عرفت صناعة النسيج منذ القدم لما للإنسان من حاجة في معيشته للملبس والمفرش والغطاء والمأوى ليقي نفسه شمس الصيف وأمطار الشتاء وبرده.

وكانت مادة الخام المستخدمة هي الصوف والوبر والشعر المستخرجة من الدواب التي ظلت ترافقه وتؤانسه وتخدمه في حياته اليومية بفضل ما وهبها الله سبحانه وتعالى وسخرها وذللها لتنقاد طواعية تحت تصرفه.

وظلت صناعة النسيج في تطور وحركة دائمة نشطة فأخذت هذه الصناعة ضروبا من الفن وإنجازا من الإبداع حتى وصلت إلى حاضرنا المعاصر بأطروحة جمالية فاخرة ونظرة زخرفية زاخرة حلت بها المجالس ورتب فيها المفارش لذلك كان لهذه الصناعات أثر عميق في المجتمع العماني وإحساس نفيس لتاريخها المزدهر بصنوف الأعمال مما أخذت الهيئة العامة الصناعات الحرفية واجب العمل على إبقائها واستمرار منتوجها وإبراز فنونها التقليدية العمانية، فأوجدت المراكز الخاصة بصناعة النسيج ومن بينها مركز التدريب وإنتاج النسيج بالحجيرة.

يقع المركز بمنطقة الباطنة في ولاية السويق ويبعد عن محافظة مسقط 170 كيلومترا يختص المركز بالعمل على تطوير وإنتاج النسيج وبخاصة نسيج المفارش والأرضيات والجداريات بتصاميم وفنون هندسية وتشكيلات متنوعة لها طابع عماني معاصر تعكس معالم البيئة العمانية.

يقوم المركز بإعداد 20 شابة متدربة من الحاصلات على المؤهل الدراسي الثالث عشر. ويدار منهج التدريب على التعريفات الخاصة بالأسس وطرق الإنتاج ومراحله وكيفية التعامل مع مختلف الأصناف للصوف وطرق تجهيزه وإعداده كذلك يشتمل على دروس تثقيفية حول أهمية الصوف ودوره في المجتمع وما له من مصدر تاريخي وحضاري ومن خلال الدورة استطاعت المتدربات إتقان العمل وإثبات وجودهن وترسيخ فكرهن على تصميمات إبداعية ورسومات هندسية لها أثر جمالي وإيحاء بيئي ذو طابع عماني مميز.

وهاهن يأخذن مكانهن في العمل الإنتاجي المستمر والمتواصل بصنوف مختلفة وأعمال فنية متقنة نالت إعجاب الجميع. لقد حقق المركز غاية وطنية في إحياء صناعة حرفية عمانية متوارثة لها عبق نفيس وماضٍ دفين بروح العمل الوطنية وأنامل العطاء الإنسانية العمانية وفكر متجدد بفنون الإبداع المتطور والمعاصر.

كما حقق المركز مواهب دفينة أظهرت قدرتها على التطوير وأوجدت لها مكانة في سوق العمل الحرفي وشق طريق النور إلى الاعتماد على النفس في الكسب وإيجاد الرزق الحلال وسوف يستمر المركز بإذن الله تعالى في ترسيخ الخبرات المهنية لأبناء هذا الوطن العزيز وإيجاد الملاذ الشريف في العمل والإنتاج. سليمان بن سيف الهاشمي