* 26.6 % نسبة زيادة عدد الوافدين إلى لبنان خلال النصف الأول من العام الجاري .
بيروت : محاسن عرفة
دعا وزير السياحة اللبناني فادي عبود إلى تحويل السياحة في لبنان إلى صناعة استراتيجية ترفد الاقتصاد، بالتعاون مع القطاع الخاص، عبر اتخاذ مجموعة من إجراءات وآليات العمل التي تكفل تجانس وجودة عناصر المُنتَج السياحي بما يؤدي إلى اعتبار السياحة أحد المحركات الأساسية للاقتصاد الوطني وزيادة مساهمتها بفاعلية في الناتج المحلي الإجمالي. وقال: إن السياحة في لبنان هي محرك حقيقي للاقتصاد الوطني، وهي من القطاعات الواعدة التي تحمل العديد من الفرص الجديدة، كما أن النمو الذي يشهده هذا القطاع يستوجب منا العمل جديا لتحويل لبنان إلى مقصد سياحي على خارطة السياحة الإقليمية والدولية.
وأضاف: إن "صيف لبنان 2010" هو مثال حقيقي لموسم سياحي ناشط ومزدهر، "حيث تعتبر هذه الفترة موعداً سنوياً يجمع لبنان مجدداً بأبنائه المغتربين والسياح خاصة أخواننا العرب والخليجيين الذين يتوافدون للقاء هذا البلد المتميز القادر على تقديم تجارب جديدة وفريدة لزواره".
ولفت إلى أن عدد الوافدين إلى لبنان سجّل خلال النصف الأول من العام الجاري زيادة بنسبة 26.6 في المئة، مقارنة بما كانت في الفترة ذاتها من العام الفائت، حيث بلغ عدد الوافدين إلى لبنان في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 964 ألفاً و67 زائراً، مقابل 761 ألفاً و41 زائراً للنصف الأول من العام 2009.
وعن مستقبل السياحة في لبنان أكد وزير السياحة اللبناني " قدرتها على استقطاب الكثير من المشاريع والاستثمارات السياحية في الفترة المقبلة، إلا أن هذا الهدف لن يتحقق من دون رجال الأعمال العرب واللبنانيين المقيمين والمغتربين، الذين يؤمنون بقدرات لبنان الكبيرة، هذا البلد الذي قاوم أقسى الظروف والذي قدم تجربة فريدة للعالم خلال الأزمة العالمية، ونجح في إثبات واقع ان الاستثمار في لبنان هو فرصة حقيقية وذهبية".
وأضاف عبود: إن القطاع السياحي يملك فرصاً لقيام مشاريع سياحية كبيرة داعمة للاقتصاد الوطني، لافتاً الى أن هناك عدداً من الأفكار حالياً، منها إنشاء استراحات في المناطق الحدودية، وإنشاء مركز متطور للمعارض والمؤتمرات لتشجيع ما يعرف بالـ MICE TOURISM، وإنشاء خط Taxi بحري من بيروت الى المناطق، بالإضافة إلى عدد من المواقع السياحية الأثرية والطبيعية والأسواق القديمة التي يمكن تحويلها الى مشاريع سياحية مهمة.
وهدد عبود المؤسسات السياحية التي تغش السائحين بغرامة "لا تقل عن 10 ملايين ليرة وإقفال المؤسسة المخالفة. جاء كلام عبود خلال نيابته عن رئيس الوزراء الحريري في افتتاح ملتقى صيف لبنان 2010 الذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال بالتعاون مع اتحاد الغرف العربية، واتحاد الغرف اللبنانية والمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات (ايدال)، بمشاركة نحو 300 لبناني وعربي يتقدمهم نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة في دولة قطر عبد الله بن حمد العطية وعدد من السفراء والسلك القنصلي وجمع من المستثمرين ورجال الأعمال. وقد ألقى وزير السياحة كلمة راعي الملتقى الرئيس سعد الحريري، فرحب بالمشاركين بالملتقى والمغتربين والسياح بخاصة "إخواننا العرب والخليجيين" الذين يقصدون لبنان خلال موسم الصيف الجاري.
ومن جانبه اعتبر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي أن الحركة السياحية النشطة التي يشهدها لبنان تؤكد موقعه التاريخي والراسخ كمقصد أول لخدمات السياحة والصحة والتعليم في العالم العربي. وإذا كان هذا الدور تعرض لنكسات متكررة نتيجة للأزمات التي واجهت لبنان فقد استعاد وهجه بقوة وبسرعة بدليل ارتفاع عدد السياح بحوالي 38 في المئة في 2009.
وأشار أبو زكي إلى أن «ملتقى صيف لبنان 2010» لا يهدف الى تشجيع السياحة والاصطياف في لبنان وحسب، بل يُشكل فرصة لتلاقي رجال الأعمال العرب واللبنانيين المُقيمين والمغتربين وتطوير العلاقات وإطلاق المشاريع.
وأضاف أبو زكي: يوفر الملتقى المجال للاطلاع من المسؤولين وأهل الخبرة والاختصاص على التطورات الأخيرة في الاقتصاد اللبناني وآفاق المرحلة المقبلة، وسياسات ومشاريع التنمية، وفرص ومجالات الاستثمار المتاحة في القطاعات الرئيسية لاسيما في العقار والخدمات الصحية والتعليمية والمصرفية.
وختم كلامه قائلاً: لقد انطلق فصل الصيف هذه السنة وسط أجواء إقليمية معقدة، لكن ذلك لم يحل دون الإقبال العربي على المجيء إلى لبنان، وهو ما يمكن اعتباره عربون ثقة ببلدنا وبمناعته وقدرته على التكيف دائماً والمحافظة على حيويته وضيافته المعهودة، كما أنه دليل على أن لبنان يبقى دائماً مقصداً ضرورياً للسياحة والاصطياف وكافة الخدمات على النطاق العربي والإقليمي.
وأكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير أن السياحة الاستشفائية والطبية أصبحت تشكل عنصراً في لبنان طوال السنة، نتيجة توفر العيادات إضافة إلى سمعة الطبيب اللبناني ومهنيته، كما أن المهرجانات الثقافية والفنية التي تشهدها مختلف المناطق اللبنانية، تشكل عامل جذب للسياح من مختلف أنحاء العالم، وبالتأكيد أيضاً فإن الأمكنة الأثرية والتاريخية والدينية تبقى محط اهتمام العرب، واعتبر شقير أن من أهم ميزات السياحة في لبنان هي وفاء السائح الذي يقصد لبنان، رغم أننا نعيش في منطقة مليئة بالنزاعات والتوترات والحروب، ومع ذلك فإن السائح بخاصة السائح العربي أثبت مرة تلو الأخرى وفاءه للبنان.
وقال شقير: "إن خير لبنان من خير العرب وخير العرب في خير لبنان، ففي الوقت الذي أثبت السياح العرب ولاءهم للبنان، فإن على لبنان أن يضاعف جهده ويبادل الضيوف العرب بأفضل ما عنده، وألا يدخر جهداً في سبيل إشعار الزائر العربي بأنه في بلده خلال مدة إقامته في لبنان"، ودعا المؤسسات الرسمية والخاصة الى توحيد جهودها لهذه الغاية "لأن خدمة السائح والسهر على أمنه وراحته، هي واجب وطني لما يدر هذا القطاع من منافع على مكونات الاقتصاد الوطني. وناشد شقير العرب واللبنانيين بزيارة لبنان هذا الصيف، و"ألا تكون التصريحات والمساجلات السياحية موضع تخوف عندهم لأن البلد بألف خير"، كما ناشد المسؤولين والقيادات السياسية والإعلام بأن يتحلوا بالمسؤولية، لأن لا شيء يبرر قطع أرزاق اللبنانيين وتوتر الأجواء والمس بالاستقرار الوطني".
وقال رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في البلاد العربية الوزير عدنان القصّار في كلمته: "إن حكومة الوحدة الوطنية لم توفر جهداً إلا بذلته في سبيل تعزيز علاقات لبنان بأشقائه وأصدقائه، وفي اعطائها الشأن الاقتصادي الأهمية التي يستحقها، مما مكن الاقتصاد اللبناني من بلوغ مرحلة متقدمة من الأداء ومن نسبة مرتفعة ومتزايدة في النمو تجاوزت 8% خلال العام الفائت، وهي مرشحة للاستمرار في تسجيل معدل مماثل هذا العام".
ولفت الى سلسلة الاتفاقات التي وقعتها الحكومة وكان آخرها مع سوريا وقبلها الأردن وتركيا، وستليها اتفاقات مماثلة مع دول أخرى "نتطلع الى أن تسهم في زيادة النمو الاقتصادي في لبنان، وتعزيز الفرص أمام التجارة والاستثمار والسياحة وغيرها من القطاعات الحيوية".
وقال: "نحن اليوم أمام فرصة مهمة للحفاظ على هذه المكتسبات والتقدم الى مرحلة جديدة تنتج نقلة نوعية في اقتصادنا، تدفعنا الى الاستمرار في تنفيذ إصلاحات مالية واقتصادية، وتستهدف تمتين الوضعين المالي والاقتصادي، وما زالت أمامنا مسؤوليات أساسية تجاه ملفات اقتصادية واجتماعية أخرى لتعزيز نظامنا الاقتصادي وحمايته بشراكة حقيقية واضحة بين القطاعين العام والخاص، مما يفتح الفرص واسعة أمام رجال الأعمال العرب لتكثيف استثماراتهم في لبنان". وأكد القصار على عمق المحبة التي يكنها "إخواننا" العرب للبنان، كما أن اللبنانيين يبادلون العرب هذا الشعور، لافتاً الى أن لبنان وطن المعجزات "فهدفنا لا أن يكون صيف لبنان صيف العرب أجمعين، بل أن يكون صيفه وشتاؤه وربيعه فصولاً عربية وعربية".
** عيتاني
ومن جهته، لفت رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان "إيدال" نبيل عيتاني الى أن لبنان شهد نموا في حجم الاستثمارات الواردة إليه رغم أزمة المال العالمية، حيث سجلت 4,8 بليون دولار في العام 2009 مقارنة مع 3,6 بليون للعام بزيادة قدرها 33%، مشيراً إلى أن 92% من هذا المجموع يعود إلى استثمارات قام بها رجال أعمال عرب ولبنانيين ومغتربين.
وأوضح أن الثقة الراسخة المتزايدة لرجال الأعمال العرب بالمناخ الاستثماري في لبنان انعكست في مشاريع في كثير من قطاعات الإنتاج كالسياحة والصناعة الخدمات والقطاع العقاري، ونوّه عيتاني بالتحسن الملموس على الصعيد الاقتصادي العام، ما دفع المؤسسات المالية والاستشارية الدولية إلى رفع تصنيف لبنان، تزامنا مع تحقيق مؤشرات اقتصادية ايجابية للغاية وتسجيل معدلات نمو مرتفعة، وتوقعات تفاؤلية بوصول هذا النمو إلى حدود قياسية تصل على 9 في المئة، وقال: إن هذه النسبة من النمو توفر فرصا استثمارية متزايدة في القطاعات الاقتصادية المختلفة، كما أنها تشكل ضغطا على القطاع العام لمواكبة هذا النمو وتعزيزه سواء من ناحية تطوير البنى الأساسية أو من ناحية تحديث التشريعات.
** العطية
وشكر وزير الطاقة والصناعة في دولة قطر عبد الله بن حمد العطية رئيس الوزراء سعد الحريري على رعايته هذا الملتقى، وقال: "هناك فرق بين كلمة سائح ومصطاف فالسائح يأتي في وقت قصير وقد لا يعود، أما المصطاف فهو الذي يملك بيتا أو منزلا في البلد الذي يصطاف فيه ونحن اخترنا لبنان بلدنا الثاني، لأننا من الذين راهنوا على هذا البلد منذ زمن بعيد، وثمة تاريخ يربط قطر ودول الخليج في لبنان منذ الخمسينيات، ومنذ تلك الفترة لم ينقطع التواصل مع انتهاء الحرب الأهلية وعدنا جميعاً إلى لبنان". وتمنى أن يكون صيف لبنان وربيعه وخريفه فصولاً متشابهة لأن لبنان عامل جذب لكل السائحين والمصطافين، وأضاف: "نحن دائماً نتابع أحداثاً في لبنان ونحاول أن نجذب أكبر عدد من المصطافين إليه، ولكن هناك بعض المشاكل أحيانا، وأنا أتأسف عندما أرى شخصاً يقرر عدم العودة إلى لبنان لأسباب تكون أحيانا بسيطة"، ونوه العطية بمساعي عبود كوزير للسياحة، وقال: "أنا واثق من أنه سيقوم بتطوير السياحة"، لافتاً الى أن المشكلة تكمن في عدم وجود مرجعية سياحية ولا نريد للسائح أن يذهب إلى المخفر للشكوى".
وأضاف العطية: " اليوم هناك مشاكل تحدث مع بعض المطاعم والفنادق والأطباء مما يؤدي إلى انخفاض عدد السياح القادمين ولاحظنا أن هناك توجهاً هذا الصيف إلى دول أخرى لأن هناك سياحا يصفون لبنان بأنه أغلى من أوروبا"، وطالب بالتركيز على ديمومة السياحة، مُشيراً إلى أن توقعات النمو بنحو 40 في المئة لجهة عدد السياح لم تنجح، وشدد على تعامل الجميع مع السياحة بشكل إيجابي وأن الثروة الطبيعية في لبنان جعلت منه مقصداً سياحياً فهو ليس بلداً صناعياً بل بلد السياحة والخدمات، ودعا العطية السياسيين الى "التخفيف من حدة خطاباتهم واعتماد اللغة المرحبة، وطالب بمعالجة أمور السياحة ووضع حد لمشاكل الكهرباء والمياه والطرق وأزمة السير.
** تكريم
وجرياً على عادتها في كل مؤتمر كرّمت مجموعة الاقتصاد والأعمال شخصيات قيادية مميزة شملت: نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة في دولة قطر عبد الله بن حمد العطية بوصفه عميدا للمصطافين العرب في لبنان، ومؤسس ورئيس مجموعة روتانا للفنادق ناصر النويس ورجل الأعمال السعودي عبد العزيز العفالق.
وبعد جلسة الافتتاح عقدت 6 جلسات تناولت موضوعات السياحة والاستثمار وخدمة المصارف وسوق العقار وخطط بلدات الاصطياف ودور المغتربين اللبنانيين الاستثماري.
بيروت : محاسن عرفة
دعا وزير السياحة اللبناني فادي عبود إلى تحويل السياحة في لبنان إلى صناعة استراتيجية ترفد الاقتصاد، بالتعاون مع القطاع الخاص، عبر اتخاذ مجموعة من إجراءات وآليات العمل التي تكفل تجانس وجودة عناصر المُنتَج السياحي بما يؤدي إلى اعتبار السياحة أحد المحركات الأساسية للاقتصاد الوطني وزيادة مساهمتها بفاعلية في الناتج المحلي الإجمالي. وقال: إن السياحة في لبنان هي محرك حقيقي للاقتصاد الوطني، وهي من القطاعات الواعدة التي تحمل العديد من الفرص الجديدة، كما أن النمو الذي يشهده هذا القطاع يستوجب منا العمل جديا لتحويل لبنان إلى مقصد سياحي على خارطة السياحة الإقليمية والدولية.
وأضاف: إن "صيف لبنان 2010" هو مثال حقيقي لموسم سياحي ناشط ومزدهر، "حيث تعتبر هذه الفترة موعداً سنوياً يجمع لبنان مجدداً بأبنائه المغتربين والسياح خاصة أخواننا العرب والخليجيين الذين يتوافدون للقاء هذا البلد المتميز القادر على تقديم تجارب جديدة وفريدة لزواره".
ولفت إلى أن عدد الوافدين إلى لبنان سجّل خلال النصف الأول من العام الجاري زيادة بنسبة 26.6 في المئة، مقارنة بما كانت في الفترة ذاتها من العام الفائت، حيث بلغ عدد الوافدين إلى لبنان في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 964 ألفاً و67 زائراً، مقابل 761 ألفاً و41 زائراً للنصف الأول من العام 2009.
وعن مستقبل السياحة في لبنان أكد وزير السياحة اللبناني " قدرتها على استقطاب الكثير من المشاريع والاستثمارات السياحية في الفترة المقبلة، إلا أن هذا الهدف لن يتحقق من دون رجال الأعمال العرب واللبنانيين المقيمين والمغتربين، الذين يؤمنون بقدرات لبنان الكبيرة، هذا البلد الذي قاوم أقسى الظروف والذي قدم تجربة فريدة للعالم خلال الأزمة العالمية، ونجح في إثبات واقع ان الاستثمار في لبنان هو فرصة حقيقية وذهبية".
وأضاف عبود: إن القطاع السياحي يملك فرصاً لقيام مشاريع سياحية كبيرة داعمة للاقتصاد الوطني، لافتاً الى أن هناك عدداً من الأفكار حالياً، منها إنشاء استراحات في المناطق الحدودية، وإنشاء مركز متطور للمعارض والمؤتمرات لتشجيع ما يعرف بالـ MICE TOURISM، وإنشاء خط Taxi بحري من بيروت الى المناطق، بالإضافة إلى عدد من المواقع السياحية الأثرية والطبيعية والأسواق القديمة التي يمكن تحويلها الى مشاريع سياحية مهمة.
وهدد عبود المؤسسات السياحية التي تغش السائحين بغرامة "لا تقل عن 10 ملايين ليرة وإقفال المؤسسة المخالفة. جاء كلام عبود خلال نيابته عن رئيس الوزراء الحريري في افتتاح ملتقى صيف لبنان 2010 الذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال بالتعاون مع اتحاد الغرف العربية، واتحاد الغرف اللبنانية والمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات (ايدال)، بمشاركة نحو 300 لبناني وعربي يتقدمهم نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة في دولة قطر عبد الله بن حمد العطية وعدد من السفراء والسلك القنصلي وجمع من المستثمرين ورجال الأعمال. وقد ألقى وزير السياحة كلمة راعي الملتقى الرئيس سعد الحريري، فرحب بالمشاركين بالملتقى والمغتربين والسياح بخاصة "إخواننا العرب والخليجيين" الذين يقصدون لبنان خلال موسم الصيف الجاري.
ومن جانبه اعتبر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي أن الحركة السياحية النشطة التي يشهدها لبنان تؤكد موقعه التاريخي والراسخ كمقصد أول لخدمات السياحة والصحة والتعليم في العالم العربي. وإذا كان هذا الدور تعرض لنكسات متكررة نتيجة للأزمات التي واجهت لبنان فقد استعاد وهجه بقوة وبسرعة بدليل ارتفاع عدد السياح بحوالي 38 في المئة في 2009.
وأشار أبو زكي إلى أن «ملتقى صيف لبنان 2010» لا يهدف الى تشجيع السياحة والاصطياف في لبنان وحسب، بل يُشكل فرصة لتلاقي رجال الأعمال العرب واللبنانيين المُقيمين والمغتربين وتطوير العلاقات وإطلاق المشاريع.
وأضاف أبو زكي: يوفر الملتقى المجال للاطلاع من المسؤولين وأهل الخبرة والاختصاص على التطورات الأخيرة في الاقتصاد اللبناني وآفاق المرحلة المقبلة، وسياسات ومشاريع التنمية، وفرص ومجالات الاستثمار المتاحة في القطاعات الرئيسية لاسيما في العقار والخدمات الصحية والتعليمية والمصرفية.
وختم كلامه قائلاً: لقد انطلق فصل الصيف هذه السنة وسط أجواء إقليمية معقدة، لكن ذلك لم يحل دون الإقبال العربي على المجيء إلى لبنان، وهو ما يمكن اعتباره عربون ثقة ببلدنا وبمناعته وقدرته على التكيف دائماً والمحافظة على حيويته وضيافته المعهودة، كما أنه دليل على أن لبنان يبقى دائماً مقصداً ضرورياً للسياحة والاصطياف وكافة الخدمات على النطاق العربي والإقليمي.
وأكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير أن السياحة الاستشفائية والطبية أصبحت تشكل عنصراً في لبنان طوال السنة، نتيجة توفر العيادات إضافة إلى سمعة الطبيب اللبناني ومهنيته، كما أن المهرجانات الثقافية والفنية التي تشهدها مختلف المناطق اللبنانية، تشكل عامل جذب للسياح من مختلف أنحاء العالم، وبالتأكيد أيضاً فإن الأمكنة الأثرية والتاريخية والدينية تبقى محط اهتمام العرب، واعتبر شقير أن من أهم ميزات السياحة في لبنان هي وفاء السائح الذي يقصد لبنان، رغم أننا نعيش في منطقة مليئة بالنزاعات والتوترات والحروب، ومع ذلك فإن السائح بخاصة السائح العربي أثبت مرة تلو الأخرى وفاءه للبنان.
وقال شقير: "إن خير لبنان من خير العرب وخير العرب في خير لبنان، ففي الوقت الذي أثبت السياح العرب ولاءهم للبنان، فإن على لبنان أن يضاعف جهده ويبادل الضيوف العرب بأفضل ما عنده، وألا يدخر جهداً في سبيل إشعار الزائر العربي بأنه في بلده خلال مدة إقامته في لبنان"، ودعا المؤسسات الرسمية والخاصة الى توحيد جهودها لهذه الغاية "لأن خدمة السائح والسهر على أمنه وراحته، هي واجب وطني لما يدر هذا القطاع من منافع على مكونات الاقتصاد الوطني. وناشد شقير العرب واللبنانيين بزيارة لبنان هذا الصيف، و"ألا تكون التصريحات والمساجلات السياحية موضع تخوف عندهم لأن البلد بألف خير"، كما ناشد المسؤولين والقيادات السياسية والإعلام بأن يتحلوا بالمسؤولية، لأن لا شيء يبرر قطع أرزاق اللبنانيين وتوتر الأجواء والمس بالاستقرار الوطني".
وقال رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في البلاد العربية الوزير عدنان القصّار في كلمته: "إن حكومة الوحدة الوطنية لم توفر جهداً إلا بذلته في سبيل تعزيز علاقات لبنان بأشقائه وأصدقائه، وفي اعطائها الشأن الاقتصادي الأهمية التي يستحقها، مما مكن الاقتصاد اللبناني من بلوغ مرحلة متقدمة من الأداء ومن نسبة مرتفعة ومتزايدة في النمو تجاوزت 8% خلال العام الفائت، وهي مرشحة للاستمرار في تسجيل معدل مماثل هذا العام".
ولفت الى سلسلة الاتفاقات التي وقعتها الحكومة وكان آخرها مع سوريا وقبلها الأردن وتركيا، وستليها اتفاقات مماثلة مع دول أخرى "نتطلع الى أن تسهم في زيادة النمو الاقتصادي في لبنان، وتعزيز الفرص أمام التجارة والاستثمار والسياحة وغيرها من القطاعات الحيوية".
وقال: "نحن اليوم أمام فرصة مهمة للحفاظ على هذه المكتسبات والتقدم الى مرحلة جديدة تنتج نقلة نوعية في اقتصادنا، تدفعنا الى الاستمرار في تنفيذ إصلاحات مالية واقتصادية، وتستهدف تمتين الوضعين المالي والاقتصادي، وما زالت أمامنا مسؤوليات أساسية تجاه ملفات اقتصادية واجتماعية أخرى لتعزيز نظامنا الاقتصادي وحمايته بشراكة حقيقية واضحة بين القطاعين العام والخاص، مما يفتح الفرص واسعة أمام رجال الأعمال العرب لتكثيف استثماراتهم في لبنان". وأكد القصار على عمق المحبة التي يكنها "إخواننا" العرب للبنان، كما أن اللبنانيين يبادلون العرب هذا الشعور، لافتاً الى أن لبنان وطن المعجزات "فهدفنا لا أن يكون صيف لبنان صيف العرب أجمعين، بل أن يكون صيفه وشتاؤه وربيعه فصولاً عربية وعربية".
** عيتاني
ومن جهته، لفت رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان "إيدال" نبيل عيتاني الى أن لبنان شهد نموا في حجم الاستثمارات الواردة إليه رغم أزمة المال العالمية، حيث سجلت 4,8 بليون دولار في العام 2009 مقارنة مع 3,6 بليون للعام بزيادة قدرها 33%، مشيراً إلى أن 92% من هذا المجموع يعود إلى استثمارات قام بها رجال أعمال عرب ولبنانيين ومغتربين.
وأوضح أن الثقة الراسخة المتزايدة لرجال الأعمال العرب بالمناخ الاستثماري في لبنان انعكست في مشاريع في كثير من قطاعات الإنتاج كالسياحة والصناعة الخدمات والقطاع العقاري، ونوّه عيتاني بالتحسن الملموس على الصعيد الاقتصادي العام، ما دفع المؤسسات المالية والاستشارية الدولية إلى رفع تصنيف لبنان، تزامنا مع تحقيق مؤشرات اقتصادية ايجابية للغاية وتسجيل معدلات نمو مرتفعة، وتوقعات تفاؤلية بوصول هذا النمو إلى حدود قياسية تصل على 9 في المئة، وقال: إن هذه النسبة من النمو توفر فرصا استثمارية متزايدة في القطاعات الاقتصادية المختلفة، كما أنها تشكل ضغطا على القطاع العام لمواكبة هذا النمو وتعزيزه سواء من ناحية تطوير البنى الأساسية أو من ناحية تحديث التشريعات.
** العطية
وشكر وزير الطاقة والصناعة في دولة قطر عبد الله بن حمد العطية رئيس الوزراء سعد الحريري على رعايته هذا الملتقى، وقال: "هناك فرق بين كلمة سائح ومصطاف فالسائح يأتي في وقت قصير وقد لا يعود، أما المصطاف فهو الذي يملك بيتا أو منزلا في البلد الذي يصطاف فيه ونحن اخترنا لبنان بلدنا الثاني، لأننا من الذين راهنوا على هذا البلد منذ زمن بعيد، وثمة تاريخ يربط قطر ودول الخليج في لبنان منذ الخمسينيات، ومنذ تلك الفترة لم ينقطع التواصل مع انتهاء الحرب الأهلية وعدنا جميعاً إلى لبنان". وتمنى أن يكون صيف لبنان وربيعه وخريفه فصولاً متشابهة لأن لبنان عامل جذب لكل السائحين والمصطافين، وأضاف: "نحن دائماً نتابع أحداثاً في لبنان ونحاول أن نجذب أكبر عدد من المصطافين إليه، ولكن هناك بعض المشاكل أحيانا، وأنا أتأسف عندما أرى شخصاً يقرر عدم العودة إلى لبنان لأسباب تكون أحيانا بسيطة"، ونوه العطية بمساعي عبود كوزير للسياحة، وقال: "أنا واثق من أنه سيقوم بتطوير السياحة"، لافتاً الى أن المشكلة تكمن في عدم وجود مرجعية سياحية ولا نريد للسائح أن يذهب إلى المخفر للشكوى".
وأضاف العطية: " اليوم هناك مشاكل تحدث مع بعض المطاعم والفنادق والأطباء مما يؤدي إلى انخفاض عدد السياح القادمين ولاحظنا أن هناك توجهاً هذا الصيف إلى دول أخرى لأن هناك سياحا يصفون لبنان بأنه أغلى من أوروبا"، وطالب بالتركيز على ديمومة السياحة، مُشيراً إلى أن توقعات النمو بنحو 40 في المئة لجهة عدد السياح لم تنجح، وشدد على تعامل الجميع مع السياحة بشكل إيجابي وأن الثروة الطبيعية في لبنان جعلت منه مقصداً سياحياً فهو ليس بلداً صناعياً بل بلد السياحة والخدمات، ودعا العطية السياسيين الى "التخفيف من حدة خطاباتهم واعتماد اللغة المرحبة، وطالب بمعالجة أمور السياحة ووضع حد لمشاكل الكهرباء والمياه والطرق وأزمة السير.
** تكريم
وجرياً على عادتها في كل مؤتمر كرّمت مجموعة الاقتصاد والأعمال شخصيات قيادية مميزة شملت: نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة في دولة قطر عبد الله بن حمد العطية بوصفه عميدا للمصطافين العرب في لبنان، ومؤسس ورئيس مجموعة روتانا للفنادق ناصر النويس ورجل الأعمال السعودي عبد العزيز العفالق.
وبعد جلسة الافتتاح عقدت 6 جلسات تناولت موضوعات السياحة والاستثمار وخدمة المصارف وسوق العقار وخطط بلدات الاصطياف ودور المغتربين اللبنانيين الاستثماري.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions