فوق؟! بدأت من لحظتها أرقب سائقي سيارات الرنج روفر، بالفعل وكأنهم يجلسون في مستوى أعلى من كل من يحيط بهم، يعني حتى لو شاحنة وقفت سيارهم يترائى لك أنهم يجلسون في مكان أعلى حتى من سائق الشاحنة، لم أُحب الرنج روفر أبداً، ولطالما إعتبرت أنها سيارة قبيحة وربما لذات السبب لا أزال حتى الآن أقود سيارة من الطبقات الدنيا في مجتمع السيارات .. بحكم إنتمائي -دعونا نقول- للطبقة المتوسطة في هذه البلد، فالحقيقة أنه بعد أن أصبح إنتمائك لقبيلة قوية لا يشكل أي فرق إجتماعي فقد نشأ تكريس آخر للطبقية بحسب الحالة المادية، نعم مجتمعنا اليوم يستبدل القبليّة، بالطبقية المادية البحتة!

اليوم وأنا أقود سيارتي ذات التصنيف من الطبقة المتوسطة/الكادحة/الفقيرة بس عاد ما واجد، لاحظت أن ورائي سيارة رنج، وكان يجلس في سيارته كالمتربع على العرش، بحيث أنه متكأ على مقعد الراكب الأمامي، في حين أن جذعه حيث يفترض به أن يكون أي في مقعد السائق، ولكني لاحظت ملاحظة مهمة أحب أن أنقلها لمن هو مصاب بجنون العظمة ويظن أنه "فوق" كل الخلق، لا شك أن تصميم السيارة يمنح ذلك الشعور أنك "فوق"، ولكن إن كانت لك معدة كبيرة متهدلة يسميها العرب "كرش" فتأكد مليون بالمية أن الكل يستطيع رؤيتها بوضوح .. ولكن لا يقلقن على وضعه في سوق العذارى، فالرنج يشفع له حتى لكرشه الكبيرة جداً !

بالتأكيد أن هناك من يقود هذه السيارة وهو أكثر تواضعاً مني بسيارتي المتواضعة، ومن هو أوسع فكراً من أن تكون رغبته أن يكون فوق! ولكني للأسف الشديد وأعتذر من الهوامير والأثرياء ومن العذراوات الجميلات منهن والقبيحات، من ينتظرن فارس الرنج روفر الأبيض بلهفة وشوق، فإني حساس تجاه المسائل المادية والطبقية، وأرفض تصنيف الناس مادياً رغم إعترافي بوجود الطبقية أو ما يسمى بالــClasses فهي واقع لا مفر من الإعتراف به.

إلى فشكلة أخرى ..


*مصدر الصورة