سؤال أهل الذكر 6من جمادى الأولى1424هـ، 6/7/2003م

    • سؤال أهل الذكر 6من جمادى الأولى1424هـ، 6/7/2003م

      الموضوع : عام


      (1)
      السؤال :
      في هذه الأيام يرسل الكثير من الآباء أبنائهم إلى المراكز الصيفية من أجل تعلم القرآن الكريم والآداب والأخلاق الإسلامية إلا أن البعض يواجه مشكلة في هذه المراكز من حيث عدم المبادرة في التدريس والتقاعس عن أداء هذه المهمة والرسالة الطيبة ، يريدون منكم نصيحة للأخوة كي يشاركوا في مثل هذه المراكز .


      الجواب :
      بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
      فلا ريب أن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن الكريم ذكراً حكيماً وصراطاً مستقيما ، أخرج به هذه الأمة من الظلمات إلى النور ، ومن الباطل إلى الحق ، ومن الفساد إلى الصلاح ، ومن التشتت إلى الاجتماع ، فكان مصدر خيرهم ، ولذلك كان تعلمه وتعليمه مناط الخير كله ، فالنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : خيركم من تعلم القرآن وعلمه . وتعلم القرآن وتعليمه لا ينحصران في تعلم تلاوته فحسب وإنما في تعلم تلاوته وتحفظه ، وفي تعلم أحكامه ودارسة علومه ، ومن المعلوم أن جميع العلوم مصدرها القرآن الكريم ، فالعلوم الشرعية والأخلاقية والعلوم العقدية وجميع ما فيه خير الدنيا والآخرة إنما مصدره القرآن ، لذلك كان جديراً بالإنسان أن يحرص على دراسة القرآن ، وأن يحرص على تدريسه ، فتعليم الناس العلم مما يجعل حلقات هذه الأمة متواصلة في سلسلة الخير وذلك بأن يأخذ آخرها عن أولها ، ويستمر فيها الخير إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها تصديقاً لما جاء به الحديث الشريف عن النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلّم بأن يبلغ عنه ولو آية ، فقد قال : بلغوا عني ولو آية فرب مبَلغ أفقه من مستمع . فعلى أي نحن نوصي جميعاً إخواننا وأبنائنا أن يحرصوا على المسابقة في هذا الخير ودخول هذا المضمار ، وألا يتقاعسوا عنه ، وأن يؤدوا عملهم بأحسن وجه فإن في ذلك خيرهم في دينهم ودنياهم ، والإنسان لا يدري متى يقبض عمره ، فإن الإنسان يمرح ويلهو غير دارٍ بأن هذه اللحظات التي تمر به تنتقص من عمره ، فاللحظات إنما هي عمر هذا الإنسان
      على لحظات ينقص العمر مرها *** تؤكد آمال البقاء وتزيد
      أنفاس الإنسان محسوبة عليه وهي خطواته إلى لقاء ربه ، فعلى الإنسان أن يغتنم الفرص وألا يفتوها ، وقد دل على ذلك الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلّم اغتم خمساً قبل خمس ، ومن هذه الخمس التي أمر النبي صلى الله عليه وسلّم اغتنامها فراغك قبل شغلك . فعلى الإنسان أن يغتنم فرصة الفراغ كما يغتنم فرصة الحياة وفرصة الشباب وفرصة الصحة لأجل أن يبادر إلى الخير ، وألا يسوّف ويتواكل منتظراً في وقت آخر سيعمل للدار الآخرة ، إنما الحياة فرصة ولا يدري الإنسان متى يقبض عمره ، نحن وجدنا كثيراً من الناس يخيلون لأنفسهم أنهم سيعمرون ، ويقول أحدهم سأفعل كذا فيما بعد أما الآن فلم أفرغ لذلك وأنا أنتظر الفرصة ، عندما تواتيني الفرصة وعندما أتمكن من بناء حياتي ، عندما أتمكن من فعل كذا وفعل كذا وفعل كذا سأغتنم الفرصة في المستقبل وسأفعل الخير الكثير، سأنشر العلم سأفعل سأفعل وإذا بريب المنون يفجؤه بين عشية وضحاها ، فالعاقل لا يسوف ، الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والأحمق من أعطى نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ، والله المستعان .



      السؤال :
      هل هناك طريقة معينة في حفظ القرآن الكريم تنصحون بها القائمين في هذه المراكز ؟


      الجواب :
      على أي حال طريقة حفظ القرآن إنما تتفاوت بتفاوت المتحفظين له ، من الناس من يكون أسرع إلى حفظ القرآن عندما يتلو السورة من أولها إلى آخرها ثم يتهجاها بعد ذلك حتى ترسخ في نفسه وترتسم في ذاكرته ، ومنهم من يحتاج إلى تقطيع السورة آية آية أو فقرة فقرة من آيات السورة حتى يتمكن من حفظها فيراعى هذا الجانب والناس كما قلت متفاوتون ، والله تعالى المستعان .


      السؤال:
      البعض يخشى من حفظ القرآن خشية نسيانه للحديث الوارد من حفظ القرآن ثم نسيه حشر يوم القيامة أجذم ، فهل هذا الحديث يشمل كل من حفظ آية ثم نسيها أم هناك معنى آخر ؟


      الجواب :
      على أي حال الحديث الشريف يدل على أن الإنسان يجب عليه أن يعكف على القرآن ، وألا يفرط فيه ، فالقرآن كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم عندما قال : مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت . فصاحب القرآن إن أهمله بأن لم يبال به نسيه لأن القرآن الكريم يتفلت وهو أكثر تفلتاً من غيره ، والله تبارك وتعالى جعله متشابهاً كما نرى آياته فيها التشابه الكثير ، وما ذلك إلا لأجل أن يدأب الإنسان على تلاوته حتى يرتسم في ذاكرته باستمرار ، فإن الإنسان إذا ما أهمله ولو مدة قصيرة التبس عليه فيما بعد بسبب تشابهه .
      وإهمال القرآن وعدم تلاوته إنما هما من نسيانه الذي هو مترتب عليه الوعيد ، ونحن نرى أن الله تبارك وتعالى يحكي عن الرسول صلى الله عليه وسلّم قوله } رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً { (الفرقان: من الآية30) ، يجب على المؤمن ألا يهجره ، فالحديث يدل على وجوب المحافظة على القرآن وعدم هجرانه بحال من الأحوال حتى يبقى في الذاكرة ، هذا مع وجوب العمل به فإنه أيضاً من نسيانه وهو أخطر وأشد أن يترك الإنسان العمل به ، ولئن كان الله سبحانه وتعالى يقول في بني إسرائيل } مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً { (الجمعة: من الآية5) ، فإن هذه الأمة ينطبق عليها أكثر فأكثر هذا المثل ونحوه عندما تتوانى في العمل بما جاء به القرآن ، ولئن كان الله تعالى يقول لأهل الكتاب } يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ { (المائدة: من الآية68) ، فإن هذه الأمة ليست على شيء حتى تقيم القرآن ، والله المستعان .



      يتبع بإذن الله تعالى
    • (2)
      السؤال :
      امرأة لا تعرف إذا دخل وقت الصلاة وأدركها الحيض فيه بأن تقضي هذه الصلاة ، فما الحكم في السنين التي مضت عليها وهي لا تعرف كم صلاة أدركها الحيض فيها ، وكذلك لا تعرف ما هي هذه الصلاة من الصلوات علماً أنها لا تعرف كم كان عمرها عندما أتاها الحيض ؟

      الجواب :
      في هذه الحالة تؤمر هذه المرأة أن تقضي الصلوات وتنوع القضاء بحيث تقضي تارة الظهر وتارة العصر وتارة المغرب وتارة العشاء وتارة الفجر حتى تطمئن نفسها إلى أنها قضت ما لزمها من الصلوات وعندئذ تخرج من عهدة هذا القضاء ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      سافرت من مسقط إلى عبري ومررت بمساجد عديدة تقام فيها صلاة الجمعة فهل صلاة الجمعة واجبة عليّ أم مستحبة ؟

      الجواب :
      المسافر على كل حال في حال سفره لا تجب عليه صلاة الجمعة ، ولكن في صلاتها خير كثير له ، وعندما يصليها يسقط عنه فرض الظهر بالإجماع ، وفي صلاتها كما قلت خير كثير له ، وحسبه أن يسمع الخطبة التي فيها التذكير بالله واليوم الآخر وكفى ، والله المستعان .


      السؤال :
      ولدت بفرنسا وترعرعت هنا بعيداً عن القيم الإسلامية ونتيجة لذلك أتيت بثلاثة أطفال بدون زواج من امرأة واحدة ، والآن قد تبت إلى الله سبحانه وتعالى ورجعت لديني ، ما حكم هؤلاء الأولاد وهل هم أبنائي ، وبالنسبة لأمهم هل يجوز لي الزواج بها بعد أن تدخل الإسلام ؟ وهل يجب أن أطلع من سأتزوجها غير هذه المرأة أن أخبرها هذه القصة أم أستر على نفسي ؟

      الجواب :
      أولاً بالنسبة إلى الأبناء فهم من حيث الحكم أولاد أمهم لا يلحقون بمن زنى بها فإن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : الولد للفراش وللعاهر الحجر . فإن كانت هذه الأم فراشاً لرجل بحيث كانت زوجة له إبان حملها بهؤلاء الأولاد أو كانت في حكم من يلحقه أولادها بحيث إنه منذ طلقها أو منذ مات عنها لم تمض مدة انقطاع الصلة الشرعية على اختلاف فيها ما هي مدتها ، فإن الأولاد يكونون في هذه الحالة أي إن لم تكن هي فراشاً لرجل آخر من قبل يكونون أولادها ، وإن كانت زوجة لرجل آخر فالأولاد يتبعون ذلك الزوج والزاني ليس له إلا الحجر أي الرجم على بعض التفسير للحديث أو الخيبة على التفسير الآخر كما يقال في فيك الحجر وفي فيك الكثكث أي الحجر كما فسروا ذلك ، فعلى أي حال على كلا التفسيرين الأولاد لا يلحقون بالزاني
      ، أما زواجه بالمرأة التي زنى بها فإن رأينا نحن أنه لا يتزوجها اللهم إلا إن كانا جميعاً في حال الزنا على غير ملة الإسلام ثم أسلما بعد ذلك فلا مانع من أن يتزوجها لأن الإسلام جب لما قبله ، وعليه حُمل كلام ابن عباس رضي الله عنهما : أوله سفاح وآخره نكاح .
      أما بالنسبة إلى المرأة التي يتزوجها ويريد أن يعف نفسه بها فلا يجوز له أن يطلعها على هذا الأمر ، بل عليه أن يستر نفسه ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول عليه أفضل الصلاة والسلام : من أصاب شيئاً من هذه القاذورات فليستتر بستر الله فإن من يُبد لنا صفحته نقوم عليه كتاب الله . على أن المرأة العفيفة لا يجوز لها أن تقترن بالزاني ، كما أن الرجل العفيف لا يجوز له أن يقترن بالزانية أي من كان زناه ظاهراً وذلك بأن تقوم عليه البينة الشرعية بالزنا ، أو يعترف اعترافاً صريحاً بالزنا أمام من يردي أن يتزوج بها ، أو تعترف هي أمام من تريد هي أن تتزوج به فإن في هذه الحالة لا يجوز لهذا العفيف أن يتزوج الزانية ، ولا لتلك العفيفة أن تتزوج الزاني أي اللذين اعترفا بالزنا بصريح العبارة ، وأما إذا كان ذلك بينهما وبين الله فعلى أي حال أمرهم إلى الله ، وعليهم التوبة ، ولا يمنع من الاقتران بين العفيفة ومن وقع في الزنا مع كونه أخفى هذا الزنا وتاب بينه وبني الله ، وكذلك بالنسبة إلى المرأة والدليل على ما ذكرناه قول الله تبارك وتعالى } الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ { (النور: من الآية3) ، وقد نُسخ حكم الشرك بقول الله تبارك وتعالى } وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ { (البقرة: من الآية221) ، ومن الدليل على ذلك أيضاً قول الله تبارك وتعالى في سورة المائدة وهي كما قالوا آخر القرآن نزولا } الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ { (المائدة: من الآية5) ، فقد اشترط الله تعالى الإحصان ، ومعنى الإحصان العفة ، فليس للمسلم أن يتزوج مسلمة غير محصنة أي غير عفيفة ، وكذلك ليس للمسلم أن يتزوج كتابية غير عفيفة ، فلا بد من أن يكونا عفيفين حسب الظاهر أما الباطن فأمره إلى الله ، والله تعالى المستعان .


      السؤال:
      إذا حدث مثل هذا في عالم المسلمين وأتي بأطفال من غير طريق شرعي ، الآن قضية نسبتهم إلى أب أصبحت قضية تترتب عليها أمور كثيرة إلا فهو لا يدخل المدرسة إلا بنسبته إلى أب ولا يحصل على جواز إلا بنسبته إلى أب فكيف الحل لمثل هذه المشكلة ؟

      الجواب :
      ينسب بأنه فلان ابن عبد الله ابن عبد العزيز ابن عبد الرحمن ابن عبد السلام ، كل الناس عباد لله ، وهو العزيز وهو السلام وهو المؤمن وهو المهيمن وهو القاهر وهو الصبور وهو الشكور ، ينسب إلى مثل ذلك ولا مانع ، وينسب نسباً عاماً ، ويمكن أن ينسب إلى عشيرة من تولى أمره باعتبار حكم الولاء ، لأن النسب يكون بالولاء ويكون بالحلف ، ولما دخل في تلك العشيرة بالولاء والحلف فهو على أي حال يمكن أن ينتسب إليها ، أما أن يُتبنى بحيث ينسبه الإنسان إلى نفسه فإن الإسلام قطع دابر التبني بما أنزله الله تعالى في كتابه في سورة الأحزاب عندما قال } وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ { (الأحزاب: من الآيتين4-5)



      يتبع بإذن الله تعالى
    • (3)

      السؤال :
      من تزوج امرأة ثم علم بعد ذلك أنها زنت من قبل فهل يطلقها أم يبقيها معه ؟

      الجواب :
      إن كانت تابت توبة نصوحا وما بدا من حالها إلا الخير فليمسكها ، والله تعالى المستعان .


      السؤال :
      امرأة نسيت أن تصلي صلاة العشاء ، فماذا عليها ؟

      الجواب :
      كان عليها أن تصلي فوراً عندما تتذكر ، الناسي معذور ، الله تبارك وتعالى لا يؤاخذ الإنسان إلا بما في وسعه ، وليس في وسع الإنسان أن يعمل شيئاً نسيه ، الله تبارك وتعالى يقول } رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا { (البقرة: من الآية286) ، ويقول سبحانه } لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا { (البقرة: من الآية286) ، ويقول} لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا { (الطلاق: من الآية7) ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلّم : رفع عن أمتي الخطأ والنسيان . أي حكم الخطأ وحكم النسيان بحيث لا يكلف الإنسان إذا ما نسي في حالة نسيانه ، وكذلك إن فعل شيئاً خطأ لا يترتب على فعله ذلك إثم ، وإنما يترتب عليه الضمان إن سبب هذا الخطأ إتلاف نفس أو إتلاف مال .
      فعلى أي حال هي غير مطالبة في حال نسيانها أن تصلي تلك الصلاة ، ما وجه إليها التعبد ، بل التعبد مرفوع عنها في ذلك الوقت إلى أن تتذكر ، وعندما تتذكر يكون عليها أن تصليها فوراً ولا يسعها التأخير فالنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا تذكرها . فعليها أن تصلي عندما تتذكر وأن لا تؤخرها عن ذلك الميقات .


      السؤال :
      البعض عندما تفوته صلاة يقول أصليها في وقتها من اليوم الثاني ، فما الحكم ؟

      الجواب :
      هذا خطأ، أولاً قبل كل شيء هو متعبد أن يصليها عندما تذكرها ، الأمر الثاني لو كان ذلك قضاءً و لم نجعل ذلك أداءً فإن القضاء لا يرتبط بوقت معين ، النبي صلى الله عليه وسلّم عندما شغله المشركون عن الصلاة في يوم الخندق قضى الظهر والعصر والمغرب في وقت العشاء ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      لي أخوة تصدر منهم ألفاظ نابية ويستمعون للملاهي ، فأريد نصيحة لهم ؟

      الجواب:
      أولاً قبل كل شيء نحن ننصح الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة لأولادهم في الخير ، وأن يحرصوا على الأخلاق الفاضلة لتنعكس على أخلاق أولادهم وتصرفاتهم ، ومع هذا نوصيهم بالتربية الحسنة ، التربية التي تجعل من الولد يراقب الله تبارك وتعالى فيما يقوله وفيما يعمله ، وتجعله يحرص على الوقت ولا يضيعه ، فإن الوقت فرصة ثمينة لا يضاع في اللهو ، لا يضاع في الملاهي ، لا يضاع في الإنصات إلى الأغاني والكلام الساقط ومثل هذا الأمور التي لا تعود على صاحبها بخير ، إنما عليهم أن يتقوا الله تبارك وتعالى في تربيتهم لأولادهم وأن يكونوا هم قدوة .
      نوصي هؤلاء الأولاد أن يتقوا الله ، وأن لا يغتروا بشبابهم فإن من شب على شيء شاب عليه ، والإنسان لا يستطيع أن يتفلت من عادة ألفها وعندما يكون في مرحلة مبكرة من عمره يكون أكثر قدرة على الإقلاع عما اعتاده بخلاف إذا ما تقدم به العمر لأن العادة ينقلب بالطبع كلما طال عليه عهده ، فعليهم أن يتقوا ، وأن يحرصوا على الخير ، والله تعالى المستعان .


      السؤال :
      شخص زوجته تستعمل حبوب منع الحمل رغماً عنه بحجة أنها تريد أن تتمتع بشبابها فلا تريد الحمل والولادة في مقتبل عمرها ولوالديها دور في ذلك ، وباء الزوج بالفشل في إقناعها ، فماذا يلزمه تجاهها ، هل يجب عليه أن يطلقها ، وأن يتزوج بأخرى ؟

      الجواب :
      أما وجوب الطلاق فلا ، ونحن لا نوصي بالطلاق ، الطلاق عاقبته كثيراً ما تكون عاقبة وخيمة ، ولا ينبغي ، ولكن عليه أن ينصحها بقدر المستطاع ، وأن يبين لها أن الزواج ثمرته الذرية الصالحة الطيبة التي يرى فيها الأبوان حياتهما تمتد في حياتها فعليها أن تستجيب لداعي الفطرة ، وأن تحرص على أن لا تفوت على نفسها الفرصة في أن تأتي بأولاد عسى أن يكونوا صالحين ، وأن يكون فيهم الخير وأن تؤجر عليهم ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      امرأة أمها أرضعت بنت ابنتها والآن ولدها يريد أن يتزوج من تلك البنت التي أرضعتها أمها ، فهل يصح له ذلك ؟

      الجواب :
      تلك البنت هي خالته من الرضاعة ولا تحل له أبداً لأن الرضاع مثل النسب ، فمن رضع من امرأة فتلك المرأة هي أمه من الرضاع وهي حرام عليه ، وأمها جدته من الرضاع فهي حرام عليه ، وأخواتها خالاته من الرضاع هن حرام عليه ، وخالاتها خالات أمه من الرضاع هن حرام عليه ، وعماتها كذلك وبنات أبنائها وبنات أخوته بنات بناته وهكذا ، وكذلك إن رضع الطفل من امرأة فإنها تصبح هي بمثابة البنت لتلك المرأة فتحرم على جميع أبنائها ، وعلى جميع أبناء أبنائها وعلى جميع أبناء بناتها وليس الأمر كذلك فحسب بل زوج المرأة المرضعة يكون أباً للطفل الراضع فإن كانت الراضعة أنثى فهي حرام عليه لأنه أبوها وحرام على أبنائها ولو من غير تلك المرضعة لأنهم اخوتها من الرضاع وحرام على إخوته لأنهم أعمامها من الرضاع وحرام على أبيه لأنه جدها من الرضاع وهكذا ، فيجب أن يراعى هذا الجانب . يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب سواء سواء لا فرق بين هذا وذاك ، والله تعالى أعلم .



      يتبع بإذن الله تعالى
    • (4)

      السؤال :
      امرأة عندما تخرج من البيت تلبس العباءة ولكنها عندما تذهب للمدرسة لا تصنع ذلك ، فهل عليها إثم ؟

      الجواب :
      ولم ذلك ؟ هل المدرسة هي داخل البيت ؟ فإن لم تكن داخل البيت فلا ريب أنها تكون خارجة من البيت ، والله تعالى يقول } وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ { (النور: من الآية31) ، ويقول سبحانه وتعالى } يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ { (الأحزاب: من الآية59) ، فعليها أن تتقي الله وأن تتجنب هذه العادة ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      إذا قال شخص لآخر أنا أضمن سداد دينك الذي على فلان لك إن وقع منه إنكار ، فأنكر هذا الذي عليه الدين ، فهل يجب على الضامن السداد ؟ وهل يجوز له قبض الزكاة لذلك ، مع العلم أن المنكر هو والد هذا الضامن .


      الجواب :
      بما أنه ضمن فإن الحق مرتبط بذمته ، ولصاحب الحق أن يطالب به من قبل الضامن أو المضمون أي من قبل الكفيل أو المكفول ، له أن يطالب أيهما فإن طالبه من الكفيل أي من الضامن فعليه أن يؤدي الحق إليه كاملاً غير منقوص ، وإن لم يجد وسيلة لقضاء هذا الدين إلا بقبض الزكاة فليأخذ بمقدار ما يقضي هذا الحق الواجب عليه ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      رجل صلى صلاة المغرب والعشاء ونسي أنه على جنابة وتذكر ذلك بعد الفجر في اليوم الثاني ، فماذا عليه ؟

      الجواب :
      عليه أن يصلي عندما تذكر المغرب ثم العشاء ثم الفجر في نفس الوقت ولا يؤخر شيئاً منهن ، والله تعالى أعلم .



      السؤال :
      ما الدليل على عدم جواز قص ناصية المرأة ؟

      الجواب :
      شعر المرأة كلحية الرجل ، شعر المرأة هو جمالها ، هو تاجها ، ولذلك تؤمر المرأة أن تحافظ على هذا الجمال ، في قصه وفي حلقه تشويه لجمالها ، فعليها أن لا تفعل ذلك ، ومن الفطرة أن يكون جمال المرأة باحتفاظها بشعرها ، ولذلك لا يجوز لها أن تأخذ منه إلا بقدر ما تأخذ منه عندما تتحلل من إحرامها ، والله تعالى أعلم .



      السؤال :
      رجل صلى بزوجته عدة مرات جماعة ووقفت بجنبه من جهة اليمين مع أن الحكم الشرعي في ذهنه لكنه ذهل عن ذلك بحيث عندما نُبّه انتبه ووجد نفسه يعرف الحكم الشرعي لكنه ذهل عنه ، فما حكم ما مضى من تلك الصلوات بالنسبة له ولزوجته ؟

      الجواب :
      أنا ألا أعد هذا ذهولاً ، على أي حال الفقهاء قالوا بأنها تصف على يساره ولكن ذلك مراعاة أنه إن دخل داخل عليهما فإن ذلك الداخل هو الذي يصف عن يمينه ، ولكن إن كانا في غرفتهما بحيث لا يدخل الداخل عليهما فما المانع من أن تصف عن يمينه والأصل في الصف أن يقف المأموم عن يمين الإمام ، والله تعالى أعلم .



      السؤال:
      ما حكم وضع التحف والمجسمات بصور إنسان أو حيوان في البيت ؟

      الجواب :
      النبي صلى الله عليه وسلّم قال : إن أصحاب ليعذبون بها يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم . والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة أو كلب . وذلك بطبيعة الحال في الصورة المجسمة مجمع عليه بلا خلاف ، وإنما هو مختلف فيه في الصورة التي لا ظل لها ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      امرأة عندها محل للبيع وكانت وتتعامل مع أشخاص لكنهم انقطعوا عنها ، وعليها لهم مبالغ ، فماذا تصنع بهذه المبالغ ؟

      الجواب :
      عليها أن تبحث عنها حتى تيأس من الوصول إليهم ، فإن وصلت إلى حد اليأس فعندئذ عليها أن تدفعها لفقراء المسلمين وفي ذلك خلاصها إن شاء الله ، لأن كل مال جهل أربابه ففقراء المسلمين أولى به .


      السؤال :
      هل تقليم الأظافر ينقض الوضوء ؟

      الجواب :
      لا دليل على انتقاض الوضوء بتقليم الأظافر ، وإنما قالوا يستحب للإنسان أن يعيد الوضوء إن قلم الأظافر ، أما كونه ناقضاً للوضوء فلا .


      السؤال :
      ما ضوابط استعمال الدف والزعاريد للنساء في العرس ؟

      الجواب :
      ضوابطه أن لا تكون هذه الزعاريد تخرج عن حدود النساء وتسمع من خارج فإن النساء مأمورة بخفض أصواتهن ، والله تعالى أعلم .




      يتبع بإذن الله تعالى
    • (5)

      السؤال:
      لدي في البيت امرأة مريضة جداً وأقوم أنا برعايتها وإعطائها الدواء ، لكن مرضها يجعلها أحياناً تسبني وتسب أهلي ، وعندما أغضب عليها كثيراً أحلف بالله العظيم أن لا أعطيها الدواء ، ولكنني بعد ذلك أتمالك نفسي وأعطيها الدواء ، ماذا علي أن أفعل لمخالفتي للحلف بالله ؟

      الجواب :
      النبي صلى الله عليه وسلّم قال : من أقسم على شيء فرأى غيره خيراً منه فليأت الذي هو خير وليكفّر عن يمينه . فعلى هذه المرأة أن تفعل الخير ، أن تبر تلك المرأة وتحسن إليها وتكفر يمينها بإطعام عشرة مساكين من أوسط الطعام أو كسوتهم أو تحرير رقبة فإن لم تجد فلتصم ثلاثة أيام وكفى .


      السؤال :
      هل يجوز للمرأة أن تقوم بعملية ربط الرحم لمنع الحمل ؟

      الجواب :
      لا ، لا ، لا ، إن لم يكن هنالك ضرر فإن نفس هذا الربط ضرر ، وعليهن أن يتقين الله ، أما إن كن مضطرات إلى ذلك فلا مانع ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      امرأة أتاها الحيض في غير عادتها علماً بأن عادتها ثلاثة أيام والآن الدورة أتت في غير التاريخ الذي كانت تأتيها فيه وهي الآن قاطعة لصلوات الظهر والعصر المغرب والعشاء ، وتبين من هذا الدم أنه دم حيض فما حكم الشرع في ذلك ؟

      الجواب :
      إن أتاها بعد طهر عشرة أيام فالذي نأخذ به هو رأي الإمام الربيع رحمه الله وهو أن كل دم جاء بعد طهر عشرة أيام فهو حيض إن كانت فيه أوصاف دم الحيض ، وهذا القول فيه تيسير كثير على الناس ولذلك نأخذ به ، ولأن الأصل في الدم الذي فيه أوصاف دم الحيض أن يكون حيضا ، والدم بعد عشرة من أيام من أيام الطهر يمكن أن يكون حيضاً فلتأخذ بهذا إن مضت عليها عشرة منذ اغتسلت من حيضها السابق ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      البعض لديه نفس متهاونة في الطاعة وتعصي الله سبحانه وتعالى على الرغم من حبها لله تعالى ورسوله ولكن تصدر منها بعض الأحيان أفعال وأقوال تدل على هذا التهاون وعلى عدم تأكيد هذا الحب ، مثلا يدخل في الغيبة ويغتاب الأشخاص الذين يتعامل معهم ويدعي أن ذلك جائز لأن جملة من المذاهب الأخرى لا تجعل لمثل هذه الذنوب الكبيرة إثم ، فماذا تقولون لمثل هذا ؟


      الجواب :
      على أي حال ليس هنالك رأي لأحد من الناس أياً كان صغيراً كان أو كبيرا عالماً كان أو جاهلا ذكراً كان أو أنثى بعد كلام الله تبارك وتعالى وبعد كلام الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام } وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً { (الأحزاب:36) ، ويقول الله تبارك وتعالى } فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً { (النساء: من الآية59) ، وقد شدّد في الكتاب العزيز وفي السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، فالله سبحانه وتعالى يقول } وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ { (الحجرات: من الآية12) ، فالله سبحانه وتعالى شدّد في أمر الغيبة هذا التشديد وشبّهه بنهش الإنسان لحم أخيه وهو ميت ، وكفى بهذا تنفيراً وتحذيراً ، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم في الغيبة كثيرة جداً ، فعلى هذا الإنسان أن يتقي الله ، وأن يقلع عن هذا الذي يفعله ، والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم يدل على أن لسان الإنسان والعياذ بالله هو الذي يورده النار فالنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبينها تهوي به في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب . ويقول : إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يحسب أن تبلغ ما بلغت تهوي به في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب . والله تعالى المستعان .


      السؤال:
      البعض تصدر منه عبارات تجرح مشاعر الآخرين وعندما يؤنب في ذلك يقول أنا هازل فما الحكم ؟

      الجواب :
      بئس الهزل هذا ، وعلى أي حال المزاح الجائز إنما هو مزاح لا يجرح المشاعر ولا يثير الأضغان ولا كذب فيه ، هذا هو المزاح المشروع ، أما المزاح الذي يؤدي إلى شيء من ذلك فهو حرام ، والله تعالى المستعان .


      السؤال :
      امرأة تعاني من ألم في الرأس وهذا الألم يتسبب في إنزال دم في حلقها وفمها فما حكم صومها في هذه الحالة ؟

      الجواب :
      إن لم تبتلع شيئاً من الدم وهي قادرة على عدم ابتلاعه فصومها صحيح ، أما لو غلبها الدم وولج حلقها من غير أن تتعمد فإن ذلك لا يؤثر عليها ، وإنما يؤثر عليها لو ولج شيء من الدم إلى الجوف وهي قادرة على عدم إيلاجه ففي هذه الحالة عليها إعادة الصيام ، والله تعالى أعلم .



      يتبع بإذن الله تعالى
    • (6)

      السؤال :
      ذهب أمي وأبي وأخي الصغير للعمرة وعند الإحرام لم يرتد الصغير ملابس الإحرام وذلك بسبب خوف أمي من أن يصاب الطفل بمرض والسبب هو أن الجو كان ممطراً وبارداً مصحوباً برياح ، وفي اليوم الثالث كان الجو معتدلاً فألبسته ملابس الإحرام هل على الوالدين أية كفارة على ذلك ؟

      الجواب :
      إن كانا لم ينويا إدخاله في العمرة فليس عليهما حرج لأنه لم ينطبق عليه حكم الاعتمار ، وحكم الاعتمار إنما يكون بالإحرام والتلبية .


      السؤال :
      من أوتر قبل أن ينام وأراد النوم فلم يستطع فهل يجوز له أن يقوم الليل ؟

      الجواب :
      لا يقوم الليل إلا إن نام ، ولكن إن حاول النوم وتقلب في الفراش ولم ينم ، واجتهد في محاولة النوم ولم ينم فما عليه حرج إن قام الليل ، والله تعالى أعلم .


      السؤال :
      فتاة كانت تستأجر لقراءة القرآن الكريم وتأخذ على ذلك مبالغ معينة هل هذا جائز وإذا كان غير جائز فكيف تكفّر عن ذلك مع العلم بأن بعض الذين استأجرت لهم قد فارقوا الحياة ؟

      الجواب :
      إن استطاعت أن ترد الثمن أو الأجرة إلى من أجّرها أو إلى ورثته فذلك وإلا فلتصرف ذلك إلى فقراء المسلمين إن تعذر عليها ، وإن كان في المسالة خلاف ولكن نحن لا نرى جواز أخذ الأجرة على قراءة القرآن .


      السؤال:
      هل يجوز قراءة القرآن على الميت عند زيارة القبور ؟

      الجواب :
      القبور زيارتها مشروعة لا لاتخاذها مساجد أو لأجل العبادة فيها ، فالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد . والنبي عليه أفضل الصلاة والسلام أمر بقراءة القرآن في البيوت وقال : لا تجعلوا بيوتكم قبورا . ومعنى ذلك أن القبور ليست مكاناً لقراءة القرآن ، فلا ينبغي للإنسان أن يقرأ القرآن عندما يزور ميتاً بل عليه أن يقتصر على ما دلت عليه السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلّم عندما زار القبور سلّم على الموتى واستغفر لهم ودعا لهم واكتفى بذلك ولم يزد عليه ، فحسبنا أن نتبع النبي صلى الله عليه وسلّم ، وقد أجاد في هذا الإمام السالمي رحمه الله تعالى عندما قال :
      أتعمرون قبورنا الدوارس *** ويترددن إليها الدارس
      وهذه المساجد المعدة *** نتركها وهي لذاك عدة
      والمصطفى قد زارها وما قرا*** إلا سلاماً ودعا وأدبرا
      حسبك أن تتبع المختارا*** وإن يقولوا خالف الآثارا
      فبهذا نأخذ ونكتفي ، والله تعالى أعلم .



      تمت الحلقة بعون الله وتوفيقه



      فهرس الحلقات المطبوعة من سؤال أهل الذكر:

      omania.net/avb/showthrea...&threadid=24971