أ.د. حسني محمد نصر
أستاذ الصحافة بجامعة السلطان قابوس
تمثل الشبكات الاجتماعية التي انتشرت وتزايد عددها وعدد مستخدميها على شبكة الويب ثورة جديدة في الاتصال الإنساني، إذ إنها أتاحت ربما للمرة الأولى في التاريخ البشري التواصل اللحظي والتفاعلي بين الناس المرتبطين بشبكة الانترنت من خلال جماعات مصنفة ذات اهتمامات مشتركة ودون وسيط كما كان الحال قبلها في وسائل الإعلام التقليدية وحتى مواقع الويب التي أصبحت هي الأخرى تقليدية.
والواقع أن الشبكات الاجتماعية على الويب في تعريفها البسيط هي مواقع أسسها أفراد وتبنتها فيما بعد شركات كبرى، تستهدف جمع الأصدقاء والمعارف والأقارب وزملاء الدراسة في مكان واحد على الويب والتشارك في الآراء والاهتمامات والتعليقات والأخبار وتكوين صداقات جديدة. وبرؤية اجتماعية خالصة فإن الشبكات الاجتماعية على الويب هي بديل افتراضي للجماعات الاجتماعية الحقيقية التي تراجعت بسبب تغير أساليب الحياة وسرعة إيقاعها وتباعد المسافات العاطفية والنفسية بين البشر بحكم تطور تكنولوجيات الاتصال الجديدة.
وتقدم معظم الشبكات الاجتماعية الموجودة حالياً على الويب مجموعة كبيرة من الخدمات للمستخدمين مثل البحث عن الأصدقاء وإضافتهم والتواصل معهم عبر التعليقات والمحادثة الفورية والرسائل الخاصة والبريد الإلكتروني والتدوين ومشاركة الملفات النصية والمصورة وملفات الفيديو وغيرها من الخدمات. وتجمع هذه الشبكات الملايين من المستخدمين في الوقت الحالي وتقسم حسب أهدافها إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي: شبكات أصدقاء الدراسة، وشبكات أصدقاء العمل، وشبكات التتبع وتبادل التدوينات الصغيرة، ومن أشهر الشبكات الاجتماعية الموجودة على شبكة الويب حالياً فيس بوك وماي سبيس وتويتر ويوتيوب ولايف بوون وهاي فايف وأوركت، بالإضافة إلى الشبكة العربية عربيز.
ويعود تاريخ الشبكات الاجتماعية على شبكة الويب إلى العام 1995 بظهور شبكة زملاء الدراسة المعروفة باسم Classmates.com والتي أسسها راندي كونرادز، ومازالت قائمة حتى اليوم، ويبلغ عدد أعضائها نحو 50 مليون مستخدم في الولايات المتحدة وكندا، ينتمون إلى نحو 200 ألف مؤسسة تعليمية تمثل جميع مراحل التعليم من الحضانة حتى الجامعة.
وقد حدثت النقلة الكبرى في الشبكات الاجتماعية في العام 2005 بظهور موقع ماي سبيس الأمريكي الشهير الذي يعتبر من أوائل وأكبر الشبكات الاجتماعية على مستوى العالم، كما ظهر في نفس العام الموقع الأشهر حاليا فيس بوك والذي تفوق على نظيره عن طريق فتح المجال أمام المستخدمين والمطورين لتكوين التطبيقات الجديدة للموقع، مما أدى إلى زيادة أعداد مستخدميه وتجاوز هذا العدد حاجز 400 مليون مستخدم على مستوى العالم.
وفي السنوات الأخيرة ظهرت على استحياء وبإمكانات ضعيفة بعض الشبكات الاجتماعية العربية، ومن أبرزها الشبكة الاجتماعية العربية عربيز التي ظهرت في فبراير 2009 وكانت مخصصة للعرب في ألمانيا فقط لكنها انتشرت وبسرعة بين الدول العربية ويبدو أنها متوقفة حاليا, كما طورت بوابة مكتوب شبكتها الاجتماعية المعروفة، بالإضافة إلى شبكة اكبس وهي شبكة مخصصة للتشارك في المواد المنتجة بالوسائط المتعددة. كالصور ومقاطع الفيديو والأفلام بشكل عام .
ومن المهم أن يعرف المناصرون والمعارضون للشبكات الاجتماعية أن التطورات القادمة والمتسارعة في هذا المجال قد لا تسمح لنا بالتوقف للتفكير في صحة أو خطأ استخدام هذه الشبكات، وسيكون علينا اللهاث وراء كل جديد تفرزه لنا الشبكة من مستحدثات جديدة للتواصل الاجتماعي مع الآخرين بعد أن ضاقت الحياة وتقطعت الأواصر الاجتماعية في مجتمعات كثيرة في العالم. لم يعد السؤال الذي يواجهنا في العصر الحالي هو هل نستخدم مواقع الشبكات الاجتماعية أم لا، بل كيف نستخدم تلك المواقع لتعزيز المعرفة والتعبير عن الذات والتواصل مع الناس بعد أن فشلت وسائل الإعلام التقليدية في تحقيق ذلك. ويجب ونحن نتحدث عن شعارات أخلاقية جذابة مثل مراقبة الأبناء وتوجيههم أثناء استخدام الشبكات الاجتماعية، أن نعلم إننا ونحن نعيش في مرحلة لا تسمح لأحد بالمراقبة أو التوجيه.. إنها مرحلة حرية استخدام الشبكة ..مرحلة يطلق عليها الخبراء مرحلة ما بعد التفاعلية على شبكة الانترنت، وهو مفهوم اصطلاحي يصف مجمل تلك المراحل الجديدة التي دخلتها شبكة الإنترنت منذ العام 2005؛ اعتمادا على ما أضافته إليها تقنيات الويب2 والويب3، والتي نقلت الإنترنت لمرحلة جديدة في علاقة مرتاديها وزوارها بمحتواها.
والواقع أن علينا أن ننظر إلى هذه الشبكات على أنها نمط جديد من الإعلام أصبح معروفا باسم "إعلام نمط الحياة"، وأنها موجة جديدة من أنماط الإعلام تعبر عن الخبرة الإعلامية الشخصية ضمن سياق اجتماعي. لقد أصبح الفيسبوك- على سبيل المثال- لدى البعض أحد متطلبات الحياة اليومية، مثل فنجان القهوة في الصباح، وقراءة جريدة الصباح، ومشاهدة التليفزيون، نظرا لما يحققه لهم من أنشطة اجتماعية كثيرة تقربهم من دوائرهم الاجتماعية والعملية. فمرتادو الشبكات الاجتماعية المختلفة والمتعددة لهم مشارب واهتمامات مختلفة، وبعضهم يرى أن هذه الاهتمامات لا تجد لها التغطية الكافية التي تلبي كافة احتياجاتهم وكافة المساحات الموضوعية التي يهتمون بها، وهو ما يدفعهم لتقديم محتوى يخصهم وحدهم، وربما يمكنهم نقله لغيرهم.
أستاذ الصحافة بجامعة السلطان قابوس
تمثل الشبكات الاجتماعية التي انتشرت وتزايد عددها وعدد مستخدميها على شبكة الويب ثورة جديدة في الاتصال الإنساني، إذ إنها أتاحت ربما للمرة الأولى في التاريخ البشري التواصل اللحظي والتفاعلي بين الناس المرتبطين بشبكة الانترنت من خلال جماعات مصنفة ذات اهتمامات مشتركة ودون وسيط كما كان الحال قبلها في وسائل الإعلام التقليدية وحتى مواقع الويب التي أصبحت هي الأخرى تقليدية.
والواقع أن الشبكات الاجتماعية على الويب في تعريفها البسيط هي مواقع أسسها أفراد وتبنتها فيما بعد شركات كبرى، تستهدف جمع الأصدقاء والمعارف والأقارب وزملاء الدراسة في مكان واحد على الويب والتشارك في الآراء والاهتمامات والتعليقات والأخبار وتكوين صداقات جديدة. وبرؤية اجتماعية خالصة فإن الشبكات الاجتماعية على الويب هي بديل افتراضي للجماعات الاجتماعية الحقيقية التي تراجعت بسبب تغير أساليب الحياة وسرعة إيقاعها وتباعد المسافات العاطفية والنفسية بين البشر بحكم تطور تكنولوجيات الاتصال الجديدة.
وتقدم معظم الشبكات الاجتماعية الموجودة حالياً على الويب مجموعة كبيرة من الخدمات للمستخدمين مثل البحث عن الأصدقاء وإضافتهم والتواصل معهم عبر التعليقات والمحادثة الفورية والرسائل الخاصة والبريد الإلكتروني والتدوين ومشاركة الملفات النصية والمصورة وملفات الفيديو وغيرها من الخدمات. وتجمع هذه الشبكات الملايين من المستخدمين في الوقت الحالي وتقسم حسب أهدافها إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي: شبكات أصدقاء الدراسة، وشبكات أصدقاء العمل، وشبكات التتبع وتبادل التدوينات الصغيرة، ومن أشهر الشبكات الاجتماعية الموجودة على شبكة الويب حالياً فيس بوك وماي سبيس وتويتر ويوتيوب ولايف بوون وهاي فايف وأوركت، بالإضافة إلى الشبكة العربية عربيز.
ويعود تاريخ الشبكات الاجتماعية على شبكة الويب إلى العام 1995 بظهور شبكة زملاء الدراسة المعروفة باسم Classmates.com والتي أسسها راندي كونرادز، ومازالت قائمة حتى اليوم، ويبلغ عدد أعضائها نحو 50 مليون مستخدم في الولايات المتحدة وكندا، ينتمون إلى نحو 200 ألف مؤسسة تعليمية تمثل جميع مراحل التعليم من الحضانة حتى الجامعة.
وقد حدثت النقلة الكبرى في الشبكات الاجتماعية في العام 2005 بظهور موقع ماي سبيس الأمريكي الشهير الذي يعتبر من أوائل وأكبر الشبكات الاجتماعية على مستوى العالم، كما ظهر في نفس العام الموقع الأشهر حاليا فيس بوك والذي تفوق على نظيره عن طريق فتح المجال أمام المستخدمين والمطورين لتكوين التطبيقات الجديدة للموقع، مما أدى إلى زيادة أعداد مستخدميه وتجاوز هذا العدد حاجز 400 مليون مستخدم على مستوى العالم.
وفي السنوات الأخيرة ظهرت على استحياء وبإمكانات ضعيفة بعض الشبكات الاجتماعية العربية، ومن أبرزها الشبكة الاجتماعية العربية عربيز التي ظهرت في فبراير 2009 وكانت مخصصة للعرب في ألمانيا فقط لكنها انتشرت وبسرعة بين الدول العربية ويبدو أنها متوقفة حاليا, كما طورت بوابة مكتوب شبكتها الاجتماعية المعروفة، بالإضافة إلى شبكة اكبس وهي شبكة مخصصة للتشارك في المواد المنتجة بالوسائط المتعددة. كالصور ومقاطع الفيديو والأفلام بشكل عام .
ومن المهم أن يعرف المناصرون والمعارضون للشبكات الاجتماعية أن التطورات القادمة والمتسارعة في هذا المجال قد لا تسمح لنا بالتوقف للتفكير في صحة أو خطأ استخدام هذه الشبكات، وسيكون علينا اللهاث وراء كل جديد تفرزه لنا الشبكة من مستحدثات جديدة للتواصل الاجتماعي مع الآخرين بعد أن ضاقت الحياة وتقطعت الأواصر الاجتماعية في مجتمعات كثيرة في العالم. لم يعد السؤال الذي يواجهنا في العصر الحالي هو هل نستخدم مواقع الشبكات الاجتماعية أم لا، بل كيف نستخدم تلك المواقع لتعزيز المعرفة والتعبير عن الذات والتواصل مع الناس بعد أن فشلت وسائل الإعلام التقليدية في تحقيق ذلك. ويجب ونحن نتحدث عن شعارات أخلاقية جذابة مثل مراقبة الأبناء وتوجيههم أثناء استخدام الشبكات الاجتماعية، أن نعلم إننا ونحن نعيش في مرحلة لا تسمح لأحد بالمراقبة أو التوجيه.. إنها مرحلة حرية استخدام الشبكة ..مرحلة يطلق عليها الخبراء مرحلة ما بعد التفاعلية على شبكة الانترنت، وهو مفهوم اصطلاحي يصف مجمل تلك المراحل الجديدة التي دخلتها شبكة الإنترنت منذ العام 2005؛ اعتمادا على ما أضافته إليها تقنيات الويب2 والويب3، والتي نقلت الإنترنت لمرحلة جديدة في علاقة مرتاديها وزوارها بمحتواها.
والواقع أن علينا أن ننظر إلى هذه الشبكات على أنها نمط جديد من الإعلام أصبح معروفا باسم "إعلام نمط الحياة"، وأنها موجة جديدة من أنماط الإعلام تعبر عن الخبرة الإعلامية الشخصية ضمن سياق اجتماعي. لقد أصبح الفيسبوك- على سبيل المثال- لدى البعض أحد متطلبات الحياة اليومية، مثل فنجان القهوة في الصباح، وقراءة جريدة الصباح، ومشاهدة التليفزيون، نظرا لما يحققه لهم من أنشطة اجتماعية كثيرة تقربهم من دوائرهم الاجتماعية والعملية. فمرتادو الشبكات الاجتماعية المختلفة والمتعددة لهم مشارب واهتمامات مختلفة، وبعضهم يرى أن هذه الاهتمامات لا تجد لها التغطية الكافية التي تلبي كافة احتياجاتهم وكافة المساحات الموضوعية التي يهتمون بها، وهو ما يدفعهم لتقديم محتوى يخصهم وحدهم، وربما يمكنهم نقله لغيرهم.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions