وإن من شيء إلا يسبح بحمده

    • وإن من شيء إلا يسبح بحمده

      قف وتفكر

      أخي الحبيب ..
      إن هذا الكون كله بكل صغيره وكبيره متوجه إلى الله عز وجل يسبحه .. ويمجده
      ويسجد له ...
      قال تعالى : " وإن من شيء إلا يسبح بحمده " ..
      إن جميع المخلوقات التي خلقها الله تقف منكسة رأسها متذللة لله بالفضل له ..
      ولكن يبقى في هذا الكون مخلوق صغير .. حقير .. ذليل ..
      خلق من نطفة صغيرة .. من مني رجل ألقي في رحم امرأة ..
      هو يسير في واد والكون كله في واد ..
      يترك طاعة الله والخضوع والتسبيح له ..
      أتدري من هو أخي الحبيب ؟
      إنه الإنسـان .. فالله أكبر ما أشد غروره .. الله أكبر ما أعظم حماقته ..
      الله أكبر ما أذله وأحقره .. عندما يكون شاذا في هذا الكون المنتظم ..
      كم عرضت عليه التوبة .. فلم يتب ...
      وكم عرضت عليه الإنابة .. ولم ينب ..
      كم عرض عليه الصلح مع مولاه فلم يصطلح .. وولّى رأسه متكبرا .. !!
      ================================
      أخي الحبيب .. قبل أن تعصي الله ..
      قبل أن تعصي الله عز وجل عليك أن تتفكر في هذه الدنيا وحقارتها .. وقلة وفائها
      .. وكثرة جفائها .. وخسّـة شركائها ... وعدم دوامها .. ألم تراها أخي الكريم
      تعذب من يحبها .. وتذيقهم بئس الشراب .. تضحكهم قليلا .. وتبكيهم كثيرا ...
      عليك قبل أن تعصي الله أن تتفكر في الآخرة .. ودوامها ..
      تفكر في النار .. في سعيرها ولهبها .. وبعد قعرها .. وشدة حرها .. وعظيم عذاب
      أهل النار .. عليك أن تتفكر في أهلها وهم في الحميم .. على وجوههم يسحبون ..
      وفي النار كالحطب يشتعلون ...
      عليك أن تتفكر في الجنة .. وما أعد الله عز وجل لأهل طاعته فيها .. مما لم تراه
      عين .. ولم تسمعه أذن ولم يخطر على قلب بشر .. من النعيم .. من المشارب
      والملابس والصور والبهجة والسرور والتي لا يفرط فيها إلا إنسان محروم أحمق ..
      أخي الحبيب .. قبل أن تعصي الله .... تذكر كم سنة ستعيش .. في هذه الدنيا ؟
      ستين سنة .. ؟ ثمانين سنة ؟ .. مائة سنة ؟ .. ألف سنة ؟! .. ثم ماذا ؟ .. ثم
      موت بعده جنات النعيم .. أو نار الجحيم والعياذ بالله ...
      ===============================
      أخي الحبيب ...
      تيقن حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك إلى غيرك فهو في الطريق إليك وما هي إلا
      أعوام أو أيام بل ربما لحظات .. فتصبح وحيدا فريدا .. في قبرك .. أين المال ؟؟
      أين الأهل ؟؟ أين الأصحاب ؟؟ .. لا أحد معك .. تسكن في غرفة صغيرة حقيرة ..
      تذكر أخي ظلمة القبر .. ووحدته ... وضيقه .. ووحشته .. وهول مطلعه ..
      تذكر أخي الحبيب يوم العرض على الله .. عندما تمتلئ القلوب رعبا .. وعندما
      تتبرأ من بنيك وأمك .. وأبيك وصاحبتك وأخيك .. تذكر تلك المواقف والأهوال ..
      تذكر يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف ..
      كم في كتابك من ذنوب .. ومعاصي ..
      تذكر إذا وقفت بين يدي الملك الحق المبين الذي كنت تهرب منه .. ويدعوك فتصد عنه
      .. وقفت وبيدك صحيفة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها .. فبأي لسان تجيب
      الله حين يسألك عن عمرك وشبابك وعملك ومالك .. وبأي قدم تقف بين يديه ... بل
      بأي قلب تجيب عليه ؟
      حينما يقول لك : عبدي استخففت بنظري إليك .. جعلتني أهون الناظرين إليك .. ألم
      أحسن إليك يا عبدي ؟ ألم أنعم عليك يا عبدي ؟ فلماذا عصيتني وأنا أنعم عليك ؟

      =============================
      أخي الحبيب .. الصبر الصبر الصبر ..
      أفلا تصبر على طاعة الله هذه الأيام القليلة ؟ ، وهذه اللحظات السريعة لتفوز
      بعد ذلك بالفوز العظيم وتتمنع بالنعيم المقيم ...
      ============================
      أخي الحبيب .. احذر أن تكون من هؤلاء ..
      إن هناك أناسا اعتقدوا أنهم قد خلقوا عبثا وتركوا سدى بلا وظيفة ..
      فكانت حياتهم لهوا ولعبا ..
      تعلوا أبصارهم الغشاوة ، وفي آذانهم وقر فلا يسمعون الهدى يناديهم ..
      أعينهم متحجرة وقلوبهم معميّـة فلا يرون الطريق إلى الله تعالى ..
      في مجالسهم تجد كل شيء .. إلا ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن ..
      هربوا من الله وهم عبيده وبين يديه وفي قبضته ..
      دعاهم فلم يستجيبوا له .. واستجابوا لنداء الشيطان ولرغباتهم وأهوائهم ..
      فيا عجبا من هؤلاء .. كيف يلبون دعوة الشيطان ويتركون دعوة الرحمن ؟!
      أين ذهبت عقولهم ؟ !!
      قال تعالى : " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " .. أي
      أن الذي يصيبه العمى ليس هو أعمى البصر .. بل إن الأعمى الحقيقي .. هو أعمى
      القلب .. الذي لا يرى طريق الله ولا يتبعه ولا يذكر الله ويعيش كالأنعام في هذه
      الدنيا للمال والشهوة والمنصب والجاه والجنس ثم يموت .. كالحيوان تماما ..
      ما الذي فعله الله بهم حتى يعصوه ولم يطيعوه ؟
      ألم يخلقهم ؟ ألم يرزقهم ؟ ألم يعافهم في أموالهم وأجسامهم ؟
      أغرّ هؤلاء حلم الله عليهم ؟ فهو الحليم الذي يمهل العاصي حتى يتوب ..
      ألم يخافوا أن يأتيهم الموت وهم على المعاصي عاكفون ؟
      " أفأمنوا مكر الله .. فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون "
      فاحذر أخي الحبيب كل الحذر أن تكون من هؤلاء .. اعمل يا أخي للغرض الذي خلقت من
      أجله ..
      يقول الله تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
      ===========================
      أخي الحبيب .. يا من تعصي الله ..
      يا أخي عد إلى ربك واتق الله تعالى .. إن أمامك يا أخي نعيما أو عذابا ...
      والله يا أخي لن تنفعك الضحكات ولا الأغاني والمسلسلات .. والأمور التافهات ..
      لن تنفعك الصحف والمجلات .. لن ينفعك الأهل والأولاد ..
      لن ينفعك الإخوان والأصحاب .. لن تنفعك الأموال .. لن تنفعك إلا الحسنات
      والأعمال الصالحات ..

      ==========================
      أخي الحبيب ..
      والله ما كتبت هذا الكلام إلا لخوفي على هذا الوجه الجميل أن يصبح متفحما يوم
      القيامة ..
      وعلى هذا الوجه المنير أن يصبح مظلما .. وعلى هذا الجسد الطري الناعم أن يصبح
      حجارة توقد بها النار ...
      فبادر وفقك الله إلى إنقاذ نفسك من النار .. وأعلنها توبة صادقة من الآن ..
      وتأكد أنك لن تندم على ذلك أبدا .. بل إنك سوف تسعد بإذن الله تعالى ... وإياك
      والتردد أو التأخر فإني والله لك ناصح وعليك مشفق ..
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
      المرسل ..
      أخ ناصح لك