برلين - إيفا نويمان

نوم غير هانئ مجدداً وآلام بمؤخرة العنق والضروس خلال الصباح، يعاني أشخاص كثيرون من صرير الأسنان دون أن يكونوا على علم بذلك على الإطلاق، الأمر الذي يمكن أن تكون له عواقب وخيمة.

وكي يتمكن المريض من فعل شيء ما للتغلب على صرير الأسنان، يتعين عليه أن يلاحظ في المقام الأول أن أسنانه تحدث صريراً، وهو أمر ليس من السهولة بمكان. وتفسر إنجريد بيروتس من معهد طب الأسنان والفم والفكين بالمستشفى الجامعي «شاريتيه» بالعاصمة الألمانية برلين السبب في ذلك، وتقول :"يحرك المرضى دائماً الجهاز المضغي أثناء الصرير دون وعي"، مشيرة إلى أن بعض الأشخاص يعانون من صرير الأسنان نهاراً، بينما يعاني منه البعض الآخر ليلاً أثناء النوم.

وبفعل هذا الضغط العالي يمكن أن يلحق ضررا بالطبقة الصلبة للأسنان، وأوضحت بيروتس :"يحدث في المقام الأول تآكل بأسطح الأسنان". ومن العواقب المحتملة الأخرى شقوق دقيقة بميناء الأسنان أو مواضع تآكل بطبقة الميناء أو أركان متكسرة أو أضرار بطقم الأسنان. وفي أسوأ الحالات يمكن أن يتعرض السن للكسر. بالإضافة إلى ذلك ترتخي الأسنان بفعل حركة الذهاب والإياب، كما يحدث تآكل باللثة.

وتلتقط المعالجة النفسية بالمستشفى الجامعي بمدينة كييل شمال ألمانيا جوندولا كوربر طرف الحديث، وتقول :"إضافة إلى ذلك تحدث اختلالات وظيفية بمفصل الفك وأضرار بالعضلات". ويترتب على الشد القوي لعضلات المضغ حدوث شد مؤلم بالعضلات يستمر لمدة طويلة، ليس فقط في نطاق الجهاز المضغي، بل أيضاً في كامل الرأس ومؤخرة العنق نزولاً إلى العمود الفقري. وتضرب بيروتس أمثلة على المؤشرات التي يمكن للمريض إدراكها وتقول :"يمكن للمريض أن يلحظ بنفسه بعض المؤشرات التحذيرية مثل الصداع التوتري في نطاق الأصداغ والوجنات وكذلك إحساس بالتيبس عندما يفتح فمه في الصباح".

يذكر أن صرير الأسنان له أسباب متنوعة، حيث أوضح ديتمار أوستررايش، نائب رئيس الغرفة الاتحادية لأطباء الأسنان بالعاصمة الألمانية برلين، أن صرير الأسنان يمكن أن يحدث بسبب نمو الأسنان للخارج أو لغياب الأسنان في الفك المقابل أو انقلاب الأسنان في فجوات الأسنان. كما أن التيجان أو الحشوات غير المناسبة تتسبب في حدوث مثل هذه الاختلالات. وكثيراً ما يرتبط صرير الأسنان بعوامل نفسية، لاسيما الضغط العصبي، ويقول أوستررايش :"إضافة إلى ذلك يتحدث الأطباء عن آليات خوف وقمع مرضية". لذا ينبغي في كثير من الحالات علاج صرير الأسنان باتباع طرق للعلاج النفسي أيضاً. وتعد الجبيرة الإطباقية اللدائنية أهم وسيلة مساعدة تكميلية، ويتم وضع هذه الجبيرة على أحد الفكين وتعمل كغطاء لحماية الأسنان. وعن أهمية هذه الجبيرة تقول بيروتس :"أثبتت الدراسات العلمية أن وسيلة المساعدة هذه يمكنها أيضاً التخفيف من حدة صرير الأسنان لفترة قصيرة".

(د ب أ)