
كامرون: الإفراج عن المقرحي خطأ
كامرون لن يلتقي الشيوخ الأميركيين المطالبين بتحقيق حول إطلاق المقرحي (رويترز)
قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كامرون إن إفراج السلطات الأسكتلندية عن المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي كان خطأ، لكن مكتبه استبعد فتح تحقيق حكومي في الموضوع.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها كامرون قبل سفره اليوم الثلاثاء إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس باراك أوباما، في وقت يتصاعد فيه الجدل بلندن وواشنطن بشأن احتمال لعب شركة النفط البريطانية بي بي لدور ما في الإفراج عن المقرحي الذي أدين في قضية تفجير طائرة ركاب أميركية فوق لوكربي بأسكتلندا عام 1988.
وقالت السفارة البريطانية في واشنطن إن كامرون لن يلتقي أيا من أعضاء مجلس الشيوخ الأربعة الذي طالبوا بفتح تحقيق حول ظروف الإفراج عن المقرحي.
وكان هؤلاء المشرعون الأميركيون قد سلموا في وقت سابق رسالة إلى السفير البريطاني في الولايات المتحدة نايجل شاينوولد طالبوا فيها الحكومة البريطانية بالتحقيق في ملابسات إطلاق سراح المقرحي.
وجاءت تلك المطالبة على خلفية تقارير تشير إلى أن بي بي مارست ضغوطا على السلطات البريطانية للإفراج عن المقرحي، آملة أن يساعدها ذلك في دخول سوق التنقيب عن النفط في ليبيا.
ويعتزم مجلس الشيوخ الأميركي عقد جلسات استماع هذا الأسبوع حول ما إذا كانت هناك دوافع ما -غير حالة المقرحي الصحية- وراء قرار الإفراج عنه.
وستطلب اللجنة من المسؤولين في شركة بي بي الإدلاء بشهادتهم، بعد أن أقرت الشركة بأنها ضغطت على الحكومة البريطانية في عام 2007 بشأن إبرام اتفاق مع ليبيا لنقل سجناء، دون أن تشير بالتحديد إلى المقرحي.
"
وليام هيغ: لا توجد أدلة تشير بأي طريقة إلى تورط شركة بي بي في قرار السلطة التنفيذية الأسكتلندية بالإفراج عن المقرحي لأسباب إنسانية
"
دعوة للمراجعة
وقبل زيارة كامرون لواشطن حثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون السلطات البريطانية والأسكتلندية على مراجعة قرار الإفراج عن المقرحي.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قد نفى قبل يومين وجود أدلة تثبت علاقة شركة بي بي بالإفراج عن المقرحي.
جاء ذلك في رسالة بعث بها هيغ إلى نظيرته الأميركية وإلى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جون كيري الذي عارض الإفراج عن المقرحي.
وقال هيغ في رسالته إنه "لا توجد أدلة تشير بأي طريقة إلى تورط شركة بي بي في قرار السلطة التنفيذية الأسكتلندية بالإفراج عن المقرحي لأسباب إنسانية، أو أي تلميح بأن السلطة التنفيذية الأسكتلندية قررت الإفراج عن المقرحي من أجل أن تسهل صفقات نفط لشركة بي بي".
وتأتي الرسالة ردا على اقتراح كلينتون على هيغ هاتفيا الجمعة أن تقدم الحكومة البريطانية تفسيرا للمشرعين الأميركيين عن ملابسات الإفراج عن المقرحي للتأكد من أنهم يتفهمون الأمر بالكامل.
وكانت السلطات الأسكتلندية -التي كانت تحظى بسلطة النظر في القضية- أفرجت عن المقرحي في أغسطس/آب 2009 لأسباب إنسانية، حيث كان يعاني من السرطان، وقال الأطباء إنه لن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر، غير أنه لا يزال حيا.
مصدر http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8...GoogleStatID=1
يظهر أن الحديث عن المآسي في زماننا المقلوب قد يطول, كيف لا ؟ ونحن نقرأ عن مأساة الحلاج التي أسهب الأدباء في وصفها , وعن مأساة شعب فلسطين الذي تشرد فوق كل كوكب , وعن مأساة شعب غزة الذي يعاني ما يعاني من التجويع والحصار , وعن مأساة دارفور التي أراد لها راسمو السياسة الحديثة أن تطول , وما وراء الأكمة ما وراءها , ولكن يلفت نظري بصورة خاصة مأساة المقرحي عبد الباسط , وما أريد لها من اتهام شعب , وإدانة نظام , تمهيداً لاستعباد أمَه .
في غمرة ما ذكرناه من مآس ماضية، وأخرى ماثلة، وربما أخرى قادمة، يحضرني بيت للشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود في فلسطين وهو يقول:
وسابقت النسيم ولا افتخار أليس عليَ أنْ أفدي بلادي
فالشاعر و المقرحي كلاهما ضحية وشهيد،فالأول سَطَر بدمائه انشودة المجد،والثاني قدَم نفسه قرباناً لأمته،في جريمة لم يرتكبها فصدق فيهما قول القائل:"والجود بالنفس أقصى غاية الجود".
وإذا كان عمر المختار قد سبق المقرحي إلى حبل المشنقة من أجل أنْ تعيش ليبيا ،فقد اختار المقرحي ظلام السجن،وقهر الأيام حتى لا يتخذ ظالم غشوم ،مُسلَح بكل أدوات التخريب ،وصياغة المؤامرات الإساءة إلى ليبيا حُجَة،ونهب خيراتها سبيلاً،وتعذيب شعبها منهجاً.
لقد كانت قضية لوكوربي، وما تبعها من مؤامرات واتهامات ومحاكمات تمثيلا لسياسة التسلط والظلم، وسقوطا لميزان العدالة التي يدعي أصحابه أنهم المدافعون عنه، فكان تلفيق التهمة أولا لنظامنا الثوري لا لشيء إلا لأنه يدافع عن المظلومين، ويجبر كسر المحرومين، ثم اقتضت السياسة العجيبة أن تلجأ إلى أسلوب الهجوم المباشر، فكان عليهم الاتهام وبشكل واضح لفارسين من فرسان ليبيا، إحصانا في الظلم، وتكربا للابتزاز، وكان لا بد من إصدار الحكم، فكانت الإدانة ولا شيء غير الإدانة وهذا ما أشارت دوائر المؤامرة، وكهنة السياسة، فتقبل المقراحي الحكم وهو يصرخ:أقبله ولكني بريء وشعبي بريء براءة الذئب من دم يوسف، لتبدأ بعد ذلك فصول المأساة الجديدة .(جنبنا الله وإياكم المآسي).
راع الهدبا الركن العربي