صلالة ـ محمد الدرمكي:
لم تتوقف مدينة صلالة عن جذب السياح وعشاق الجمال إليها عبر خضرتها الباهرة وهوائها العليل ورذاذها المنعش بل وصل الأمر إلى أن تعمد صلالة إلى جذب السياح والزائرين بطعامها اللذيذ وأطباقها المميزة، من حيثُ أن الطعام اللذيذ هو السحر الذي لا يقاوم، فها هو سهل أتين يختلط فيه لون البساط الأخضر برائحة الشواء الزكية التي تفوح من محلات شواء اللحوم المنتشرة هنا وهناك وهي ما يعرف محلياً بـ(الظبي) أو اللحم (المظبي).
فما إن يتنفس الصبح عن يوم جديد إلا ويبدأ أصحاب محلات اللحوم بذبح مواشيهم بأنواعها المختلفة من ماعز أو أبقار أو جمال، لتتم بعدها عملية تقطيع اللحوم المذبوحة بحسب نوع الطعام الذي سيقدم، ومن ثم تشتعل نيران الطبخ لتقدم للزائر والسائح والمقيم أطباقاً شهية لا يملك من يمرّ على ذلك الطريق إلا أن يتوقف ليتذوق من خيرات صلالة الخضراء ولحومها الطازجة الشهية بأنواعها المتعددة من المظبي والمشوي ولحم المقاديد والمعجين والمشاكيك وغيرها، وما تكاثر محلات شواء وظبي اللحوم على طول سهل أتين إلا دليل على كثرة الطلب على تلك اللحوم، وما الزحام الذي يلحظه المارّ على طريق السهل إلا علامة أخرى على تميز تلك المأكولات بمذاقها الذي لا يقاوم.
هكذا كانت البداية
قبل أكثر من عشرين عاماً خطرت على أبي سعيد فكرة أن يخرج إلى "السيح" الممتد في سهل أتين بشيء من اللحوم ليشويها على الهواء الطلق ويبيعها لمن يرتاد ذلك المكان والذين غالباً ما يكونون من أقربائه ومن سكان المنطقة، وهكذا كانت البداية، فبعد أن كان أبو سعيد هو الشخص الوحيد في ذلك السيح أصبح هناك الآن كثيرون يسيرون على نهج أبي سعيد ويقتفون أثره في ذلك.
وحول بدايته تلك حدثنا أبو سعيد محمد بن سعيد الشحري قائلا: بدأت في العام 1988م بالظبي وشواء اللحوم الطازجة وعمل بعض الوجبات التقليدية (كالمقاديد والمعجين) من لحوم الجِمال، ولم يكن وقتها الوضع كما هو الآن، حيث كان الزبائن هم من الأقرباء وسكان المنطقة فقط، استمر أبو سعيد بتطوير المهنة وكل عام يقوم بإضافة جديدة من أجل المهنة التي أحبَّها واحترفها، إلى أن أصبحت استراحة أبو سعيد يقصدها السياح من كل دول الخليج، بحيث أصبح محل أبي سعيد مهوى الأفئدة لكل زائر، وأطلق بعضهم على محلّه اسم مطعم المشاهير وملك المظبي وغيرها من الأسماء دلالة على شهرته التي لا تضاهى، ويقدم المطعم وجبات متنوعة من الشوي والظبي بالإضافة إلى جميع الوجبات التقليدية.
ولم تتوقف همم أبي سعيد الشحري على تقديم خدمات الظبي والشوي، بل تعداها إلى تقديم الاقتراحات لتطوير المهنة خاصة بعد طلبات الزبائن التي تتنوع، ولكن في المقابل تعرض أبو سعيد إلى صعوبات كبيرة وهدم لمطبخه وبعض المرافق الذي عملها من قبل الجهات المسؤولة بحجة عدم الترخيص! ومهما يكن من أمر فإن مهنة ظبي اللحوم الطازجة ارتفع مؤشر الطلب عليها وصار لها زبائن كثر.
وعن سر النجاح الباهر لأبي سعيد قال: الخبرة على مدى السنوات الطويلة في المهنة، والاستمرارية في العمل، والطموح الكبير، وثقة الزبائن زادت من نجاحي لتقديم خدمات أفضل وأكبر.
أدوات تقليدية وطعام صحيّ
كما حدثنا علي بن عوض الشحري أحد أصحاب مهنة ظبي اللحوم الطازجة قائلا: إن أدوات الظبي تقليدية، فقد حرصنا على الاهتمام بالماضي وذلك لأنه طبيعي وأصحّ، حيث يتكون الموقد (أي مكان الظبي) من الحطب والحصى، ونقوم بتجهيز نار الظبي لمدة ثلاث ساعات حتى يمكن استخدامها، وتبقى صالحة للشواء عليها قرابة 24 ساعة، ويصل متوسط معدل الذبائح اليومية المباعة بالمحل إلى 20 ذبيحة متنوعة بين ظبي وشوي ووجبات تقليدية أخرى كالمعجين والمقاديد والولائم، بحيث يبدأ العمل يومياً من الصباح الباكر لتجهيز اللحوم والتنور الذي يطبخ عليه.
طعم خاص
بينما كان يرتاد أماكن ظبي وشوي اللحوم ويتذوق منها ما لذّ وطاب قال محمد بن سليمان الريسي: وجود موقع لمحلات الشوي أمر ممتاز وجيد جداً لأن سهل أتين هو المكان الذي يتجمع فيه معظم زوار المحافظة في فترة الخريف، كما أن اللحوم هنا لها طعمها الخاص ولابد من الأكل في هذه المطاعم وتذوق لحوم الإبل التي تتوافر بكثرة في المحافظة.
ويشاركه الرأي سهيل بن حمد الدرعي من دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يزور صلالة منذ 6 سنوات بشكل مستمر ويحرص على زيارة استراحة أبي سعيد للتزود باللحوم المظبية اللذيذة، وأكل الوجبات العمانية التي لها طابع مميز وبخاصة في أيام الخريف، وتمنى الدرعي أن يتم توسعة المكان وتطويره لتقديم خدمات أوسع وأن تحفظ اللحوم بمكان خاص لزيادة الحرص.
كما لا يخفي محمود بن مسعود النيري شغفه بوجبة "المشاكيك" حيث قال بأنها وجبته المفضلة، وأكد أن المشاكيك في محافظة ظفار تكون أجمل كونها لا تعد بالتوابل إنما تقدم بدونها وهذا يعطيها نكهة طبيعية، بالإضافة لتوافر لحوم الإبل التي تتميز بها محافظة ظفار لكثرة مراعي الإبل.
وفرة المراعي
من العوامل التي ساعدت على انتشار مهنة بيع وشواء اللحوم وفرة المرعى من جبال وسهول، وذلك لتعرض المنطقة إلى أمطار الخريف التي بدورها تساعد في نماء العشب الذي تتربى عليه المواشي، ليستغل سكان المحافظة هذه المواشي في تقديمها كوجبات طازجة بعد طهوها بالطرق التقليدية التي تتميز بها محافظة ظفار.
وهكذا استطاعت لحوم صلالة أن تكون مقصداً للسياح وعامل جذب قوياً لا يقدر أحد على إنكاره.
لم تتوقف مدينة صلالة عن جذب السياح وعشاق الجمال إليها عبر خضرتها الباهرة وهوائها العليل ورذاذها المنعش بل وصل الأمر إلى أن تعمد صلالة إلى جذب السياح والزائرين بطعامها اللذيذ وأطباقها المميزة، من حيثُ أن الطعام اللذيذ هو السحر الذي لا يقاوم، فها هو سهل أتين يختلط فيه لون البساط الأخضر برائحة الشواء الزكية التي تفوح من محلات شواء اللحوم المنتشرة هنا وهناك وهي ما يعرف محلياً بـ(الظبي) أو اللحم (المظبي).
فما إن يتنفس الصبح عن يوم جديد إلا ويبدأ أصحاب محلات اللحوم بذبح مواشيهم بأنواعها المختلفة من ماعز أو أبقار أو جمال، لتتم بعدها عملية تقطيع اللحوم المذبوحة بحسب نوع الطعام الذي سيقدم، ومن ثم تشتعل نيران الطبخ لتقدم للزائر والسائح والمقيم أطباقاً شهية لا يملك من يمرّ على ذلك الطريق إلا أن يتوقف ليتذوق من خيرات صلالة الخضراء ولحومها الطازجة الشهية بأنواعها المتعددة من المظبي والمشوي ولحم المقاديد والمعجين والمشاكيك وغيرها، وما تكاثر محلات شواء وظبي اللحوم على طول سهل أتين إلا دليل على كثرة الطلب على تلك اللحوم، وما الزحام الذي يلحظه المارّ على طريق السهل إلا علامة أخرى على تميز تلك المأكولات بمذاقها الذي لا يقاوم.
هكذا كانت البداية
قبل أكثر من عشرين عاماً خطرت على أبي سعيد فكرة أن يخرج إلى "السيح" الممتد في سهل أتين بشيء من اللحوم ليشويها على الهواء الطلق ويبيعها لمن يرتاد ذلك المكان والذين غالباً ما يكونون من أقربائه ومن سكان المنطقة، وهكذا كانت البداية، فبعد أن كان أبو سعيد هو الشخص الوحيد في ذلك السيح أصبح هناك الآن كثيرون يسيرون على نهج أبي سعيد ويقتفون أثره في ذلك.
وحول بدايته تلك حدثنا أبو سعيد محمد بن سعيد الشحري قائلا: بدأت في العام 1988م بالظبي وشواء اللحوم الطازجة وعمل بعض الوجبات التقليدية (كالمقاديد والمعجين) من لحوم الجِمال، ولم يكن وقتها الوضع كما هو الآن، حيث كان الزبائن هم من الأقرباء وسكان المنطقة فقط، استمر أبو سعيد بتطوير المهنة وكل عام يقوم بإضافة جديدة من أجل المهنة التي أحبَّها واحترفها، إلى أن أصبحت استراحة أبو سعيد يقصدها السياح من كل دول الخليج، بحيث أصبح محل أبي سعيد مهوى الأفئدة لكل زائر، وأطلق بعضهم على محلّه اسم مطعم المشاهير وملك المظبي وغيرها من الأسماء دلالة على شهرته التي لا تضاهى، ويقدم المطعم وجبات متنوعة من الشوي والظبي بالإضافة إلى جميع الوجبات التقليدية.
ولم تتوقف همم أبي سعيد الشحري على تقديم خدمات الظبي والشوي، بل تعداها إلى تقديم الاقتراحات لتطوير المهنة خاصة بعد طلبات الزبائن التي تتنوع، ولكن في المقابل تعرض أبو سعيد إلى صعوبات كبيرة وهدم لمطبخه وبعض المرافق الذي عملها من قبل الجهات المسؤولة بحجة عدم الترخيص! ومهما يكن من أمر فإن مهنة ظبي اللحوم الطازجة ارتفع مؤشر الطلب عليها وصار لها زبائن كثر.
وعن سر النجاح الباهر لأبي سعيد قال: الخبرة على مدى السنوات الطويلة في المهنة، والاستمرارية في العمل، والطموح الكبير، وثقة الزبائن زادت من نجاحي لتقديم خدمات أفضل وأكبر.
أدوات تقليدية وطعام صحيّ
كما حدثنا علي بن عوض الشحري أحد أصحاب مهنة ظبي اللحوم الطازجة قائلا: إن أدوات الظبي تقليدية، فقد حرصنا على الاهتمام بالماضي وذلك لأنه طبيعي وأصحّ، حيث يتكون الموقد (أي مكان الظبي) من الحطب والحصى، ونقوم بتجهيز نار الظبي لمدة ثلاث ساعات حتى يمكن استخدامها، وتبقى صالحة للشواء عليها قرابة 24 ساعة، ويصل متوسط معدل الذبائح اليومية المباعة بالمحل إلى 20 ذبيحة متنوعة بين ظبي وشوي ووجبات تقليدية أخرى كالمعجين والمقاديد والولائم، بحيث يبدأ العمل يومياً من الصباح الباكر لتجهيز اللحوم والتنور الذي يطبخ عليه.
طعم خاص
بينما كان يرتاد أماكن ظبي وشوي اللحوم ويتذوق منها ما لذّ وطاب قال محمد بن سليمان الريسي: وجود موقع لمحلات الشوي أمر ممتاز وجيد جداً لأن سهل أتين هو المكان الذي يتجمع فيه معظم زوار المحافظة في فترة الخريف، كما أن اللحوم هنا لها طعمها الخاص ولابد من الأكل في هذه المطاعم وتذوق لحوم الإبل التي تتوافر بكثرة في المحافظة.
ويشاركه الرأي سهيل بن حمد الدرعي من دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يزور صلالة منذ 6 سنوات بشكل مستمر ويحرص على زيارة استراحة أبي سعيد للتزود باللحوم المظبية اللذيذة، وأكل الوجبات العمانية التي لها طابع مميز وبخاصة في أيام الخريف، وتمنى الدرعي أن يتم توسعة المكان وتطويره لتقديم خدمات أوسع وأن تحفظ اللحوم بمكان خاص لزيادة الحرص.
كما لا يخفي محمود بن مسعود النيري شغفه بوجبة "المشاكيك" حيث قال بأنها وجبته المفضلة، وأكد أن المشاكيك في محافظة ظفار تكون أجمل كونها لا تعد بالتوابل إنما تقدم بدونها وهذا يعطيها نكهة طبيعية، بالإضافة لتوافر لحوم الإبل التي تتميز بها محافظة ظفار لكثرة مراعي الإبل.
وفرة المراعي
من العوامل التي ساعدت على انتشار مهنة بيع وشواء اللحوم وفرة المرعى من جبال وسهول، وذلك لتعرض المنطقة إلى أمطار الخريف التي بدورها تساعد في نماء العشب الذي تتربى عليه المواشي، ليستغل سكان المحافظة هذه المواشي في تقديمها كوجبات طازجة بعد طهوها بالطرق التقليدية التي تتميز بها محافظة ظفار.
وهكذا استطاعت لحوم صلالة أن تكون مقصداً للسياح وعامل جذب قوياً لا يقدر أحد على إنكاره.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions