القدس - زكي خليل

أكد د.رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني استعداد القيادة الفلسطينية الذهاب إلى مفاوضات مباشرة إذا حصل أي تقدم ملموس في موضوعي الحدود والأمن، محملا الجانب الإسرائيلي مسؤولية فشل المفاضات غير المباشرة. وقال المالكي في لقاء سريع لـ "الشبيبة" على هامش الحفل الذي جرى فيه منح وزير خارجية إسبانيا ميجل انخل موراتينوس شهادة الدكتوراة الفخرية في جامعة القدس الأسبوع الفائت "أي مشاركة فلسطينية في المفاوضات المباشرة يجب أن تخضع لمجموعة من الضوابط أهمها وجود مرجعية ووقف النشاط الاستيطاني بالكامل وتحديد سقف زمني والهدف من هذه المفاوضات".

وفيما يلي نص اللقاء:

** ما هو تقييمك للأوضاع على الساحة السياسية؟

الأوضاع صعبة وليست سهلة وكما تعلم هناك ضغوطات عديدة موجهة للقيادة الفلسطينية من أجل الانخراط في الذهاب إلى المفاوضات المباشرة بينما لدى الجانب الفلسطيني مجموعة من العناصر التي يجب أن تتوافر من أجل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، وهي توفر مرجعية لهذه المفاوضات وتحديد سقف زمني لها وتحديد الإطار وما هو الهدف منها.عندما ذهبنا للمفاوضات غير المباشرة كان الهدف هو تحقيق تقدم في ملفي الأمن والحدود خلال فترة أربعة أشهر وللأسف الشديد لم يتم تحقيق تقدم على الإطلاق بهذين الملفين رغم أننا قمنا بتقديم موقفنا من هذا الموضوع إلى جورج ميتشيل كما تم الاتفاق عليه لكن الجانب الإسرائيلي لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه ورفض التعاون مع مهمة جورج ميتشيل من أجل إفشال المفاوضات غير المباشرة للذهاب مباشرة إلى المفاوضات المباشرة.

نحن بدورنا لا نستطيع الذهاب إلى المفاوضات المباشرة وعلينا ضوابط كثيرة بما فيها الضغوط الداخلية المرتبطة بموقفنا أمام شعبنا وأمام هيئاتنا السياسية المختلفة والتنظيمية وبالتالي من الواضح تماما أن الضغوطات مستمرة من أجل الزامنا بالذهاب.

س: ولكن الجانب الإسرائيلي يحمل الجانب الفلسطيني مسؤولية التهرب من المفاوضات؟

ماذا نقول عن تهرب الجانب الإسرائيلي من الالتزام بتحقيق تقدم في مسار المفاوضات غير المباشرة نحن ذهبنا للمفاوضات غير المباشرة بناء على قناعة لدى الجانب الأمريكي أنه يجب تحقيق تقدم في ملفي الأمن والحدود خلال أربعة أشهر، ولهذا السبب قمنا بالإجابة على كافة الأسئلة التي قدمها جورج ميتشيل لنا وإسرائيل لم تلتزم بذلك ولذلك نحن نطالب الإدارة الأمريكية والمبعوث الخاص للولايات المتحدة جورج ميتشيل أن يحدد من الذي أعاق في تحقيق تقدم فيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة هل نحن الفلسطينيين أم هو الجانب الإسرائيلي وفي حال أن الإجابة كانت الجانب الفلسطيني، نحن نتحمل مسؤولية ذلك ولكن كما هو معروف الجانب الإسرائيلي هو الذي أعاق تحقيق التقدم، وبالتالي لا نستطيع أن نكافئ الجانب الإسرائيلي عندما يرفض التعاون في موضوع المفاضات غير المباشرة بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة .اعتقد أن الإدارة الأمريكية يجب أن تكون واضحة في تحديد من المسؤول عن إفشال المفاوضات غير المباشرة ولهذا نحن نرفض أي ادعاء يأتي من أي طرف خاصة الإسرائيلي إننا نعيق تحقيق تقدم في موضوع المفاوضات بشكل عام.

** رئيس الوزراء الإسرائيلي قرر أنه في أعقاب فترة التجميد الاستيطاني في شهر سبتمبر المقبل سيعاود البدء في النشاطات الاستيطانية ما هو موقفكم من ذلك؟

نحن نعتقد أنه إذا كانت هناك نية ورغبة لدى الجانب الإسرائيلي بالدخول في مفاوضات مباشرة يجب وقف النشاط الاستيطاني باعتباره جزءا أساسيا من مكونات هذه الضمانات وأي حديث عن مفاوضات مباشرة في الوقت الذي يتحدثون فيها عن عودة البناء الاستيطاني فهو ينسف أصلا مصداقة هذه المفاوضات ويعطي صورة واضحة عن التفكير الموجود لدى الحكومة الإسرائيلية وهو تفكير يحاول أن يتملص من الاستحقاقات وخاصة وقف النشاط الاستيطاني من خلال الادعاء بوجود مفاوضات مباشرة كغطاء لاستمرار النشاط الاستيطاني واعتقد أن ذلك مرفوض وهذه القضية واضحة ونحن قلناها مرارا ونؤكدها من جديد أن أي مشاركة فلسطينية في المفاوضات المباشرة يجب أن تخضع لمجموعة من الضوابط أهمها وجود مرجعية ووقف النشاط الاستيطاني بالكامل وتحديد سقف زمني والهدف من هذه المفاوضات. وإلى ماذا تنتهي؟

** كيف تنظر إلى زيارة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى غزة الشهر القادم؟

لست متأكدا على الإطلاق أن هذه الزيارة سوف تتم أصلا كما تعلم تم تأجيلها حتى ذلك التاريخ ولكن هذا غير مضمون وسوف يتم مناقشة هذا الموضوع معنا ولن تكون هناك أي زيارة لوزراء الاتحاد الأوروبي دون التنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية وهذا ما اتفقنا عليه وهناك تفكير أيضا بأن أي زيارة يجب أن يرافقها مسؤولين فلسطينيين على رأسهم وزير الخارجية الفلسطيني وبالتالي في حال تمت هذه الزيارة ستكون بمرافقة وزير الخارجية الفلسطيني ووزراء خارجية ووزراء آخرين من السلطة الفلسطينية بدءا من معبر رفع وانتهاء من معبر بيت حانون وهذه قضية نحن نعتبرها مهمة لأن الأراضي هي أراض فلسطينية وتخضع لها وبالتالي هم ضيوف علينا ونحن نحدد معهم البرنامج المطلوب لهذه الزيارة وهذا ما سيتم في حال أن الزيارة ستتم في أي وقت لاحق.