كان غباءً ياسيدتي
حين توهمت حبك
حين واطنت دربك
حين رفضت مصادقة الكثير لأجلك
احتراماً لإسمك
كان غباءً وأكبر غباء
ثلاثة أعوام مضت
وأنا أكتب في عينيك
في شفتيك
في يديك
في نهديك
ثلاثة أعوام
تسافر مخيلتي كل يوم ألفاً
إلى ما خلف البحار
ما بين الكواكب والأقمار
أفتش في جسد الطبيعة
وما وراء الطبيعة
عن حرفٍ نادر
أو اسمٍ لم يسمى
ثلاثة أعوام
وأنا أستورد أغرب الكلمات
لأجل أميرتي الشقراء
كلفني حبك كثيرا
كلفني أكثر من كثيرا
كنت أسبح في قلب الفكرة
الفكرة تلو الفكرة
لأستخرج سواراً
يليق بيديك البيضاء
كنت أسبح لساعاتٍ طويلة
تحملت أن لا أتنفس
إلى أن أمسك بشيءٍ كالسحر
يرقى لعينيك الخضراء
لم أكن أعرف يوماً ياسيدتي
أنني أتوهم الأشياء
وددت ياخائنتي
لو أجد بعينيك مكان
أطمر فيه أحزاني
وددت ياسيدتي
لوتبقى من قصيدتي نصف شريان
لأدفع فيه شعور عبراتي
حين اكتشفت خيانتك يا امرأة
وددت لو أبتلع حبر أقلامي
وأتقيأ على وجه أوراقي
بالله أخبريني الآن
كيف أوقف نزف أوجاعي
كيف الأن في عينيك..؟
أصدق ذاك البكاء
أتدرين ياموجعتي
يوم أنا اكتشفت خيانتك
قررت الإضراب عن حب النساء
فأصبحت أنت نكرة في عالمي
وأصبحت أنا نكرة في كل الأرجاء
واقترب الفجر
ولا زال يحتبس في صدري
لهيب الجمر
لا زلت عبثاً
أحاول أن أشطب من تسجيل ذاكرتي
آخر ثلاثة أعوام
هل أستطيع فعل ذلك ياسيدتي
لوأنا سكبت على رأسي بعضاً من الماء ..؟
أتدرين ياسيدتي
حين أتعب من تفكيري
ولا أجد ما أفكر فيه
سوى عينيك الخائنة
أحاول أن أنفخ باتجاه دماغي
لأزيح تلك الغمامة السوداء..
أكان ضرورياً أن تخوني..؟
أما وجدت طريقاً آخر
لإيقاف جنوني ..؟
لو لم تخوني
لكان من الممكن أن أجعل المستحيل قريبا
كنت لأبرع في نصب تذاكر العشق على الهواء
وكنت لربما
أفكر أن أكتب الشعر على السماء..
..
سأجد أخرى ياسيدتي
حتماً سأجد أخرى غيرك
تهتم لأمري
تسافر مع قدري
وتنام على عشبي أنا
لا على عشب الغرباء ..