الصبيغة (النيلة) إحدى أهم الملابس الريفية

    • الصبيغة (النيلة) إحدى أهم الملابس الريفية

      صلالة - زمزم الحضري

      الصبيغة أو النيلة عُرفت في محافظة ظفار منذ القدم بأنها من أزياء الرجال والنساء التقليدية لدى سكان أهل الريف وبعض النساء الحضر، وتسمى (الصبيغة) لدى الرجال، ويلبسها كإزار مشدود على الخصر والجزء الآخر منها يقوم بلفة على الجزء العلوي من جسمه من فوق الكتف ليغطي صدره ويديه، ولكنها تكون حرة أي غير مشدودة بحيث يستطيع أن يتحرك بها بسهولة.

      أما النساء فتقوم بخياطتها على شكل ثوب أبو ذيل (كما هو معروف بالثوب الظفاري) وتسمى (الَطاقة) وتكون سميكة، والجزء العلوي منها لتغطية الرأس و يسمى (النُقبة) بضم النون ويكون أقل سماكة من الطاقة، وكما هي معروفة بأنها تحتوي على صبغة زرقاء نيلية فتعتبرها النساء جزء من أدوات زينتها، و تقوم النساء بمسح والوجه بالنيل -طبعا لن تكون هي الوحيدة المختلفة في الشكل والزينة بين النساء- عندما تحضر مناسبة اجتماعية، وستجد أن الجميع قد قاموا باستخدام النيلة مثلها وبنفس الطريقة، أما إذا ما رجعنا إلى أصل النيلة أو مصدرها في محافظة ظفار، فقد كانوا يستوردونها قديما من الهند عن طريق التجار الذين يقطعون المحيط إلى الهند للتجارة.

      والنيلة هي أقدم وأهم صبغة زرقاء كانت تستعمل في مصر والهند في الألف الثالث قبل الميلاد، وكانت الهند حتى نهاية القرن الثامن عشر القطر الوحيد الذي يُصدِّر هذه الصبغة لجميع أنحاء العالم وكانوا يستخرجونه من نبات النيلة الذي ينتمي إلى فصيلة البازلاء، وينمو أساسا في الهند أما اليوم فقد هبط سعر النيلة وذلك لتوصل شركة ألمانية لإنتاج النيلة صناعيا ما نافس النيل الطبيعي والذي يكون تحضيره عن طريق قطف أوراق النيلة ثم نقعها في الماء حتى تتخمر، فتترسب مادة طينية زرقاء اللون وتجفف، والنيلة صِبغٌ لا يذوب في الماء. ويجب معالجة عجينة النيلة بمادة قلوية مخففة قبل استخدامها للصباغة. ويُكسب التفاعل الكيميائي العجينة اللون الأصفر، وينتج مادة قابلة للذوبان في الماء. وبعد صباغة قماش من القطن أو الصوف، يُخرج من حوض الصباغة ويعرض للهواء ليتأكسد ويكتسب اللون الأزرق الداكن الذي يقاوم الإزالة بالماء.

      وفي محافظة ظفار كانوا يشترونها من التجار قديما عن طريق المقايضة بالسمن البلدي أو باللحوم أو الذرة وذلك لندرة استخدام المال النقدي ثم شيئا فشيئا أصبحت تباع بقيمة تكاد تكون غالية بعض الشيء ومشتريها ومن امتلكها لا يفرط فيها ويحافظ عليها لفترات طويلة حتى تكون قد استنفذت لونها الأزرق النيلي وعندها تكون رثة بعض الشيء ويجب استبدالها.

      أما بالنسبة للمرأة، فالطاقة والنقبة كانت من أهم الأساسيات في تجهيز العروس فثوب العروس يكون عبارة عن الطاقة التي يتم سحقها لتعطي لوناً آخر مغاير للون الأزرق المعروف ويكون لونه يميل إلى (الليلكي) ويتم عمل تطريز يدوي بالخيط المتوفر قديما وبألوانه المعروفة الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق والأبيض، وتكون العروس في أبهى حلتها وخصوصا عندما يتميز ثوبها بنوع وشكل التطريز على الثوب، والغريب أن النساء يلبسنها في فصل الخريف ذو الجو البارد وخصوصا في المناطق الريفية إذ تنخفض درجة الحرارة كثيرا كلما ارتفعنا إلى القمم الجبلية.

      ورغم أنه قماش عادي السماكة يميل إلى القطن فإن المرأة تجدها من الملابس التي تدفئ الجسم وأنها وبلونها النيلي تحافظ على صفاء البشرة وخصوصا عندما تستخدم معها سائل الصبر والكركم الطبيعي في عمل قناع للبشرة، وطلي الجسم كامل كل يوم وهذه العادة أصبحت دارجة عند الأمهات فتجدها تقوم بتجهيز الطاقة والنقبة لبناتها والصبر والكركم لكي تحافظ على بشرة بناتها وتجنب المنتجات الكيمائية التي أصبحت منتشرة في وقتنا الحالي بكثرة والتي تكون عواقبها وخيمة على البشرة.

      ويكثر استخدام الطاقة والنقبة وفي وقتنا الحالي في المدينة الحضرية لدى النساء ما بعد الولادة أي في فترة النفاس، وكذلك العروس المقبلة على الزواج قبل العرس بما يقارب الشهرين، وبعض الشباب الذين يلبسونها كنوع من التميز ولفت الانتباه في الأعراس يوم عقد القران ويقوم بتقدم صفوف الهبوت والقيام بالرقيد (رقصة تكون أكثر حركة وسرعه من البرعة أمام صفوف الهبوت). وهكذا فإن الصبيغة والطاقة والنقبة تعتبر من مكملات الأزياء الظفارية والتي ستتوارث من جيل إلى جيل.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions