حديقة النباتات والأشجار تحتفل بأول شجرة

    • حديقة النباتات والأشجار تحتفل بأول شجرة

      مسقط -: ش

      اتضحت الرؤية النهائية لمشروع حديقة النباتات والأشجار العمانية كحديقة نباتية تختلف عن مفهوم الحدائق العامة بتدشينها اللحظة التاريخية في عمرها بزراعة أول شجرة عمانية في البيئة الحصباوية الشمالية المخصصة لها في موقع المشروع وكانت من نصيب شجرة " السرح" التي وقفت شامخة ذلك اليوم تحيي جميع الأيادي التي ساهمت في إنقاذها ونقلها الى موقع المشروع لتعيش آمنة من وسائل الاستغلال البشري الجائر لها ... وبزراعة شجرة " السرح" تدخل حديقة النباتات والأشجار العمانية المرحلة النهائية من المرحلة الثانية للمشروع وهي زراعة البيئات المختلفة بالنباتات التي تم إكثارها بادئ الأمر في مشاتل الحديقة.

      ويقوم فريق متخصص من حديقة النباتات والأشجار العمانية بمساعدة سبعة أشخاص أتوا خصيصاً من الحديقة النباتية الملكية أدنبره- البريطانية لسكب خبراتهم العلمية في مجال البستنة وزراعة النباتات في بيئات خارجية مهيأة مطابقة لبيئات النبات الأصلية.

      وقد عبرت الدكتورة انيت خبيرة النباتات في حديقة النباتات والأشجار العمانية والمشرف العام على المشروع عن بالغ سعادتها بدخول المشروع مرحلة زراعة البيئات وقالت: إن تكاتف جهود فريق الحديقة من عمانيين وغير عمانيين ساهموا بخبرتهم الفعالة، من الاسباب الرئيسة لوصولنا لهذه المرحلة المهمة التي نعتبرها بحق لحظة تاريخية في حياة المشروع وبها يكتمل ويحقق رؤيته التي رسمت له منذ بدايته بتوجيه ودعم ومساندة من مكتب حفظ البيئة الجهة المتبنية للمشروع والتي تشرف عليه بأوامر سامية من صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – حفظه الله ورعاه – وقالت ايضا : " يأتي هذا اليوم بمثابة تتويج لجهود شباب عمانيين ساهموا بانتماء وحب للوصول الى هذه المرحلة المهمة يعملون في الحديقة في تخصصات شتى من علوم النبات وأمراضه وتصنيفه وعلوم البستنة والإكثار، وبهذا اليوم يرفع الستار عن المرحلة الثانية لمشروع حديقة النباتات معلناً مرحلة البدء الحقيقية لرسم التصور النهائي للمشروع".

      ليس من السهل استزراع شجرة عمرها 100 عام!

      وقال سيف الحاتمي أخصائي نباتات في الحديقة ومشرف الى جانب زملائه على رحلات جمع النباتات والبذور من بيئاتها الأصلية: "شعوري في لحظة البدء في زراعة بيئات الحديقة شعور يشبه شعور الزارع عندما يحصد ما تعب في حرثه بالأمس فالأمر ليس نقل نبات من وعاء بلاستيكي إلى تربة الأرض فقط وإنما حكاية لرحلة طويلة بدأت بإنقاذ تلك النباتات من بين أفواه المعدات وهي تشق طرقها وبناها الأساسية ثم توضع في حضانة المشتل إلى ما يزيد على ستة أشهر إلى أن انتهى بها المطاف في أحضان مكان طبيعي جميل سيصبح معلماً يزوره ملايين الناس في المستقبل.

      ويردف سيف: "هذا اليوم يمثل لي استذكار للعمل الشاق والصبر الطويل في مجال انقاذ النبات وإكثاره فليس من السهل أن يأتي بشجرة عمرها أكثر من مائة عام وتنقل إلى مكان مغاير بعد أن تقطعت أوصالها في مناخ قاس ثم تنمو من جديد.

      إنني أقف بجانب شجرة "السرح" أول شجرة حظيت بزراعتها في موقع المشروع، ويملئني الفخر بأني أحد الذين تولوا إنقاذ هذه الشجرة ووثقوا تلك العلاقة الطيبة الرائعة التي نمت مع الزمن بين الإنسان العماني المجاهد وتلك الشجرة المباركة في كل ما يتعلق باستخداماته سواء كانت علاجية أو غيره من الاستعمالات الكثيرة التي يزخر بها النبات العماني والذي هو في أمس الحاجة إلى من يعتني به ويتعمق في جذوره ليخرجه الناس علما صافيا نقيا، ولن يتأتى ذلك إلا بالصبر والعمل والبحث الدؤوب لأن مراجع تلك النباتات لن تجدها في كتب أو شبكة بحث عنكبوتية وإنما ستجدها مع الإنسان المحلي القاطن بالقرب من ذلك النبات وقد تكونت بينها علاقة قديمة منذ آلاف السنين. إنه لعمل رائع وممتع رغم ما نلاقيه كفريق من مشقة وظروف بيئية صعبة لكن نتيجة العمل في نهاية المطاف تمحو غبار التعب.

      تحسن نمو النباتات

      المهندس خالد الفارسي أخصائي بستنة في الحديقة أيضا واحد من الشباب العماني الذي أثبت جدارته في مجال الإشراف على إنتاج النباتات ويعتبر واحداً من الأخصائيين الذين يشرفون على النباتات التي زرعت في أول بيئة خارجية بشكل شبه يومي بصحبة خبراء أجانب ومساعدين مهنيين للمشاتل، حيث يقول عن هذه المرحلة وعمله فيها: "كفريق كنا ننتظر هذه المرحلة من فترة طويلة لأنها بداية الغيث كما يقال وبهذه المرحلة الشيقة بدأنا نشعر بأننا في حديقة نباتية بالفعل فلقد أخرجنا النباتات من المشتل واحدة تلو الأخرى وقمنا بزراعتها على الأرض المخصصة لها في موقع المشروع وقد لاحظنا أن بعض النباتات تحسن نموها بكثير في البيئة الخارجية من بيئة المشتل التي كانت عليه فأزهر بعضها واخضر وكأنها كانت تنتظر هذا اليوم بنفس اللهفة التي كانت تخالجنا".

      تحديات

      وعن الصعوبات التي تواجه الفريق أثناء العمل في هذه المرحلة الجذرية قال المهندس خالد: "الطقس بما يشمله من درجات حرارة عالية ورياح ساخنة هي من اهم الصعوبات التي تواجه النباتات وتواجهنا كفريق كل يوم، فبعض النباتات لم تتحمل سخونة الجو فجفت وماتت على عكس نباتات اخرى ودرجات الحرارة تؤثر علينا كأفراد فنحن نعمل تحتها بمقدار 6 ساعات يوميا وما زال الصيف في بدايته".

      ويقول خالد في نهاية حديثه: "نتمنى نجاح هذه المرحلة التي يعتمد نجاحها على نجاح المراحل القادمة من زراعة بيئات المشروع والمقرر إنشاؤها".

      1793 نبتة مستزرعة

      ولقد وصلت النباتات المستزرعة حاليا في البيئة الخارجية بيئة الشمال الحصوية إلى 1793 نبتة يتخللها أشجار السرح التي زرعت بحجم كبير ودشن بها هذه المرحة الاستثنائية في عمر المشروع ، ونباتات المقل والسدر والكُب والغاف البري والعسبق والسخبر وأنواع عدة من الحشائش التي تنمو في بيئة الشمال الحصباوية وجميعها تتميز بقلة احتياجها للماء ، ويقوم حاليا خبراء من الحديقة بمراقبة وضع النباتات المزروعة لمعرفة احتياجاتها والتحديات التي تواجهها في البيئة الخارجية لمحاولة تفاديها و إيجاد حلول لها .

      جدير بالذكر إن حديقة النباتات والأشجار العمانية قد قاربت على الانتهاء من استزراع أول بيئة نباتية تحت التجربة وهي البيئة الحصباوية الشمالية خارج مشتلها وتستأنف حاليا أعمال إنشاء بناء مرافقها الحيوية التي ستمثل الصورة الجمالية الأخرى للحديقة وتشتمل على مكاتب الموظفين ومركز الدراسات الميدانية ومكتبة للمعشبة والتصنيف وقرية حرفية ومجموعة فاخرة من المطاعم والمقاهي وقطار سيربط الزوار بالمرافق والبيئات بشكل مريح وسهل.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions