* قد يتحول العرض إلى مرض نتيجة لعدد من العوامل منها عضوية وأخرى مرتبطة بالعمر.

* %70 من أسباب حدوث النسيان هي العوامل النفسية.

القاهرة- وكالة الصحافة العربية

رغم أن النسيان نعمة من عند الله حيث يجعل المرء ينسي أحداثا مؤلمة تمر عليه، إلا أنه قد يصبح مرضا له أعراض وأسباب عدة للإصابة به منها الاضطرابات النفسية أو اضطرابات في أجهزة الجسم كالقلب والكلى وغيرها مما يؤثر في درجة الوعي ومن ثم نسيان الاشياء المهمة في حياة الواحد منا وقد تكون الضغوط اليومية الحياتية سببا في ذلك والتعاطي وغيرها من مسببات هذا المرض والتي سيكشفها أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بعين شمس د. محمد رفعت الفقي موضحا روشتة العلاج في السطور التالية: يقول: النسيان كعرض يمثل مصدرا لشكوى شائعة بين الأفراد في أي مكان من العالم، وهناك أسباب عديدة لحدوث النسيان، منها ما يتعلق بفروع الطب النفسي، واضطرابات الحالة النفسية المختلفة أو اضطراب الأعصاب، اضطراب في أجهزة الجسم الأخرى، ومثل هذا النسيان قد يكون مؤقتا أو طويل الأمد. فمن أسباب حدوث النسيان أيضا بعض أمراض المخ أو تعاطي المخدرات التي تؤثر بشكل مباشر في ذاكرة الأنسان.. وقد ترجع الأصابة بالنسيان إلى حدوث اضطرابات في الدورة الدموية الخاصة بالمخ، التي ينتج عنها حدوث انسداد في شريان معين، وهذا السبب يمثل 15% من أسباب أو مشاكل النسيان، كما قد يحدث نتيجة تشويش في الوعي بصورة عامة عند حدوث اضطرابات في أجهزة الجسم المهمة مثل القلب أو الكلى أو الكبد، والإصابة بالأمراض في هذه الأجهزة قد تؤدي في بعض مراحلها إلى أن يتوه الوعي وينسى الإنسان الكثير من الأحداث سواء التي حدثت له في الماضي أو الأحداث الحالية التي يعيشها.ويضيف د. الفقي أن هناك أسبابا أخرى كثيرة للنسيان منها النسيان المرتبط بالعمر، بمعنى أن هناك قدرا معينا من التدهور البسيط في الوظائف النفسية يتناسب مع سن من يشكو النسيان.. ولتحديد السبب وراء حدوث النسيان ـ يقول الفقي ـ لابد من إجراء مقابلة مع المريض والكشف على جميع أجهزة الجسم التي قد تكون السبب وراء حدوث النسيان، بما في ذلك الفحص الأكلينيكي أو إجراء مجموعة من الفحوص مثل الأشعة والتحاليل الطبية، ويبقى عامل أو سبب مهم وراء حدوث النسيان، وهو الجانب النفسي مثل الإصابة بمرض الزهايمر الذي يمثل 70% من أسباب حدوث النسيان. ويوضح وظيفة الذاكرة حيث إنها تعتمد اعتمادا كبيرا على وظائف أخرى يؤديها المخ من أهمها التركيز، وإذا اختلت وظائف المخ أو إحداها تكون هناك مشكلة ثانوية، فلو فرض أن لدينا طفلا يعاني عجز الانتباه أو التركيز فهذا سوف يجعله يعاني من النسيان. فقد تشكو الأم من أن ابنها ينسى المذاكرة ولا ينتبه أثناءها، ويكون السبب في ذلك الإصابة بالقلق النفسي وهو أكثر شيوعا من أي مرض آخر، ويحدث في مختلف الأعمار، وفي كل مكان في العالم، حيث تبلغ نسبة من يصابون به 25% من تعداد أي شعب طوال فترة حياته أي أنه قد يصيب اي إنسان في أي مرحلة من حياته. العلاج ويضع د.الفقي روشتة لعلاج النسيان، فيقول: من الضروري تحديد أسباب النسيان، وإذا كانت عضوية يجري التعامل معها، وإذا كانت نفسية تعالج وبالتالي تعود الذاكرة أفضل مما كانت لأن النسيان في كثير من الأحيان يمكن علاجه، فحتى أمراض التذكر النفسية لها علاجات دوائية لأن التذكر مسؤولة عنه خلايا عصبية لها مراكز في المخ، ويساعد على عمل هذه الخلايا هرمون معين يسمى اسيتسل كولين، وهذه المادة تساعد كثيرا على تحسين قدرة خلايا التذكر على العمل، والقيام بوظيفتها وعدم وجود هذه المادة أو الهرمون أو حتى قلة وجودها ينتج عنه مشاكل النسيان، وهناك أدوية تمنح تكسير هذه المادة وتحافظ على وجودها وبالتالي توقف تدهور هذه الأمراض، بل وتحسنها تدريجيا، بخاصة في مرحلتها الأولى. كما أنه من الناحية النفسية أيضا هناك تدريبات معرفية للمخ تساعد على التغلب على النسيان.. مشيرا إلى أن النسيان يعانيه أيضا الأشخاص الأصحاء، الذين ينصحهم باستعمال ما يساعدهم على تنشيط الذاكرة من خلال تسجيل ما يودون القيام به خلال اليوم في ورقة، وربط الأعمال التي يودون القيام بها بشكل منطقي ومسلسل بحسب أهمية هذه الموضوعات، مما يساعدهم كثيرا في التغلب على النسيان، وبالتالي قد يجري الاستغناء عن تسجيل الأشياء التي يريد الإنسان أن يتذكرها لأنه سوف يتذكرها من تلقاء نفسه.. ويرى أن هناك تدريبات للذاكرة يمكن ممارستها لتنشيط الذاكرة والتغلب على النسيان، أما إذا أصبح النسيان يمثل شكوى دائمة للإنسان ولمن حوله فلابد من مراجعة الطبيب لتحديد الأسباب وبالتالي علاجها.