صلالة- محمد النحاس عزب

أقيمت بجامع السلطان قابوس بصلالة محاضرة دينية لفضيلة الشيخ د. عمر عبد الكافي بعنوان "دور الإخلاص في العمل على بناء الأمة الإسلامية"،

وتأتي هذه المحاضرة ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي 2010، واستهل فضيلة الشيخ المحاضرة بقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: إننا أمة كنا أذلة قبل الإسلام فأعزنا الله بهذا الدين فإن ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله وقال لسعد بن أبى وقاص في القادسية: يا سعد اعلم أن ذنوب الجيش أخوف عليه من عدوه وإنما ننتصر على عدونا بطاعتنا لله ومعصية عدونا له فإن استوينا في المعصية فكانت لعدونا الغلبة بالعدد والعدة

وأضاف قائلا: نريد أن نتحدث عع أنفسنا عن الذي أوصلنا إلى هذا الأمر ولماذا سعدت البشرية بسلفنا الصالح وتعست البشرية بخلفهم هل لأن كل واحد منا يريد أن يلقي باللائمة على غيره فلماذا لا نواجه أنفسنا ويبدأ كل واحد منا بنفسه فيصلحها ويخلص العمل لله، فالإخلاص له منابع وله روافد تغذيه وله عوائق تقف أمامه ثم له ثمرات فالإخلاص هو العبادة الوحيدة التي لا يتدخل فيها مخلوق ولا الملائكة المقربون فهو سر بين العبد وربه لذلك فصفات الإخلاص ألَّا يستطيع شيطان أن يطلع على الإخلاص فيفسده ولا العبد المخلص نفسه يتطلع إلى إخلاص قلبه فيصاب بالعجب فيتبخر الإخلاص فالشيطان نفسه يشهد له بالإخلاص عندما قال على لسان رب العزة " ... إلا عبادك منهم المخلصين" فالشيطان لا يستطيع أن يدخل في قلب العبد المخلص فيفسد عليه إخلاصه، وذكر أمثلة على ذلك لسيدنا يوسف عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ولكن كيف أعرف أنني مخلص؟ وضرب المحاضر لذلك مثالا وهو إذا قمت بتربية ابن من أبناء أخيك وعلمته وزوجته ثم طلبت منه طلبا بسيطا أن يقدمه لك فأبى، فإن أنت ندمت على تربيتك له واشتكيت لأنه لم يقدم لك الخدمة التي طلبتها فأنت غير مخلص في تربيتك له، وأكد المحاضر على الإخلاص وهو أن تتغلب على هوى النفس فإذا كنت متعبا وتريد أن تنام فتأبى وتقوم إلى الصلاة فذلك ضد هوى النفس، وتكلم بعد ذلك عن منابع الإخلاص والتي منها التواضع وهي النعمة الوحيدة التي لا تحسد.

وشهدت هذه المحاضرة حضوراً كبيراً من المثقفين، والمهتمين بالشؤون الدينية والإسلامية.