إعداد- المهندس خلفان بن محمد الراشدي

تعد شوكيات الجلد مجموعة شاسعة من الكائنات البحرية, وتضم في مجموعتها نجوم البحر بشتى أجناسها وقنافذ البحر بالإضافة الى خيار البحر، وهي كائنات قاعية كونها تعيش في قاع البحر ولكن معظم يرقاتها تكون سطحية حيث تسبح مع حركة التيارات البحرية لأسابيع قبل استقرارها في القاع لتصبح بذلك من صغار شوكيات الجلد. تتواجد هذه الكائنات بكثرة وفي جميع المحيطات والبحار وفي مختلف البيئات البحرية ومختلف الأعماق، ومن السهل مشاهدتها وملاحظتها كما تتميز أنواعها بألوان وأشكال متنوعة ومتعددة، وتنفرد هذه الكائنات في قدرتها على تجديد أعضائها مثل الذراع عند نجم البحر أو أشواكها مثل قنافذ البحر أو أمعائها مثل خيار البحر، وقد يتكاثر بعض الأنواع عن طريق الانشطار كما هو الحال عند بعض أنواع خيار البحر ونجوم البحر، ولهذه الكائنات وظائف هامة بالنسبة للبيئة البحرية فعلى سبيل المثال تصنف نجوم البحر من المفترسات القاعية البارزة، وقد تجلّت هذه الطبيعة في بنيته والجهاز الهضمي لديه والذي لديه القدرة على هضم مختلف الأحجام من الفرائس، وقنافذ البحر من آكلات الأعشاب، أما خيار البحر فيتغذى على الفضلات والمواد العضوية المترسبة في قاع البحر نتيجة تحلل بقايا الكائنات البحرية الميّتة، وتعرف عملية التغذية بالبلعمة حيث يأخذ الرواسب وما بها من مواد عضوية ويهضم احتياجاته الغذائية ويقوم بطرد ما تبقى الذي يعد سمادا طبيعيا لنمو النباتات البحرية نتيجة احتوائه على أملاح معدنية.

وضمن مشروع دراسة جدوى استزراع خيار البحر في سلطنة عمان والممول من قبل صندوق التنمية الزراعية والسمكية نفذت وزارة الثروة السمكية دراسة تفصيلية حول التنوع الحيوي لكائنات شوكيات الجلد من خلال مسح دوري على مستوى جميع المناطق والمحافظات الساحلية وعن طريق الغوص، ويشير المسح إلى وجود أكثر من 75 نوعا وعلى النحو التالي عدد 21 نوعا من خيار البحر، و20 نوعا من قنافذ البحر، و35 نوعا من نجوم البحر، ومعظم هذه الأنواع قد تم تسجيلها لأول مرة في عمان والبعض منها تسجل لأول مرة على مستوى العالم، وقد تم تصنيف معظم الأنواع علميا والتعرف على الأنواع ذات القيمة التجارية منها. كما يشير المسح إلى المحدودية الجغرافية لبعض الأنواع في سواحل بحر العرب خاصة محافظة ظفار مثال على ذلك نجم البحر الظفاري (Ferdina sadhensis)، وقنفذ البحر البني والمعروف ببيض البحر من النوع (Tripneustes gratilla)، والذي يتغذى على الطحالب البحرية التي تتميز بها المناطق الساحلية الشرقية بمحافظة ظفار. وهناك أنواع من خيار البحر شائعة في بحار عمان كلها مثل خيار البحر الأسود (Holothuria edulis) وخيار البحر الحلوي (Holothuria atra) وخيار البحر ذو الخيوط البيضاء (Holothuria leucospilota)، كما أكدت الدراسة إلى وجود بعض الأنواع من خيار البحر في موقع محدد من منطقة ما، مثال على ذلك خيار البحر الرملي (Holothuria scabra) والذي يرتكز تواجده في ولاية محوت وجزيرة مصيرة فقط، أيضا خيار البحر النوبيلي (Holothuria nobilis)والذي يستقر تواجده في ولاية مرباط، وتعد كلا النوعين من الأنواع ذات القيمة التجارية العالية.وسوف نشير هنا إلى بعض الأنواع التي تم تسجيلها من خلال المسح وهي:

خيار البحر الرملي (Holothuria scabra): يعرف محليا باسم فك البحر وذلك لقدرته على التقوس ليصبح شكله كالفك. وهو النوع الوحيد المستغل في المصائد السمكية في عمان، تقتصر مصائده حتى الآن في ولاية محوت بالمنطقة الوسطى بسبب وفرة الحشائش البحرية والتي تميزت بها الولاية، وتشترك النساء في صيده من خلال جمعه باليد أثناء المشي في حالات الجزر الأدنى. ولا يوجد استهلاك محلي له، ويصدّر خارج السلطنة مجففا. ويعد حاليا من الأنواع المستنزفة بسبب الصيد الجائر وتقوم وزارة الثروة السمكية ممثلة بمركز الاستزراع السمكي بتجارب لتفريخه وتربيته.

قنفذ البحر البني (Tripneustes gratilla): يعرف عالميا ببيض البحر وذلك لاتخاذه أشواك بيضاء كما يعرف في إيطاليا بفاكهة البحر، ويقتصر تواجد هذا النوع بالمناطق الساحلية الشرقية من محافظة ظفار متزامنا تواجده مع الصفيلح، ومعظمها تتواجد في المياه الضحلة، ويؤكل منه المبيض فقط وقد يختلف لونه ليتدرج من اللون الأصفر الغامق إلى الأصفر الفاتح. ويعرف المبيض عالميا أو الجزء الذي يؤكل منه باسم روي (Roe).

نجم البحر الشوكي (Acanthaster planci): ويعرف أيضا بتاج القرون (Crown of Thorn)، وقد أخذ هذه التسمية من كثرة الأشواك والأذرع المنتشرة في جسمه والتي تشبه القرون. وهو ثاني أكبر نجوم البحر حجما بعد نجم الشمس العملاق، ويتميّز عن بقية الأنواع من نجوم البحر في التغذية حيث يتغذى ليلا على براعم المرجان، يتواجد هذا الحيوان في المناطق الاستوائية وينتشر في المحيط الهندي والهادي والبحر الأحمر وبحر العرب. وقد يصل حجمه حجم إطار باص المدرسة، وأشواكه صلبة وحادة وفي حالة الإصابة بأشواكه، لا تسبب الجروح فقط بل قد تؤدي إلى التسمم ومن أعراضه دوار الرأس والغثيان، فهي ليست خطرا على الإنسان فقط بل خطرا على بيئة الشعاب المرجانية حيث تستهلك براعم المرجان مما يحد من نموها ويؤدي إلى انقراضها.