واشنطن - عواصم - وكالات

لقي القائد السابق للقوات الأمريكية -الذي أقيل بسبب تعليقات تحط من قدر الرئيس باراك أوباما ومستشاريه المدنيين- وداع الأبطال من وزارة الدفاع (البنتاجون) ومن زعماء أفغان في حفل تقاعد رسمي أقيم أمس الأول. وقال الجنرال ستانلي مكريستال في خطبة وداع تحدث فيها علنا للمرة الأولى عن الفضيحة -التي أثارتها تعليقاته التي أدلى بها إلى مراسل لمجلة رولينج ستون- "خدمتي العسكرية لم تنته بالطريقة التي كنت أتمناها". وجاء الحفل بعد شهر من استدعاء مكريستال إلى البيت الأبيض حيث أقال أوباما الجنرالَ الذي قاد استراتيجيته المعدلة للحرب في أفغانستان.

وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الذي طار عائدا من اسيا لحضور حفل توديع الجنرال في قاعدة فورت ماكنير في واشنطن "إننا نودع ستان مكريستال اليوم بفخر وحزن". ووصف جيتس الجنرال المتقاعد بأنه "أحد أروع الرجال في صفوف القوات المسلحة الذين انجبهم هذا البلد" وأشاد به لتنفيذه أوامر أوباما في أفغانتستان بتفان. وحضر الحفل أيضا عشرات من المسؤولين من بينهم سعيد طيب جواد سفير أفغانستان لدى الولايات المتحدة الذي قال مخاطبا مكريستال: "لقد وضعت الأساس لنصرنا النهائي... سنظل نتذكرك لاجيال".

وفي سياق متصل، أعلن حلف شمال الأطلسي مقتل أربعة جنود أمريكيين أمس في تفجير أقرب إلى أسلوب طالبان فيما اقتربت حصيلة القتلى في صفوف القوات الأجنبية منذ بدء الحرب أواخر 2001 في أفغانستان من ألفي قتيل. وقتل الجنود الأربعة في انفجار لغم يدوي الصنع السلاح المفضل لطالبان على ما أوضحت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (ايساف) التابعة للحلف الأطلسي. وأكد متحدث باسم ايساف تم الاتصال به هاتفيا أن الجنود الأربعة هم من الأمريكيين.

ووقعت عملية التفجير في جنوب أفغانستان حيث وصلت الحرب إلى أوجها بحسب بيان لايساف. وقتل 369 جنديا أجنبيا في إطار العمليات العسكرية في أفغانستان منذ بداية العام بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى الموقع الإلكتروني المتخصص "ايكاجواليتز" مقابل 520 في العام 2009. وقتل مئة وجنديان في يونيو الشهر الذي يسجل عددا قياسيا للقتلى منذ بدء التدخل الدولي في أفغانستان أواخر 2001. كما لقي 1964 جنديا أجنبيا، بينهم 1204 أمريكيين، حتفهم منذ نهاية 2001 في أفغانستان.

وقد كثف المتمردون أنشطتهم منذ أربع سنوات ووسعوا حقل عملياتهم ليشمل كامل أراضي أفغانستان تقريبا بالرغم من تعزيز القوات الدولية بانتظام خصوصا الأمريكية. وتشكل القنابل اليدوية الصنع الرخيصة الثمن والتي يسهل إخفاؤها السبب الأول للوفيات في صفوف القوات الدولية والأفغانية وكذلك في صفوف المدنيين الأفغان. وقد عبرت قيادة الحلف الأطلسي عن قلقها لقدرة تكيف المتمردين الذين يزرعون قنابل يدوية أكثر فأكثر خصوصا في جنوب البلاد على استهداف العسكريين. وباتوا يستخدمون عبوات ناسفة أكثر قوة وأحيانا مصنوعة من الخشب أي أن كشفها بواسطة أجهزة لرصد المعادن أصبح اكثر صعوبة.

وقد دعم المجتمع الدولي أثناء مؤتمر دولي عقد الثلاثاء الفائت في كابول استراتيجية الرئيس حامد كرزاي للسنوات المقبلة. ففضلا عن خطة مصالحة مع طالبان تستهدف "الجنود الصغار" في حركة التمرد ممن يقاتلون من أجل الحاجة للمال وليس للايديولوجية، أكد الرئيس الأفغاني تصميمه على ضمان الأمن في أفغانستان بقواته الخاصة بحلول نهاية 2014. وكان قائد هيئة أركان الجيش الامريكي الاميرال مايكل مولن اعتبر الخميس أن هدف الرئيس كرزاي "معقول".

أما في ما يتعلق بسياسة اليد الممدودة التي ينتهجها كرزاي، فقد أبدى الاميرال مولن حذره. وقال في هذا الصدد إن مثل هذه الاستراتيجية لا يمكن ان تنجح إلا في حال كانت الغلبة العسكرية للقوات الدولية والجيش الأفغاني على الأرض. وأضاف "اعتقد أن علينا أن نكون في موقع قوة. لم نتوصل بعد إلى ذلك".

من جهته تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن بدء انسحاب القوات الأمريكية في يوليو 2011. في غضون ذلك، قال مسؤولو أمن إن طائرة أمريكية بدون طيار أطلقت ستة صواريخ على مجمع للمتشددين في منطقة وزيرستان الجنوبية بشمال غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان في وقت مبكر من أمس السبت فقتلت 16 متشددا على الأقل. وقال مسؤول مخابرات إن جميع المتشددين باكستانيون بينما قال مسؤول آخر إن بين القتلى أربعة أجانب رغم أنه لم يمكن التأكد من جنسيتهم.