صلالة: زمزم الحضرية

الفطر أو (القمبال) كما هو معروف محلياً في محافظة ظفار يعتبر من أقدم الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض، وهو نبات موسمي في ينمو في سفوح الجبال ابتداءً من شهر يوليو أي بعد شهر تقريبا من ابتداء موسم الخريف فلكيا في محافظة ظفار، وهو نبات ليس له جذور أو أزهار، ويشبه في شكله المظلة، وهو ذو رائحة جميلة ويميل لونه إلى اللون الرمادي لأنه خالٍ من مادة الكلوروفيل الخضراء.

ويعتبر الفطر من النباتات ذات القيمة الغذائية العالية، حيث يحتوي على فيتامين B الذي يساعد على صحة وسلامة الجهاز العصبي والهضمي كما انه تنخفض فيه السعرات الحرارية لذلك لا يشكل خطرا للسمنة الا في حالة طبخه بالزيت (القلي)، وهو غني بمعدن النحاس ومصدر للبوتاسيوم والزنك الذي يقوي جهاز المناعة ويساعد على التئام الجروح، وبعض أنواعه يمنع نمو الخلايا السرطانية في الثدي وغيرها، ويحتوي كذلك على البروتين والكربوهيدرات والدهون والبوتاسيوم الذي يساعد على خفض ضغط الدم ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ولهذا يوصى الفطر للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. كما أنه يحتوي على القليل من الكالسيوم والمغنيسيوم. ويوجد أكثر من 14000 نوع فطر في العالم، منها حوالي 3000 نوع صالح للأكل وقد تم التعرف على الخصائص الطبية لحوالي 700 صنف منها، كما يوجد حوالي 1400 صنف من الفطر تم تصنيفها كسامة.

والفطر أو كما ينعتونه "بلحمة الفقير" مائة جرام منه تؤمن 10% من حاجاتنا اليومية من فيتامينات B1 وB8 و B9 كما تؤمن بين 25 و 30 % من فيتامينات B2 و B3 و B5 و كذلك نسبة لابأس بها من فيتامين K الذي يلعب دوراً في التخثر الدموي. وعندما ينمو الفطر في مناطق معرضة لأشعة الشمس يكون غنياً بالفيتامين (D وهو أمر استثنائي ونادر في عالم النباتات) والمعروف أن هذا الفيتامين ضروري للوقاية من هشاشة العظام ومن سرطان القولون وبالمقابل فإن الفطر لا يؤمن إلا القليل جداً من فيتامين C وفيتامين A. وغيرها من فوائد الفطر..

أما عن أهالي محافظة ظفار فالكثير منهم ينتظرون موسم الخريف من أجل جمع الفطر الطازج من سفوح الجبال أو شرائه بقيمة مناسبة أو غالبا ما تكون باهضة بعض الشيء من سكان الريف الذين يجندون فتيانهم لجمعه لأنه غالبا ما يأخذ الكثير من الوقت في الحصول عليه وذلك لندرته بسبب أماكن نموه وعلى حسب الموسم وفي الكثير من الأحيان بسبب صعوبة جمعه مع الأحوال الجوية من تساقط الأمطار أو الرذاذ الثقيل وانزلاق التربة.

وللتمتع بوجبة الفطر الشهية فغالبا ما تقوم النساء أولا بغسله وتنظيفه جيدا من الطين العالق به ثم تقطيعه على حسب الرغبة وقليه بالزيت وإضافة البهارات وتقليبه جيدا إلى أن يأخذ شكلا معينا من الاستواء ثم تقديمه ساخنا وأكله مباشرة أو مع الأرز أو الخبز على حسب الرغبة، كما يقوم البعض بعمل شوربة الفطر اللذيذة وبدون شك طعمها ألذ بكثير من شوربة الفطر المعلب والذي يباع في الأسواق وبأسعار مرتفعة بعض الشيء.