الشيخ رائد صلاح يناديكم: القدس!

    • الشيخ رائد صلاح يناديكم: القدس!



      في مهرجان تسليم نفسه لسلطات الاحتلال الصهيونية لتنفيذ الحكم الجائر بحقه بالسجن خمسة أشهر أوصى الشيخ المناضل رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية في فلسطين وأحد الرموز الوطنية الرافضة لوجود الكيان الصهيوني والمدافع بحزم عن عروبة القدس وإسلاميتها، أوصى بالكفاح حتى الرمق الأخير من أجل منع اليهود من إكمال استيلائهم على بيت المقدس وبالمحافظة على وحدتنا في مواجهة التغول الصهيوني.

      صرخة الشيخ رائد صلاح شقت عنان السماء وأحدثت أثراً بالغاً في نفوس من سمعوه ورأوه وهو يدخل مجبراً سجن العدو وعلى وجهه ابتسامة المنتصر وجماهير غفيرة من محبيه تلوح له مودعة وتعده بالبقاء كما أرادها وبأنها في انتظاره.

      يظن العدو أن تغييب الزعيم رائد صلاح يمكن أن يضعف الحركة الإسلامية المتمسكة بعروبة فلسطين والقدس على وجه الخصوص وربما يحدث هذا بشكل مؤقت ونسبي، لكن وقائع الأيام التي سبقت الأحد الأسود الذي بدأ فيه تنفيذ الحكم بسجن الرجل والمهرجان الوطني الحاشد الذي رافق مسيرة الشيخ إلى السجن تدل على عكس ما يحلم به العدو، فقد رفع تنفيذ الحكم الظالم وبهذه الطريقة المستفزة وتيرة التحدي بين العرب والمسلمين للتصدي لتهويد القدس وتغيير معالمها العربية الإسلامية، وزاد السجن من وهج المواجهة مع سلطات الاحتلال وأكسبها أبعاداً جديدة وأنصاراً جدداً يستمدون من قوة عزيمة الشيخ وجلده روحاً جديدة وإيماناً أكبر وأعمق بحقهم في وطنهم وفي مقدساتهم.

      إن القدوة الحسنة التي يمثلها هذا الشيخ المناضل قد ترسخت في عقول الناس وأفئدتهم سواء ما يمثله من صدق الإيمان بما يقوم به أو استمراره في ذات الطريق دون تردد رغم كل ما يعترضه من صعاب ومخاطر وما يعانيه من ظلم وملاحقة واعتداء على شخصه بشكل دائم.

      إنه رمز فلسطين وابن القدس سواء قبع في السجن أو كان طليقاً خارجه، وهو في نضاله المستميت من أجل رفع الظلم عن وطنه وشعبه يمثل مدرسة متميزة للقدرة على تنويع أشكال وأساليب المقاومة للمشروع الصهيوني فوق أرضنا. إنه القائد الوطني الذي يمثل بصدق كافة التوجهات والمنابع الفكرية لمعظم طبقات الشعب الفلسطيني مسورة ببعدها الديني ورمزيتها التاريخية الراسخة في عقل ووجدان كل مواطن عربي ومسلم الأمر الذي تعرف خطورته سلطات الاحتلال الصهيوني وتعمل على احتوائه وتجريده من هذه الرمزية حتى لو أدى ذلك لاغتياله كما حدث في وقائع مذبحة الحرية التي اقترفتها عصابات الكيان الصهيوني في عرض البحر وراح ضحيتها تسعة شهداء أتراك.

      الشيخ رائد صلاح يغيب لكن شمس الحقيقة التي عمل الرجل على بقائها ساطعة في كبد سماء الوطن والقائلة بأن النصر آتٍ وأن القدس كانت وستظل عربية إسلامية ستبقى كما أرادها الشيخ بل وازدادت سطوعاً ولمعاناً باعتقاله.

      الشيخ المكافح والذي يتوارى مرغماً خلف قضبان السجن في دولة الصهاينة أعطى خارجه الدرس الأبرز في كيفية التصدي للعدوان وبكافة الأشكال دون خوف أو تردد وهو قد قدم سابقاً وسيقدم اليوم دروساً أخرى في المعتقل، فبهذا الحب والتضامن الذي رافقه حتى باب السجن ستكون حتى همسات الرجل رسائل ثورية من نوع خاص وفريد تنتقل من مكان لآخر ومن فلسطين للوطن العربي والعالم الإسلامي ولكل ضمير حي في العالم بشكل أسرع وأيسر.

      إن الرسائل التي يحملها اعتقال الرجل لتنفيذ حكم غير قانوني ولا تسنده الوقائع ستكون أبلغ في اتجاه معاكس لما أراده الصهاينة من وراء تنفيذهم للحكم الذي كان يمكن تجاوزه بقرار من المحكمة العليا لو أراد ذلك قادة الكيان الصهيوني وسياسيوه العنصريون.

      إن القرار وكل ما يرتبط به هو قرار سياسي جرى اتخاذه على أعلى المستويات وبالتزامن مع ظروف حساسة تمر بها المنطقة ووصول عمليات تهويد القدس والحفر تحت المسجد الأقصى مرحلة متقدمة تقتضي تغييب كل المقاومين لهذا المشروع وعلى رأسهم من كانوا على شاكلة الشيخ رائد صلاح الذي بقي شوكة في حلوقهم وسيظل الرجل كذلك حتى بعد اعتقاله.

      إن استمرار المفاوضات العبثية مع الكيان الصهيوني ومحاولة الانتقال للمفاوضات المباشرة وبروز مؤشرات على إمكانية حدوث ذلك تعطي سبباً آخر لتنفيذ حكم الحبس بحق الرجل وهذا ما يجب أن تفهمه السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير ولجنتها التنفيذية، ولعل ما يجري داخل السجون الإسرائيلية من تضييق وحصار وقمع للمعتقلين وخاصة رموزهم الكبيرة إنما يأتي في ذات السياق.

      إن نداء القدس والمسجد الأقصى هي الكلمة الجامعة لشعبنا وأمتنا وقد أطلقها الشيخ رائد صلاح بتنفيذه لقرار السجن لخمسة أشهر، وها نحن نسمع ذات النداء وكلمة السر من كافة معتقلينا داخل سجون الاحتلال، فهل يكون هذا النداء وكلمة السر القاطرة لواقع جديد نتوحد فيه جميعاً خلف برنامج المقاومة والتحرير.. نتمنى ذلك.
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
    • عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ