيت آثاره في البليد إلى يومنا هذا، أما الأعمدة فأخذت معظمها في فترات متباعدة في إنشاء مساجد أخرى بمدينة صلالة والحصيلة ومرباط.
من أهم الرحالة الذين زاروها وكتبوا عنها الرحالة الإيطالي ماركو بولو العام 1285 وقد تحدث عن ازدهارها وجمالها وروعتها في كتاباته، وأورد أن هناك حركة ملاحية نشطة مع الهند التي ينقل إليها التجار الخيول العربية مما يكسبهم مالاً وفيراً. وقد زارها أيضا الرحالة ابن بطوطة أول مرة في القرن السابع الهجري، ثم زارها مرة أخرى بعد مضي عشرين عاماً، ووصفها بأنها مدينة تكثر فيها المساجد وتصدر أجود أنواع الخيول العربية إلى الهند، حيث كانت مركزاً تجارياً في القرن الرابع عشر الميلادي بين الهند وساحل أفريقيا الشرقي مما يدل على استمرار تجارتها في هذا المجال وازدهارها منذ زيارة ماركو بولو وذكره لها، ويدل هذا أيضا على الأمن والسلام اللذين نعما به. ولم يكتب أحد من الرحالة بالتفصيل عنها سوى هـ.ج كارتر حيث أعطى وصفاً تفصيلياً لظفار البليد حينما كانت الأطلال ما زالت واضحة. كما أنه قام بعمل رسم لتخطيطها لكن الكثير مما شاهده كارتر اختفى الآن مع مرور السنين، وهجر الناس هذه المدينة إلى مدن أخرى أنشأت لاحقاً مثل الحصيلة وصلالة وقد يكون ذلك لأسباب أمنية.
ولقد أعيد تأسيس البليد في القرن الرابع الهجري في عهد دولة المنجويين ومؤسسها أحمد بن محمد المنجوي، ويقال إنهم نقلوا مقر ظفار القديمة من مرباط إلى البليد، حيث كانت المرفأ الرئيسي لرسو السفن، ولعبت البليد دوراً مهماً في النشاط التجاري، وكان لها اتصال بالموانئ العالمية في ذلك الوقت مثل الصين وبلاد ما بين النهرين والهند والسند واليمن وحضرموت، وبعض المدن العمانية مثل صحار وصور، وقد وعثر خلال الحفريات التي جرت في البليد على الكثير من الأواني الفخارية، بالإضافة إلى عدد من الأعمدة المنحوتة من العصر الجيري.
أسوار وأبواب المدينة:
جدد بناءها سنة 620هـ أحمد بن محمد الحبوضي بعد انتهاء حكم المنجويين في ظفار، وأحاطها بأسوار كبيرة وتحصينات قوية وبنى المسجد الكبير الذي تحدث عنه المؤرخون. وتأتي أهمية هذه التحصينات أن حمتها من محاولات الغزو والاستيلاء عليها وتوفير الأمن لقاطنيها وهذا يدل أيضا على أنه فعلا كانت هناك محاولات للاستيلاء عليها طمعا في موقعها وثرواتها.
وتحتوي المدينة أيضا على أبواب عدة منها "باب الساحل" ويقع على البحر، وبابان في الركن الشرقي من المدينة أحدهما يسمى "باب حراقة" ويصل إلى عين فرض، وهي نبع ماء عذب أشار إليها بعض الرحالة ممن زاروا المدينة الأثرية. والآخر يسمى "باب الحرجاء" ويقع على الجانب المحاذي لمدينة الحافة الحالية ومنطقة العفيف، وفيها قرية كانت تعتبر سوقاً في ذلك الوقت وتسمى قرية "الحرجاء". وفي مطلع السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين قامت وزارة التراث القومي والثقافة بعمليات تنقيبية أسفرت عن العثور على ثلاثة بوابات فقط منها. أما في ما يتعلق بالبوابة التي تقع في منتصف سور المدينة الذي يقع بدوره على طول شاطئ البحر، فإنها غالباً ما تكون جزءاً من نظام معماري أكثر تعقيداً، حيث يضم بوابة أخرى لتكونا معاً ممراً منحنياً خلال السور. كما تم العثور على حصن البليد والعديد من العملات المعدنية خلال هذه التنقيبات.
مسميات المدينة:
نظرا لازدهار التجارة في هذه المدينة فقد أطلق عليها عدة تسميات منها المنصورة والأحمدية والقاهرة. أما في اللغة الشحرية فتعرف باسم "ساحل جردفون" وهي كلمة محلية وتعني البقعة الجرداء وعلى ما يبدو أنها أخذت هذه التسمية بعد أن أصبحت المنطقة خاوية من سكانها وتوقف رحلاتها التجارية ولتعلن بذلك انتهاء حكاية قوم عاشوا في ظل حضارة قوية لعبت دورا مهما في تاريخ ظفار العمانية.
وقامت اللجنة الوطنية للإشراف على مسح الآثار في السلطنة والتي يترأسها معالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار السلطان للشؤون الثقافية، بجهود كبيرة لتنقيب وترميم وتطوير الآثار في البليد بالتعاون مع جامعة آخن الألمانية وذلك بهدف تحويل هذا الموقع الأثري المهم إلى منتزه عام للزوار وفعلا قد تحقق ذلك اليوم ولقد أصبح المنتزه مفتوحا لكل من يرغب في التعرف على تاريخ هذه المدينة عن قرب ويرى هذه الآثار بعينه. وتم رصف طريق داخلي في هذا الموقع للمشاة بطول 2200 متر وتزويده بإنارة وغيرها من الوسائل الأخرى الضرورية للتنزه.
تقع مدينة البليد الأثرية على الشريط الساحلي لولاية صلالة في المنطقة الواقعة بين الدهاريز والحافة. وقد تم بناؤها على جزيرة صغيرة، وكانت تعرف باسم الضفة وقد عثر الباحثون على آثار تدل على أنها ازدهرت ونمت في القرن الثاني عشر والسادس عشر الميلادي. كما أجمعوا من خلال الدلائل الأثرية الأخرى ومن دراسات الفخار والمواد العضوية وغيرها أن الموقع يعود إلى عهد ما قبل الإسلام .أما بعد وصول الإسلام لها فقد بات تأثيره جليا عليها في البناء المعماري بخاصة مسجدها الكبير الذي يعتقد أنه شيد في القرن السابع الهجري ـ الثالث عشر الميلادي. وهو يعد من أبرز المساجد القديمة في العالم ويضم ما يزيد عن 180 عمودا ولقد بقيت آثاره في البليد إلى يومنا هذا، أما الأعمدة فأخذت معظمها في فترات متباعدة في إنشاء مساجد أخرى بمدينة صلالة والحصيلة ومرباط.
من أهم الرحالة الذين زاروها وكتبوا عنها الرحالة الإيطالي ماركو بولو العام 1285 وقد تحدث عن ازدهارها وجمالها وروعتها في كتاباته، وأورد أن هناك حركة ملاحية نشطة مع الهند التي ينقل إليها التجار الخيول العربية مما يكسبهم مالاً وفيراً. وقد زارها أيضا الرحالة ابن بطوطة أول مرة في القرن السابع الهجري، ثم زارها مرة أخرى بعد مضي عشرين عاماً، ووصفها بأنها مدينة تكثر فيها المساجد وتصدر أجود أنواع الخيول العربية إلى الهند، حيث كانت مركزاً تجارياً في القرن الرابع عشر الميلادي بين الهند وساحل أفريقيا الشرقي مما يدل على استمرار تجارتها في هذا المجال وازدهارها منذ زيارة ماركو بولو وذكره لها، ويدل هذا أيضا على الأمن والسلام اللذين نعما به. ولم يكتب أحد من الرحالة بالتفصيل عنها سوى هـ.ج كارتر حيث أعطى وصفاً تفصيلياً لظفار البليد حينما كانت الأطلال ما زالت واضحة. كما أنه قام بعمل رسم لتخطيطها لكن الكثير مما شاهده كارتر اختفى الآن مع مرور السنين، وهجر الناس هذه المدينة إلى مدن أخرى أنشأت لاحقاً مثل الحصيلة وصلالة وقد يكون ذلك لأسباب أمنية.
ولقد أعيد تأسيس البليد في القرن الرابع الهجري في عهد دولة المنجويين ومؤسسها أحمد بن محمد المنجوي، ويقال إنهم نقلوا مقر ظفار القديمة من مرباط إلى البليد، حيث كانت المرفأ الرئيسي لرسو السفن، ولعبت البليد دوراً مهماً في النشاط التجاري، وكان لها اتصال بالموانئ العالمية في ذلك الوقت مثل الصين وبلاد ما بين النهرين والهند والسند واليمن وحضرموت، وبعض المدن العمانية مثل صحار وصور، وقد وعثر خلال الحفريات التي جرت في البليد على الكثير من الأواني الفخارية، بالإضافة إلى عدد من الأعمدة المنحوتة من العصر الجيري.
أسوار وأبواب المدينة:
جدد بناءها سنة 620هـ أحمد بن محمد الحبوضي بعد انتهاء حكم المنجويين في ظفار، وأحاطها بأسوار كبيرة وتحصينات قوية وبنى المسجد الكبير الذي تحدث عنه المؤرخون. وتأتي أهمية هذه التحصينات أن حمتها من محاولات الغزو والاستيلاء عليها وتوفير الأمن لقاطنيها وهذا يدل أيضا على أنه فعلا كانت هناك محاولات للاستيلاء عليها طمعا في موقعها وثرواتها.
وتحتوي المدينة أيضا على أبواب عدة منها "باب الساحل" ويقع على البحر، وبابان في الركن الشرقي من المدينة أحدهما يسمى "باب حراقة" ويصل إلى عين فرض، وهي نبع ماء عذب أشار إليها بعض الرحالة ممن زاروا المدينة الأثرية. والآخر يسمى "باب الحرجاء" ويقع على الجانب المحاذي لمدينة الحافة الحالية ومنطقة العفيف، وفيها قرية كانت تعتبر سوقاً في ذلك الوقت وتسمى قرية "الحرجاء". وفي مطلع السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين قامت وزارة التراث القومي والثقافة بعمليات تنقيبية أسفرت عن العثور على ثلاثة بوابات فقط منها. أما في ما يتعلق بالبوابة التي تقع في منتصف سور المدينة الذي يقع بدوره على طول شاطئ البحر، فإنها غالباً ما تكون جزءاً من نظام معماري أكثر تعقيداً، حيث يضم بوابة أخرى لتكونا معاً ممراً منحنياً خلال السور. كما تم العثور على حصن البليد والعديد من العملات المعدنية خلال هذه التنقيبات.
مسميات المدينة:
نظرا لازدهار التجارة في هذه المدينة فقد أطلق عليها عدة تسميات منها المنصورة والأحمدية والقاهرة. أما في اللغة الشحرية فتعرف باسم "ساحل جردفون" وهي كلمة محلية وتعني البقعة الجرداء وعلى ما يبدو أنها أخذت هذه التسمية بعد أن أصبحت المنطقة خاوية من سكانها وتوقف رحلاتها التجارية ولتعلن بذلك انتهاء حكاية قوم عاشوا في ظل حضارة قوية لعبت دورا مهما في تاريخ ظفار العمانية.
وقامت اللجنة الوطنية للإشراف على مسح الآثار في السلطنة والتي يترأسها معالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار السلطان للشؤون الثقافية، بجهود كبيرة لتنقيب وترميم وتطوير الآثار في البليد بالتعاون مع جامعة آخن الألمانية وذلك بهدف تحويل هذا الموقع الأثري المهم إلى منتزه عام للزوار وفعلا قد تحقق ذلك اليوم ولقد أصبح المنتزه مفتوحا لكل من يرغب في التعرف على تاريخ هذه المدينة عن قرب ويرى هذه الآثار بعينه. وتم رصف طريق داخلي في هذا الموقع للمشاة بطول 2200 متر وتزويده بإنارة وغيرها من الوسائل الأخرى الضرورية للتنزه.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions