[FONT="]سيد الكبريت[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]صوت قادم من المذياع الذي نسيته مفتوحا "والآن نبقى مع سيدة الغناء العربي "[/FONT]
[FONT="]تبدأ الموسيقى وينتظر طويلا إلى أن تترنم أذنه بصوتها ، هو يعشقها رغم المسافة الزمنية التي مرت على أفول شمسها ولكنها ظلت على مقربة منه تتطرق قلبه بين الفينة والأخرى .[/FONT]
[FONT="]تأبط مجموعة الصحف التي جمعها خلال جولته المسائية بحث عما يؤكل فلم يجد وقرر الخروج الى المقهى . كعادته النشاط أبوأحمد بعد يوم شاق يحمل بضاعته إلى مخزنه القابع في أسفل البيت ، توقف لحظة ليتأمل حال ابنه وهو خارج[/FONT]
[FONT="]هز رأسه وطوح بحزمة البرسيم هي ماتبقى من محصول البراسيم الذي بدأ بالتناقص مهددا هذه الاسرة الكبيرة بالخطر .[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الإبتسامة المزيفة التي تخفي مرارة الحسرة على حالته التي يعشها تجعله محبوبا بين أقرانه ولكنه دائما ماكان يسمع كلمة "الأدب لا يدر الذهب ، الأدباء هم الفقراء" ، اقتعد كرسيا على مقهى العجوز راجو الذي عاصر أجيالا في قريتهم ، أشار بأصبعه قائلا "شاي سليماني" ، غموض يشوب نظرته الى العالم من حوله ، ارتشف الشاي الساخن وأطلق عينيه في تصفح الصحيفة ، توقف فجأة صارخا وجدتها القى ماتبقى من الصحف مطلقا رجليه للريح وباشارة من اصبعه تشير الى أن الدفع سيكون لاحقا لراجو ،حشر بنفسه في سيارة الأجرة قائلا السوق من فضلك .[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]"بخمسين ريال " التفت الى مصدر الصوت رجل بلغ منه العمر منه مأخذ ثم التفت الى اخر يحمل مجموعة من العصي للبيع وأخر يحمل مجموعة زجاجات العطر،[/FONT]
[FONT="]تنسم عبير النشاط المفعم بالحيوية الذي يكتنف السوق دبت الحياة في عقله وبدأ يلتفت حوله ، في نهاية اليوم كان جيبه مملوء بنقود الكبريت الذي باعه في السويعات التي قضاها في السوق ، اشترى خبزا وحمله الى البيت فرح أبو أحمد برؤية ابنه يحمل الخبز بدلا من الصحف .[/FONT]
[FONT="] [/FONT]