عودةٌ كما لو لم تكن وقفة ..
فعلاً لست أدري من أينَ أبدأُ. أعني بالنسبة لأصدقاءٍ عزيزين [I act too much] ولا أخفيكم فأنا لا أعرف معنى الكلمة جيداً، لا أفهمها في سياقها الأجنبي وأكتفي بأن أنصتَ إلى الفحوى السلبة التي تحتويها وأصمتُ فالصمت ليس أبلغ من الكلام، ولكنه ستار واقٍ يمنع المرء من خساراتٍ لا يريدُها أو من الدخول في جدالات تفضي إلى لا شيء.
&&&
ثلاثة أسابيع كاملة تلك التي قضيتُها في المملكة التايلاندية، بدأت بختم جوازي من أحد أفراد الشرطة الملكية، أحد الأفراد الذين رشوتهم لاحقاً للإفراد عن دراجتي التي أوقفتها في مكان ممنوع به الوقوف. يمكنني ولا يمكنني في الوقت نفسه اختصار المشهد التايلاندي، فتايلاند بلادٌ تعتمد على الزاوية التي تقررُ فيها النظر إليها، ففي الوقت نفسه التي تكون فيه تايلاند مشاعاً جنسياً هائلا، وحاناتً متراصَّة لا يفصل بين الحانة والأخرى إلا حانة ثلاثة، فهي أيضا خضراء تسحر العيون، وبها سواحلٌ يمكنك تماماً أن تجرَّب الغوص بها، أعني إلا إن دفعت عشرة ريالات وذهبت إلى منتصف البحر ثم تقيأت وجبة المعكرونة ليقرر معلم الغوص عدم غوصك، ولكن لو لم تتقيأ غداءك في القارب كان يمكنك أن تذهب للغوص في البحر، وما أدرى أهل النخيل بالبحر؟؟ لست أدري ولكنها تايلاند الوعد بكلِّ جديد. باختصارٍ تام لا جديد هُناك، إلا المجتمع الحي الذي يقاسي البؤس ويجيد تحويل كل سائح إلى مِمَصَّة نقود تنزف عملة [البات] الذي لن يجيد أن يبات في جيبك.
&&&
سالم المحروقي وكيلا !!!
وكيل جديد لوزارة التراث والثقافة للتراث !!!
مئات الموظفين العُمانيين أكلتهم الحسرة على تعيين [الفاضل سابقاً] إلى [سعادة الوكيل حالياً] سالم المحروقي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي، وحسبما أعرف رئيس مكتب الرواس سابقاً، ومستشار بمكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية، وربما ملحقاً في أمريكاً، لا أعرف سيرته الذاتية. الخبر يمكنه أن يؤخذ من عدَّة زوايا، وكل زاوية ينظر إلى الخبر فيها تكشفُ بعض الموجود المفضوح في هذه البيئة.
شذرة صغيرة:
دعوني أعترف لكم، ذات يوم في جريدة الزمن سألتني بشرى الوهيبية عن قرار سعادة المحروقي سالم بحلِّ الأسر الموجودة في النادي الثقافي، أعني من الجيد أن نقول أن أسرة القصة بسبب سليمان المعمري كان الوحيدة على قيد الحياة، وكثيرون امتعضوا من تصرف المحروقي، سعادته حالياً، أعني بصدق لا أحقد على الرجل وليس بيني وبينه إلا كل الخير، ولكن يا جماعة في تصريحه في الجريدة يتدرَّع بالمرسوم السلطاني، المرسوم السلطاني أعطى رئيس مجلس الإدارة صلاحية تأسيس اللجان، طيب يا ولد الحلال ترانا عارفين، والمرسوم ليس غريباً علينا، أيجب التمترس باسم السلطان في كل صغيرة وكبيرة حتى في موضوع حل أسر النادي الثقافي، الشباب الكتاب كان لهم موقف وبيان أعلنوه، وآخرون استهجنوا فعلة سابقة ألا وهي [إعفاء أسرة الترجمة من مهامها] بصدق كان جديدة من الجديدات، إعفاء متطوعين من العمل؟؟ أعني أنت متطوع سلفا ولكن يتم فصلك؟؟ إنها غرائب وعجائب الدنيا، على أية حال كما قلت لكم الموضوع قد هتكَ تفصيلا وتحليلا، ولم يعد هناك حاجة للتذكير بالماضي الثقافي المجيد، الذي حتى هذه اللحظة يمكن عد الفاعلين فيه على أظافر اليد الواحدة.
حسناً هناك من رأى الخبر كما يلي [سالم المحروقي أصبح صاحب سعادة] فالمسألة لا تعنيه أن يكون سالم المحروقي في مكانٍ ما، وإنما المسألة ببساطة [كيف يمكن لسالم المحروقي أن يكون سعيداً] أقصد صاحب سعادة؟؟ يعني لا يعنيه الأمر، أين أصبح سالم المحروقي [سعيدا] وإنما فقط هو شخصه، كيف انتقل من الفاضل فلان إلى سعادة فلان !!!
وأعتقد هنا مكمن العقدة النفسية الأكاديمية الشهيرة، أعني كل هؤلاء الدكاترة الراكضين وراء مرسوم سلطاني يفجعون برئيس النادي الثقافي وقد صدر بحقه مرسوم [كلَّفه] بوكالة وزارة التراث لشؤون التراث، حسناً هم ينسون الجملة الأخيرة [وكيل التراث لشؤون التراث] ويكتفون بالقول [سالم المحروقي وكيل وزارة] يعني انتقلَ بين ليلة وضحاها من [الفاضل سالم المحروقي] إلى [سعادة سالم المحروقي]، والدائرة تتكرر .. لا شيء سوى ما يراه البعض أنه [نهاية مشوار] أو بداية مشوار، أما التراث وشؤون التراث لا تعنيهم إطلاقاً.
في رأي كانت ضربة حلوة للأكاديميين الحلوين الراكضين وراء المراسيم، وأقول بكل شماتة [ذوقيه] فها هو رئيس مكتب الرواس سابقاً يصبح وكيلا لوزارة التراث والثقافة لشؤون التراث، وهذه مسؤولية جسيمة للغاية لا أعتقد أنني أملك أدواتٍ أقيِّم فيها الأمر، ربما آخرون يجيدون ذلك ولكن هذا ليس مجال اختصاصي تقييم وكلاء التراث، كما تعلمون شغلي الشاغل الصديقين عبد الله شوين، والصديق العزيز الراشدي، وقد قلت كل ما عندي عنهما في أكثر من أربعين مقال.
&&&
آخرون لم يكتفوا بالحزن على تحول سالم المحروقي إلى صاحب سعادة، وإنما انطلقوا تحليلاً في الأمر، فهذا يقول أن مؤامرة كبرى ضد المثقفين، يعني ضد أسر النادي الثقافي ذات الثقل السياسي الهائل، وأنَّ تعيين المحروقي كان مكافأة على دوره المجيد في تحييد الصوت الثقافي المؤثر والذي يصل للشعب ويجعله يقرر قرارات مصيرية !!!!!!!!
وهذا تحليل يليق بفيلم هندي، أحب سماعَه.
آخرون تناولوا الأمر بحزن شديد لأنهم ببساطة لم يكونوا هم شاغلي هذا المنصب الشاغر منذ فترة، وآخرون أعطاهم هذا المرسوم أملاً لمرسوم خاص بهم، فهم الآن يحاكون النمط الذي يعتقدون أن أوصل سالم المحروقي إلى منصب الوكالة، وربما [تضبط الحكاية معهم].
&&&
هلكتكم بسالم المحروقي، وربما بعضكم يتوقع مني الكتابة عن المغامرات الهائلة في تايلاند، وها أنا أقرر أن أفرغ ما بجوفي من ثرثرة عن الوضع الثقافي البائس، أصدقكم القول لم أكن أتوقع أن يكون وكيل التراث سالم المحروقي، كنت ككثيرين أتوقع أحد دكاترة الجامعة الذين تخصصوا في التراث، [من الدكاترة الذين لا يركضون وراء المراسيم] ولكن لا بد من حكمة لكل تعيين، أليس كذلك؟
الأمور ليست عشوائية وثمة ما وراء الأكمة، ولأنني لست أزرق سمائل [قياسا على زرقاء اليمامة] فسأترك ما وراء الأكمة مكانَه وأكتفي بالانسلال دون أن أبدي سعادة أو حزناً، هُناك في وزارة التراث سيكون المحروقي رئيسا لموظفين، ولعل مساحة التحرك المتاحة له ستكون مقارنة بسياسة [إعفاء المتطوعين من أعمالهم] وتأسيس اللجان [لأن المرسوم السلطاني أعطاه هذا الحق]. أقول أنها مسؤولية جسيمة، وكفى وعسى أن يؤدي عَملا جيداً يفيد البلد. عموما كرئيس نادي ثقافي قام سالم المحروقي [بحركات] إعفاء تاريخية لم يشهدها هذا الوسط الثقافي المتردي، إعفاء متطوعي الترجمة والأسر، أبغى أشوفه يعفي حد هناك متعين بقرار وزاري، وعلى رأي عادل إمام [محدش يترفد إلا بقرار وزاري]. عموماً راحت الفرصة على البعض [هارد لك] وعقبال مرسوم جديد. لا أقول هذا تشجيعا لسالم المحروقي، وإنما للفكرة التي أؤمن بها أن العيش بحثا عن سراب اسمه [مرسوم سلطاني] ليس سوى إضاعة للعمر فالمناصب تكليف وليست تشريف، ليت البعض يفهم هذا الدرس جيداً.
&&&
كل شيء كما هو عليه في الجبهة الإنترنتية العُمانية، الرسائل المستجدية للسلطان أن يعفي الديون مستمرة، وبعض الطلبات هُنا وهناك بالعلاوات والترقيات، وبالطبع مناشدات من أجل الإجازة. مواضيع قليلا تلفت الانتباه لعل أهمهما موضوع لكاتب أسمى نفسه [دماغ] بعنوان [اقتلوا المطاوعة أو اطرحوهم أرضا] كان فيه [تحفةً] في المسكنة وأكاد أتخيله يتحدث عن تونس أو الجزائر بعد المشاكل التي عانوها مع الإسلاميين !!! وبالطبع هُنا وهناك مواضيع عن مقال الخمر اللعين، المقال الذي يرفض الكل اعتبارَه مداخلة اقتصادية بسيطة جداً ويسبغون عليه كل مساوئ الأرض وكأنني أنا الذي أمنح التراخيص للخمر، أعني الرهوة على المربوطة، فليطح الحش في كاتب المقال وفي الجريدة وفي رئيس تحريرها ولكن الدولة التي سمحت بدخول الكحول [محشومة] ولا حول ولا قوة إلا بالله، أعني أليس الأمر واضحا وضوح الشمس، عموما الشيمة لا أريد الخوض مرة أخرى في هذا الموضوع فقد قلت كل ما عندي.
&&&
لا جديد أبداً، فقط عدد هائل من المسودات التي تحتاج إلى تعديل، وتوقف مؤقت عن كتابة مقالات الرؤية بسبب عدم اشتهائي للكيبورد في الإجازة. الشيء الوحيد الذي يثير فضول هو عرض النورس [الواي ماكس] الذي ربما سيفتح أفقاً جديداً لعالم النت العُماني، وانتظار احتفالات العيد الوطني. لا أخفيكم أتمنى فعلاً أن يقرر جلالته إعفاء جَميع الديون عن العُمانيين، كما أتمنى أيضاً تعيين جَميع دكاترة الجامعة وكلاء وزارة، وتعيين جميع مدراء العموم بالدرجة الخاصة، وإعطاء عشر علاوات لكل موظف، كما أتمنى أن يرتفع إنتاج السلطنة من النفط إلى عشرة ملايين برميل في الساعة، وأن يمنح كل مواطن لقب [شيخ] أو معالي الشيخ، أو حتى معالي الشيخ الدكتور، أو حتى أي لقب يحبه. نعم هذه أمنيات جيد أن يخدر بها المرء نفسه لأن الواقع سوف يصفعه بعدَها، وفي مجتمع راكد خامل ملتف حول أشياء واهية لا أحد يعرف لها بداية أو نهاية ينتظر المرء أن تتفاعل المعادلة السياسية الاقتصادية الاجتماعية ونرى ما ستسفر عنه الأحداث في هذه الأرض التي اسمه عُمان والتي شاءت الملابسات أن ننتمي إليها ونحبها.
&&&
لم يتغير شيء، ولن يتغير شيء، كل ما في الأمر الأفكار كقطيع من الثيران البرية الهائجة تشق طريقها ببطء شديد وترتطم بشكل بشع بجدران من الجليد، جليد لا تطيقه الثيران الاستوائية، غير قابل للذوبان، ويحمل الناس على عاتقهم استمرار هذه الجدران، لا لشيء ربما، ولكن لأنَّ ما أمام الجدار واضح أما ما وراءَه فمجهول والإنسان فعلا عدو ما يجهل.
&&&
اشتقت فعلا إلى أيام [جريدة صوت الحقيقة] وإلى كل ذلك الترف الكتابي الذي يتنزل من العدم، يبدو الواقع حالكاً وغير مبشر، وتبدو الأيام القادمة سيئة جداً، لا يزال العُمانيون ملتفون حول جلالة السلطان ــ هذا الرجل العظيم الذي يستحق الالتفاف حولَه ــ ولكنَّ الخطاب لم يتغير، وأكاد أرى البعض يفكر بعقلية السبعينات كما لو كان السلطان [الذي قال بوضوح أن الأشياء مستقرة ولا يوجد شيء يهدد أمن الوطن أو أمنه الشخصي] لا يزال قائدا للقوات التي استأصلت الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي من جنوب عُمان [جنوب عُمان ــ وشحر عُمان ــ وصلالة عُمان] وليست أرض يسكنها الغرباء كما يتوهم البعض. هؤلاء مكانُهم، والناس مكانهم في طلبٍ دائم للإجازات ولدفع الديون، ونتائج الثانوية العامَّة ظهرت وخطة عُمان [20/20] برفع نسبة الاستيعاب تبدو رمادا تذروه الرياح، وأقول لكم موه؟؟ تراها امبونها ماشية على مسيري ....
عموما سعدت فعلا برؤيتكم مرَّة أخرى .. همممم سأعود لاحقاً وأشارككم بعض الأفكار [التحفنجية] كما يقول عمار التي تنزلت علي وأنا خارج حر عُمان... أشوفكم بعدين ..
محبتي
المصدر : مدونة معاوية الرواحي
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions